The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

January 25, 2011

Almustaqbal - wissam eid assasination - January 25,2011


عمر حرقوص
ثلاثة أعوام مرّت على استشهاد الرائد في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام عيد ومرافقه المعاون أسامة مرعب، خلال ذهابه إلى عمله في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لمتابعة التحقيقات في جرائم الاغتيال وغيرها من الجرائم الإرهابية، في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2008، كان الرائد عيد يمر في منطقة الحازمية، انفجرت عبوة ناسفة قدرت بأكثر من 50 كيلوغراماً من مادة الـ"تي ان تي"، إضافة إلى مواد متفجرة معها. الصور التي بُثّت ذلك اليوم من موقع الانفجار أظهرت الوحشية التي يتمتع بها القاتل الذي قصد أن ينهي حياة هذا الشخص لسبب واضح وأكيد هو منع التوصل في التحقيقات إلى معرفة من يقوم بعمليات الاغتيال السياسي في لبنان منذ محاولة اغتيال النائب مروان حماده وصولاً إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاها من عمليات اغتيال.
المقصود إذن بهذا النوع من القتل كان إعاقة عمل القوى الأمنية ومنع التحقيق الدولي من الوصول إلى معلومات جديدة عبر تعاونه مع فرع المعلومات في قوى الأمن، فالكثير من المعطيات المكتشفة بما خصّ الشبكات الهاتفية، كانت تمر عبر الشهيد عيد أو قام هو باكتشافها، وخصوصاً التحقيقات بالاتصالات الهاتفية المرتبطة بجريمة "السان جورج". بعد ثلاث سنوات تتقدم المحكمة الخاصة بلبنان سريعاً فيما لن يكون بإمكان وسام عيد أن يرى إنجازاته التي حققت الكثير من الاختراقات في بنية مجموعات القتل، لكنه بالتأكيد سيكون مطمئناً الى أن عمله لن يذهب هدراً ويرمى بعيداً كما حاول المجرم أن يفعل.
يوم الانفجار الذي هزّ بيروت والمناطق المحيطة بها استشهد عدد من المواطنين وهم المحامي إيلي فارس، وآلان صندوق وجو سركيس وسعيد إلياس عازار، هؤلاء الذين كانوا يمرّون بالصدفة في المكان لحظة التفجير. هؤلاء الأبرياء بكل المعايير يستحقون العدالة كما غيرهم من الشهداء، ويستحقون أيضاً أن تستمر "المحكمة" بعملها لمنع الجرائم مجدداً، وفرض العدالة بدلاً من كاتم الصوت والعبوة الناسفة والتهديد بالخطف والوضع في صناديق السيارات.
فاغتيال الرائد عيد في ذلك اليوم كان قطعة مترابطة وسلسلة طويلة من الاغتيالات طالت اللبنانيين وتحديداً فئة سياسية واحدة عبر أزمة أو حرب فُتحت على مصراعيها، لتختار في كل مرة هدفاً له مكانته في هذه المعركة الطويلة والتي تستمر في هذا الوقت للانقضاض على المحكمة وعلى النظام في لبنان وعلى دستور الطائف.
العبوة التي استهدفت الرائد عيد، كان وزنها هو الأقوى والأكبر في مسلسل التفجيرات التي طاولت لبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما يشير إلى نيّة تصفيته نهائياً وعدم السماح له بالنجاة، أي القتل العنيف من دون رحمة، بالإضافة إلى تأكيد رسالة واضحة إلى قوى الأمن الداخلي لوقف عمليات البحث عن المجرمين. رسالة علنية كانت الثانية بعد الأولى من خلال محاولة اغتيال المقدّم في قوى الأمن الداخلي سمير شحادة الذي كان يعمل أيضاً على ملف الاغتيالات ويحقّق فيه، والتي أدت الى استشهاد أربعة من الأمنيين ونجاة شحادة بالصدفة، وهي كانت مفتاح توجيه الضربات الى الجهاز الأمني الذي استطاع أن يخطو خطوات كبيرة في مساعدة "لجنة التحقيق الدولية" للوصول إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
اكتشاف وسام عيد لطريقة خاصة في متابعة الأرقام الهاتفية التي كانت موجودة في مكان تفجير "السان جورج" والتي استعملت في عملية اغتيال الرئيس الشهيد وذلك من خلال خبرته كمهندس اتصالات ومعلوماتية، اعتبر عملاً كبيراً في قضايا التجسّس ومكافحة عمليات الاغتيال. إذاً، جاء اغتياله ليعيد توضيح أسباب المقتلة التي مرّت من العام 2004، وتأكيد صعوبة الخيارات التي قام اللبنانيون برسمها خلال انتفاضة الاستقلال وما تلاها من صمود أمام الهجمات التي لم تتوقف.
لم يكن صعباً تحليل أسباب الاغتيال، فالشهيد عيد هو رجل المهمة الأصعب في قضية التحقيق الدولي، أي ملف الاتصالات الهاتفية التي ارتبطت بقضية تفجير "السان جورج" وكذلك العديد من عمليات التفجير والاغتيال الأخرى. وهو الذي استطاع بجهود جبارة مع فريق صغير من متابعة ملايين الاتصالات قبل أوقات القتل وخلاله وبعده، للوصول إلى الأرقام التي لها ضلع بالجريمة، واستطاع متابعة هذا الملف الشائك مع "لجنة التحقيق الدولية" للوصول إلى تحديد هوية المجرمين وما قاموا به من عمليات اتصال وتنقّل وتحرك ومتابعة "ملاحقة" لموكب الرئيس الشهيد من لحظة خروجه من المجلس النيابي وصولاً إلى موقعة المقتلة.
كان للرائد عيد دور في تحديث فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وهو كمهندس اتصالات استطاع إدخال تقنيات حديثة على عمل القسم الذي يديره، الأمر الذي أسهم فعلياً في تعديل الكثير من توجّهات هذا القسم الفنية والتقنية. وبسبب دوره هذا المرتبط بكثير من المخاطر، تعرض لأول محاولة اغتيال في منزله، حيث كانت وضعت قنبلة انفجرت قبيل وصوله اليه، ما سرّع في تغيير مكان إقامته والانتقال إلى منطقة "السبتية" للابتعاد قدر الإمكان عن محاولات القتل.
يوم اغتيال عيد كان الهدف من العملية هو القضاء على فكرة الوصول ولو عبر الأجهزة اللبنانية إلى الحقيقة في عمليات الاغتيال، واليوم بعد ثلاث سنوات تستمر الضغوط بأشكال متنوعة، لتصل إلى محاولات الاغتيال السياسي. مرحلة ضغوط سياسية على بناء الدولة يمر بها لبنان، لكنها بالتأكيد ليست أسوأ من غيرها والمقصود فيها إلغاء "المحكمة" والعدالة والاستقرار، وكذلك منع أكثرية اللبنانيين من التعبير عن انتمائهم لوطنهم في محاولة لإعادة سيطرة "الوصايات" الخارجية.
زملاء وعارفو الشهيد عيد الضبّاط يصفونه بـ"الماهر والذكي والمتقن لعمله"، هو الذي أماط اللثام عن جريمة تفجير حافلتي نقل الركّاب في بلدة عين علق بعيد وقوعها في 13 شباط من العام 2007 حيث استطاع رصد الاتصالات الهاتفية التي تمّت بين الجناة الفارين، ما أدى إلى توقيف أحدهم قبل أن تكرّ سبحة التوقيفات.
في تلك المرحلة كان وزراء الخارجية العرب يجتمعون لمناقشة تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في شأن الأزمة السياسية والأمنية في لبنان، وجاء الانفجار ليشكل رسالة واضحة لكل من يهتم بلبنان من العرب، بأن مصير هذا البلد سيبقى محكوماً بالإجرام والإرهاب على الرغم من كل المبادرات والجهود ومساعي البحث عن حلول. كان واضحاً أن الأمر حصل كما غيره من عمليات الاغتيال السياسي لمنع قيام دولة ولفرض تبدّلات بالقوة يمكن أن تحسم تسوية الأزمة لصالح محور سياسي إقليمي. اليوم يتأكد وبقوة أن قرار بقاء المحكمة الخاصة بلبنان والحفاظ عليها ضرورة وواجب، والدفاع عنها كمحكمة عادلة وشفافة ونزيهة هو قرار لا يمكن التراجع عنه، فالشهداء الذين حاولوا حماية هذا البلد كانوا يعلمون أن لا قدرة للبنانيين على العيش من دون عدالة واستقرار ومصالحة ومصارحة تنهي ذيول الكثير من القضايا العالقة.
[ والد الشهيد
يرفض محمود عيد والد الشهيد فكرة المساومة على المحكمة الخاصة بلبنان لأن العدالة أمر نهائي بالنسبة إلى اللبنانيين. ويرى أن "العودة إلى الوراء تعني بالتأكيد العودة الى رؤية الصور المؤلمة التي رافقت الاغتيالات والتي قضت على العديد من الرموز اللبنانيين"، لافتاً إلى أن "المجرمين لم يقتلوا وسام بسبب اسمه أو انتمائه الديني ولا كذلك بسبب عمله في قوى الأمن الداخلي والجريمة التي وقعت قبل ثلاث سنوات استهدفت وسام المحقّق في قضايا الاغتيال والباحث عن العدالة". ويشدّد على أن" بقاء العدالة عبر محاكمة المتهمين والاستمرار بعمل المحكمة الخاصة بلبنان هما ضرورة لحماية الشعب اللبناني".
لا يحب محمود عيد أن يطيل الحديث عن حبه لابنه وعن اشتياقه لضمه والحديث إليه، وسؤاله عن أوضاعه، يتهرب من الأسئلة ويتمنى لو أنه ضمّه كثيراً قبل أن يعود من زيارتهم قبل أيام من وقوع الانفجار. هو الحاضر مع العائلة في كل يوم، يرونه في صوره الموزعة في المنزل وفي زيارات الأصدقاء، لا يفارقهم كأنه يزورهم علّ قلب الأم والأب يعوضهما بعضاً من الحب الذي يحملونه مع أولادهم الآخرين لهذا الابن.
يتمنى الأب أن لا يخطئ البعض ويذهبوا بما لا يغتفر، أي محاولة إلغاء المحكمة، وهو مقتنع أن عدالة "المحكمة" أمر مفروغ منه كما التحقيقات التي قام بها وسام، والتي كشفت شبكة كبيرة ممن تولّوا عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
يحزن كلما تحدث عن ابنه، يتألم بصمت، ويفتخر به وبقدرته بوسائل بدائية على صناعة معجزة في عمل الأجهزة، يؤكد أن من يحاول إخافة اللبنانيين سيجد كثراً مثل وسام وغيره يصنعون المعجزات بالسلم لمنع الفتنة والدفاع عن لبنان من خلال مؤسساته الرسمية.
[والدة الشهيد
"ربيته سنة، وفقدته بلمح البصر"، هكذا تختصر والدة الشهيد وسام عيد تاريخ علاقتها بابنها وسام، تقول إنها يوم استشهاده مُنعت من رؤيته، حتى ولو اصبع يده أو بعضاً منه، كان المشهد مؤلماً وبشعاً ولا يمكن أن يتحمله أحد، ولذلك كان قرار الجميع أن يبعدوها عن هذه الكأس المرة والسامة.
تلتفت إلى صوره من حولها، هنا كان صغيراً وهنا صار شاباً، وهناك في ثياب المدرسة الحربية وفي تلك الصورة يضمها من قلبه كأنه طفل صغير يتعلق بأمه التي يحب. هي مقتنعة بأنه موجود بقربها دائماً ولن يتركها، لا تصدق أنها فقدته هكذا بغمضة عين، ولذلك تبقى سيرته على لسانها تتحدث عنه عريساً جميلاً وتخبر عن قصصه كأنه ما زال يزورها في البيت مستعجلاً أن ينهي زياراته القليلة ليتابع عمله في كشف واحدة من أهم الجرائم.
تؤكد أن وسام كان يحب عمله، وكان يؤمن أن بإمكانه كشف الكثير من المعلومات والتفاصيل حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكذلك الشهداء باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم واللواء فرانسوا الحاج، ومن سقط معهم من شهداء.
من ناحيتها ترتاح كأم أن جهد ابنها لم يذهب هدراً، والمحكمة ستستمر من دون تدخلات، فهذا الجهد الجبار الذي وضعه وسام لكشف المجرمين في عمليات الاغتيال سيصير مع الوقت جزءاً من تحقيقات المحكمة الخاصة بلبنان، وستتكشف الكثير من الحقائق التي استطاع ابنها تفكيكها وتحليلها منذ انفجار "السان جورج" في شباط وصولاً إلى كل العمليات التي تلتها ومنها محاولتي اغتيال الوزير الياس المر والزميلة مي شدياق، ومحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة التي سبقت كل الاغتيالات.
تؤكد أنها سترتاح بالتأكيد كلما تقدمت المحكمة بعملها، وترى أن ثبات الرئيس سعد الحريري على المطالبة بالمحكمة هو أكثر ما يشعرها بإمكان تحقيق العدالة، فالمسألة بالنسبة اليها ليست عقاباً بل هي حماية من خلال كشف من قام بالاغتيالات، لافتة إلى أن دم الشهداء ليس كلمة صغيرة بالنسبة اليها، فهي بالتأكيد تعني ابنها وفلذة كبده .

الشهيد الرائد وسام عيد
أ- الاسم والشهرة: وسام محمود عيد.
[ تاريخ الولادة ومكانها: 2/10/1976 ـ دير عمار.
[ الوضع العائلي: عازب.
[ دخل السلك بتاريخ 18/4/2001 برتبة ملازم مهندس مع أقدمية سنتين في الرتبة والراتب وتدرج في الرتب حتى رتبة نقيب مهندس.
ـ رقي إلى رتبة رائد مهندس بعد الاستشهاد ونال: وسامي الحرب والجرحى ـ ميدالية الأمن الداخلي وميدالية الجدارة.
ـ خدم في مراكز عدة هي: معهد قوى الأمن الداخلي ـ شعبة المعلوماتية ـ مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية ـ رئيس المكتب الفني في مصلحة الاتصالات وشعبة المعلومات.
ـ حائز على ميدالية وزارة الداخلية والبلديات وتهنئة معالي وزير الداخلية والبلديات، وعلى تنويهات عدة من اللواء المدير العام والعميد قائد المعهد.



الشهيد المعاون أسامة مرعب
ب- الاسم والشهرة: أسامة مشهور مرعب.
[ تاريخ الولادة ومكانها: 1/5/1977 ـ البيرة (عكار).
[ الوضع العائلي: متأهل، وله ولدان.
[ دخل السلك بتاريخ 1/9/1997 برتبة دركي متمرّن وتدرّج في الرتب حتى رتبة رقيب أول.
ـ رقي إلى رتبة معاون بعد الاستشهاد ونال وسامي الحرب والجرحى ـ ميدالية الأمن الداخلي ـ ميدالية الجدارة ـ الميدالية العسكرية وميدالية وزارة الداخلية والبلديات.
ـ خدم في مراكز عدّة هي: معهد قوى الأمن الداخلي ـ وحدة القوى السيارة ـ فوج التدخل السريع ـ السرية الخاصة ـ وحدة الشرطة القضائية ـ مكتب مكافحة الجرائم المالية ـ مفرزة طرابلس القضائية ـ وحدة جهاز أمن السفارات ـ فوج الإدارات العامة (مجموعة قصر عدل بعبدا) ـ وحدة الإدارة المركزية ـ مصلحة الاتصالات (مكتب المشاغل المركزية) وشعبة المعلومات.
ـ حائز على الميدالية التذكارية وعلى تهنئة وزير الداخلية والبلديات مرتين وتهنئة العماد قائد الجيش، وعلى عدّة تنويهات من اللواء المدير العام والعميد قائد الشرطة القضائية والعميد قائد القوى السيارة.

No comments:

Post a Comment

Archives