برّي من جنيف: الخوف ليس على الجيش... بل من البيئة الحاضنة سجناء إسلاميون يحرّكون مجموعات إرهابية من "فندق رومية"
رضوان عقيل
يرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري توصيف حال العسكريين الذين تركوا مراكزهم العسكرية وانقطعوا عنها وانضموا الى "جبهة النصرة" بالانشقاق، بل يعتبره فراراً من الخدمة لن يؤثر على الجيش الذي يملك ثقة كبيرة في مجموع جنوده وعائلاتهم التي تذرف الدماء والدموع والتضحيات بغية رفع راية المؤسسة العسكرية، في ظل حماسة الشباب اللبناني للتطوّع في صفوفها سواء أكانوا من الشمال أم من بقية المناطق.
في حديث مع بري أثناء استراحة في قصر المؤتمرات التابع للأمم المتحدة في جنيف، والذي يستضيف أعمال الدورة الـ131 للاتحاد البرلماني الدولي، تلاحقه الأسئلة عن الجيش والملفات السياسية الساخنة في بيروت والتي تترنح مكانها على حبال خلافات القوى والكتل النيابية التي ستبحر معاً، وكل على طريقتها في الأيام المقبلة، نحو شاطئ التمديد.
وأينما حلّ رئيس المجلس في لقاءاته في الداخل والخارج، يحمل معه هموم الجيش مع تشديده الدائم على الحفاظ عليه، وهو يعتقد أن ثمة من يعمل "من زمان" على استهداف المؤسسة العسكرية. ويعلّق على عمليات الفرار الأخيرة التي نفذتها حفنة من الجنود، كانت لديهم في الأصل مشكلات في قطاعاتهم العسكرية وبعضهم محال على المحكمة العسكرية، فيقول إنها حالات فردية ولن تؤثر على المؤسسة ومعنويات أفرادها من جنود وضباط، وان هذا الفرار الذي يلجأ البعض الى تضخيمه يحصل في كل الجيوش وعند مختلف البلدان. ويبقى المهم لديه "ان لا توجد بيئة حاضنة لهذا الفرار والتشجيع على هذا الأمر، ويجب ألا تتوافر وألا يحصل ذلك". ويحمد بري الله على هذا الالتفاف حول الجيش، مشيراً الى محاولات جرت في الماضي" "للعب بالمؤسسة وباءت كلها بالفشل".
وفي جعبة بري جملة من الملاحظات على أداء بعض المؤسسات في الدولة، لا يخفيها في بيروت، لكنه يقولها من دون قفازات هذه المرة من سويسرا. وتتمثل هذه الانتقادات في تعاطي مؤسسات مع مجموعة من الملفات، وان مسؤولية السلطات لا تطبق ولا تقوم الأخيرة بالدور المطلوب منها وعلى أكمل وجه. ويرى أن هذه المناخات تساعد في التطاول على الجيش من خلال التحريض عليه أو إقدام البعض على خلق شرخ بينه وبين المكونات اللبنانية.
ويعتبر أن ثمة جزءاً من هذه المظاهر غير السليمة يقع على عاتق الدولة لمنع التراخي الحاصل في معالجة الكثير من المسائل.
ويقوده هذا الكلام الى الحديث عن حال سجن رومية بسبب "الحرية" التي يتمتع بها بعض السجناء الاسلاميين، وكيف لا توجد أبواب في أقسام عدة في السجن، ويمارس السجناء ما يريدونه و يقررونه. ويلتقي هنا مع ملاحظات صديقه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والتي يحمّل فيها واقع السجن وما وصل اليه الى المسؤولين السابقين عن قوى الأمن الداخلي.
ويقول بري ان مسؤولية البعض عن التقصير الحاصل يتوازن ويلتقي مع ما تقدم عليه العناصر الإرهابية والتكفيرية. ويصف أحد الاجنحة في سجن رومية بـ"الفندق" الذي يتمتع " نزلاؤه" بكل متطلبات العيش والحياة، ويتواصلون مع عائلاتهم وجماعاتهم في لبنان والخارج ويتابعون ما تقدم عليه "جبهة النصرة" و"داعش" من خلال امتلاكهم الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وثمة من يدير منهم مجموعات ارهابية داخل قلب السجن و"بحماية" من البعض في الدولة بفعل التساهل حيال هؤلاء وعدم ضبطهم.
ويعود رئيس المجلس الى الوراء، عندما اشترت الدولة جهازا بمبلغ 750 ألف دولار أميركي في أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لوضعه في السجن بغية التشويش على اتصالات السجناء وقطعهم عن العالم، ويلفت الى أن هذا الاجراء لم يطبق وبقيت الأبواب مشرعة بين هؤلاء "ولا أحد يسأل عن هذه المهزلة".
ويكشف أيضا ان من بين الشروط التي طرحتها أخيرا الجهات الخاطفة للعسكريين في عرسال العمل على نقل عدد من السجناء الموجودين عند الجيش في سجن وزارة الدفاع الى "فندق رومية" بسبب الخدمات المتوافرة فيه والتي تقدم الى سجناء "ماخدين راحتهن ومكترين في هذا المكان الذي لم يعد سجناً".
منتدى الاستثمار
من جهة أخرى يلقي بري كلمة اليوم في المنتدى العالمي للاستثمار2014 الذي تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي في جنيف. وسيتناول التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة من جراء أعمال الارهاب. وهو تابع أمس لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة وخصوصا مع المجموعات العربية والاسلامية والأفريقية للتوصل الى موقف واحد حيال البند الطارئ المتعلق بالإرهاب والقضية الفلسطينية، فضلا عن توحيد الموقف العربي لانتخاب رئيس للاتحاد البرلماني الدولي غدا الخميس.
وكان الوفد المرافق لبري النواب عبد اللطيف الزين وجيلبرت زوين واميل رحمة ومحمد قباني شاركوا في عدد من الاجتماعات في لجنتي البيئة والمرأة. وافاد قباني ان لبنان وزع على المشاركين معلومات عن آثار اللجوء السوري على لبنان وانعكاسه على قطاعات عدة في البلاد. وعقد الوفد أيضا اجتماعا في حضور نظيريه العراقي والاردني مع الوفد الألماني . وجرت المطالبة بضرورة الاسراع في مساعدة لبنان والبلدان التي استضافت لاجئين من سوريا.
Source & Link: An-Nahar
No comments:
Post a Comment