درباس عن اللاجئين السوريين: الملف يُساوي وجود لبنان
نظم «مركز عصام فارس» للشؤون اللبنانية، ندوة بعنوان «اللاجئون السوريون الى اين». تحدث فيها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، مؤكدا ان «ملف النازحين السوريين خطر جدا، ويساوي وجود لبنان واستقلاله، وأننا نعيش فوق برميل من البارود ينفجر فينا في كل لحظة، لذلك يجب النظر إلى هذه المعضلة من زاوية تحقيق مصلحة الوطن العليا وصيانة الدولة، وليس على أساس أنها ورقة في معركة سياسية».
وقدم درباس عرضا للأرقام والمعطيات عن انتشار اللاجئين، فأكد أنهم «باتوا يبلغون ثلث عدد سـكان لبـنان و45%»، لافتا إلى أن «هناك 1400 مخيم عشـوائي، وإلى أن ما يزيد الأمر سوءا أن سكان هذه المخيمات لا يشكلون سوى 18% من النــازحين الســوريين في حين أن 82% منتشــرون في معظــم انحاء لبنان، وبذلك بات لبنــان يختـــنق بانتـشارهم»، مؤكدا استنادا إلى أرقام المفوضية العليا للاجئين أن «عدد النازحين السوريين إلى لبنان المســجلين حتى تشرين الأول 2014 يبلغ 1,151,057 نازحا، فيما يبلغ عدد النازحين الذين ينتظرون التسجيل 21168»، معتبرا أن «النزوح ألغى الحدود بين لبنان وسوريا».
وأوضح «أنهم يتوزعون بين 282241 في شمـال لبـنان، و308813 في جبل لبــنان وبيـروت، و134210 في الجنـوب، واخيرا 404625 لاجئا في الـبقاع»، لافتا الى «أنه خلال شهر تموز 2012 كان عدد النــازحين 25411، وفي شهر تموز 2013، صـار عـددهم 488277، وفي تموز 2014 صار العدد 1070802».
وفي ما يتعلق بالمخاطر الإقتصادية للجوء، قال درباس: «حتى رقم البنك الدولي عن خسائر لبنان من اللجوء السوري أنه بلغ 7.5 مليارات دولار، غير صحيح، لانه احتسب على اساس فرق نسبة النمـو التي انخـفضت من 4 الى 2%، بينما الواقع ان النمو وصل في بعض المراحل الى 8% وليس 4%، وهكذا فإن خسـائر لبنان صارت بين 15-16 مليار دولار. الى ذلك فإن معظم النازحين السوريين يؤثرون سلبا على الشــريحة الفقـيرة في لبنان، إذ يشاركون الفقـراء اللبـنانيين الارض والملبس والصحة والهواء والماء والمساعدات، ويعرضون اليد العاملة بسعر رخيص جدا»، لافتا إلى «الضغط الذي يمثله اللاجئون على البـنى التحتـية لجهة الخدمات الصحية والصرف الصحي والمستــشفيات والمدارس وتلوث الهواء وغيرها، والى المخاطر الأمنية في ظل وجود عشرات الآلاف من الشباب الذين أدوا الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش السوري».
وأعلن درباس استعداده للتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع حل معضلة النازحين في حال كان لديها مشروع فعلي لاستعادة النازحين وإسكانهم في مناطق آمنة، لكنه أشار إلى أنه لا يرى ان السلطة السورية مستعدة لذلك، لان «الحكومة اللبنانية ما زالت ملتزمة سياسة النأي بالنفس، ما يتطلب مواقف رسمية متوافقا عليها من جميع مكونات الحكومة. وأن اللبنايين يتعرضون لظلم كبير لجهة اتهامهم بالعنصرية»، معتبرا «ما صدر من تصريحات مهاجمة من فئات معارضة سورية «جحودا» إزاء ما قدمه اللبنانيون في استضافة اللاجئين».
وابدى خشية من توطين اللاجئين السوريين «لأن حالهم مختلفة عن اللاجئين الفلسطينيين الذين سلبت منهم أرضهم»، معتبرا أنه «عندما تتوقف الحرب السورية فإن معظم اللاجئين السوريين سيعودون وسيذهب معهم الكثير من اللبنانيين بسبب فرص العمل التي ستنشأ بعد اعادة الإعمار في سوريا».
وأشار درباس إلى «التباين مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تعتمد معايير مختـلفة عن تلك المناسبة للمصلحة اللبنانية»، لافتــا إلى أن «الحكومة أبلغت المفوضية أن كل من يذهب الى سوريا يفقد صفته كلاجىء»، شـارحا التــباين عبر عــدد من الأمثلة في الأخطاء في التقدير كالــبنى التحتية التي اقيمت لتناسب توقعات 2024 فتم استهلاكها سنة 2014، لافتا الى «أن معظم المال الذي تقدمه الدول المانحة يذهب إلى اللاجئين وليس إلى المجتمعات المضيفة، إذ تحصل البلديات على النذر اليسير منه، وإلى أن هذه تتردد أيضا في تقديم مساعدات إلى لبنان، لأنها تخشى أن تضع أموالها في ما وصفه بـ«وعاء مثقوب» نتيجة الوضع السياسي والأمني الراهن».
Source & Link: Ad-Diyar
No comments:
Post a Comment