The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

April 30, 2010

Alakhbar - Solidarity with detainee George Abdallah - April 30, 2010

الجمعة 30 نيسان 2010 العدد – 1105
مجتمع

مؤتمر جورج عبد الله: رسائل فرنسيّة مضادّة من بيروت

المحامي الفرنسي جاك فرجيس: «ميشيل اليو ــ ماري كاذبة» (هيثم الموسوي)
«ميشيل إليو ماري كاذبة»، يكفي أن يقول جاك فرجيس هذا ليعرّي العدالة الفرنسية التي تحتجز جورج عبد الله تعسفياً. إنها رسالة فرنسية مضادة نجحت الحملة الدولية للإفراج عن جورج بإيصالها في مؤتمر جمع مختلف ألوان الطيف من حزب الله إلى كتلة لبنان أولاً
بسّام القنطار
في بيت المحامي في بيروت، وقفت وزيرة العدل الفرنسية ميشيل إليو ماري، قبل أسبوع، لتقول «إنها مع حرية الرأي، شرط التعبير بلباقة». جاءها الرد سريعاً أمس من المحامي الفرنسي جاك فرجيس: «تقول اليو ــ ماري إن جورج عبد الله مجرم، وأنا أقول لها إنك كاذبة، وأنا جاهز لكي أثبت كذبك». في حسابات فرجيس اللباقة تتوقف في اللحظة التي يسمع فيها السلطات الفرنسية تردد ذات الكلام الذي جهد هذا الرجل الثمانيني في نقضه أمام قوس العدالة الفرنسية.
المقاتل الذي حارب الاحتلال الألماني لبلاده، لا يرى في موكله سوى مناضل من أجل الحرية. يلتفت فرجيس الى القاعة في فندق السفير التي حضنت ٢٥٠ ممثلاً عن قوى سياسية وحزبية ونقابية من أجل إطلاق حملة دولية تطالب بحرية جورج. يحدّق مليّاً في «صديقه القديم أنيس نقاش» ويقول: «استطاعت الحكومة الإيرانية أن تطلق سراح أنيس من السجن الفرنسي، قد تقولون إن إيران دولة قوية ولديها نفوذ (...) لكن يكفي أن تقول السلطة اللبنانية إن أبوابنا مفتوحة فقط أمام فرنسا إذا أفرجت عن جورج عبد الله». مرافعة فرجيس لم تنس الدفاع عن موقفه السياسي من بلده «عندما أدين السلطات الفرنسية، فأنا لا أقوم بعمل ضد فرنسا بل من أجلها، من يقود فرنسا ليس جديراً بقيادتها، هؤلاء عملاء لإسرائيل ولا يجوز أن يترك مناضل وطني بين أيدي عملاء».
الرد الفرنسي لم يقف عند هذا الحد، فوجود فرجيس كان معززاً بوجود وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما، ابن شهيد المقاومة الفرنسية الذي أعدمه الغستابو لضلوعه في مقاومة الاحتلال النازي. الرجل الذي ينتمي الى رعيل الدبلوماسية الديغولية القديمة، كان حضوره استثنائياً معززاً بوثائق مهمة جداً عن قضية جورج، نقل الى المجتمعين مضمونها، بعدما وفى بوعده لمطران القدس المنفي هيلاريون كبوجي، بنقل فخره واعتزازه بجورج. دوما الذي جاء خصيصاً للتضامن، عبّر عن سروره بهذه المشاركة المتنوعة في المؤتمر، والتي تثبت أن التضامن مع جورج لم يخفت أو يتراجع. وأضاف: «لقد كان والدي مقاوماً، وأعدم بعد ٢٤ ساعة من اعتقاله. بعد انتهاء الحرب العالمية زرت المكان الذي احتجز فيه، واستطعت أن أعثر على وثيقة موقّعة من ضابط ألماني ووجدت اسم والدي وقد كتب إلى جانبه عبارة إرهابي، تماماً كما يوسم جورج اليوم». أضاف: «عندما احتجز جورج كنت في السلطة، ولكن في موقع دبلوماسي، وفي حينه لم أكن مطّلعاً على قضيته. وفي وقت لاحق اطّلعت على ملفه فلم أجده سوى مناضل. ومن خلال الوثائق التي جمعتها وجدت أن جميع العوامل متوافرة لإطلاق سراحه سوى شرط واحد: تنكّره لموقفه النضالي. حتى في أكثر القوانين تطرفاً فإنه منذ عام ١٩٩٩ يستوفي شروط إطلاق السراح، ولا شك أنه من خلال حركتكم سيعود الى لبنان».
ومن القانونية والدبلوماسية الى العمل الميداني، رسالة فرنسية ثالثة عبر عنها القيادي في الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية آلان بوجلا، الذي أكد أن من واجب من يقول إنه مناضل أممي أن يعمل من أجل حرية جورج وأن يسعى الى الإفراج الفوري عنه. ونحن نعلن استعدادنا لاستنهاض الحملة الدولية للإفراج عن جورج وتعاوننا مع مختلف المنظمات والأحزاب من أجل تفعيلها».
وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوماعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي أكد أن المقاومة في لبنان تقف الى جانب جورج عبد الله، وهي تدين اعتقاله التعسفي المدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. أضاف: «إن جورج هو رمز من رموز المقاومة، ونحن على يقين من أن اليوم الذي سيخرج فيه هو قريب». ومن ٨ آذار إلى ١٤ آذار، فتح المنبر أمام النائب في تكتل لبنان أولاً هادي حبيش الذي سأل: «أين هي الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها من ملف المواطن اللبناني جورج عبد الله؟ ماذا تفعل وماذا فعلت؟ ماذا تفعل وزارة الخارجية والمغتربين؟ ماذا تفعل سفارة لبنان في فرنسا؟ نحن نطالب وزير الخارجية باستدعاء سفير فرنسا في لبنان والطلب منه معالجة هذا الملف بأسرع وقت ممكن. ونطالب الحكومة اللبنانية بوضع يدها على هذا الملف واعتباره بمثابة ملف الأسرى والمفقودين. ومن سجن هداريم الى سجن لانميزون، وصلت رسالة التضامن من الأسير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، كما أن زنازين العزل الانفرادي في معتقل رامون في فلسطين المحتلة، لم تحجب تضامن الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات مع رفيق دربه جورج عبد الله.
كاهن رعية سيدة الحبل بلا دنس في بلدة القبيات الخوري رولان معربس، سأل: «أليست الثقافة محددة لسلوك البشر؟ أم أن الثقافة الفرنسية لم يعد لها مكان في فرنسا اليوم. أليست هذه هي الفرنكوفونية أم باتت الفرنكوفونية بضعة من اليورو يجري توزيعها على المتزلفين. هل من عائلة فرنكوفونية أكثر من عائلة عبد الله في القبيّات؟ أم هل صارت الفرنكوفونية ثقافة صهيو أميريكية. سؤال برسم الإدارة الفرنسية ونريد جواباً عنه».
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الحاج أبو عماد الرفاعي، أكد في كلمته أن جورج عبد الله رمز لجيل من الشباب العربي الذي وهب حياته ونفسه دفاعاً عن القضية الفلسطينية وقضية الأمة العادلة. أما رئيس المجلس الدستوري في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا فأكد قوف الحزب الى جانب جورج، فيما أعلن المنسّق العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ بلال شعبان، التحضير لزيارة وفد من علماء الدين الى السفير الفرنسي في بيروت، لمطالبته بإطلاق سراح جورج. ولكن في حال عدم الاستجابة لمطلبنا سنضطر الى سلوك درب آخر».
بدوره، طالب الأمين العام لمركز الخيام محمد صفا باستجواب الحكومة اللبنانية لتقصيرها في المطالبة بحرية عبد الله، ودعا الى نصب خيمة دائمة أمام السفارة الفرنسية في بيروت من أجل الضغط لإطلاق سراحه. ولفت صفا الى أن جلسة مساءلة الحكومة اللبنانية بشأن ملفها في حقوق الإنسان خلال المراجعة الشاملة التي ستجرى في جنيف أواخر العام ستتضمن قضية عبد الله.
الشيخ عطا الله حمود وصف جورج، باسم الجمعية اللبنانية للأسرى، بأنه أسير الإنسانية وأسير الضمائر الحرة. أما الأسير المحرر أنور ياسين فدعا الى التمعن برسالة جورج لأنها المعبّرة عن الموقف الثابت. أضاف: «أنا تلميذه، ورغم بعد المسافة بيني وبينه كنا نتراسل من داخل السجن، وأنا خرجت إلى سجن أكبر قليلاً، ولكن جورج لا يزال أكثر حرية منا جميعاً». وقد تليت في المؤتمر برقيات من إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان فيوليت داغر، اتحاد الطلبة المغربيين، اليسار الاجتماعي الأردني، المنظمة الشيوعية المتحررة في اليونان، تكتل أبناء فلسطين ٤٨.
في ختام المؤتمر، وافق الحاضرون على «نداء بيروت» الذي تضمن التوصيات التي أقرّوها. ومن المقرر أن يقام اليوم اعتصام أمام السفارة الفرنسية عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً لتسليم التوصيات الخاصة بالحكومة الفرنسية. وسوف تُسلّم التوصيات المتعلقة بالسلطات اللبنانية الى المعنيين من خلال زيارات ستقوم بها الحملة، بدءاً من الأسبوع المقبل.
________________________________________

صوت واثق من لانميزون

من داخل سجن لانميزون الفرنسي، علا صوت جورج عبد الله في رسالة صوتية تليت خلال المؤتمر. بصوت هادئ وواثق، خاطب جورج الحضور قائلاً: «يحمل لي لقاؤكم التضامني اليوم الكثير الكثير من القوة والدفء والثقة بالنصر، كيف لا؟ وكل منكم يحمل لوناً من ألوان المقاومة، إن اجتمعت وتناغمت كل أطيافها، وهي حكماً بصدد ذلك، فتمثّل الرد التاريخي على كل مفاعيل الهجمة الإمبريالية الراهنة. صف مرصوص خلف البندقية المقاومة، ومواجهة حازمة لكل متطاول على شرعيتها. وختم: «في ظل الأزمة الراهنة، باتت القناعات المعادية للإمبريالية، القناعات المعادية للرأسمالية تهماً كافية، وأدلة جرميّة أمام القضاء في أوروبا. فبعد الحكم على المناضلين الثوريين الأسرى بأقسى العقوبات، وفقاً للقوانين المرعية يستمر الحجز عليهم مدى الحياة طالما هم لم يركعوا ولم يعتذروا، هذا ليس مجرد تعصب كيدي وانتقامي من قبل القيمين على أجهزة الدولة فحسب، إن هذا النوع من الممارسات هو بالأحرى انعكاس للمنطق العام الموجّه إلى عدالة هي في خدمة نظام إمبريالي مأزوم».

No comments:

Post a Comment

Archives