أعلنت هيئة الغرفة السابعة لدى محكمة التمييز المؤلفة من القضاة الرئيس المنتدب خالد حمود والمستشارين الياس نايفة وكارول غنطوس حكمها الوجاهي المبرم في قضية قتل المغدور جان فيليب الجاهل في حزيران 1996 فقضت بعد 14 سنة من إجراء التحقيقات والمحاكمات بنقض الحكم الصادر عن محكمة جنايات جبل لبنان رقم 248/98 تاريخ 23- 2 - 1998 بحق كل من المتهمين الثلاثة أحمد محمود الرفاعي، فادي عبدو حبش وفؤاد ميشال شاهين بدر وبتخفيض العقوبة من الإعدام إلى 25 سنة سجناً في الأشغال الشاقة على أن يدفع الثلاثة بالتضامن والتكافل فيما بينهم ما قضت به جنايات جبل لبنان قيمة التعويضات لشقيق المغدور بشارة فيليب الجاهل وقدرها 75 مليون ليرة·
وبعدما اعتبرت المحكمة في باب القانون والمسؤولة أن أفعال المتهمين أحمد الرفاعي وفادي حبش لجهة قتل المغدور جان الجاهل ليل 6/6/1996 خنقاً كان تمهيداً لسرقة أمواله، وأن نيّتهما لم تكن منصرمة إلى قتله إنما إلى سرقة أمواله، وان تكبيله وكمّ فمه ولفّ عنقه كان للحيلولة دون تمكنه من طلب النجاة وقد أدى ذلك إلى الوفاة الذي كان محتماً حصوله لا سيما وان المتهمين كانا يريان المصير المحتوم للمغدور وسمعا أنينه فتركاه ببرودة أعصاب حتى لفظ أنفاسه بعدما انهمكا في البحث عن الأموال في المنزل، طبقت على المتهمين أحكام المادة 549 فقرة 2 منها معتبرة عدم وجود القصد في القتل كما ابتعدت عن تطبيق أحكام المادة 550 عققوبات المتعلقة بالتسبب بموت إنسان (من غير قصد)· ورأت هيئة المحكمة أن المتهم الثالث فؤاد بدر لم يكن محرضاً على إرتكاب الجريمة، إنما وفق الوقائع المستثبتة من هيئة المحكمة كان صاحب فكرة سلب المغدور امواله من قبل المتهمين الأخرين أحمد وفادي اللذين لا يعرفا الضحية وقد تجسدت الفكرة عملياً باصطحابهما معه في سيارته من زحلة الى فرن الشباك وبإرشادهما الى منزله وبتزويدهما بكلمة السر كي يفتح لهما الباب وبإعطائهما المعلومات عن مكان وجود الأموال والحقيبة وقد تقاسم معهما الأموال المسروقة وسهل لهما الفرار للحيلولة بينهما وبين العقاب وإرتكاب المتهمين للجريمة كان نتيجة التقاء مصالحهما مع مصالح المتهم فؤاد بدر كما جاء على لسان أحمد وفادي أمام محكمة الجنايات، وفعل فؤاد بدر يعد من قبيل التدخل في جريمة القتل تسهيلاً تنفيذاً للسرقة وليس من قبيل التحريض وبذلك ينطبق على أفعال بدور أحكما المادة 549 فقرة 2 عقوبات معطوفة على المادة 219 فقرة أو 3 وعلى المادة 220 فقرة· وحيث أن بدور اعترف أنه كان يمارس اللواط مع المغدور لقاء مبالغ من المال وفعله يؤلف الجنحة المنصوص عنها في المادة 534 عقوبات ويقتضي بالتالي إدانته بمقتضاها· وحيث أن المحكمة بما لها من حق التقدير وبالنظر لظروف القضية ترى منح المتهمين الثلاثة الأسباب التخفيفية سنداً لأحكام المادة 253 عقوبات· وبما أن المدعي لم يتقدم بطلب نقض وهو من غير القانوني مضاعفة المبلغ المحكوم به له، ويقتضي رد طلب وكيل المدعي في المرافعة· وحيث أن المحكمة بالنظر الى الجريمة وطريقة تنفيذها وكل ظروف القضية وبما لها من حق التقدير ترى الزام المتهمين الثلاثة الرفاعي، حبش وبدر بأن يدفعوا بالتكافل والتضامن فيما بينهم للمدعي بشارة فيليب الجاهل مبلغ خمسة وسبعين مليون ل·ل· كتعويضات شخصية· وجاء في وقائع الحكم: تبين أنه بتاريخ 10/6/1996 بينما كانت المدعوة ريتا عبدو كساب، الممرضة في عيادة الدكتور رشيد العجمي الكائنة في محلة فرن الشباك، بناية فؤاد أبي عبد الله، الطابق الثاني، تشرف على الخادمة التي كانت تقوم بتنظيف الدرج أمام تلك العيادة، شمّت رائحة غريبة وقوية تنبعث من داخل الشقة المقبلة وشاهدت على غير عادة، الذباب يتكاثر على الباب، فشكّت بحصول مكروه لصاحب تلك الشقة الذي كانت تعرفه جيداً كونه جارها منذ اثني عشر عاماً، فاتصلت على الفور بشقيقه المدعي بشارة فيليب الجاهل الذي حضر فوراً واستدعى صاحب محل لبيع لوازم دفن الموتى واخبر عناصر مخفر درك فرن الشباك وتم بحضورهم وتحت اشرافهم فتح باب الشقة المذكورة حيث عُثر على المغدور جان فيليب الجاهل جثة هامدة· وكانت يداه مكبلتين خلف ظهره بقطة من قماش ورجلاه مقيدتين بقشاط من الجلد ورأسه وعنقه مغطين بشرشف السرير وعوامل التحلل والاهتراء بدأت تظهر على الجثة ورائحة الموت تفوح في كل أنحاء المنزل مما يدل على أن الوفاة كانت حصلت قبل عدة أيام من اكتشاف الجثة· ونتيجة التحقيقات الفورية التي أجراها عناصر المخفر ومفرزة استقصاء جبل لبنان بناء على استنابة قاضي التحقيق في جبل لبنان الذي وضع يده على القضية مباشرة ضمن إطار الجرم المشهود· تبين أن المغدور جان الجاهل كان رجلاً متقدماً في السن غريب الأطوار يعيش وحيداً في شقته منعزلاً عن المجتمع ومتقوقعاً عن أقاربه، لا يسمح لهم التدخل في شؤونه وحياته الخاصة، ولا يستقبلهم إلا في أوقات محددة، وكان ينفق امواله التي يحصل عليها من بلدية بيروت حيث كان موظفاً في سبيل تأمين معيشته وعلى ملزاته الشخصية، وكان على وشك احالته الى التقاعد لبلوغه السن القانوني· وهو كان عازباً وشاذاً جنسياً يمارس اللواط مع شلة من الشبان اصغر منه سناً بعشرات السنين كانوا يترددون الى منزله لتلك الغاية، وكان يدفع لهم مبالغ من المال لقاء كل عملية لواط ويفرق على بعضهم من المميزين لديه الهدايا، كما كان يدّون في مذكراته المتعلقة بتلك الممارسات المنحرفة على اوراق خاصة عثرت عليها القوى الأمنية لدى تفتيش المنزل وقد استنارت بها وبالاسماء المدونة فيها حتى تمكنت من كشف خيوط تلك الجريمة والقاء القبض على الاشخاص الذين قاموا بارتكابها· وتبين ان المتهم المميز حاضرا - فؤاد ميشال شاهين هو من الاشخاص الذين كانوا يترددون على المغدور جان الجاهل لاشباع شهواته وقد اعترف صراحة في كل مراحل التحقيق بممارسة اللواط معه لقاء مبالغ من المال كان يتقاضاها منه مقابل ذلك، وفؤاد هو من بلدة تربل - البقاع - وكان جندياً في الجيش اللبناني ومركز عمله في محلة الطيونة، وقد تعرف على المغدور الذي دعاه الى منزله، وراح يتودد اليه، واصبح فؤاد يتردد باستمرار الى منزل المغدور لقضاء حاجاته والاستحام وغسل ثيابه بسبب بعده عن بلدته وكان احياناً يستبقيه لينام عنده، وقد نشأت عن تلك الصداقة علاقة لواط ارتبطا بها لمدة سنة بحيث كان يتقاضى المتهم من المغدور بعض الاموال لقاء تلك الممارسات الشاذة الى ان سُرح من الجيش على اثر دخوله الى السجن تنفيذاً لعقوبة صدرت بحقه لارتكابه جرم سرقة، فعاد عندها الى تربل وانقطع عن المغدور ولم يعد يزوره الا نادرا وكلما سنحت له الفرصة، وبحكم تواجده لفترة من الزمن مع المغدور كان فؤاد مطلعا على اوضاعه تماما وعلى احواله المادية ويعرف الامكنة التي يضع فيها امواله· وتبين ان المميز فؤاد كان يتردد الى منزل زميل سابق له في الجيش يدعى حيدر نجيبة المقيم في معلقة زحلة وكان هذا الاخير قد طُرد من الجيش لارتكابه جرم سرقة سيارات، وفي منزل حيدر تعرّف فؤاد الى ابن شقيقه المميز احمد الرفاعي والمميز الآخر فادي حبش وهما ايضا من الاشقياء واصحاب الاسبقيات في عالم الاجرام، وكانا قد خرجا لتوهما من السجن بعد تنفيذ عقوبة جرم سرقة موصوفة· وتبين ان المتهمين الثلاثة فؤاد احمد وفادي ادلوا بإفاداتهم الاولية والاستنطاقية، وافادوا انهم التقوا سوية مساء الخميس الواقع فيه 6/6/1996 في منزل حيدر نجيبة في المعلقة حيث ارتشفوا القهوة ثم غادروا واستقلوا سيارة BMW عائدة لفؤاد وذهبوا في نزهة على بولفار زحلة، وراحوا اثناءها يتبادلون الحديث حول الضائقة المالية التي يمرون بها، وقد أخبر المتهمان احمد وفادي رفيقهما فؤاد انهما كانا خططا لسرقة احد المنازل في البقاع دون ان يوفقا بذلك لاسباب خارجة عن إرادتهما، فاقترح عندها فؤاد عليهما بأن يتصل بأشخاص من الشاذين جنسياً ممن يعرفهم ويرشدهما اليهم للقيام بسلبهم اموالهم بحجة ممارسة اللواط معهم، وعرض عليهم الاتصال ببعض هؤلاء الاشخاص الذين يقيمون في البقاع، وقد عرج على منزله في تربل حيث اجرى عدة اتصالات هاتفية ولكن دون جدوى، عندها اخبرهما بوجود شخص شاذ جنسياً يقيم في بيروت ويملك اموالاً طائلة ويمكنهما ممارسة اللواط معه ومن ثم سلبه امواله، وكان يقصد بذلك الشخص المغدور جان جاهل، فقبلا الفكرة وانطلق الجميع في سيارة فؤاد باتجاه فرن الشباك·· ووصلوا حوالى الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة، فأوقف فؤاد السيارة في بورة ملاصقة لمنزل المغدور جان وارشد رفيقيه اليه وزودهما بكلمة السر كي يفتح لهما الباب وذلك بمناداته باسم <جانوا> واعطاهما المعلومات الدقيقة عن الامكنة التي يودع فيها امواله وعن حقيبة <السامسونايت> التي تحتوي على مبالغ من الاموال والتي يضعها عادة المغدور في المطبخ· وانتظر فؤاد رفيقيه في السيارة كون المغدور يعرفه، فيما توجه احمد وفادي الى المنزل وطرقا الباب، ففتح المغدور نافذة صغيرة في اعلى الباب لاستكشاف هوية الطارق، فقال له فادي: <انا بيار كيفك جانوا>، فاطمأن بال المغدور وفتح لهما الباب مرحباً بهما فدخلا حالاً الى المنزل حيث وجداه يرتدي روباً دون ثياب داخلية، فاتكأ فادي الى السرير فيما جلس المتهم احمد على الصوفة بالقرب منه، وتنفيذاً للخطة المرسومة طلب احمد من المغدور <شربة ماء> وعندما توجه هذا الأخير الى المطبخ لحق به احمد وامسك به من الخلف ووضع يديه على فمه لمنعه من الصراخ وجرّه الى الغرفة التي ينام فيها والقى به على السرير فقام فادي بتكبيل يديه وراء ظهره وسحب احمد الشرشف عن السرير وكمّ فمه بشدة بواسطته، وقيّد رجليه بحزام من الجلد ثم لفّا بأحكام شرشفاً حول عنقه ووضعا حراماً على رأسه ووجهه وتركاه يعاني عوارض الاختناق البطيء، وهو يئن، ثم راحا يبحثان في أرجاء المنزل عن الاموال لسرقتها حسب ارشادات وتعليمات المتهم فؤاد، وبعد ان بعثرا محتويات المنزل عثرا على مبلغ ثلاثمائة وستين الف ليرة لبنانية ومئة دولار اميركي فاستوليا على المبلغ وقد استغرقت العملية حوالى الربع ساعة، ثم خرجا من المنزل مسرعين تاركين المغدور يواجه مصيره المحتوم، واتجها نحو سيارة فؤاد حيث كان هذا الاخير ينتظرهما، وفر الجميع هاربين واقتسموا فيما بينهم الاموال المسروقة، فنال كل من احمد وفادي مئة ألف ليرة وأخذ فؤاد الباقي وهو ماية وستون ألف ليرة وماية دولارأميركي، وأدخل فؤاد رفيقيه إلى قرب محطة الرحال على طريق مطار بيروت الدولي فذهب كل منهما في سبيله، بينما تابع المتهم فؤاد سيره عائداً إلى منزله في تربل، وقد ظن الثلاثة أنهم أسدلوا الستار على الجريمة التي ارتكبوها· وتبين أن أحمد وفادي أفادا أنهما تركا باب منزل المغدور مفتوحاً عند خروجهما منه، في حين كان الباب مقفلاً عند اكتشاف الجريمة وقد أنكر فؤاد أن يكون قد عاد إليه بعد إيصال رفيقيه، ولم يتوصل التحقيق إلى جلاء تلك النقطة· وتبين أن أحمد وفادي أفادا أمام قاضي التحقيق لدى استجوابهما تكراراً من قبله أن فؤاد هو الذي شجعهما على التوجه إلى منزل المغدور جان وهو الذي زودهما بكلمة السر وكل الارشادات والتعليمات، وطلب منهما تقييد المغدور من يديه ورجليه وكمّ فمه لمنعه من الصراخ، وأنه يوجد بحوزته في المنزل مبلغ كبير من المال كونه لا يودع أمواله في المصرف، وأن المبلغ يكفي الثلاثة لمدة شهرين، وأن هذا الأمر هو الذي شجعهما على القيام بتلك العملية التي كانت الغاية منها السرقة وليس ممارسة اللواط مع المغدور أو قتله، وأكدا أنهما تركا الباب مفتوحاً عند خروجهما من المنزل ولا يعرفان من أقدم على إقفاله فيما بعد، فيما نفى فؤاد تلك الأقوال وأصر على أن اتفاقه مع رفيقيه أحمد وفادي كان يقضي بممارسة اللواط مع المغدور وسلبه أمواله وليس تقييده أو قتله· وتبين أن فؤاد أيّد أمام محكمة الجنايات أقواله المذكورة أعلاه، في حين كرر أحمد وفادي إفادتيهما أمام محكمة الجنايات، وأنهما أقدما بالاشتراك على تكبيل يديه ورجليه وكمّ فمه لمنعه من الصراخ دون أن يضعا شيئاً داخل الفم لأنه لم تكن لديهما النية بقتله وأن ارتكابهما هذه الجريمة كان بنتيجة التقاء المصالح مع المتهم فؤاد بدر· وتبين أن محكمة الجنايات في جبل لبنان كانت استمعت إلى الشاهدين الدكتور الياس الصايغ وريتا كساب اللذين كررا أقوالهما السابقة وكذلك إلى منظمي محضر التحقيق الأولي الذين أيدوا مضمون المحضر والتقرير المنظم من قبلهم في القضية· وتبين أنه باستجواب المتهمين المميّزين الثلاثة أمام محكمة التمييز أنكر المتهم فؤاد ما أسند إليه وأوضح أنه بقي في السيارة ولم يكن مع أحمد وفادي، وأيد ما أدلى به عند توقيفه وحتى صدور حكم محكمة الجنايات وأن لا علاقة له بما فعله أحمد وفادي، وأن حيدر نجيبي قال أحمد طلب منه نقل أحمد وفادي إلى بيروت وأنه كان مضطراً للنزول إلى بيروت بهدف زيارة صاحبته المقيمة في الدورة وأنه لم يزرها فعلاً في تلك الليلة لأنه وجد أنه تأخر بعد انتظاره أحمد وفادي عشر دقائق، وأنهما أخبراه بأن منظر المغدور لم يعجبهما لكبر عمره وقد حضرا لممارسة اللواط معه، وأنه هو من أخبرهما عن المغدور وأن هذا الأخير يعطيه 20 أو 30 الف ليرة عن كل فعل لواط كان يمارسه معه سابقاً وقد انقطع عن ذلك حوالى 12 سنة، وأن لا أحد قال له أن أحمد وفادي يبيعان جسدهما وإنما أثناء الطريق الى البقاع شكيا له عن ضيقهما وأنهما عاطلان عن العمل فأخبرهما عن المغدور، وأنهما بعد خروجهما من عند المغدور قالا له أنهما سلباه دون قتله وأخبراه أنهما قيداه كي لا يصرخ، وأنهما لم يبلغاه عن قيمة الغلة، وان نصيبه كان منه مئة الف او مئة دولار حسبما يذكر وانه علم ان جان الجاهل قد قتل بعد ستة او سبعة ايام، وانه لم يخبر رفيقيه بالامر لانه لم يشاهدهما إلا اثناء التحقيق· اما المتهم احمد فقد افاد ان لا صحة لما اسند اليه لجهة القتل ولا لجهة اللواط وانه يؤيد ما ادلى به منذ توقيفه، وحتى صدور الحكم· وانه كان هناك اتفاق بين الثلاثة على سلب جان وانهما كبلا المغدور <لان فؤاد كان قد اخبرهما قبل التنفيذ ان مفرزة استقصاء قرب المبنى الذي يقيم فيه جان وان عناصرها تتردد الى عند جان ووضعا على فمه ووجهه مخدة بناء على طلب فؤاد كي لا يصرخ ويستنجد بعناصر الاستقصاء، وانهما كبلا يديه خلف ظهره ووضعا على رجليه حزاماً وليس بشكل عنيف وشديد وانه ربط وجه المخدة على انف وفم جان بالرباطين المعدين لها اصلاً خلف عنقه لكنه حلل الرباط اثناء انصرافه كي يتنفس، ولم تكن لديهم نية القتل، وانهما سلباه اولاً ثم كبلاه وكما فمه، وان فؤاد هو من دلّهما على مكان المال، وانه اخبر فؤاد انهما كبلا جان وكما فمه لسلبه، ولكنه متأكد ان جان كان لا يزال يتنفس عندما غادرا المنزل· اما المتهم فادي فقد اعترف ان هناك نية مسبقة للسلب وتم الاتفاق بينهم على ذلك وان فؤاد هو الذي ارشدهما الى المنزل وموضع المال داخل المطبخ، وان تكبيل جان كان كي لا يصرخ ويستنجد برجال التحري وان المغدور لم يقاوم ورضخ للامر عندما علم ان سبب حضورهما ليس لممارسة اللواط بل السلب وانه توجه للبحث عن المال في المطبخ وتولى احمد تكبيله، وان وجه المخدة وضع على فم المغدور وليس على انفه، وعندما سئل ان المغدور توفي خنقاً لعدم وصول الهواء الى رئتيه، وذلك يجزم ان وجه المخدة وضع على انفه وفمه لم يستطع المتهم فادي الجواب على ذلك· ثم ترافع ممثل النيابة العامة التمييزية طالباً تطبيق مواد الاتهام· وترافع وكيل المدعي مكرراً اقواله وطلباته السابقة مشدداً على النية الجريمة الممثلة باقدام الجناة على خنق المغدور وتركه ينازع، مطالباً مضاعفة المبلغ المحكوم به سابقاً، وقد طلبت وكيلة المتهم أحمد عدم الأخذ بمطالب المدعي بمضاعفة التعويضات لأنه لم يُميّز الحكم· ترافع الأستاذ عاطف فياض عن موكله المتهم فادي حبش طالباً اعتبار فعل موكله سرقة عادية لم يحصل بها كسر أو خلع أو تسلق ولم تحصل أعمال شدّة أو عنف على المغدور، وإعلان عدم مسؤوليته عن جرم القتل واستطراداً الاكتفاء له بمدة توقيفه· ترافعت الأستاذة شلحا عن المتهم أحمد الرفاعي مبينة ما جاء في مرافعة الأستاذ فياض وأن كم الفاه لا يفيد القتل العمدي ولا القصد في القتل وأن الطبيب الشرعي كشف على الجثة بعد مرور 4 أيام وذلك من أيام الصيف، وكانت الجثة متحللة، وطلبت إعلان كف التعقبات عن جرم القتل العمدي، من جرم السرقة التي أفضت إلى القتل واعتبار فعل موكلها من قبيل جرم السرقة واستطراداً كلياً اعتبار فعلهم منطبقاً على المادة 55 عقوبات· ترافع الأستاذ طرابلسي عن موكله فؤاد بدر موضحاً أن موكله لم يدخل المنزل مع باقي المتهمين وإنما بقي خارج المنزل وليس لديه أية نية في موضوع القتل بدليل افادة المتهمين الاخرين وان الغاية الأساسية من مجيئه هي اللواط، طالباً إعلان براءة موكله من جريمة القتل العمدي وعدم توفّر عناصر المادة 189 عقوبات واستطراداً كلياً اعتباره متدخلاً في جريمة السرقة والتسبب بالوفاة المنصوص عنها في المادة 550 عقوبات·
|
No comments:
Post a Comment