The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 1, 2010

February 1, 2010 - An Nahar - Case of Joseph Sader

عشية مرور سنة على اختفائه دون أي بريق

سلمى صادر لـ"النهار" عن مأساة زوجها جوزف:

يسألني مسؤولون "شو عندِك؟!"... عيب يقولوا عنّا دولة
خرج قبل نحو عام ولم يعد. تفاعل حادث خطفه على كل المستويات، وبات قضية انسانية، ومع هذا لم يعد. بلغت صرخات عائلته كل ناحية، لكنها لم تبلغ اسماع خاطفيه.
مسؤول قسم المعلوماتية في شركة "طيران الشرق الاوسط" جوزف صادر صار رجلا بحجم قضية، بعد خطفه صباح الخميس 12 شباط 2009، في ذروة الحركة اليومية، من على قارعة الطريق، وعلى مرأى الاشهاد، ومنذ ذلك اليوم تحول جوزف لغزاً يحير المسؤولين والمتابعين، وكلما ذكر اسمه تتدفق معه اسئلة كثيرة وكبيرة.
فمن هو هذا الرجل؟ وماذا اقترف ليخطف؟ واذا كان مداناً في ملف ما، فلماذا لم يسلَّم الى أجهزة الدولة على غرار حوادث مماثلة سابقة؟ وبالتالي من هي الجهة التي خطفت جوزف وماذا تريد منه؟
في ذكرى انقضاء سنة على خطف جوزف صادر التقت "النهار" زوجته سلمى، واخته عفاف، وابنته صوفيا وكانت لهن صرخة في اتجاه من يسمع، "فلقد بُحَّت أصواتنا، وتعبت ايادينا من طرق الابواب، ولا أحد يهدئ من روعنا فيجيبنا عن سؤال يقض مضاجعنا ويحرقنا دائما وهو: "وينو جوزف؟".
"حتى الآن، تقول زوجته، لم يبرّد أحد من المسؤولين والمعنيين قلبي ولو بشبه اجابة تنبئني بما يوحي بشيء عن المصير الذي وصل اليه "زوزو"، وحده فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان توقع خلال لقائنا به خاتمة سعيدة.
تتنهد سلمى، وتضيف: "لم أترك بابا الا طرقته بحثا عن زوجي، او عن مصيره، صرت أقبل ان يُعلمونني، مجرد العلم، اذا تعرض زوجي لمكروه، اخبروني اي شيء عن جوزف. سألت الجميع، من أعلى الهرم في سلطات الدولة، الى اسفله، حتى المرجعيات الروحية على اختلافها طرقت ابوابها، لكنني عبثا كنت أدور في ما يشبه الحلقة المفرغة، وكان جميع من قابلني يقول: "انشالله خير ومنشوف". صرت في مرحلة ثانية من اللقاءات مع بعض المسؤولين أذهب وانا أتوقع سلفاً تفاصيل الحديث الذي سيدور. لكن ما زاد من خيبتي هو ان بعض المسؤولين الامنيين أصبحوا بمجرد ان يقابلونني يسألوني:"شو عندك شي جديد؟".
تقلب شفتيها بتعجب: "انا من يجب ان أحمل اليهم الجديد؟ الآن لم يعد أحد من المسؤولين يعطينا موعدا للقائه، او حتى يرد على اتصالاتنا".
عندما نسألها عن الجهة التي تتوقع ان تكون قد خطفت زوجها، تنفعل سلمى وتقول: "وما أدراني؟ اذا كانت أعلى السلطات الامنية في البلاد لا تعرف، فأنى لي ان أعرف من هو الخاطف؟" واذا كان موقع"ناو ليبانون"هو أول من اتهم جوزف صادر بالعمالة بعد ساعات على خطفه ثم أطل (النائب) عقاب صقرعلى فضائية "العربية" واتهم جوزف مباشرة بأنه رأس الشبكات الاسرائيلية، وفي اليوم الثاني تبعه فارس خشان في جريدة "المستقبل" بالاتهام نفسه، ثم علي الامين في جريدة البلد، كيف يمكن ان يفهم هذا الاتهام المباشر والسريع من صحف ومواقع الكترونية وصحافيين محسوبين على جهة سياسية معينة، هؤلاء جميعا وجهوا هذا الاتهام الى جوزف بالعمالة لاسرائيل بعد 24 ساعة من خطفه. فليُسألوا من اين جاؤوا بهذه المعلومات بهذه السرعة؟ انا لا أعرف كيف يتهمون "حزب الله" بأنه هو من خطف جوزف، وينظرون الى ذلك على انه انجاز أمني؟ مع انهم ضد هذا الحزب؟
ثم كيف لـ"حزب الله" ان ينفي معرفته بالجهة الخاطفة، وهو الذي يعرف بدبيب النمل في منطقته، وجوزف خطف في المنطقة الخاضعة لنفوذه مباشرة؟".
وتضيف: "انا لا أتهم أحدا، ولكنني أدرك ان المسؤولين الامنيين الرسميين و"حزب الله" اذا قرروا ان يعرفوا من هو الخاطف فسيعرفون".

لقاء المسؤولين
تروي سلمى ان حكاية لقاءاتها والعائلة بالمسؤولين بدأت بعد خمسة ايام على خطف زوجها، على أثر متابعتها لقاء تلفزيونيا مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي أجاب في حينه عن سؤال حول القضية، بأن لديه خيوطا حولها وهو يتابع الملف مباشرة. بعد ذلك اتصلت وطلبت موعدا، وخلال اللقاء سألني عن القصة، ثم قال لي: لا تفسري كلامي على انه معلومات، هذه قراءتي.
واعتبر اننا احرجنا الفريق الآخر بتحركاتنا الاعلامية، ووعدنا بانه سيوصل رسالة الى خاطفي جوزف من خلال قنواته الخاصة، يطلب منهم تركه في اي غرفة مهجورة ثم يتولى الاتيان به. وقبل نحو شهر أطل اللواء ريفي على احدى القنوات التلفزيونية مجددا وقال انه يعتقد ان التحقيق مع جوزف صادر انتهى وهو بصحة جيدة، ويجب ان يخليه الخاطفون في عيد الميلاد، عيدية لاهله.
اما وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، فمنذ اليوم الاول على خطف جوزف وهو يقول لسلامة التحقيق وسلامة جوزف لا تتهموا احدا. كل الناس اعتقدوا من خلال كلامه هذا ان لديه معلومات ولا يريد ان يتكلم لسلامة جوزف، لكنه يخاف من ان يتهم احدا حتى لا يضر بجوزف، هذا موقف بارود ولا يزال عليه.
بعد نحو شهر ونصف شهر على الحادث التقينا رئيس الجمهورية الذي قال لنا إن ملف جوزف نظيف، وانه يتوقع ان يخرج بنهاية سعيدة.
يوم الجمعة العظيمة الماضي قال الرئيس نبيه بري في مهرجان انتخابي: ادعو الخاطفين الى اطلاق جوزف صادر وانا اتكفل بكل المسؤولية المعنوية والمادية، وهذا معناه انه يعرف ان جوزف "آدمي"، وعلى أثر هذا الكلام طلبنا من النائب الدكتور ميشال موسى موعدا من الرئيس بري، وألححت في الطلب، حتى ضرب لنا موعدا، وبمجرد دخول الرئيس بري علينا قال: ليس عندي ما أقوله لكم. سألناه: كيف يا دولة الرئيس، اذا انت ما بتعرف مين بدو يعرف؟ هذا تحد للدولة، تقولون صار عندنا دولة. ايام الحرب كان ثمة ميليشيات وكانت تحدث مثل هذه الامور، اما الآن فدائما تكررون صار عنا دولة. قال لي: نعم، ولكن يوجد كثير من العصابات في البلد، وهل تعتقدين اننا قادرون على كل العصابات؟
كذلك واجهنا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فأرسلنا الى مخابرات الجيش، وفي المرة الثانية قال لأخت جوزف إنه سينسق لها موعدا مع مسؤول في أمن الحزب "لانه يفهم بالامن، اما انا فنائب"، فسألته إذا كانوا قد اخذوا اخاها بالخطأ، وأجابها: نحن لا نخطئ، ثم ارسلها الى مسؤول في أمن الحزب فقال لها إن النائب العماد ميشال عون سبق ان طلبه مني، وسألت عنه وأجبته انه ليس عندنا. وهذا يعني انه ليس عندنا. اما الجنرال عون فكلما زرناه يقول: دعوني اعمل على الموضوع، وحتى الان لم يقل احد كلاما واضحا.
الدكتور سمير جعجع قال: ليس في استطاعتي ان افعل لكم شيئا الا ان اتكلم بالاعلام اذا اردتم.
الرئيس امين الجميل اتصل بي وقال: انا ملوَّع مثلي مثلك، العين بصيرة واليد قصيرة.
رئيس مجلس ادارة "الميدل إيست"محمد الحوت لم نقطع علاقتنا به، وقد قال لي ما دمت انا رئيس مجلس ادارة فستصل اليك مستحقاتك، وحتى تاريخه ما يزال مكتب جوزف مقفلا ولم يعين احد مكانه، الحوت والمدير ورئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير قالوا لي: "اذا كان من شهادة حسن سلوك لموظف فيجب ان تعطى لجوزف صادر.
النائبة بهية الحريري دائما تذهب في اتجاه عمله وتقول لنا: عله يعرف شيئا في عمله لا يجب ان يعرفه. وهذا ما افترضته امامنا الوزيرة السابقة السيدة ليلى الصلح. دائما تقول لنا اتجهوا صوب عمله.
شقيقي سأل مسؤولين في سوريا عن الجهة التي يمكن ان تفيدنا في لبنان، فأرشدوه الى الوزير السابق ميشال سماحة، وحين اتيناه استقبلنا استقبالا حارا وقال اعطوني اسبوعا لاشتغل، ومن يومها منذ نيسان الماضي لم يعد يرد علي، الا قبل 15 يوما حين ذهبت اخت جوزف اليه فاستقبلها وطلب منها ايضا ان تتصل به يوم الاحد واعاد الكرة ثانية، اذ مذذاك لا يرد على اتصالاتنا.
مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، الذي تزامنت زيارتنا مع فترة انتخابات، راح يحذرنا من مشاريع قوى 8 اذار. اما قبلان فسألنا: شو فيني ساعدكن؟ وقلنا له: اذا انت ما فيك تساعد من يساعدنا اذا؟ البطريرك الماروني زرناه ثلاث مرات ونسينا.
المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني حين قابلته بعد نحو عشرة ايام على حادث الخطف، قال لي: انا متفائل الى حدود الشهرين. في ذلك اللقاء قال: خبروني انو جوزف كان عم يسافر، فقلت نعم جوزف آخر مرة سافر كان في عام 2000 الى فرنسا وقد ارسلته شركة "الميدل ايست" في دورة تدريبية. وقد وصل الى لبنان في 26 ايار 2000، وهذا جوازه موجود في المنزل، وعندها صار يسبقني في الكلام ليؤكد لي انه رجع فعلا الى بيروت في 26 ايار من خلال الملف الذي كان في يده، والذي يحوي اختام الخروج والدخول لجوزف لدى الامن العام، علما اننا نحتفظ في المنزل بكل جوزات السفر القديمة والجديدة.

التباس بالاسم
تروي زوجة جوزف صادر حقيقة ما أثير في وسائل اعلامية، حول علاقات مشبوهة لزوجها بالقول: "سألوني عند الشرطة القضائية: متى سافر جوزف الى قبرص؟ فأجبتهم انه لم يذهب في حياته الى قبرص. قالوا بلى سافر خلال العامين 2003 و 2005 ، فقلت ان هذه المعلومات محض افتراء، وجوازات سفره القديمة والجديدة ما تزال عندي في البيت. كذلك بامكانكم ان تسألوا اللواء جزيني فيزودكم باللائحة التي لديه بوقوعات خروج ودخول جوزف. سألوني عن قبرص ويارون واليونان. فقلت قد يكون هناك التباس في الاسم، ذلك ان يارون ورميش مليئتان بآل صادر وهناك كثر ممن يحملون اسم يوسف صادر. نحن لم نهجر الى يارون اثناء الحرب، بل هجرنا الى منزل اخته عفاف في الحازمية. وبعد ذلك علمنا ان يوسف صادر الذي سافر الى هذه الامكنة قد عُرف وهو غير زوجي.
نسألها: اذاً لماذا يزال جوزف قيد الأسر، وما هو تصورك للأسباب؟ تجيب: "اعتقد انهم اخذو جوزف ليحققوا معه ثم اكتشفوا انهم اقترفوا خطأً، لكن الامور كبرت، وأحرجت الجهة الخاطفة وهي تبحث عن مخرج.
فلو كان الخاطفون عصابة جنائية تهدف الى جني أموال من وراء الخطف لكانت اجرت بنا اتصالا، ولو كان جوزف متهما بشيء مما تناقلته بعض وسائل الاعلام لكانوا دهموا منزلنا وفتشوه. لكنني مع كل ذلك فان السؤال الذي يراودني دائما هو"وينو جوزف؟"، وهل اصابه مكروه لا سمح الله. ثم أربط أفكاري بعضها ببعض وأخرج باستنتاج يؤكد ان أحدا وشى بجوزف وراح بالغلط، ولا ادري كيف تتداخل الامور"!

رسالة عائلة ملتاعة
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها عبر "النهار" الى المسؤولين والمعنيين؟ "اقول لهم: لم أعد اعرف ماذا افعل، فلم اترك بابا الا طرقته، لكنني ما سمعت بعد جوابا يطمئنني. بعد مرور سنة على غياب جوزف ليس عندي جواب واضح حول مصيره، أيعقل؟ كما اريد ان اقول للناس: لا تصدقوا ما يقولونه ، فنحن نعيش في دولة وهمية. يقولون أن هناك دولة ولكن لا وجود لدولة عندنا. لو خطف جوزف في وقت الحرب، كان يمكن ان أجد شيئا من التبرير، بس عيب يقولوا إننا دولة وفيها مؤسسات، المسؤولون شاطرين بتقديم التهاني بعضهم الى بعض على التلفزيونات ويعطون بعضهم اوسمة ويقولوا: لقينا عصابات. فلماذا لم يضبطوا العصابة التي خطفت جوزف كما ضبطوا العصابات التي خطفت اناسا آخرين وعرفوا أين خبأوهم سواء في الهرمل او الضاحية او في الدورة او في عاليه او الفتاة التي وجدوها بعد خطفها من سوريا والشابين اللذين خطفا من بدارو أخيرا، والفتى أمين الخنسا الخ. لماذا بعد عام ليس عندهم جواب لنا؟".
كتب عباس صالح

No comments:

Post a Comment

Archives