The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 20, 2010

Annahar - Mekawi About Palestinian Refugees

السبت 20 شباط 2010 - السنة 77 - العدد 23965
محليات سياسية
الرئيس السابق للجنة الحوار في جردة لما أنجزه خلال ولايته
مكاوي لـ "النهار": تجربتنا مع الفلسطينيين
أجهِضت في منتصف الطريق وضميري مرتاح
كتب بيار عطاالله:
فجأة ومن دون مقدمات، قدم السفير خليل مكاوي استقالته من رئاسة الجانب اللبناني في لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، بعد اربعة أعوام من الجهد المتواصل لترتيب ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية المعقد والقائم على خطوط التوتر المستعرة عند ملفات التوطين والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وأوضاع المخيمات الاجتماعية والاقتصادية المتردية باستمرار. لدى مكاوي الكثير ليقوله في تجربته، لكن الاهم انه صادق مع نفسه و"ضميره مرتاح" لأن ما انجزه مع فريقه وفي مقدمه مساعده الاقرب زياد الصايغ يشكل نموذجاً يجب الاقتداء به في عمل المؤسسات الحكومية الاخرى.
في رأي مكاوي "ان الملف الفلسطيني في لبنان نتاج 60 عاماً من المشكلات المتراكمة، ومعالجته تالياً ليست بالامر السهل بين ليلة وضحاها. لذلك فإن قرار تشكيل لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الذي اتخذه الرئيس فؤاد السنيورة كان قراراً حكيماً واستراتيجياً واطلق مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين الشعبين".
ويشرح ان هذه المقاربة ارتكزت على ثلاثة عناصر: "اولاً، تأمين حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين عبر منحهم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. ثانياً، بسط سيادة الدولة على كل اراضيها استناداً الى منطق الحقوق والواجبات. ثالثا، دعم حق العودة للفلسطينيين بديبلوماسية فاعلة تتلاقى فيها الشرعية اللبنانية مع المواقف العربية المعلنة".
ويجزم "ان عناوين هذه السياسة استندت الى جملة عناصر في مقدمها اتفاق الطائف ومبادرة السلام العربية عام 2002 التي تدعم حق العودة، والاهم موقف الحكومة اللبنانية التي اعتبرت مسألة السلاح الفلسطيني منفصلة تماماً عن حقوق اللاجئين".
وانطلاقاً من الوقائع السابقة ينطلق الرئيس السابق للجنة للقول ان ترجمة التغيير في هذه النظرة اللبنانية "بدأت مع انطلاق عمل اللجنة عام 2005 لتصبح العلاقة بين الجانبين اكثر عقلانية واتجاهاً الى منطق الحوار والتفاهم، رغم حرب نهر البارد التي كان الهدف من ورائها اشعال حرب لبنانية – فلسطينية شاملة على مستوى لبنان، لكن تفهم الفصائل الفلسطينية وموقف الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية حوّلها حرباً بين الارهابيين من جهة واللبنانيين والفلسطينيين من جهة اخرى.
نتائج عمل اللجنة
وفي كلام أكثر تحديداً، يتحدث مكاوي عن انجازات تتمثل في اعادة التمثيل الرسمي للاجئين عبر اعادة افتتاح ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في 15 ايار 2006 في موازاة معاودة العلاقات الرسمية بين لبنان والسلطة الفلسطينية ورفع ممثلية منظمة التحرير الى رتبة بعثة ديبلوماسية. لكن الاهم في ملف انجازات لجنة الحوار كان "اعلان فلسطين في لبنان" عام 2008. وفي السجل ايضاً المبادرة الى العمل على تحسين اوضاع المخيمات بعد الزيارات التي نظمتها اللجنة عام 2006 للوزراء والنواب اللبنانيين للمخيمات من أجل الاطلاع على اوضاعها المأسوية. وتلتها الدعوة الى المؤتمر الاول للدول المانحة في ايار 2006. ويروي مكاوي "ان اللجنة طلبت من الاونروا رزمة من المشاريع وصلت قيمتها الى 50 مليون دولار حصل لبنان منها على 25 مليوناً أنفقت على تحسين البنى التحتية في المخيمات، اضافة الى تحسين المؤسسات الصحية والطبية. كذلك تم اصلاح 62 مسكناً في مخيم برج البراجنة و50 مسكناً في مخيم برج الشمالي، في موازاة توفير منح للمساعدة في مشاريع العمل". ويشير الى مبادرة ثانية لتحسين اوضاع المخيمات جرت بين العامين 2008 - 2009.
ومن المهمات المنجزة بمسعى من لجنة الحوار، معالجة ملف جوازات السفر او وثيقة السفر للاجئين، وتأمين الاعتراف بجواز السفر الصادر عن السلطة الفلسطينية بعدما كان الجانب اللبناني رفض الاعتراف بهذا المستند، ومعالجة قضية اللاجئين من فاقدي الاوراق الثبوتية بالاتفاق مع الامن العام وبعد دراسة مشتركة بين اللجنة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعددهم لا يتجاوز 2500 شخص قام الامن العام بإصدار 765 بطاقة تعريف لهم قبل ان يوعز الوزير زياد بارود بوقف هذه العملية لاسباب ادارية، ثم يوعز باعادة اصدارها ليحصلوا على بطاقة فلسطيني مقيم في لبنان.
نهر البارد الابرز
في تقويم مكاوي ان اعادة اعمار مخيم نهر البارد هي الانجاز الابرز ميدانيا، ويشير الى مسار طويل سلكته الامور منذ لحظة اندلاع المعارك بين الجيش والارهابيين بحيث تحول مكتب اللجنة غرفة عمليات تدار منها الحركة السياسية والاعلامية، تحت شعار "خرجتم موقتاً وستعودون" وان المعركة لبنانية – فلسطينية مشتركة ضد إرهاب "فتح الاسلام" للجم المشاعر المعادية التي اندلعت بين اللبنانيين والفلسطينيين. ويشرح "أن ثمة لجاناً تشكلت لمتابعة الاعمار وبناء المخيم وسهلت تالياً البدء بجرف الركام الضخم او ما يعادل نحو 500 الف متر مكعب من الدمار، اضافة الى نزع الالغام والمتفجرات بالتعاون مع الجيش، تمهيداً لوضع خطط التصاميم والبناء في موازاة العمل على ما يصفه مكاوي بإعادة الترتيب الاجتماعي للعائلات الفلسطينية المقيمة في المخيم بالتنسيق مع القوى الفلسطينية. وفي المزيد من التفاصيل عن ملف نهر البارد ان لجنة الحوار انجزت ملفاً للاعمار بكلفة 450 مليون دولار لاعادة بناء المخيم والمناطق اللبنانية المجاورة التي تضررت. ويشرح "ان الدولة حصلت على 120 مليون دولار في مؤتمر فيينا تكفي لبناء ثلاثة اقسام في المخيم من اصل ثمانية، وانه اذا تأمنت الاموال الكافية فيمكن الانتهاء من بناء المخيم نهاية عام 2012".
اما عن الآثار الرومانية في المخيم والتي أثار قضيتها النائب ميشال عون، فقال مكاوي: "اوقفنا العمل وحضرت مديرية الآثار بعدما طعن عون بالموضوع امام مجلس شورى الدولة، فكان ان اعددنا كل المستندات وقدمناها لتبرير رؤيتنا ومقاربتنا للمشروع الذي يحفظ الآثار ويؤمن مصلحة الدولة العليا، في حين لم يتقدم النائب عون بأي شيء، فكان ان عدنا الى العمل. واتخذت الحكومة قراراً حكيماً بإعادة طمر هذه الآثار الى حين عودة اللاجئين الى بلادهم، فنعمد حينها الى نبشها واماطة اللثام عنها".
ويقول: "ان جماعة "فتح الاسلام" تسللت عبر الحدود وانتقلت تدريجاً الى مخيم نهر البارد. والمشكلة ان الفصائل الفلسطينية لم تستطع منعهم من السيطرة على المخيم، والسؤال هو هل كان ذلك بتأثير من عامل المال ام نتيجة عمل سياسي معين؟". مكاوي لا يجزم بتورط سوري، لكن كميات السلاح الضخمة التي اكتشفت اضافة الى التأثير السوري المعروف على مخيمات الشمال تترك لديه تساؤلات.
وفي المقاربة ان اللجنة كانت تعمل لتحويل المخيم نموذجاً بعد نجاح الدولة في فرض سيادتها عليه، وثمة خطط لانشاء مخفرين لقوى الامن الداخلي داخل المخيم وفي محيطه، اضافة الى الخطط لانشاء قاعدة بحرية للجيش لاسباب استراتيجية، ويرجح ان القيادة صرفت النظر عنها حالياً بسبب ضحالة المياه هناك. ولا يقفل مكاوي ملف نهر البارد دون ان يشيد بالتعاون مع الجيش وقوى الامن الى اقصى حدود "لم نطلب منه شيئاً الا نفذه بحذافيره".
السلاح خارج المخيمات
في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومسار تعامل لجنة الحوار مع هذا الملف الشائك، يعتبر ان هذا السلاح يعود الى تنظيمات قريبة جداً من سوريا وقياداتها تقيم في سوريا مثل "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية – القيادة العامة". "هذا السلاح يعود الى فصائل تتماهى مع سوريا، واستناداً الى التقارب السوري – اللبناني وزيارة رئيسي الجمهورية والحكومة لدمشق أعتقد ان سوريا قادرة لو ارادت، على ان ترمي بثقلها في هذا الموضوع لتسحب هذا السلاح الى داخل الاراضي السورية او ان تسلمه الى الجيش اللبناني".
والكلام على انفلات السلاح يقود الى الكلام على مخيم عين الحلوة الذي يعتبر "ان وضعه الانساني المزري وسبل الحياة الصعبة جداً لساكنيه الذين يبلغ عددهم نحو 70 الفاً، مصغر عن القضية الفلسطينية. وفي رأيه ان من الضروري جداً العمل على تحسين اوضاع هذا المخيم الميدانية"، وهذا ما يمكن تحقيقه بتأمين العمل للفلسطينيين وفتح الافاق لهم". ويضيف "ان بؤس المخيمات ليس مسؤولية الدولة ولا السلطات الفلسطينية فحسب بل مسؤولية المجتمع الدولي. و"هناك 12 مخيماً تعاني اوضاعاً انسانية سيئة وعلى الدول المانحة القادرة ان تساهم بسخاء سواء اكانت عربية ام اجنبية".
بيان عدد اللاجئين
ضمّت هيكلية لجنة الحوار كل الوزارات المعنية بالموضوع الفلسطيني الى فريق عمل تقني لبناني، في حين تمثل الجانب الفلسطيني بممثلية منظمة التحرير والتحالف الفلسطيني. وفي موازاة معالجة الملفات الكثيرة العالقة انكب الفريق التقني في اللجنة على اعداد جملة من الامور التقنية في مقدمها قاعدة بيانات تعالج مسالة عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وفي التقديرات المتوافرة لدى مكاوي استناداً الى سجلات "الاونروا" ان عددهم يبلغ 475 الفاً، لكنه يجزم ان الرقم الحقيقي يراوح بين 280 و300 الف، "في حين ان 145 الفاً هاجروا الى الخليج وانحاء العالم الاخرى". ويشير مكاوي الى توزع اللاجئين على فئات ثلاث استناداً الى تعريف الحكومة و"الاونروا"، فهناك الفئة التي تضم لاجئي 1948 وذريتهم، ثم يأتي اللاجئون الذين تهجروا بعد حرب 1967 والذين وصلوا الى لبنان بعد احداث 1970 في الاردن، واخيراً هناك فئة فاقدي الاوراق الثبوتية الذين يراوح عددهم بين ثلاثة او اربعة الاف شخص وكانوا يحملون وثائق سفر اردنية رفضت عمان تجديدها، اضافة الى مجموعة اخرى اتت من قطاع غزة ورفضت السلطات المصرية منحها الاوراق الثبوتية اللازمة".
يتوزع اللاجئون استناداً الى قاعدة البيانات على 12 مخيماً تضم نحو 256,777 على الشكل الآتي: مار الياس 615، برج البراجنة 16 الفا، الضبية 4480، شاتيلا 8645، عين الحلوة 50 الفا، المية ومية 4683، البص 9849، الرشيدية 27521، البرج الشمالي 19700، نهر البارد 35 الفاً، البداوي 16 الفاً، ويفل 7900، اضافة الى عشرة الاف موجودين خارج المخيمات في تجمعات متفرقة تتوزع على مختلف المناطق اللبنانية. اما الطلاب الفلسطينيون في لبنان فيبلغ عددهم في المدارس الحكومية الثانوية نحو 40400 طالب، وفي المدارس الخاصة المجانية 10800، وصولاً الى 50 الفاً في المدارس الخاصة برسوم. وفي ما يخص الجامعات فقد التحق بها منذ عام 2004 نحو 11 الف طالب في الجامعة اللبنانية وحدها يتوزعون على 2700 ذكــور و8500 اناث. وتنامى هذا الرقم العام 2008 بزيادة 497 ذكراً و10804 اناث.
اما عن التوطين في ملفات لجنة الحوار فيعتبر "ان تحسين أوضاع اللاجئين هو خدمة للبنان ولمصلحة السلم والامان فيه، اما ترك المخيمات للبؤس والحرمان بذريعة مواجهة التوطين فيعني تحويلها مخيمات للخارجين على القانون". ويقول إن التوطين "يعني اعطاء الجنسية وهذا ما يرفضه اللبنانيون". ويجزم بأن اول مجموعة لاجئين ستعود الى فلسطين ستكون من لاجئي لبنان استناداً الى مبدأ كلينتون - براميترس".
وفي الخلاصة استناداً الى مكاوي "ان تجربة لجنة الحوار اجهضت في منتصف الطريق وقبل ان تستكمل عملها في تطبيق المفاهيم الجديدة للعلاقة اللبنانية مع الفلسطينيين".


.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2010

No comments:

Post a Comment

Archives