Almustaqbal - environment - February 07,2011

صيدا ـ رأفت نعيم أعاد تضرر شباك عدد من صيادي الأسماك في صيدا من جراء نفايات مصدرها مكب المدينة، تسليط الضوء مجددا على مشكلة قديمة متجددة يعاني منها كل ابناء المدينة وليس فقط صياديها، وهي مشكلة جبل النفايات المزمنة والمستمرة بتداعياتها التي تتكرر كل شتاء وبعد كل عاصفة. لكن تكرار هذه المشكلة هذا العام يأتي في ظل أمرين، الأول يساهم في التخفيف منها، وهو مسارعة البلدية الحالية الى التخفيف من معاناة الصيادين ومساندتهم في محنتهم عبر صرف مساعدات مادية فورية لهم لتمكينهم من اصلاح ما يلحق بشباكهم ومراكبهم من اضرار وتعويضهم ولو جزءا من الخسارة التي تتسبب لهم بها هذه المعضلة، والأمر الثاني يضع المشكلة جديا وفعليا على طريق الحل النهائي، وهو مضي البلدية بدعم من نائبي صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري في خطتها للتخلص من المشكلة البيئية التي تؤرق المدينة وأهلها منذ عقود، عبر وضع اللمسات الأخيرة على ثلاثة مشاريع ستسير بالتوازي فور اعطاء امر المباشرة أو التشغيل لها من الجهة الرسمية ممثلة بمجلس الوزراء، وهو أمر بات مرتبطا الآن بتشكيل الحكومة الجديدة ومباشرتها مهامها. فكما في كل شتاء، تضررت شباك عدد من صيادي الأسماك في مدينة صيدا من جراء النفايات التي حملتها الأنواء البحرية من جبل النفايات الى بحر المدينة، وعاد هؤلاء الصيادين بشباك مثقلة بالنفايات وبعضها ممزق، حيث امضوا ساعات في تنظيف وانقاذ ما امكن منها. وناشد الصيادون بلدية صيدا والجهات المعنية الاسراع بمعالجة مشكلة النفايات والتعويض عليهم بانتظار حل هذه المشكلة، فيما طالبت نقابة صيادي الأسماك البلدية بمراقبة عملية فلش النفايات على متن مكب صيدا للتأكد من عدم القائها في البحر ولرفع الضرر عن الصيادين ومصدر رزقهم. وقال نقيب الصيادين ديب كاعين: انها قصة ابريق الزيت التي تتكرر دائما ويقع الصيادون ضحيتها. فتلوث البحر بالنفايات يجعل شباكهم تصطاد النفايات بدلا من الاسماك، ما يؤدي الى تضرر وتمزق بعضها، كما جرى مع سبعة صيادين "كسحوا" فجر السبت. نحن نعرف أن هناك معالجة جدية لهذه المشكلة لكن ماذا نفعل، ومن يعوض علينا الخسائر. قصدنا البلدية وهي مشكورة قررت صرف مساعدات مادية فورية. لكن هذا لا يكفي. نريد مراقبة لعملية فلش النفايات على المكب ومنع سقوطها في البحر، وعدم تكويمها على حافة المكب حتى لا تسحبها الأمواج. نريد ان نحمي مصدر رزقنا وهذا حقنا. وقال الصياد نزيه سنبل: لم نتمكن هذه الليلة من الاصطياد بسبب النفايات. وعدنا الى عائلاتنا من دون قوت يومنا. نريد وضع نهاية لهذه المأساة. ونشكر البلدية انها سارعت للمساعدة. وفي الوقت نفسه لا نريد لأحد ان يصطاد في المياه العكرة ويستغل قضيتنا ليصورها على انها تقصير من البلدية. فالبلدية تقوم بواجبها وتعمل لمعالجة المشكلة البيئية في صيدا ككل. ولا ننسى أن هذه المعضلة نعاني منها كقطاع صيد منذ عشرات السنين وهي تتراكم. كل ما نريده ان يعيروا انتباههم لنا ويراقبوا عملية رمي النفايات على المكب حتى لا تقع في البحر. لقاء رئيس البلدية والتقى وفد من الصيادين يتقدمهم رئيس نقابتهم ديب كاعين، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وعرضوا له المشكلة. وقد أوعز السعودي على الفور بصرف مساعدة عاجلة للصيادين المتضررين. وقال السعودي في حديث الى "المستقبل" ان معاناة الصيادين مع النفايات ليست جديدة وان حلها مرتبط بالمعالجة النهائية لمشكلة جبل النفايات والتي وضعت على سكة الحل من قبل البلدية. أضاف: معالجة المشكلة نهائيا تتطلب أن ينفذ ما نقوم به الآن وهو حاجز الأمواج الذي يحجز كل النفايات. وما نقدر عليه الآن أن نرفع هذا الضرر بأن نساعد الناس المتضررين. ومن جهة البلدية، نؤكد ان لا احد يرمي النفايات في البحر. النفايات موجودة على الشاطئ، وعندما تقوى الرياح تأتي بالموج وتأخذ من المكب، والنفايات تصل احيانا الى شواطئ تركيا والمشكلة كبيرة وهذا ما نسعى لحله. وعما اذا كان مشروع معالجة النفايات سيتأثر بالأزمة الحكومية قال: هناك مشاريع معلقة بالحكومة وبالوزارة وهناك مشاريع تنفذ بامكانيات ذاتية، وهذه اعتقد لا تتأثر. اما ما يتعلق بالوزارة، فهذا لا يعني انها ستتوقف. فالحكومة يجب ان تعمل للبنانيين كلهم سواء كانت الحكومة السابقة أم اللاحقة. وبالنسبة لنا، المشاريع يجب أن تنطلق لأن لها منفعة للبنان وليست منفعة للسياسيين. البلدية اساسا متكفلة بالصيادين، ونساعدهم الآن وغدا وكل ما نستطيع القيام به سنقوم به لرفع الضرر عن الصيادين. اشارة الى أن بلدية صيدا كانت اعلنت مشروعا متكاملا لمعالجة مشكلة جبل النفايات لكن البدء بتنفيذه بات ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة، وهو يتضمن ثلاث خطوات: تشغيل معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق ووضع الحجر الأساس لبناء حاجز بحري بينه وبين جبل النفايات واقفال المكب والبدء بفرز ومعالجة مكوناته.