محلّيات
تاريخ العدد 22/01/2010 العدد 11499
تأنيث بعض القطاعات لا يدلّ بالضرورة على التمييز الإيجابي لصالح المرأة
«العمل اللائق في لبنان والأردن وسوريا»: لتطبيق المعايير الدولية
فاتن قبيسي
بين بداية عام 2009 وآذار عام 2010، سنة ونيف. وما بينهما، سلسلة لقاءات تشاورية وورش عمل، يجمع بينها «مشروع العمل اللائق وقضايا المرأة العاملة في لبنان والأردن وسوريا». لم ترد «منظمة العمل الدولية» أن يُحصر المشروع بندوة «يتيمة»، بل أرادته سلسلة نشاطات عملية تفضي قدر الإمكان إلى نتائج ملموسة، تنعكس تطبيقاً لروح الاتفاقيات ومعايير العمل الدولية.
حتى اليوم، تحرم المرأة في البلدان العربية الثلاثة من حقوقها كعاملة، وهي البلدان التي لم توقع على «اتفاقية حماية الأمومة» على سبيل المثال، بداعي أنها تتطلب أعباء مادية إضافية لا يمكن تحميلها لأرباب العمل وحدهم. أضف إلى ذلك اتفاقيات أخرى من شأنها تحسين شروط وظروف عمل النساء، وتحقيق مساواتهن مع الرجل لجهة الأجر والمعاملة والتدريب المهني.
غير أن التمييز في العمل قد يطال الرجل أيضاً. فكرة أطلقها أمس أحد الصحافيين المشاركين في ورشة عمل شبه إقليمية كانت افتتحتها المنظمة امس الاول، في إطار المشروع المذكور، في فندق «كراون بلازا». وشكا الصحافي الاردني من كون بعض القطاعات شبه مؤنثة، بمعنى أن النساء يحتللن معظم الوظائف فيها. وردّت خبيرة المشروع نجوى قصيفي بالقول إن «ذلك لا يعني بالضرورة تمييزاً إيجابياً، بل قد يؤشر إلى استغلال المرأة باعتبارها تنال أجراً أقل في بعض الحالات».
من هنا، اختيرت خمس اتفاقيات خاصة بعمل المرأة والرجل على حد سواء، لتكون محور الورشة، التي خضع لها عدد من الصحافيين في البلدان العربية الثلاثة. وهي اتفاقية المساواة في الأجور (رقم 100)، اتفاقية التمييز في الاستخدام والمهنة (رقم 111)، اتفاقية حماية الأمومة (183)، اتفاقية بشأن العمل في المنزل (177)، واتفاقية العمال والعاملات ذوو المسؤوليات المشتركة (156).
وتأتي هذه الورشة في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وأبرزها أن النساء يشكلن احدى الفئات الاكثر تعرضاً للانتهاكات نتيجة الأزمة، بالإضافة الى الشباب والعمال المهاجرين. وذلك بحسب دراسة اعدتها «منظمة العمل الدولية»، والتي بينت انه نتيجة الأزمة أيضاً هناك ما يقارب 220 مليون شخص عاطل عن العمل عالمياً، و111 مليون عامل سيُدفعون الى الفقر بين عامي 2007 و2009.
ولكن، لماذا اقتصر موضوع الورشة على البلدان العربية الثلاثة من دون غيرها؟ تجيب قصيفي على سؤال «السفير» بالقول:« لأن ثمة قواسم مشتركة في ما بينها. وهي أنها صادقت على كل من الاتفاقيتين (100)، و(111). ثم انها بلدان متقاربة جغرافياً، وتبعاً للعادات والتقاليد، وتجربتها متشابهة في ما خص عمالة المرأة. وهذا المشروع يطبق فيها بمثابة تجربة سيصار الى تعميمها لاحقاً».
ولكن، الى أي حد تلتزم الدول الثلاث بتطبيق الاتفاقيتين (100) و(111)؟ يجيب الخبير الاقليمي في المنظمة عبد الله زهير على سؤال «السفير» بالقول: «الحكومات ملزمة بتقديم تقارير دورية للجنة الخبراء في المنظمة، لوضعها في أجواء تطبيق الاتفاقيات. علماً بأنه يصار غالباً الى تطبيق القانون الوطني على حساب الاتفاقيات الدولية، ما يستلزم سد الثغرة بين القوانين المحلية ومعايير العمل الدولية». وأشار الى ان «اللجنة تطلب من سوريا على سبيل المثال القيام بدراسات ميدانية للوقوف على مدى الالتزام بها، والاردن عدلت تشريعاتها في السنوات الأخيرة بما يتلاءم مع روح الاتفاقيتين، فيما هناك سعي في كل من لبنان وسوريا لتعديل قانون العمل في هذا الاتجاه».
والورشة التي شارك فيها أيضاً ممثلو أطراف الإنتاج الثلاثة: وزارة العمل، «والاتحاد العمالي العام»، و«جمعية الصناعيين» و«غرف التجارة والصناعة والتجارة»، تهدف الى مد الجسور بين هذه الأطراف والصحافيين. علماً بأن هذه الورشة تأتي بعد سلسلة نشاطات، نفذها المكتب الإقليمي للدول العربية، في «منظمة العمل الدولية». وقد استهلت منذ نحو عام بتنظيم ورشة عمل مع أطراف الإنتاج الثلاثة، الحكومة، وأرباب العمل والعمال.
تلاها منذ أشهر ورش داخلية نظمتها بدورها كل من الوزارة، والاتحاد العمالي والجمعية وغرف التجارة، لفرقاء العمل فيها، بهدف التعريف باتفاقيات «منظمة العمل الدولية» والسعي لترجمتها عملياً. وخلاصات هذه الورش قدمها أمس ممثلو الجهات الأربع: نزهة شليطا، اسماعيل بدران، أليج نصر، ونسيمة غانم.
أفادت شليطا (ممثلة وزارة العمل) أنه تم توسيع المعرفة باتفاقيات العمل الدولية على مستوى بعض رؤساء الدوائر والمفتشين في الوزارة، الذين طلبوا تفعيل دورهم لمتابعة موضوع هذه الاتفاقيات. كما طلبوا دعماً فنياً من «منظمة العمل الدولية»، معتبرين ان عدم الالتزام بها يعود الى ضيق صلاحياتهم، وقيود سياسية ومادية. وأشارت الى عدم وجود دراسات وأبحاث حول الاتفاقيات في لبنان، وغياب الخطط الوطنية التي تأخذها بعين الاعتبار، ووجود ثغرات في القوانين اللبنانية: «وبالرغم من إجراء بعض التعديلات في هذه القوانين لتتوافق مع روح اتفاقيتي (100) و(111)، اللتين يصادق لبنان عليهما، الا أنه لا يزال هناك تمييزاً بحق المرأة في مجال التوظيف والأجر وإجازة الأمومة».
وخلصت الورش التي نظمها الاتحاد العمالي العام، بحسب اسماعيل بدران، الى إحداث تغيير في قائمة اهتمامات العمال. إذ كانوا يغلّبون همومهم المباشرة على ما عداها، كالضمان الاجتماعي وضمان الشيخوخة وصندوق البطالة، فيما أصبحوا يركّزون، بعيد خضوعهم للورشة، على موضوع المساواة بالأجور، وحماية الأمومة والأبوة عبر تخفيض وقت العمل، ورفع فترة إجازة الأمومة، ويربطون بين مستوى المعيشة وحماية السلم الاجتماعي.
وأكدت أليج نصر أن الورش التي نظمتها جمعية الصناعيين، أفضت الى نشر المعرفة بموضوع الاتفاقيات لدى فريق، يقوم بعض أعضائه بدورهم بتدريب مجموعات أخرى في هذا المجال، بغية نشر هذه الثقافة «العمالية»، على قاعدة أن معرفة الحقوق هي أمر أساسي للمطالبة بها، ولتحويلها أمراً واقعاً.
أما الورشة التي شارك فيها 24 موظفاً من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، فقد ركزت بحسب نسيمة غانم، على أن العمل اللائق يقوم على شراكة بين أطراف الإنتاج الثلاثة.
وعرضت عضو المكتب التنفيذي في «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» غادة حمدان، تجربة مشروع «اعرفي حقوقك» الذي نفذته الهيئة عام 2000. وشاركت في الورشة أمل حوا والمحامية الين خوري. كما عرفت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي في المنظمة رهام راشد بموقع المنظمة ((www.ilo.org شارحة كيفية الوصول إلى المعلومات حول اتفاقيات وتوصيات وتقارير المنظمة.
تجدر الاشارة الى ان «مشروع العمل اللائق وقضايا المرأة العاملة يهدف الى تعزيز فرص حصول النساء والرجال على عمل لائق ومنتج، في كل من لبنان، وسوريا، والاردن، في ظروف من الحرية والعدالة والأمن والكرامة والإنسانية، عبر النهوض بالمبادئ والحقوق الأساسية في العمل، استحداث فرص عمل، تفعيل الحماية الاجتماعية، وتعزيز الثلاثية والحوار الاجتماعي».
ومن المقرر أن يختتم المشروع في آذار المقبل.
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
January 22, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2010
(4682)
-
▼
January
(360)
- Almustaqbal - Minister Of Environment
- Alakhbar - Detainee Houmsi
- Aliwaa - Woman Kota
- L' Orient Le Jour - Conseil des ministres : deux ...
- Daily Star - Foreign Domestic Workers
- Assafir - Cldh Ngos Raises Death Of Refugee In P...
- January 30, 2010 - L'orient le Jour - Liban Najja...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban L'affa...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban Le com...
- January 30, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 30, 2010 - An Nahar - Lebanon AHRAR ask ab...
- L' Orient Le Jour - Mitri s’insurge contre les jou...
- Daily Star - Ministers Hold Heated Debate On Pro...
- January 30, 2010 - Al Akhbar - Lebanon Majdel Anja...
- Daily Star - Arab Journalists Convene In Beirut ...
- Assafir - The Elections Supervisory Authority
- Almustaqbal - Challenges Journalists
- Almustaqbal - Arab Journalists Convene In Beirut...
- Daily Star - Unesco Releases 28 Audio Books For ...
- Assafir - Unesco Releases 28 Audio Books For Vis...
- Daily Star - Rahhal Discuss Environmental Protec...
- Almustaqbal - Rahal Discuss Environmental Coopera...
- Albalad - Protect Woman From Violence
- Almustaqbal - Committee On Women Draft Of The Pro...
- Daily Star - Majdalani Palestinians Will Abide By...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- Daily Star - Cabinet To Discuss Electoral Reform...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon BN s...
- January 29, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 29, 2010 - Assafir - Lebanon the arrest of...
- Assafir - Clarification From The Association For ...
- Almustaqbal - 28 Story Audio For The Blind In Pub...
- L'orient Le Jour - L’Option libanaise insiste sur...
- L'orient Le Jour - La justice saoudienne laisse un...
- Alakhbar - Saudi Arabia Dropped Ali Sebat' Death ...
- Aliwaa - My Nationality
- Daily Star - Study Debunks Justification For Mai...
- Aliwaa - CLDH Enforced disappearance
- Daily Star - Harb Majdalani Discuss Palestinian L...
- Almustaqbal - Shahed Needs Of Pales Refugees
- January 28, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon Kidn...
- January 28, 2010 - The Daily Star - Lebanon case o...
- January 28, 2010 - Assafir - Lebanon Kidnapping Im...
- January 28, 2010 - Aliwaa - Lebanon CLDH Enforced ...
- Daily Star - Escwa Holds Assembly On Natural Disa...
- Daily Star - Environment Ministry Pushes For Green
- L'orient Le Jour - Peine de mort requise contre la...
- Daily Star - Egypt Prosecutors Call For Death Pena...
- Alakhbar - N Y Hrw Missed Opportunities To Promot...
- Almustaqbal - Baroud In The Launch Of A Study Of ...
- Assafir - Annual Report Human Rights Watch
- L'Orient Le Jour - Nationalité : plus de 80 000 p...
- L'Orient Le Jour - 2009, année des occasions perd...
- Aliwaa - Rights For Pales Refugees
- January 27, 2010 - Al Mustaqbal - Lebanon Committe...
- January 27, 2010 - Al Anwar - France Pr Sarkozy 2 ...
- Aliwaa - Training Courses To Enable Women
- L'orient Le Jour - Lancement à la NDU de la campa...
- Daily Star - Ecological Massacres
- Assafir - Women's Political Participation
- L'Orient Le Jour - Victimes d’abus, les employées...
- Assafir - Sit-in Demanding Improving Services
- Alhayat - Pales Refugees
- Almustaqbal - The Right To Vote
- Daily Star - Saudi Girl To Face 90 Lashes For Ass...
- Alakhbar - Illegal Migrant Died In Rachayia Prison
- Alakhbar - Torture Redaa Taymour
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh
- Almustaqbal - Case Of Brothers Jarah
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Alakhbar - Ilo Workshop About Woman Work
- Almustaqbal - Women Council
- Assafir - Ilo Workshop About Woman Work
- Alakhbar - Woman Committe
- Almustaqbal - Woman Committe
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh, January 23, 2010
- Almustaqbal -Case of Brothers Jarah - January 23,2010
- Assafir - Unrwa Money Aid To Al Bared Camp Families
- Almustaqbal - Rebuild Of Al Bared Camp
- Almustaqbal - Phro
- Daily Star - Lade Warns Against Insufficient Elec...
- Aliwaa - Lade Warns Against Insufficient Electora...
- Albalad - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alanwar - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Annahar - Woman Kota
- Assafir - For Women Rights
- January 22, 2010 - An Nahar - Lebanon Case of Deta...
- January 22, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- January 22, 2010 - PRESS RELEASE - Morocco: About ...
- Aliwaa - Rebuild Of Al Bared
- Aliwaa - Phro
- L'Orient le jour - La Sûreté générale dément avoir...
- Assafir - Sudanese Detainees .. And The End Of Th...
- Naharnet - General Security department denies bann...
- Albalad - Walid Ben Talal Vice Pr Visit Egypt
- Almustaqbal - International Labor Trained Journal...
- Assafir - Ruwad Fronteers
- 100121 Assafir - The Issue Of Yousra Amiri
- Naharnet - General Security Department Denies Bann...
-
▼
January
(360)
No comments:
Post a Comment