The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

January 6, 2011

Almustaqbal - women rights - January 06,2011


سارة مطر
لا يزال واقع المرأة اللبنانية في الأسرة يتخبط في المفهوم التقليدي لدور المرأة الأم والزوجة الصالحة التي يقع على عاتقها عبء التربية وحفظ الهوية الجماعية والثقافة والتراث دون القدرة على اتخاذ القرارات ودون قوانين تساويها بالرجل وتمنحها الحقوق كافة، كما ان صورتها العامة في المناهج والكتب المدرسية تقتصر على الإنجاب وعلى لعب دور الأم والأخت، في حين يظهر الرجل بصورة البطل، القيادي، رب الأسرة وصاحب الإرادة المتمتع بالذكاء والطموح والحكمة والشجاعة، ما يعني تمييزاً فادحاً بين الجنسين.
خلاصات قدمتها كل من الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية منى فياض وأستاذة الفلسفة وعلم الاجتماع في الجامعة اللبنانية فهمية شرف الدين، وذلك خلال الندوة التي عقدها المجلس النسائي اللبناني أمس حول "واقع المرأة في الأسرة وفي المناهج والكتب المدرسية".
وقد رأت فياض ان "الأسرة ظلت وتظل تمارس تأثيراً كبيراً على حياة البشر، بعمق التأثير الممارس من قبل أي نظام سياسي أو أي قوة اقتصادية"، مشيرة إلى أن "العادة درجت على تعليم الفتاة تقليدياً منذ صغرها ان تكون زوجة صالحة وأماً، ما أفقدها هويتها كامرأة".
وقالت: "الا اننا نجد اليوم إعادة نظر في وظيفة المرأة وإعادة اعتبار للقيم الانثوية التقليدية، لاسيما بعد أن دخلت المرأة سوق العمل الذي ساهم في تحررها وفي إكساب العمل المنزلي صبغة العبودية"، مؤكدة ان "المهر لم يعد مسألة متفقا عليها، خصوصاً ان الرجل دائماً يتهرب من دفعه وان هذا المهر مهما كان قدره فهو لا يفي المرأة حقها، ما يعني ضرورة إقرار ضمانات قانونية أكثر عدلاً عبر تعديل قوانين الأحوال الشخصية وجعلها مدنية اختيارية وتحقيق المساواة بين الجنسين".
وشددت على "اننا بحاجة إلى تغيير تربيتنا لأولادنا على أساس الجندر والمساواة، سعياً لتحقيق التغيير في الذهنية، فليس من المعقول ان تتحمل المرأة عبء تربية الأولاد وحفظ الهوية الجماعية والثقافة والتراث دون امتلاكها القدرة على اتخاذ القرارات ودون قوانين تساويها بالرجل وتمنحها الحقوق كافة، لاسيما منها قانون الجنسية والقانون المدني".
ولفتت إلى ان "المرأة في مجتمعاتنا تفتقد الخصوصية والحميمية التي تجدها في العزلة، إذ لا تتسنى لها أوقات فراغ، كما ان التزام الأم بأسرتها قد يتطلب تضحيات تصل إلى درجة نكران الذات".
وركزت شرف الدين على "أهمية المدرسة في تكوين شخصية الفرد وهي ترسيخ التصورات وبناء المعتقدات ورسم الأدوار"، متطرقة إلى "الاستعباد والتهميش اللاحق بالمرأة اللبنانية من قانون الكوتا إلى الجنسية إلى قانون تجريم العنف الأسري والأهم القانون المدني للأحوال الشخصية".
وأشارت إلى ان "الصورة العامة للمرأة في الكتب المدرسية ترتبط بالعاطفة والحنان، بحيث يقتصر دورها على الأم والأخت وفي أحسن الأحوال على التمريض والخياطة، كما تصور هذه الكتب المرأة بأنها المرأة الأمية ويقع على عاتقها بالتالي الدور التقليدي وهو الدور الإنجابي".
وقالت: "يظهر في هذه الكتب تمييز واضح وفادح بين الجنسين، إذ يظهر الرجل بصورة البطل ورب الأسرة والمالك للموارد والقيادي وصاحب الإرادة الذي يحمل صفات الذكاء والطموح والحكمة والقوة والشجاعة، في ظل غياب واضح لأي توجيه للإناث إلى المشاركة في السلطات التشريعية والتنفيذية وفي الإدارات العامة وفي اتخاذ القرارات والدفاع عن الوطن وفي التجارة وجمع المال وفي العلم والتخطيط والتكنولوجيا، وكأنّ هذه الأعمال والصفات هي حكر على الرجل".
واعتبرت ان "الوصول إلى كتب مدرسية خالية من التمييز على اساس النوع الاجتماعي (الجندر)، يتطلب استكمال عملية التحديث والتقييم التربوي للمناهج بوضع معايير جديدة لتغيير واقع الصورة الجندرية الموجودة حالياً في كل المراحل التعليمية في المناهج التعليمية الابتدائية والثانوية، استخدام اللغة المتوازنة حتى تشعر النساء بقيمتهن كمواطنات مسؤولات، التركيز على قضايا المرأة وحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع دليل تدريبي للجندر للمعلمين والمعلمات لاستخدامه في التوعية الجندرية". وكانت الندوة عقدت في قصر الاونيسكو واستهلت بترحيب من رئيسة المجلس النسائي أمان كبارة شعراني، وقد حضر كل من وزيرة الدولة منى عفيش وممثل وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، فرج كرباج، وممثلة الرئيس سليم الحص، إقبال الشايب وممثلة النائب ستريدا جعجع، رنا لويس وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد حسني ظاهر وممثلة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، النقيب سوزان الحاج حبش وممثلة نقابة المحامين إقبال دوغان وعدد من ممثلي الهيئات النسائية والأهلية والأكاديمية والحقوقية وفعاليات.

No comments:

Post a Comment

Archives