التعذيب في السجون
عماد الدين رائف
على الحكومة اللبنانية أن تجترح معجزة حقيقية. فمهلة «لجنة مناهضة التعذيب» التابعة لـ«المفوضية السامية لحقوق الإنسان» في الأمم المتحدة، تنتهي بعد 38 يوماً.. وقبل انتهائها يجب رفع تقرير بمنجزات لبنان في إطار عمله على مكافحة التعذيب في السجون.
اللجنة، في تحقيقها السري، اعتبرت أن «التعذيب ممارسة متفشية في لبنان، تلجأ إليها القوات المسلحة والأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون لأغراض التحقيق»، وأضافت إلى ذلك «الإهمال المتعمد للضمانات القانونية الأساسية للأشخاص مسلوبي الحرية».. أي، ما مفهومه، أن التعذيب هو اللغة السائدة والعملة المتداولة والخبز اليومي لرجل الأمن، ولدى خضوع أي شخص للتحقيق «بتكون راحت عليه».
ومن لم يخضع لتلك «الممارسة المتفشية» يكن «بيتو بالقلعة». وقدمت اللجنة 34 توصية للبنان، كخريطة طريق للوصول إلى منع التعذيب في سجونه.
للأمم المتحدة اتفاقياتها وبروتوكولاتها، أما التزام لبنان بتلك المواثيق فلا يتعدى المظاهر في معظم الأحيان.. إلا ان اللافت هو توجه عالمي نحو الإقرار بتقارير الظل، الصادرة عن منظمات مدنية، أو متضررين مباشرين، قد تُحرج لبنان الرسمي بين فترة وأخرى. أما نتائج تحقيق سريّ صادر عن لجنة منتدبة، فهي «وثيقة دولية تاريخية تكشف حجم الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان في السجون»، وفق توصيف «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، الذي رحّب بالتقرير ونتائجه.
لكن، لا المعجزة ستحدث ولا من يحزنون، فقد دأبت الحكومات المتعاقبة على تبرير تقصيرها المستدام بـ«الظروف الأمنية الصعبة». فإن كانت تلك الحجة قد نجحت مع التمديد للنواب، وتعطيل الدستور والمؤسسات والقوانين المرعية الإجراء، فهل ستفشل في وجه تقرير دولي؟
حجة واهية، لكنها «تُؤتي أُكُلها كل حين».
Source & Link: As-Safir
No comments:
Post a Comment