الاثنين 8 شباط 2010 العدد – 1039
مخيمات
في مخيّم البرج الأمراض التنفسيّة قدَر
بعض ازقة المخيم لا يمكن دخولها الا «جنّابي» (مروان طحطح)
تبدو المخيّمات أشبه بعلب متلاصقة. وغير خافٍ أن شروط السكن العادل غير متوافرة في تلك «العلب» التي تنتشر فيها الأمراض الصدرية والجلدية بسبب امتناعها عن الشمس وضيقها بساكنيها، إلى درجة يصحّ أن يكتب عليها «وزارة الصحة تحذّرك من مضارّ السكن هنا»
قاسم س. قاسم
أن تتحوّل الأمراض التنفسية إلى مرض «روتيني» في المخيمات الفلسطينية فذلك يعني أموراً كثيرة. ولكي تصبح الأمراض الجلدية، مثل الحساسية والطفح الجلدي، شيئاً «طبيعياً» يتقبله المصابون به كأنه «قدر»، فذلك يعني أن المشكلة أكبر. وعندما يصبح شأن الربو شأن الـ«كريب» بمدى انتشاره بين سكان المخيمات، فذلك يعني أن هناك مشكلة تتفاقم من دون أن يلتفت القيّمون على صحة سكان المخيمات إليها. هكذا، تحوّلت أمراض خطرة تتطلّب علاجاً ومتابعة خاصة إلى أمراض «يومية» لا تستدرج من المصابين بها إلا تعليقاً من نوع «شو بدنا نعمل؟». لا بل إنهم عدا عن تكيّفهم معها، عملوا على تبديل أسمائها، ليخفّفوا بذلك عن أنفسهم قليلاً من وطأة الاسم المرعب، فالربو قد يصبح حساسية في الصدر مثلاً أو ضيق تنفس في أسوأ الأحوال.
تدخل مخيم برج البراجنة، وأنت تتجه إلى داخله، تضيق الأزقة أكثر فأكثر كلما اقتربت من وسطه. أما البيوت التي التصق بعضها ببعض كالخائفة، فهي لا تسمح لأشعة الشمس بالدخول. اعتاد الأهالي تلك الأزقة الضيقة، وتكيّفوا مع «متطلباتها»، كما يعتقدون، واخترعوا طرقاً لمواجهة المشاكل اللوجستية التي تسبّبها لهم. لكن، هناك مشاكل أخرى بدأت بالظهور في السنوات القليلة الماضية، وستستمر آثارها الصحية السيئة على أبناء تلك المنطقة لفترة طويلة. تقترب من وسط المخيم أكثر، ومع اقترابك تجد أن أشعة الشمس تخفّ أكثر فأكثر، فالأزقة الضيقة، ضيقة أيضاً حتى على أشعة الشمس. تدخل إلى منزل أحمد الذي رفض الكشف عن اسم عائلته لأسباب أمنية. يقع منزله وسط المخيم، توقيت لقائك به، كان ظهراً. لكن ما إن تجلس في منزل أحمد حتى يخيّل إليك أن الليل قد حلّ. هنا، لا تدخل الشمس بتاتاً إلى المنزل، يشير أحمد إلى جدران منزله، «شايف الرطوبة على الحيطان صيف وشتا هيك» يقول.
الأزقّة الضيّقة ضيّقة أيضاً حتى على أشعة الشمس
تسأله «قديش بتضرب الشمس على البيت بالنهار؟». يضحك الرجل ليجيب «انت في المنزل الآن والساعة 11 قبل الظهر، فماذا ترى؟» يضيف «البيوت المحيطة متلاصقة إلى درجة أن «الحيط على الحيط»، لذلك لا تدخل أشعة الشمس إلى المنزل بتاتاً، ولهذا السبب لا يمكننا أن نقتل الرطوبة». ترك غياب الشمس والرطوبة المرتفعة بصماته على جسد أحمد. يرفع الرجل كنزته، يريك الحساسية المنتشرة على ظهره وكتفيه، «هيدول بدهم شمس ليروحوا، يعني ناطرين الصيفية لننزل على البحر». تترك أحمد متوجهاً إلى منزل آخر بالقرب منه. في منزل لا يتعدى الغرفتين أيضاً، تجلس فادية باركو مع أولادها الستة. الوضع في هذا البيت الصغير أسوأ وخصوصاً مع وجود أطفال فيه، تشعر بالرطوبة بمجرد دخولك، عند أول نفس تأخذه. وصول أشعة الشمس إلى المنزل من «سابع المستحيلات» كما تقول، وبرغم وجود الإنارة فإن الغرفة تبدو معتمة. تأخذك السيدة إلى فرشة طفلتها حنين النائمة. تطلب منك أن تقترب من الطفلة أكثر وأن تضع أذنك بالقرب من صدرها «سامع خرير صدرها؟ هيك كل الوقت بتتنفس». فاديا أخذت طفلتها إلى عيادة الطبيب الذي شخّص بأن «الطفلة تعاني من حساسية بصدرها، ويمكن أن تتأزم حالتها، وصولاً الى مرحلة الربو»، كما قال الطبيب. هكذا، وبرغم إصابة العديد من أبناء المخيم بمثل هذه الحالات، إلا أنه ليس هناك إحصاءات رسمية لعدد المصابين بأمراض الربو والأمراض الجلدية في المخيمات. لكن كيف يمكن التأكد من ارتفاع هذه النسبة؟ الجواب هو عند طبيب المخيم د. عبد العزيز العلي. يجلس عبد العزيز في عيادته على باب المخيم، يؤكد أنه لاحظ «ارتفاعاً في عدد المصابين بالربو، أو ضيق التنفس في المخيم، وخصوصاً عند الأطفال، وذلك جرّاء معاينتي للمرضى». يقول: «الحكيم»، كما يلقّبه أبناء المخيم، إنه يستقبل يومياً «حالة أو أكثر تتعلق بمشاكل التنفس، عدا عن الأمراض الجلدية، هلق إنت وقاعد إلا ما يجي حدا عندو هالمشكلة». هذه الحالات ليست حكراً على د. عبد العزيز فقط، فالأطباء الفلسطينيون يتحدثون في لقاءاتهم عن الظواهر المنتشرة في مخيمهم. يعترف عبد العزيز بأن أغلب الأطباء لاحظوا «ارتفاع نسبة الحساسية الصدرية عند الأطفال، الربو عند الشباب وبعض حالات الاختناق عند كبار السن، لكننا لا نملك أرقاماً وإحصاءات عن عدد المصابين». لكن، ماذا عن العلاج؟ «خليها على الله، في أدوية سعرها غالي، العالم ما بتجيبها، فبتصير تخفف من خطورة المرض على نفسها». يدخل المريض عصام نزال، فيقطع الحديث. يطلب من العلي أن يفحصه «عم يضيق نفسي يا حكيم» يقول له. كأن القدر أرسله! «شو قلتلك»، يقول الحكيم لنا مبتسماً. يسأله العلي «وين ساكن»؟ «عند أبو طاقة» (منطقة في المخيم) يجيبه. يضع الطبيب السماعة على أذنيه. تراقبه. «خود نفس. طلّعو. بعد مرةّ. خير إن شاء الله». يعود الى مكتبه، يعطيه عدداً من الأدوية قبل أن يغادر. يلتفت الطبيب إلينا: «هيدا ساكن بمحل ما بتفوت كتير الشمس عليه، الزاروب يلي بيوصّل على بيتو عرضو تقريباً 30 سم، والرطوبة عندو بالبيت كتير مرتفعة، فصار عنده حساسية بصدره». 30 سم؟ وكيف يدخلون إلى البيت إذاً؟ يضحك وهو يجيب: «جنّابي ولو؟».
________________________________________
«بعد حرب تموز، زادت المشاكل التنفسيّة والصدرية التي عانى منها أبناء المخيم»، يقول المسؤولون في اللجان الشعبية في مخيم برج البراجنة، ويعلّلون ذلك بأنه ناتج من «أثر الصورايخ التي أطلقتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت». لكن ما زاد الطين بلة بالنسبة إلى الوضع الصحي للسكان هو «ازدحام البيوت بساكنيها، إضافة إلى ضيقها وتدهور الشروط الصحية داخلها». يضيف هؤلاء إنه مع كل ما تقدم من أمراض، فإن السكان يعانون أيضاً من مرض ترقق العظام بسبب عدم تعرض أجسادهم للشمس بما فيه الكفاية».
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
February 8, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2010
(4682)
-
▼
February
(356)
- February 26, 2010 - PRESS RELEASE: 30th Anniversar...
- Daily Star - Isf Arrests Man Suspected Of Spying ...
- Almustaqbal - Detainees From Fateh El Islam
- Almustaqbal - Detainee In Case Of Ron Araad
- L' Orient Le Jour - Signature du protocole de nett...
- L' Orient Le Jour - Un écologiste présente un rapp...
- L' Orient Le Jour - L’ambassadeur d’Espagne examin...
- Daily Star - Spain Wraps Up Effort To Clean Up 2...
- Almustaqbal - Climate Change
- Almustaqbal - Spain Wraps Up Effort To Clean Up ...
- Aliwaa - Report About Environment.
- L' Orient Le Jour - Municipales : le RD place le C...
- Assafir - Municipal Elections Draft Law
- February 26, 2010 - Naharnet - Cassese report
- L' Orient Le Jour - Quatorze ONG se mobilisent
- L' Orient Le Jour - Quand le Liban opte pour le re...
- 100226 Annahar - 14 Ngos Calling For Returned 23...
- Assafir - The Campaign My Nationality
- Alanwar - National Commission For Lebanese Women
- Almustaqbal - National Commission For Lebanese W...
- L' Orient Le Jour - Abi Nasr critique les promote...
- Daily Star - The Campaign My Nationality
- Aliwaa - Disability Rights
- Alanwar - Disability Rights
- Daily Star - Prosecutor Indicts 3 Men With Spyin...
- Almustaqbal - Military, Declares Valid The Trial ...
- February 25, 2010 - Al Mustaqbal - Lebanon: The Ab...
- Almustaqbal - Environment
- February 25, 2010 - The Daily Star - Committee dem...
- Annahar - EMHRN the Independence & Impartiality of...
- L'Orient Le Jour - Vote des émigrés : le consulat...
- Daily Star - Journalists Fund Accepting Applicat...
- Daily Star - House Doomed Prospects For Lower Vo...
- February 25, 2010 - Annahar - President of the STL
- February 25, 2010 - Alakhbar - Children from Gaza ...
- February 25, 2010 - Aliwaa - France supports STL
- Daily Star - Palestinian Principles Committee La...
- Annahar - Shahed Report About Palestinian Refugees
- Alhayat - Work In Palestinian Refugees Camps
- Alanwar - N C For Leb Woman
- February 25, 2010 - Daily Star - Is Bellemare slow...
- February 25, 2010 - The Namibian - United Nations ...
- February 25, 2010 - L'Orient le jour - Sarkozy réa...
- L'orient Le Jour - Un rapport du CLDH dénonce la ...
- Daily Star - Prisons Crowded To Twice Their Capacity
- Assafir - Cldh Report Lebanese Prisons And Humani...
- February 24, 2010 - L'Orient le Jour - Mali: A Fre...
- L'orient Le Jour - LeLe LEP plaide pour une « str...
- Daily Star - Japan Donates $56,350 For Nabatieh ...
- Annahar - Un Israel Environ Prob In Jieh
- L'Orient Le Jour - Berry aurait proposé que le vot...
- Daily Star - Sleiman Hopeful Voting Age Pitch Wil...
- February 24, 2010 - Naharnet - Syria asks Lebanese...
- February 24, 2010 - L'Orient le jour - La justice ...
- Almustaqbal - The Civil Rights Of Refugees
- February 24, 2010 - Alakhbar - Jamil Sayyed case
- Alakhbar - Unrwa & Conditions Of Palestinian Refu...
- Almustaqbal - Working Women
- L'Orient Le Jour - Afeiche lors d’un hommage : « ...
- L'Orient Le Jour - Femmes et nationalité : des mi...
- Assafir - Ruwad Frontiers Condemns Forced Deporta...
- February 24, 2010 - Naharnet - Sarkozy to Hariri: ...
- February 24, 2010 - Naharnet - Syria Threatens to ...
- Almustaqbal - Fatah Al-islam' Trial
- February 23, 2010 - Al Anwar - Lebanon family of I...
- Alakhbar - Ministry Of Environment & Environmenta...
- February 19,2010 - Daily Star Lebanon Mahmoud Rafe...
- February 19,2010 - assafir Paris Georges Abdullah ...
- February 19,2010 - almustaqbal Lebanon mahmoud raf...
- February 19,2010 - alakhbar Lebanon prisoner began...
- February 18,2010 - L'orient le jour Lebanon Impris...
- February 18,2010 - Daily Star Lebanon Judge charge...
- February 18,2010 - almustaqbal Lebanon Penalty for...
- February 18,2010 - alhayat Lebanon Restart victims...
- L'orient Le Jour - Les moins de 21 ans ne voteron...
- Daily Star - Parliament Fails To Lower Voting Age
- Daily Star - Two Newspapers Fined For Press Viol...
- Daily Star - Protesters Urge Mps To Lower Voting...
- February 18,2010 - alakhbar France detainee Georg...
- Assafir - Drop The Project To Reduce The Voting Age
- Annahar - Two Newspapers Fined For Press Violations
- February 17,2010 - almustaqbal Lebanon Military i...
- Almustaqbal - Sit-in For The Civilian Electoral R...
- February 19,2010 - L'orient le jour Lebanon Mahmou...
- February 23, 2010 - Naharnet - 300-Strong Security...
- Assafir - Palestinian Commission For The Defense ...
- Alakhbar - Unrwa Visit Schools In North
- Alakhbar - Phro Rights Of Palestinian Refugees
- Daily Star - Sidon Youth Perform For Children Ri...
- Aliwaa - The Lebanese Association For The Blind ...
- February 22, 2010 - The Daily Star - Sleiman urges...
- Daily Star - Ngo Stresses Need For Environmental...
- Almustaqbal - Environmental Project For The Green...
- Naharnet - Voting Age Bill Will Not Pass In Parl...
- L'Orient Le Jour - Wadih el-Asmar interdit d’entré...
- L'orient Le Jour - Vote à 18 ans : c’est partie r...
- Daily Star - Voting Age Reform.
- Daily Star - Mps Unlikely To Support Voting Age R...
- Daily Star - Time To Vote For Democracy
- Annahar - Palestinians Refugees Camps
-
▼
February
(356)

No comments:
Post a Comment