Almustaqbal - thiefs case - november 12,2010

لم يكد يخرجون من السجن، حتى عادوا إليه. وعلى الرغم من أنهم متخصصون في جرائم النشل والسرقة، إلا أنهم لم يفلحوا في العملية التي قادتهم مجدداً الى السجن رغم التخطيط لها والبدء بتنفيذها. وكان احمد أ. والشقيقان الفلسطينيان فادي وأحمد م. نزلاء سجن روميه، الأول في جريمة قتل والآخران في جرائم نشل وسرقة. وقد تعارفوا خلال وجودهم في السجن. وبعد مدة وجيزة من خروجه من السجن وكان أحمد قد أصبح عاطلاً عن العمل حصل إشكال بينه وبين المدعو محمود ص. على خلفية طلبه من هذا الأخير إخلاء شقة، كي يقيم فيها شقيقه وزوجته، وبعد فض الخلاف، علم بأن محمود المذكور هو موظف في أحد المصارف، فراح يتقرب منه بحجة أنه يريد أن يتدبر له عملاً في المصرف أو في مكان آخر، فأعلمه محمود المذكور، أن لا إمكانية لديه لإجابة طلبه في تدبير عمل له، وانقضى على هذه الحال ما يقارب العشرة أيام، حتى التقاه مجدداً في محلة الطريق الجديدة، وراح يسأل محمود حول كيفية عمله في المصرف وكيف يتم نقل المال من والى المصرف، وعن الأشخاص الذين يقومون بذلك، وعلم منه أنه يوجد عدة أشخاص يقومون بنقل المال بواسطة سيارات ودراجات نارية وأن ثمة شخصاً يدعى بلال يتنقل على دراجة نارية ويعمل في شركة متخصصة، ويقوم بنقل السندات والشيكات والأموال من والى المصرف، فراح يستفسر من محمود عن مواصفات بلال المذكور ومواصفات الدراجة النارية التي يتنقل عليها، عندها استغرب محمود لماذا يطرح عليه هذه الأسئلة، وأعلمه فيما إذا كان يفكر في القيام بعملية نشل بلال أن لا يقوم بذلك كون الأموال التي ينقلها بلال المذكور مختّمة ومرقمّة وأنه سينكشف امره فيما إذا قام بذلك، وانتهى الحديث بينهما هنا، إلا أن أحمد راودته فكرة القيام بسلب المال من بلال المذكور، لدى خروجه من عمله في محلة جسر سليم سلام، حيث مركز الشركة الى فرع البنك في محلة الحمرا، ولهذه الغاية اختار شريكيه الأخوين فادي وأحمد م. فقصدهما، واجتمع بهما وعرض فكرته عليهما، فوافقاه الرأي، ووضعوا خطة تقاسموا أدوارها، تقضي بالانتقال على دراجة نارية الى محلة جسر سليم سلام، والكمين له قرب أحد المفارق، حيث سيخرج بلال على دراجته النارية وأمامه حقيبة تحوي مبالغ كبيرة من المال، فيترجل أحمد ويقف على مسافة حوالى مئة متر من مكان توقيف الدراجة، فيما يبقى الآخران على مقربة من الدراجة قرب المفرق الذي سيخرج منه بلال من مركز عمله في الشركة، كي يتمكنا من إلهائه عبر التحادث معه، فيما يقوم أحمد وهو اختصاصي في النشل، بنشل الحقيبة عن الدراجة ويلوذ بالفرار مسرعاً نحو المسرب الآخر، فيلحقا به بحجة الإمساك به، فيرافقهما على الدراجة ويتوارون عن الأنظار، ثم يتقاسمون المبلغ، وبالفعل قصد المدعو محمد أ. منزل فادي وأحمد وأصطحبهما على دراجته النارية الى منطقة سليم سلام، فترجل أحمد وتوجه الى المكان المتوافق عليه، فيما بقي كل من فادي ومحمد على متن الدراجة في أحد المفارق، بانتظار خروج بلال وفيما هم بالانتظار، كان أن كشفت مخابرات الجيش خطتهم، وتمكنت من توقيفهم قبل تنفيذ الجريمة وأحيلوا الى التحقيق، حيث أدلوا بإفادات مشابهة. وأصدر قاضي التحقيق في بيروت شوقي الحجار، قراراً طلب بموجبه عقوبة السجن من 3 سنوات الى 15 عاماً لكل من احمد أ. وفادي ومحمد م. وإحالتهم أمام محكمة الجنايات للمحاكمة.