نظّمت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بدعوة من رئيسها المطران بشارة الراعي، ندوة ظهر امس في المركز الكاثوليكي للاعلام بعنوان <المرأة، كرامتها وحمايتها من الإعتداءات>، (التوصية الـ27 من توصيات سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط)، شارك فيها: الكاتبة والناقدة الأدبية والاجتماعية والباحثة في شؤون المرأة منى الشرافي تيم، والصحافية فاطمة حوحو، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم·
بعد كلمة تقديم للمحامي وليد غياض، ألقى المطران الراعي كلمة ترحيبية أشار فيها الى اننا <اخترنا الموضوع لنظهر للمجتمع من يشوه وجه المرأة خصوصا في الإعلان والإعلام>، وقال: <في زمن الميلاد طلت علينا المرأة بوجه <مريم العذراء> التي لها كل الاعتبار عند الله>· وحيّا المرأة، مؤكدا ان <هدفنا أن يرجع المجتمع للمرأة كرامتها ويعطيها دورها ومكانتها>· ثم كانت مداخلة للسيدة تيم عن <المرأة والتحرش الجنسي في سوق العمل>، فاعتبرت أنه <من الضروري أن تحظى قضية التحرش الجنسي بالمرأة على إضاءة واهتمام كبيرين من قبل الدول والحكومات والقضاء والمجتمع والأفراد، وهذا الأمر يعود إلى ما تتمتع به المرأة من رفعة بدعم الديانات السماوية الثلاث، التي أعلت من شأنها وحفظتها ومنحتها الكرامة والعزة والمكانة والكثير من القيم والاحترام>· واقترحت تيم حلولاً ومنها تنظيم دورات توعوية، تأسيس مراكز خاصة تستطيع المرأة اللجوء إليها في حال تعرضها للتحرش الجنسي، التركيز على دور المؤسسات الإعلامية بالقيام بحملات التوعية وإجراء تحقيقات ومقابلات، وتدخل القضاء واعتبار هذا العمل جريمة يجب أن يعاقب مرتكبها>· ثم كانت مداخلة للزميلة حوحو التي تحدثت عن <المرأة اللبنانية في العمل السياسي> (الانتقال من وراثة الزعامات الى اعتماد الكفاءات)، وقالت: <ان ديمقراطية اللبنانيين ما تزال منقوصة، كونها لا تشمل النساء، ويتجلى الامر في الحياة السياسية اللبنانية، فالقانون اللبناني الذي ضمن حق المشاركة السياسية للمرأة منذ العام 1953 عبر الاقتراع وكان سباقا بين الدول العربية انذاك، الا ان حياته السياسية لم تشهد مشاركة النساء في مواقع السلطة، الا في بداية الستينات، عندما دخلت السيدة ميرنا البستاني الى البرلمان تعيينا بعد مقتل والدها· وبذلك تخضع النساء اللبنانيات الى هذا الواقع الصعب في غياب لوبي نسائي قادر على التأثير وفرض نفسه سواء بخوض معارك سياسية واضحة لصالح مشاركة أوسع للنساء في الحكومة والمجلس النيابي وفي قيادات الاحزاب وفي كل مواقع القرار السياسي>· وخلصت إلى القول <ان مشاركة المراة في الحياة السياسية ليست هدفا في حد ذاتها، بل هي أداة مهمة وربما تكون الوحيدة لإعادة الروح الى المجتمع، فالمرأة ليست نصف المجتمع المعطل فحسب، بل هي روحه>· واختتمت الندوة بكلمة الخوري أبو كسم الذي رأى <ان المرأة تلعب دورا في عالم اليوم، وتقف صلبة في وجه التحديات التي تواجهها· لكن المرأة في المسيحية وبحسب تعاليم الكنيسة لعبت دورا أساسيا وساهمت في خلاص البشرية>· وأكد <ان المرأة هي أم وأخت وزوجة وشريكة في عملية الإنجاب وهي مربية ورسولة في خدمة الفقراء والمعوزين وهي عطاء مطلق وكتلة محبة وحنان· من خلال هذه النظرة يجب أن ننظر إلى المرأة وليس على أساس آخر ينتقص من كرامتها>·
| 
No comments:
Post a Comment