The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

April 7, 2010

Assafir - Agent Moussa arrested - April 7, 2010

محلّيات
تاريخ العدد 07/04/2010 العدد 11559



العميل موسى يرصد «المصنع» ويراقب تحرّكات المقاومين في الخيام والجوار
علي الموسوي
تحت ستار تجارة المواشي التي لا يفقه منها شيئاً، تواصل العميل الموقوف موسى علي موسى مع جهاز «الموساد» الإسرائيلي وجال على عدد من القرى المحيطة ببلدته الخيام الجنوبية، يترصّد مواقع المقاومة ويسعى إلى مراقبة تحرّكاتها لعلّه يظفر بمبلغ زهيد يقطع الجبال طولاً وعرضاً في سبيل تحصيله عبر «البريد الميت».
ولكثرة ما انتشل من مبالغ مالية وضعت له في هذا البريد في غير منطقة لبنانية بذل ساعات في الوصول إليها، صار بالإمكان إعطاؤه لقب حفّار «البريد الميت»، وهو الذي لم يتوان للحظة واحدة، عن تقديم معلومات خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 سهّلت مهام هذه الحرب وأدّت معلوماته عن أبناء بلدته، إلى تدمير منازلهم وأرزاقهم من دون أن يقشعرّ بدنه على فعلة الخيانة لمن يعرفهم ويعرفونه عن كثب.
من يسترجع سيرة موسى (مواليد الخيام 1959) يجد أنّ تعامله يعود إلى ثلاثة وثلاثين عاماً وتحديداً إلى عام 1977 حيث خضع لدورة عسكرية لدى الجيش الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلّة استمرّت خمسة وعشرين يوماً، عاد بعدها إلى بلدته لينقطع عن التعاطي مع الإسرائيليين من دون أن تتضح الأسباب الداعية لهذا الانقطاع المفاجئ.
وخلال عمل المحرّكين الأمنيين في جهاز ميليشيا أنطوان لحد العميلين علي محمّد سويد أو «علي افطان» (مواليد الخيام 1967) وأحمد حسين عبد الله(مواليد الخيام 1962) الفارين إلى فلسطين المحتلة بعد تحرير الألفين، على تجنيد أكبر قدر ممكن من المواطنين لمصلحة «الموساد»، وقع موسى في فخّهما المنصوب له عن دراية تامة وبناء على ملفّه السابق بجهوزيته، فوافق على التعامل معهما ونقلاه على الفور إلى شمال فلسطين حيث جمعاه بضبّاط المخابرات وبينهم «عامي» المسؤول المباشر عنه، وطلبوا منه العمل معهم مقابل إغراءات مالية فلم يرفض، وربط بالعميل أحمد عبد الله الذي نقده مبلغ خمسمئة دولار أميركي لتشجيعه وتحفيزه وترهيبه مادياً.
ولكنّ هذا المبلغ لم يكن عربون محبّة، بل بداية لمشوار طويل من العمالة، استهلّه موسى بإيصال مغلّف أسمر اللون إلى أحد الأشخاص القاطنين في شارع الحمراء في بيروت.
صادق في تعاونه
أدخل موسى مرّات عدة إلى مستوطنة «كريات شمونة» حيث كان يحلّ ضيفاً في أحد فنادقها، فيستعيد مع «الموساد» ما جرى تقديمه، والمخطّط المنوي تنفيذه، وأخضع مثل بقيّة العملاء والجواسيس، لآلة كشف الكذب التي لم تخيّب آمال الإسرائيليين به، فنال نتيجة «صادق» في تعاونه، رفعت من منسوب اهتمامهم به، وبقي في زياراته الدورية لهذه المستعمرة ولقاءاته بالإسرائيليين لغاية عام 1999.
ومع انتهاء الاحتلال، طلب منه معرفة مراكز حزب الله في الخيام وعناصره والسيّارات التي يستعملونها وتحديد أوصافها وأرقامها وأنواعها وأماكن اجتماعاتهم وتحرّكاتهم لكي يبنى على الشيء الاستخباراتي مقتضاه الإرهابي.
ومن الطبيعي أن تختلف طريقة التواصل مع «الموساد» بعد زوال الاحتلال عمّا كانت عليه خلاله، فانتفى دور العميلين علي سويد وأحمد عبد الله، ليحلّ مكانهما الهاتف، بعدما سُلّم، عام 2002، شريحة هاتف إسرائيلية «أورانج»، وأتبعت بعد عامين بشريحة أخرى، بالإضافة إلى تواصله معه بهواتف لبنانية متداولة في السوق المحلي بشكل طبيعي.
وحدّدت الساعة العاشرة من صباح كلّ يوم أربعاء فترة للتواصل الهاتفي المباشر بين موسى والإسرائيليين لتلقّي الأوامر وتنفيذها، وذلك على الرقم 046951001.
وبالفعل، نفّذ موسى الأوامر الإسرائيلية بحذافيرها، وقدّم لائحة مفصّلة بأسماء مسؤولي الحزب المعروفين ومنهم حسين العبد الله، نايف خريس وأحمد زريق، وأنواع سيّاراتهم ومجالات عملهم وأماكن سكنهم. ولم يكتف بهذا القدر، بل أضاف إليها تفاصيل عن المنازل التي يملكها أو يستأجرها عناصر المقاومة مع مواصفاتها الدقيقة وعدد الأشخاص الموجودين فيها ونوع وأرقام السيّارات التي ترتادها.
وتخصّ هذه المنازل كلاً من: أسعد عبد الله، سامي بهيج عبد الله، محمّد زريق، علي إبراهيم عبد الله، الشيخ عبد الله الحاج عباس، رياض القلوط، عباس السيّد مهدي، خليل عبد الرسول عبد الله، كامل العبد الله، مهيب فرحات، أدهم عبد الله، بالإضافة إلى المكتب العلني لحزب الله في الخيام.
وخوفاً من انقطاع الإمداد المالي عنه، في ظلّ شحّ الأخبار والمعلومات، رصد موسى شبكة الاتصالات العائدة للمقاومة فأفاد، عام 2003، «الموساد» بقيام «حزب الله» بمدّ خطّ هاتفي من منطقة الحمامص إلى منطقة المسلخ خارج بلدته الخيام.
وهكذا شقّ موسى طريقه من الخيام جنوبا إلى جورة البلوط في المتن الشمالي بعد اتصال من معلّمه الإسرائيلي فقطع مسالك متعدّدة حتّى استقرّ به المطاف في واد يربط بين عدد من البلدات المتنية، وتوقّف أمام أربع شجرات صنوبر كبيرة وضعت بالقرب منها صخرة دقّ عليها مسمار مع سهم أحمر اللون، ونشط في حفر حفرة الكنز (البريد الميت) لينتشل بعد جهد جاهد جثّة أتعابه البالغة ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار أميركي.
وفي المرّة الثانية، قصد موسى بلدة «بيت شباب» المتنية أيضاً، ونزل إلى أحد وديانها مسترشداً بما أفاده به ضابطه، فتوقّف أمام كوع قوي نبتت بالقرب منه شجرة كبيرة وضعت أمامها صخرة تحمل سهماً، فحفر التراب وانتشل أتعابه التي بلغت ثلاثة آلاف دولار أميركي.
نشاط حرب تموز
وخلال حرب تموز عام 2006، اتصل الضابط الإسرائيلي بالعميل موسى طالباً منه مساعدته بمعلومات عن أماكن قصف مسقط رأسه الخيام، ففعل، ونتيجة لمعلوماته، تمّ قصف منزل سامي بهيج عبد الله ولم يكن يوجد أحد بداخله، فاقتصرت الأضرار على الماديات.
وراقب موسى الحدود اللبنانية السورية عند نقطة المصنع ورصد دخول شاحنات النقل الخارجي القادمة منها باتجاه الجنوب ظناً منه أنّها تحمل أسلحة للمقاومة. كما أنّه مشّط مراكز حزب الله القائمة في بلدات دبين، وبلاط، وحلتا، وكفرشوبا، وشبعا، والماري، والمجيدية، متخذاً لعمله غطاء تجارة المواشي لئلا يشكّ أحد به إلى أن وقع في قبضة «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي فأوقف وأودع السجن.
وفي مرحلتي التحقيقين الأولي والاستنطاقي، اعترف موسى بكلّ هذه التفاصيل، فطلب له قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا عقوبة تصل إلى الإعدام، وذلك سنداً للمواد 274 و275 و278 من قانون العقوبات، وهي العقوبة نفسها التي طلبها للعميلين الفارين عبد الله وسويد، وأحالهم بصورة وجاهية وغيابية، على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
ولأنّ التحرير كان نعمة على اللبنانيين، فإنّه كان كذلك على موسى، فأسقط عنه الملاحقة بجنحة دخول «بلاد العدوّ» بسبب مرور الزمن الثلاثي عليها خصوصاً أنّ التحرير يحتفل هذه السنة، بعامه العاشر، بينما استمرّ العميلان سويد وعبد الله في اكتساب هذه الجنحة التي تضاف إلى كثير من الجنايات الملاحقين بها أمام القضاء العسكري.

No comments:

Post a Comment

Archives