The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 14, 2014

Al-Balad - The phenomenon of child labor, October 14, 2014



مهنهم أكبر من أعمارهم




مشاهد مخيفة ومظاهر خطيرة تعرضها علينا شوارعنا يومياً، قد تنذر بانفجار اجتماعي غير محمود العواقب. فلم يعد الأطفال السوريون وحدهم في لبنان من يمتهنون مهناً صعبة قياساً على أعمارهم الصغيرة، فالأطفال اللبنانيون أيضاً انخرطوا في هذا السباق المحموم نحو الغد البائس بعدما اضطرهم حاضرٌ أليم الى نسيان الأحلام الجميلة خلف دولاب سيارة تعطل أو تحت أرضية شاحنة مهترئة أو أمام عدّة لمسح الأحذية وتلميعها.

واقع أليم يعيشه أطفال كثيرون في مناطق الشمال من عكار إلى طرابلس فمختلف المناطق الشمالية، ليس عليك أكثر من القيام بجولة على محال الميكانيك وتصليح السيارات أو جولة في بعض شوارع طرابلس وحلبا لترى بعينيك ما تسمعه في الإعلام واقعاً حقيقياً. أطفالٌ في مقتبل العمر يمارسون أكثر أنواع المهن صعوبة، إذ ليس أصعب من رؤية ولد في سن الحادية عشرة يفترش الأرض تحت سيارة مرفوعة وسواد الشحم قد غطّى ثيابه بالكامل. 
مكانهم مقاعد الدراسة ولكن !!
على الرغم من أن مكانهم الطبيعي كما تنص الشرائع والقوانين الدولية والمحلية هو مقاعد الدراسة إلا أن الوقائع على الأرض تكذب كل ما قد كتب على الورق حيث نجد مئات الآلاف من الأطفال حول العالم مضطرين للعمل في مهن أو حِرف أو أعمال غاية في الصعوبة وبعيدة كل البعد عن إمكاناتهم الذهنية والجسمية كأطفال صغار ما زالوا في أعمار الورود وذلك لأسباب مختلفة لعل أبرزها الحروب والفقر والعوز.
الظاهرة إلى اتساع
وفي لبنان أيضاً تزداد ظاهرة عمالة الأطفال انتشاراً واتساعاً. وترتفع معها بالتالي نسبة الأطفال السوريين العاملين سنة بعد سنة حتى امتلأت بهم شوارع طرابلس والمدن الأخرى خصوصاً أولئك الذين يعملون في مسح الأحذية أو بيع القهوة أو العلكة أو حتى في التسول بشكل عام.

أكرم... ماسح أحذية
أكرم، ماسح أحذية من سورية في الرابعة عشرة من العمر. تغطي الأوساخ يديه، وجهه وملابسه، يتقوقع أحياناً في زوايا الشوارع والحزن يعلو محياه. يجول أكرم عادة في شوارع التل وعزمي والمطران وساحة النور والنجمة وعندما يعلوه التعب يعود ليفترش أرض التل منتظراً نصيبه. يعمل أكرم يومياً مدة 11 ساعة حاملاً عدته ويتسول الزبائن.
يقول أكرم وهو سوري من حمص "يضايقني الجميع من رجال الشرطة وغيرهم من المواطنين العاديين لأنهم يعرفون أني سوري وفقير ويحاولون إجباري على مسح أحذيتهم دون مقابل. وأنا طفل تركت بلدي سورية لأحاول كسب لقمة العيش لعائلتي". 
جميل... بائع قهوة
أما جميل وهو طفل سوري أيضاً فيعمل في لبنان كبائع للقهوة ولم يتجاوز عمره الثالثة عشرة فيؤكد "أنه متعبٌ كثيراً من عمله الشاق فهو بعد أن تحضّر له والدته - التي يسكن وإياها مع والده وأخيه في خيمة على شواطئ منطقة العبدة العكارية - مصبّات القهوة وتجهزها عند ساعات الصباح الأولى تجده مضطراً أن يبدأ التجوال بها طيلة اليوم في العبدة وجوارها على رجليه دون توقف ليبيعها ويعود في المساء إلى والدته حاملاً إليها الغلة المنشودة".
يعملون بالتسول أيضاً
ويجول أطفال كثر أمثال أكرم وجميل شوارع حلبا والعبدة وطرابلس أيضاً طيلة اليوم. بعضهم ينتظر عند تقاطع الطرقات الكبرى وفي أماكن ازدحام السيارات فيطرقون على شبابيك السيارات باستمرار للتسول والحصول على بعض الليرات القليلة فيما تجد البعض منهم يحمل علب المحارم أو أقراص الأغاني ويحاول بيعها للمارة بالقوة. 
أطفال لبنانييون أيضاً
قصدت أحد محال الميكانيك لتصليح السيارات فوجدت الطفل اللبناني بلال البالغ من العمر 15 عاماً ممدداً على كرتونة تحت سيارة وحرارة أشعة الشمس تبلغ ذروتها فناديته وطلبت منه بعض الكلمات. خاف في الأول من معلمه الذي يدعى محمود، ولكن بعد إشارة من المعلم محمود قرر بلال ابن بلدة المحمرة في عكار الكلام فقال: "نحن في البيت 3 صبيان وبنتان إضافة إلى والدي ووالدتي. توقف والدي عن العمل منذ سنتين تقريباً وكان يعمل في بيروت في البناء بعدما وقع من على سطح أحد المنازل وأعطب ظهره فلم يعد قادراً على الحراك. أخرجتني والدتي من المدرسة وأرسلتني للعمل مع ابن عمها صاحب المحل هذا لأعيلها على مصروف إخوتي ووالدي. كم أتمنى أن أعود إلى المدرسة كي أتعلم وأتوظف بشيء مريح فقد تعبت كثيراً".
قانون العمل
وضعت القوانين التي تحمي الأطفال العام 1946. فقانون العمل للعام 1946 يقسم الأطفال إلى قسمين: من هم بين 14 و18 عاماً، ومن هم دون 14 عاماً. ويمنع القانون منعاً باتاً عمالة الأطفال الذين لم يتموا عمر 13 عاماً، كما ينص على تقديم شهادة طبية تؤكد أن طفل ما فوق 13 عاما مناسب للعمل الذي يقوم به. 

في بعض الوظائف التي تعتبر ضارة أو مؤذية، يمنع القانون عمل أي طفل تحت عمر 16 عاماً. إضافة إلى القيود الأخرى، لا يجب تشغيل طفل لأكثر من ست ساعات في اليوم مع ساعة راحة على الأقل حين يتعدّى وقت العمل الأربع ساعات يومياً.

مظاهر تدعو إلى الشفقة
على الرغم من مظاهر البؤس والإشمئزاز التي يتركها هؤلاء الصغار في نفوس البعض إلا أنه لا يمكنك بالمقابل إلا أن تعطف على هؤلاء سواء كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين من الظروف الصعبة التي يعيشونها والتي دفعت بهم إلى هذا المصير بدل أن يكونوا مثل أطفال آخرين موجودين على مقاعد الدراسة ويتمتعوا بكامل حقوقهم المدنية والإنسانية. فتسأل بالتالي: أين تطبيق إلزامية التعليم ومجانيته ومن يحمي هؤلاء من الفقر الذي قد يدفع بهم عاجلاً أم آجلاً إلى الإنحراف وارتكاب الجرائم؟. إنها أسئلة مشروعة يطرحها كثيرون ويضعونها برسم كثيرين من دون أن تكون في الأفق أي إجابات مرتقبة وواضحة.

إنه في زمن التخلي عن المسؤوليات نعود ونتساءل على أمل أن يبقى أمامنا التساؤل مشروعاً: أين هؤلاء الأطفال وأين حقوقهم من سياسات حكومية تتخطى معاناتهم ؟.

Source & Link: Al-Balad

No comments:

Post a Comment

Archives