السجن سنة لموقوف «حاول» التعامل مع «الموساد»
لم تشفع للموقوف حسين.ع «خبرته» في الهندسة الإلكترونية ولا ما اكتسبه من دراسة المحاماة التي لم ترقَ به إلى مرتبة محام، فما جمعه من هذا النقيض في الدراسة انعكس نقيضاً أيضاً على أقواله أثناء استجوابه أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة بجرم محاولة التعامل مع المخابرات الإسرائيلية.
فبعد أن زعم حسين.ع أن الاتصالات الهاتفية التي تلقاها من الخارج، هي من شركات أرسل لها سيرته الذاتية تمهيداً للعمل في إحداها، عاد ليعترف أنه تلقى رسائل نصية وصوتية من إسرائيليين للسؤال عن مفقودين وعن الطيار رون أراد الذي فقد في لبنان عام 1982، لكنه «لم يقبل ذلك على نفسه».
وتراجع حسين عن اعترافاته الأولية التي أدلى بها تحت الضغط، وفق تعبيره، مؤكداً بأنه لم يبدِ أي استعداد للتعامل مع الإسرائيليين.
وأصدرت المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم حكماً بحق حسين قضى بسجنه مدة سنة.
وباستجوابه، أفاد بحضور وكيله المحامي محمد ديراني أنه يعمل تقنياً في الإلكتروميكانيك، وقد تلقى دروساً جامعية في المحاماة سنة أولى. وأضاف أنه يملك هاتفين خلويين أحدهما مع عائلته، وكان يتواصل مع أهله وأقربائه عبر الـ«فايس بوك»، الذي استخدمه أيضاً لإرسال سيرته الذاتية إلى شركات عدة في دول الخليج للعمل لديها.
وبسؤاله قال: أنا اشتريت خطي الهاتف باسمي من الشركة، ولو أردت القيام بعمل ما لما فعلت ذلك. وأضاف: فوجئت عندما تم استدعائي إلى التحقيق، فأنا لم تردني أرقام غريبة، وإلا لكنت أبلغت عنها.
ورداً على سؤال قال حسين: أنا أنكر إفادتي الأولية لأني وقّعت عليها من دون قراءتها.
وسئل عن وجود أرقام مشبوهة تلقاها ورسائل نصية، فأجاب: لديكم اللوائح، ويمكن أن تصلوا إلى الداتا عبر البصمة الصوتية. وتابع: إن الاتصالات التي كانت تردني هي من الشركات التي أرسلت إليها سيرتي الذاتية من أجل العمل.
وسئل عما قاله سابقاً من أنه تلقى اتصالات لسؤاله عن رون أراد ومفقودين إسرائيليين، فأجاب: غير صحيح، على أساس أنها اتصالات من الشركات.
وبرّر حسين تلقيه اتصالات من أرقام عدة، بالقول بأنه قدم سيرته الذاتية لشركات عدة وليس شركة واحدة، مضيفاً: في النهاية لم أوفّق في العمل.
وعندما سئل عن إحدى الاتصالات التي تلقاها حيث ردّ مجيب صوتي وسأله عن مفقودين إسرائيليين ورون أراد، أجاب: صحيح، إنما وجّهت إليهم الشتائم لأنهم إسرائيليون. أضاف: إن أي مواطن ترده رسائل من العدو من الطبيعي أن ينزعج، ووردت رسالة عندما كنت أعمل بمستشفى رياق في البقاع كموظف صيانة، وقد أبلغت أحد الأشخاص في مخابرات الجيش وطلب مني أن أمحيها.
وبسؤاله قال: لم يكن لديّ أي استعداد للتعامل معهم. وعما قاله سابقاً من أنه كان على استعداد لتزويدهم بشبكة اتصالات حزب الله، أجاب: تحت الضغط ذكرت ذلك. وبسؤاله عن أنه أبدى استعداده للتعامل مع الإسرائيليين لكنه أوقف وبقي في مرحلة المحاولة، أجاب: أبداً ولا أقبل ذلك على نفسي.
وبعد أن طلب ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر تطبيق مواد الاتهام بحق حسين ترافع وكيله الذي طلب منحه أسباباً تخفيفية والاكتفاء بمدة توقيفه. وبسؤاله طلب حسين البراءة والإنصاف.
No comments:
Post a Comment