The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

November 20, 2014

Al-Mustaqbal - Hamadeh Describes to STL Syria-Hariri Race for Power, November 20, 2014



«زلزال» العدالة في لاهاي المحكمة تستكمل تلقف أدلته «الصادمة»
حمادة: الأسد هدّد الحريري بتدمير لبنان على رأسه ورأس جنبلاط




يوسف دياب

صحيح أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت لديها فكرة وافية، حول الظروف السياسية التي أحاطت بمرحلة التمديد لإميل لحود في رئاسة الجمهورية، والدوافع السياسية لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الا أنها لم تكن كما الرأي العام اللبناني على علمٍ بالتفاصيل الصادمة والوقائع المؤثرة التي قدمها الشاهد النائب مروان حمادة على مدى ثلاثة أيام متواصلة، وشرحه العميق والدقيق لمرحلة صناعة القرار السياسي الذي قضى بإزاحة الحريري جسدياً عن المشهد السياسي اللبناني والإقليمي والدولي، وتغييبه عن ساحة صنع قرار إستقلال لبنان عن الهيمنة السورية. بإعتباره أن «مصدر قلقٍ متزايد لدى نظام دمشق وعملائه في لبنان»، وفق تعريف حمادة أمام هيئة المحكمة في لاهاي.

أسئلة كثيرة إستفاض المدعي العام غرايم كاميرون في طرحها، لكن أهمها وأكثرها تأثيراً، تلك المتعلّقة بنتائج اللقاء الذي جمع الحريري مع بشار الأسد في دمشق في 26 آب 2004، والخلاصة التي عاد بها الحريري الى بيروت. أسئلة كانت سبباً لتقديم حمادة شرحاً مفصلاً وإحاطة كاملة لتلك المحطة الأكثر سواداً وظلماً وحقداً على رجل كان يشكّل ضمانة إقليمية ودولية لسوريا الدولة بقدر ما كان ضمانة للبنان وإستقراره ونموه وتقدمه. فأوضح حمادة أنه «ظهر ذاك اليوم كان موجوداً في منزل النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور الأخير والوزير غازي العريضي والنائب باسم السبع، وقد فوجئوا جميعاً بوصول الرئيس الحريري الى منزل جنبلاط، حيث دخل الى الموقف الداخلي بسيارته المرسيدس ومعه مرافقه الدائم يحيى العرب ابو طارق، ترجل من السيارة في وضع قل ما شاهدته فيه، كان مكفهر الوجه وشعره منكوش بعض الشيء، والعرق يتصبب من وجهه. أغلق باب سيارته وتوجه الينا، وقال فجأة إن بشار الأسد يريد لحود ولا أحد غير لحود، ويصر على إعادة انتخابه لفترة جديدة«. وأشار حمادة الى أن الحريري أبلغهم أن «الأسد إستقبله «على الواقف» أي لم يدعه الى الجلوس وبقي يتحدث معه 10 دقائق، وكان الحديث في إتجاه واحد. وقال له بلهجة حاسمة: «انتم تعتقدون أنكم تستطيعون فرض إملاء رئيس جديد على لبنان. إنكم تخطئون بذلك لاننا نحن من يحسم هذا الخيار وليست فرنسا ولا الولايات المتحدة الاميركية». وعندما إحتج الحريري بأن لا فرنسا ولا الولايات المتحدة الاميركية تنتخب، وإنما نتساعد لانتخاب رئيس أقل استفزازا من لحود. قال الاسد «بل سيكون لحود، واذا عارضتموني سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط. الافضل ان تذهب الى بيروت وترتب أوضاعك على هذا الاساس». وهنا انتهى الحديث عمليا مع الاسد وكان واضحا أنه لا يريد ان يترك مجالا للحريري في ان يناقشه. عندها ترك الحريري قصر الرئاسة في دمشق وعاد الى بيروت، وكنا أول من التقاه عند عودته«، مشيراً الى أن «النبرة كانت صارمة وقاسية«.

وكشف حمادة أن «جنبلاط أسدى نصيحة للحريري بأن يتفادى المواجهة مع الأسد لأنه رئيس وزراء لبنان وزعيم سني لبناني وهذه الزعامة لها انعكاسات حتى في سوريا ودمشق ولها وقعها العربي، كما أن السوريين أكثر قدرة على ايذاء الحريري من جنبلاط«. وقال: «لقد توجه جنبلاط الى الحريري: «أنا يا أبو بهاء بحمل التهديد، سبق أن إقترفوا بوالدي شيئاً مماثلاً، وقد يكون هذا جزءاً من مناعتي وقد لا يكررونها، وأنا في الجبل أستطيع أن أحمي نفسي، حيث الطائفة الدرزية موجودة وهي طائفة متواضعة العدد لكن قوية الشأن والصمود«. وهنا أجاب الحريري «ولكن يا وليد قال لي الأسد أنه سيطالك حتى عند الدروز». فردّ وليد «هيدي بسيطة، بس أنت يا رفيق معرض لأكثر بكثير ونصيحتي لك تشمل ثلاثة أمور: أولا أن تتجاوب مع الاسد وتسهل إعادة انتخاب لحود، وتتفادى أنت وكتلتك الشر، ثانياً أن تقدم استقالتك من الحكومة لأمنك وكرامتك، وثالثاً تغادر لبنان وتبقى وقتا طويلا في الخارج».

وشدد حمادة في إفادته على أن «الحريري لم يكن مرغوباً أو محبوباً من دمشق، لأنهم كانوا يخشون تمادي نفوذه في المنطقة وحتى في دمشق«، كاشفاً عن أن «صور الحريري كانت توضع داخل مؤسسات تجارية في دمشق وحلب، كما أن السوريين كانوا يواظبون على مشاهدة تلفزيون «المستقبل» الذي يملكه الحريري». وأكد أن «النقاش كان يجري مرارا بيننا وفي الجلسات المسائية كل يوم أحد، وكان الحريري وجنبلاط يراهنان في حديثهما من منهما سيقتل أولا«. وأوضح أنه إثر «فرض إعادة التمديد للحود، وتوسع النفوذ السوري ونسيان سوريا موعد خروجها خصوصاً بعد الإنسحاب الاسرائيلي، طفح الكيل عند الحريري وغير الحريري«، مشيراً الى أن «التوتر كان على مراحل تدريجية.» وذكّر الى أن «الرئيس الشهيد كان قلقاً لكنه كان رجلاً مؤمناً وكان يخشى على وليد جنبلاط اكثر لأنه كان يعتبر ان هناك نوعا من خيمة دولية وعربية تحميه وأن علاقاته وشخصه قد يكون رادعا للنظام السوري أو لغيره في لبنان من تنظيمات قد تفكر في اغتياله«، لافتاً الى أن «الرئيس الحريري كان من الرؤساء النادرين، يستطيع رفع سماعة الهاتف ويتحدث مع أي رئيس في العالم، مع الاصدقاء والخصوم ومع شيراك يوميا، كان صديقا للالمان والاسبان وغيرهم من الجو المتوسطي، فهو يستيطع ان يأخذ طائرته وبانذار مسبق قصير يغط عند أي من رؤساء الدول المعنية في الشؤون العربية، لانه كان يتولى نيابة عن الدول العربية تحديداً سوريا، وعندما تقع مشكلة بين سوريا والدول، وعندما كانت سوريا تتهم بأنها ترعى الارهاب، كان الحريري يتصدى للامر وكان السوريون يطلبون منه ذلك، والحريري أعدّ ترتيب زيارات رؤساء الى دمشق، كما رتّب زيارة لبشار الاسد قبل أن يكون رئيساً الى باريس، وأصر على شيراك أن يحضر جنازة حافظ الاسد كمقدمة لفتح صفحة جديدة مع بشار الذي لديه نظرة شبابية«.

ورداً على سؤال المحكمة عن تفسيره لعبارة «سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط»، أوضح حمادة أن «السوريين يترجمون ذلك بتفجيرات وإغتيالات وإثارة الفتن والمشاكل، فهؤلاء يتباهون بالقتل». وعند الساعة السادسة مساء قرر رئيس المحكمة القاضي دايفيد راي رفع الجلسة حتى صباح اليوم لإستكمال الإستماع الى إفادة حمادة وما فيها من أدلة صارخة.

واصلت أمس غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الاستماع الى إفادة النائب حمادة لليوم الثالث على التوالي، وانعقدت الجلسة أمس في غياب القاضية ميشلين بريدي لأسباب خاصة.

وفي ما يلي النص الحرفي لوقائع الجلسة: تعقد المحكمة الخاصة بلبنان جلسة علنية في قضية المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا، القضية رقمstl 1101 .

رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي دايفيد راي: صباح الخير، نعقد اليوم جلسة للاستماع الى افادة السيد مروان حمادة. صباح الخير سيد حمادة، بموجب المادة 26 «الف« تعقد غرفة الدرجة الاولى جلسة بغياب القاضية بريدي التي تعاني مشكلة ما، وبالتالي قررنا في الغرفة ان نواصل الجلسات بغيابها. الكلمة لك سيد كاميرون.

وكيل الادعاء القاضي غرايم كاميرون: شكراً حضرة القاضي. صباح الخير سيد حمادة. نحن الان سندخل في مرحلة جديدة من الاحداث التي شهدت عدداً من الامور المتزامنة ومن اجل توفير ظروف العمل الملائمة للمترجمين الفوريين وأيضاً من اجل طرح اسئلة ذات طبيعة تقنية وتفادياً لاي مشكلة في محضر الجلسة والترجمة الفورية اطلب منك أن تقبل أن أشير بيدي عندما أومئ اليك للاشارة باستراحة قصيرة، وذلك كي نتوقف لتوضيح الامور، ونأمل ان يسهل ذلك من اجراءات التواصل. فمن المهم ان نعرف ما هو مصدر المعلومات التي ستوفرها للمحكمة وكيف سمعت بالمعلومات. يوم أمس كنا قد رفعنا الجلسة في حديثنا عن ليلة 25 آب عندما عرفت ان رئيس الوزراء كان سيتوجه في اليوم التالي الى دمشق للقاء الرئيس بشار الاسد، وكان يفترض ان يقابل الرئيس الاسد في 26 آب/ أغسطس ومتى التقيت رئيس الوراء لاحقاً؟

الشاهد حمادة: في منزل الاستاذ وليد جنبلاط في بيروت شارع كليمنصو في الحديقة حيث كنا نجلس مجتمعين الاستاذ وليد جنبلاط، الوزير الزميل غازي العريضي، الاستاذ النائب باسم السبع وانا، في انتظار عودة الرئيس الحريري من دمشق، لم نكن نعلم إن كان سيعود الى منزله في قريطم او الى اي مكان آخر، عندما فاجأنا بالوصول الى منزل الاستاذ جنبلاط ودخل الى الكاراج الداخلي بسيارته المرسيدس ومعه مرافقه الدائم يحيي العرب ابو طارق، وكان ذلك قليلاً بعد الظهر في فترة نهاية الصباح او بداية الظهر 12 أو 12:30.

نزل الرئيس الحريري من السيارة في وضع قلّ ما شاهدته فيه، كان مكفهر الوجه، شعره منكوش بعض الشيء وهو ووجهه يتصبب عرقاً، واغلق باب سيارته وتوجه الينا، كنا جالسين حول فنجان قهوة وطبعاً حييناه، وقال فجأة يريد لحود ولا أحد غير لحود، وعنى بذلك ان من التقاه صباحاً اي الرئيس بشار الاسد يصر على إعادة انتخاب الرئيس اميل لحود لفترة جديدة. وعند الاستفسار من قبل الاستاذ وليد جنبلاط ومن قبلي ومن قبل غازي العريضي وباسم السبع تباعاً في نقاش حول الموضوع شرح لنا ما جرى له، وقال انه عندما وصل الى دمشق ذهب الى منزله كما كان متفقاً عليه مع اللواء رستم غزالي قبل بليلة وجلس منتظراً الموعد على أمل، قال، انه سيناقش مع الرئيس الاسد احتمالات اخرى تكون أقل عبئاً واقل خطورة على لبنان وسوريا في مرحلة كان بدأ سباق محلي واقليمي ودولي حول قرارات في مجلس الامن تتعلّق بلبنان وتحديداً ما سيصبح لاحقاً القرار 1959 وبين عملية تعديل الدستور توطئة لاعادة انتخاب لحود، وقال انه استقبله على الواقف اي انه لم يدعوه الى الجلوس، وبقي يتحدث معه لمدة عشر دقائق في شيء من حديث باتجاه واحد «مونولوج» وقال له انتم تعتقدون انكم تستطيعون املاء رئيس جديد للبنان على سوريا وانتم تخطئون في ذلك لانكم تغفلون باننا نحن الذين نستطيع ان نحسم هذا الخيار وليست لا فرنسا ولا الولايات المتحدة الاميركية. فعندما احتج الرئيس الحريري كما نقل لنا ان لا فرنسا ولا الولايات المتحدة الاميركية لها مرشح في لبنان وان باب الترشيح مفتوح لكي نتساعد ونتفاهم على اختيار رئيس اقل استفزازاً من لحود، قال له لا سيكون اميل لحود وان حاولتم ان تعارضوني سادمر لبنان على راسك وعلى راس وليد جنبلاط بالحرف الواحد، ورددها سأدمر لبنان على راسك وعلى راس وليد جنبلاط، فالافضل ان تذهب الى بيروت وترتب اوضاعك على هذا الاساس وهنا انتهى الحديث عملياً مع الرئيس الاسد وكان واضحاً انه لم يترك مجالاً لرفيق الحريري بان يناقش او يجيب. وترك الحريري قصر الرئاسة في دمشق عائداً الى بيروت حيث كنا اول من التقاه عند عودته.

كاميرون: كل ما وصفته لنا في هذا الجواب الاخير هي كناية عن كلمات سمعتها مباشرة من الرئيس الحريري في ذلك اليوم؟

الشاهد حمادة: لم اكن الشاهد الوحيد على هذا الكلام. جئت على ذكر زملاء لي بالاضافة الى الاستاذ وليد جنبلاط الذين كنا في استقبال الرئيس الحريري وسمعنا كلنا وتستطيعون ان اردتم أن تتاكدوا من الاخرين ان هذا الكلام قيل وقد افيد اكثر في الحديث الذي تبع ذلك. 

كاميرون: وصفت لنا يوم امس تصرف ووضع رئيس الوزراء عندما عاد من دمشق في كانون الاول من عام 2003 هل تذكر ذلك؟ 

الشاهد حمادة: نعم.

كاميرون: مقارنة بتلك الفترة عندما ذكرت ان مظهره مفاجئ وهذه المناسبة في26 أب هل يمكنك ان تقارن بين مظهره وشكله في هاتين المناسبتين؟

الشاهد حمادة: حالة الرئيس الحريري في عودته الاولى وفي العودة التي نتحدث عنها في العودة الاولى لم نلتقيه في اللحظة نفسها. عاد ثم اتصل بالسيد غسان تويني والاستاذ جبران تويني ثم استدعيت انا وهناك فارق في الوقت بين عودته وبين ما رواه لي تحديداً عن الجزء الذي قلنا عنه انه مذل من المقابلة. اما في هذا الاجتماع فكانت الامور مباشرة. جاء مباشرة لنا على اساس اننا اقرب حلفائه واصدقائه وانه كان وكأنه يحتاج ان يقول لاحد ما جرى له في هذا الاجتماع المثير، وكان له حاجة بأن يتحدث لنا ويقول. وقال هذه الجملة إنني سادمر لبنان على راسك وراس وليد جنبلاط اذا اعتقدتم انكم تستطيعون فرض رئيس للجمهورية وتلبون طلبات اميركا، وهذا كان الجزء الاساسي من محور الحديث.

كاميرون: في تجربتك السابقة وفي الايام العادية ما المدة التي يستغرقها الانتقال بالسيارة من دمشق الى المنطقة التي كنت موجوداً فيها ببيروت؟ 

الشاهد حمادة: في الحالات التي حيث لا ازدحام في السير خصوصاً امام موكب لرئيس وزراء يتقدمه قوى امنية ساعة ونصفاً على أبعد تقدير تأخذ الرحلة من دمشق الى كليمنصو في وسط بيروت. 

كاميرون: سنعود لاحقاً الى مضمون الاجتماع، قلت ان الاجتماع كان قصيراً وان رئيس الوزراء بقي واقفاً خلال الاجتماع كما قال لكم، ولكن هل وصف لكم النبرة التي كان يتحدث بها الرئيس الاسد خلال الاجتماع؟ 

الشاهد حمادة: نعم قال ان النبرة كانت صارمة وقاسية جداً. 

كاميرون: وكيف فسرت أنت شخصياً الكلمات التي نقلها اليك رئيس الوزراء وتحديداً عبارة سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط؟

الشاهد حمادة: في هذه اللحظة تفاوتت الآراء حول التفسير. طبعاً لم يقفز احد الى التفسير التراجيدي للقضية ان هذا التهديد مباشر لم نصل أبداً الى هذا الاستخلاص للقضية، لكن تفاوت التقدير هنا بين جنبلاط والرئيس الحريري. الرئيس الحريري اعتبر ان التهديد خطير للغاية على الشخصين. طبعاً لم نكن نحن الا معاونين واقرباء غير معنيين مباشرة بكلام الرئيس الاسد، فكانت نصيحة الأستاذ وليد جنبلاط للرئيس الحريري امام هذا النفس وهذه القساوة في الكلام وهذا التهديد المباشر على لبنان وعلى الشخصين. كان رأي الاستاذ جنبلاط ان الرئيس الحريري كان يجب ان يتجاهل المواجهة لانه رئيس وزراء لبنان ولانه زعيم سني مهما وهذه الزعامة السنية لها انعكاسات حتى في سوريا ودمشق تحديداً، ولها موقع عربي. وان السوريين اكثر قدرة لايذائه كرفيق الحريري اكثر من جنبلاط.

وكما اذكر وهذا موضوع عدنا إليه مراراً لذلك هو راسخ في ذاكرتنا كلنا الموجودين باستثناء الرئيس الحريري الذي قضى بعد اشهر، قال له: «أنا يا ابو بهاء احملها واحمل التهديد وسبق ان اقترفوا بوالدي شيئاً مماثلاً، وقد يكون هذا جزءاً من مناعتي وقد لا يكررونها وانا في الجبل حيث الطائفة الدرزية موجودة وهي طائفة متواضعة العدد ولكن قوية الشأن والصمود. هنا قال له الرئيس الحريري: «ولكن يا وليد قال لي الاسد انه سيطالك حتى عند الدروز»، أجاب وليد: «هيدي بسيطة بس انت يا رفيق معرض أكثر بكثير ونصيحتي لك هي ثلاثة امور. أولاً ان تتجاوب مع بشار الاسد وتسهل اعادة انتخاب اميل لحود، نحن الموجودون هنا سنصوت ضد ولكن انت وكتلتك تفادى الشر، ثانياً تقدم بعدها استقالتك من الحكومة ولامانتك ولكرامتك تغادر لبنان وتبقى وقتاً طويلاً في الخارج». هذه كانت النصائح وهذا كان ربما لبّ الحديث الذي جرى بيننا. طبعاً تخلل هذه المناقشة الكثير من الملاحظات من كل فرد لا اذكرها بالتفصيل.

يخشون نفوذه 

القاضي راي: سيد حمادة، قلت ان السيد جنبلاط أخبر السيد الحريري عليك ان تستقيل من الحكومة بعد ذلك، أتعرف لماذا نصح السيد الحريري بذلك؟

الشاهد حمادة: نعم سيدي الرئيس. لانه اعتبر ان على الحريري ان يغادر لبنان بعد هذه التهديدات ولا يجوز ان يغادر لبنان الحريري وهو رئيس وزراء، فقال له ان هذه هي افضل طريقة لحماية نفسك الاستقالة والابتعاد.

القاضي راي: اتعرف لماذا اعتبر السيد جنبلاط انه كان على السيد الحريري ان يغادر لبنان بعد مثل هذه التهديدات؟

الشاهد حمادة: نعم سيدي كان موضوع التهديد والعلاقة وكل ما يحيط، السجال السوري اللبناني، او السجال بين هذا الفريق من اللبنانيين، اي محور الحريري جنبلاط - قرنة شهوان - البطريرك صفير، كل هذا التحالف الذي تحدثت عنه منذ العام 2000 كان وليد جنبلاط على قناعة أن رفيق الحريري غير مرغوب فيه من دمشق، انه غير محبوب في دمشق، انهم يخشون نفوذه المتنامي في المنطقة في دمشق ومن دمشق، وان حمايته الشخصية كانت بمثابة المغادرة كأفضل حل. وهذا نقاش جرى مراراً بيننا الى حد تحوله احياناً في الجلسات المسائية كل يوم احد الى تبادل لشيء من النكات بين الحريري وجنبلاط. ولكن هذا جرى بعد هذه الحادثة بأسابيع بل بأشهر كانا يرهانان من سيقتل أولاً. 

القاضي وليد عاكوم: في اجتماع دمشق هل كان الرئيس الحريري والرئيس الاسد وحيدين ام كان يحضر الاجتماع ضباط سوريون آخرون؟

الشاهد حمادة: بحسب معلوماتي كانا وحيدين، لأن الرواية أتت من الرئيس الحريري فور عودته من دمشق أن أحدًا كان حاضراً، او حتى اذا كان أحد حاضراً طبعاً لم يكن أحد جدير بأن يذكره.

عاكوم: هل تذكر ان هذا الاجتماع حصل في خضم خلاف سوري ـ سعودي في تلك الحقبة؟

الشاهد حمادة: سيدي الرئيس، الخلاف على الانتخابات الرئاسية تجاوز الحدود اللبنانية طبعاً، ولكن لم يكن للسعوديين او غير السعوديين مرشحين في لبنان، كان الكلام الذي نسمعه من موفدي الدول ان الكثير من الموفدين جاؤوا الى بيروت ودمشق خلال الفترة التي سبقت هذه الحادثة، وزير خارجية المانيا، ممثل الامم المتحدة في المنطقة تيري رود لارسن وغيرهما. وكانت النصيحة تأجيل هذا الاحتكاك لتفادي تدهور الامور، ايضاً في مجلس الامن الدولي. كانت نية الدول منذ ما قبل ذلك ان يحترم الدستور اللبناني وهذا قد لمسته انا بصفتي وزير خارجية بالوكالة في اجتماع للجنة اللبنانية - الاوروبية السياسية في بروكسل في شهر فبراير اي قبل 7 اشهر من هذه الحادثة.

عاكوم: شكراً.

القاضي نيكولا ليتييري: كان السيد الحريري رئيس وزراء منذ العام 1992 حتى العام 1998، ومن ثم منذ العام 2000 حتى العام 2004 اي عشر سنوات وذلك في الفترة التي كان هناك نفوذ سوري في لبنان فيما يتعلق بالشؤون اللبنانية وكان هذا النفوذ قوي جداً، لماذا برز الشعور الوطني للسيد الحريري في العام 2004 فقط ولماذا تحديداً في سنة 2004 وليس قبل؟

الشاهد حمادة: سيدي القاضي، ان العلاقة بين الحريري ودمشق بقيت طبيعية في السنوات الاولى التي تبعت اتفاق الطائف، وقد تطرقت انا الى هذه الحقبة حيث كان لبنان يعول على دعم سوري لمؤسساته السياسية والامنية وفق مقتضيات اتفاق الطائف على ان تتقيد سوريا تباعاً بما جرى توقيعه في الطائف وهو الانسحاب التدريجي من لبنان. القصة ليست قصة وطنية او غير وطنية، الرئيس الحريري كان رجلاً وطنياً منذ نشأته الاولى، كان لبنانياً وطنياً وقومياً عربياً وطنياً، وكان مناضلاً دائماً، ولكن القضية كانت تطبيق اتفاق عربي ودولي هو اتفاق الطائف الذي كان ينص ان سوريا تساعدنا في مقابل اننا نلتزم معها بالدفاع معها وعنها اذا وقع اعتداء اسرائيلي، وهذا ما ينص عليه اتفاق الطائف. لكن لم ينص الاتفاق لا ان يستمر الوجود السوري كل هذا الوقت ولا ان يتحول من دعم للدولة اللبنانية الى نوع من وصاية كاملة على الدولة، فبدأ التدهور منذ العام 98 وليس في العام 2004، وقد شرحت مراحل هذا التدهور عندما أُبعد الحريري عن الحكم قسراً رغم انه كان يتحلى بأكثرية ثم عاد بعد انتخابات نيابية انتصر فيها في العام 2000، ثم وقعت وقائع عديدة بين 2000 و 2004 بين الحريري والسوريين وليس فقط بين الحريري والسوريين ولكن بين كبار القيادات المسيحية في لبنان وسوريا والقيادة الدرزية والقيادة الدرزية وسوريا. وعندما اخذ الخلاف حجم فرض رئيس

No comments:

Post a Comment

Archives