The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

December 20, 2010

Assafir - STL, investigations - december 20,2010



ليرفع «السيد» صوته: «محكمة»!
صادق النابلسي
قالها دانيال فرانسـين.. في حضرة الياقات الأنيقة، فهذا زمان المحكمة! ولبنان يستحق أن تُوهب له محكمة! يتبَرَّدُ في ظلّها من رياح السَمُوم التي تلفحه من أربع جهات الأرض. وطوائفه التي تمددت بين ثنايا الأرز ومساحب التبغ تستحق هي الأخرى محكمة، بعيداً عن طلاسمها في التعايش.. وقلقها الذي يجيء غبَّ الطلب أو على منوال الضرورة الشعرية!
وطائر فينيقه الذي يرقص مذبوحاً من ألم «مازوشي»، يا لله: يستحق كذلك محكمة، حتى لا تهدر القيمة النضالية لرواد البربارة والمدفون!
فعن قاضي القضاة اللبناني قال أخبرنا بيلمار عن برامرتس عن ميليس عن فيتزجيرالد بإسناده إلى الامين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان قال: حدثنا الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش فقال «إن لكل شيء حلية وحلية لبنان المحكمة الدولية». رواه الفارس الناعم في صحيحه.
وعن ابن طرابلس عن ابن الضنيه عن ابن بعقلين عن ابن صيدا قال: كنا في محضر الرئيس الفرنسي جاك شيراك فذكر أشياء عن حزب الله كان قد أسرَّها في نفسه ثم أردف بالقول: «التحقيق الدولي فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وهو حبلكم المتين. وعليكم بالقرار الاتهامي. نشدتكم الله فيه، نشدتكم الله فيه، نشدتكم الله فيه. رددها ثلاثاً». صححه جوني عبدو في منفاه الباريسي.
يا سادة يا كرام، يا أيتها الإنتليجينسيا اللبنانية المنزهة عن كل عيب ونقص والمتممة لكامل واجباتها السياسية مع الوصي الاميركي، هل تجيزون لنا نقل هاتين الروايتين عن مرحلة النضال السيادي والاستقلالي. أم نترك لـ«ويكيليكس» وحدها أن تجود بأخبار المسربين في الإدارة الاميركية عن تراثكم الناصع. وما دامت مكارثية «ويكيليكس» قد أتاحت لنا التمتع بجزءٍ بسيط من مسرحية روميو - جولييت العلاقات اللبنانية - الأميركية، فإننا بحاجة إلى من يعرض علينا المزيد عن الروائع السياسية والامنية خلال عدوان تموز 2006 لا لغرض الشماتة لا سمح الله بل لأجل المساواة والعدالة في المنافسة حتى لا يبقى سوق الفضائح حكراً على «ويكيليكس» فتقع في المباهاة!
محكمة.. قالها دانيال فرانسين (مرغياً ومزبداً) وكأن صوته يصدح كشيخ في رحلة رجوعه إلى صباه الإسرائيلي. لقد شق التحقيق الدولي طريقاً إلى عمق الحقيقة حين أجمع جميع محققينا خلال وجودهم في «سرّ مَنْ رأى» اللبنانية أن «حزب الله» الفاشستي التوتاليتاري الشمولي الذي انتصر على إسرائيل ظلماً وعدواناً هو هو من ارتكب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
والدليل يا سادة يا كرام الذي تَطَلَّبَ عرقاً وكفاحاً ووقوفاً تحت شمس الصحوة النفطية ومالاً وفيراً من جيوب اللبنانيين، البسطاء منهم على وجه الخصوص، ليس شهود الزور ولا الاتصالات وإنما «قالولو»!
لقد وصل الحال بنا نحن اللبنانيين أن نكون في موقع «شاهد ما شفش حاجة». قالوا لنا أولاً إن سوريا ونظامها الأمني في لبنان هم من قتلوا رفيق الحريري، واليوم يريدون القول لنا بلغة تحوي كمية كبيرة من مفردات الفصحى الإسرائيلية إن حزب الله هو من دبّر وخطّط ونفّذ عملية القتل هذه. نحن لا نعرف شيئاً سوى عن أدلة تهوي وأخرى تنتصب، لم نقف حتى الساعة على أسرار هذا الفن ودقائق صناعته. ولكن نعلم على نحو اليقين أن أميركا وإسرائيل بارعتان فيه. يستكملان النصف الثاني من دينهما بالقتل والإجرام والتزوير والخداع بعدما أنجزا في النصف الأول منه ما جادت به قريحتهم الإنسانية ورسالتهم الحضارية.
إسرائيل تحاول اليوم أن تسمو بلحظات مكرها من التورية إلى إماطة اللثام. تكشف أن المحكمة استبصار تلمودي أرسله طلعه مع بدايات الكوميديا اللبنانية الساخرة منذ منتصف شباط 2005. ثم جاء المبشرون الأوائل بالمحكمة من الحُجُرات الخلفية وجرود العالم «الحر» ليصدروا رقيماً بعد آخر على طريقة مونولوغات المهرجين!
سأل لبنان، لبنان الغارق في رماد قبائله، لبنان الذي يبحث عن أكثر من شارع «مونو» وصحن حمص وتبولة ليحتل مركزاً هنا ويحصل على تصنيف هناك. لبنان التائه في «نوستالجيا» هبائية إلى أرض الفينيق. لبنان الذي يترامى على هويات أضدادية. لبنان الذي يعيش فيه المواطن حيوات هلامية كـ«أليس في بلاد العجائب». لبنان هذا الذي يفيض في طبقة نبلائه بأشباه الرجال ولا رجال! لبنان الذي يرقب برؤى يائسة واقعة الشائه. لبنان الذي لم يعرف أوفى ولا أخير ولا أبر ولا أشرف من مقاومته ومجاهديها، ولم يعرف أشر ولا أمكر ولا أخذل ولا أوضع من أعدائها وقد فعل بها أمام عينيه ما قد رأينا وعلمنا وشهدنا في حرب تموز 2006. لبنان هذا في تعاكساته وتنافراته يسأل عن قرارات المحكمة أيّان مرساها.
لبنان يسأل لأنه منذ ولادته نشأ منفصم الشخصية والهوية والخيارات يعيش على الحلم والأسطورة والتخيل وعلى جدل عقيم حول صيغة نهائية يجزم نبي مضرب أنها لا بد آتية. فلننتظر إذاً بداية التاريخ الجديد أو «نهاية التاريخ» على يد نبينا عليه وعلى أصحابه في 14 آذار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب البشر!
فهل من مجيب، حاسماً للبنان انفصاميته!
البارحة أشار عليّ أحدهم بالقول: لماذا لا يرفع السيد صوته وينادي (محكمة): «فلقد بلغ السيل الزُبى»!

No comments:

Post a Comment

Archives