The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 4, 2014

Al-Balad - Security concerns and the suffering of displacement, October 04, 2014



هواجس الامن ومعاناة النزوح تنغّص فرحة الأضحى




تبقى لعيد الأضحى فرحته في المخيمات الفلسطينية في لبنان، صحيح انه يأتي كل عام مثقلا بالهموم والاحزان التي لا تنتهي فصولا، غير انه يلون جانبا من حياة الناس التي اصبحت يومياتهم بلا لون او حتى معنى، على قاعدة ارادة الحياة اقوى، بعد أن فقدت كل مقومات العيش الكريم، وأدرجت في قواميس البؤس، والفقر المدقع والحصار الامني والبطالة حتى اليأس والتفكير بالهجرة.


ثلاثة هموم تضاف اليوم في عيد الاضحى المبارك الى معاناة الناس اليومية مع الفقر والبطالة، اولها، الهاجس الامني الذي يؤرق حياة الناس بين توتير الداخل والفتنة مع الجوار اللبناني انعكاسا لما يجري في لبنان والمنطقة والمخاوف من انجرار مجموعات اسلامية متشددة الى مبايعة "تنظيم الدولة الاسلامية – داعش"، حتى الآن ترفضه وتقاومه القوى الفلسطينية وخاصة الاسلامية منها حتى لا يوصد المخيم على نفسه الابواب شبه المقفلة ويصنف في خانة بؤرة الارهاب في ظل الحرب العالمية الجارية عليه في سورية والعراق ومختلف المناطق.
ثانيها، ثقل نزوح الفلسطينيين من سورية مع ازدياد الاعداد التي لجأت الى المخيمات وما "زاد الطين بلة" قرار وكالة "الاونروا" حرمان اكثر من 1100 عائلة من الاستفادة من المساعدات المالية والعينية ما يعني عمليا اعباء اضافية على المؤسسات الاغاثية التي تنوء اصلا بحملها في ظل تراجع التقديمات الدولية الانسانية وطول امد الازمة السورية.
ثالها، اندفاع الكثير من الشباب والعائلات الى الهجرة غير الشرعية - اللجوء الى بعض الدولة الغربية وخاصة ايطاليا ومعظم هؤلاء يدفعون ارواحهم واموالهم ثمنا تخلصا من الواقع المرير، فمنهم من يتحول جسده الى طعم للاسماك ومنهم من يقع ضحية لشبكات التهريب بعد ان يقوم ببيع ما فوقه وتحته، وآخرها توقيف 107 اشخاص سوريين وفلسطينيين من قبل مفرزة استقصاء الشمال وفدوا من مخيم عين الحلوة الى شاطئ ميناء طرابلس وكانوا ينوون الهرب خلسة من الاراضي اللبنانية باتجاه ايطاليا.

الواقعة الاليمة التي سلطت الضوء على واقع الهجرة المستفحلة في المخيمات وتداعياتها السلبية على القضية الفلسطينية دقت القوى الفلسطينية ناقوس الخطر تجاهها، اذ انها تهدف الى تذويب التكتلات البشرية تدريجيا ما ينذر بشطب حق العودة بطريقة مباشرة او غير مباشرة، على ان اللافت ان الهجرة التي بدأت اولى رحلاتها كانت فردية وبشكل محدود الى بعض الدول الاسكندينافية والاوروبية ولكنها تطورت بشكل لافت الى هجرة جماعية عائلات بأكملها والى مختلف اصقاع العالم.
كل يوم بيومه
الشيء الجميل، انه رغم هذه الهواجس، فان ابناء المخيمات يعيشون يومياتهم على قاعدة "كل يوم بيومه"، كأنهم اعتادوا على الامر، على معاناة تلو اخرى، يطوي صوت بائع الخضار ابو علي الجمال في سوق الخضار وسط مخيم عين الحلوة صفحة القلق، ليشرع الباب على بهجة عيد الاضحى، يؤكد ان الفلسطيني أكثر شعوب الارض إصراراً على الحياة، يحاول تجاوز أزمات الفقر، ونقص الموارد، ويسعى لإستقبال عيد الأضحى المبارك كباقي المسلمين، قبل ان يردف "غير أن هذا التحدي لا يبدو سهلا والسبب ليس الرغبة بالفرح والحياة وانما بالغلاء الفاحش الذي يعاني منه لبنان من جهة، والأوضاع المعيشية التي تعاني منها المخيمات من جهة ثانية".
في المخيم، يتهافت ابناؤه قبيل العيد، على الأسواق لإستقبال الأيام المباركة، تبدو الحركة ناشطة، ولكنها لم ترقى الى ما كانت عليه سابقا، لاسباب كثيرة ابرزها انعدام القدرة الشرائية عند الناس، عدم دفع رواتب العسكريين قبل العيد، الاجراءات الامنية عند الحواجز العسكرية الاربعة المنتشرة عند مداخله، يضاف اليها عامل الأمن والإستقرار، تحاول الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، بالإضافة إلى القوة الأمنية العمل على ضبطه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
يؤكد الناشط الشبابي علي ميعاري انه رغم محدودية قدرة ابناء المخيم على شراء الأضاحي هذا العام، وكذلك محدودية القدرة على شراء أثواب جديدة والحلوى، بسبب ضيق اليد وانعدام القدرة الشرائية، لأسباب عديدة منها تقليصات وكالة الأونروا المتزايدة لتقديماتها الإجتماعية والانسانية والخدماتية، وزيادة أعداد النازحين الفلسطينيين من سورية، الا ان الفلسطيني يصر دوما على تلوين حياته بالفرح وتذوق طعم المناسبات السعيدة، أو الحياة الهادئة الهانئة.
يختصر كلام ميعاري حال السوق والشارعين الفوقاني والتحتاني، فالحركة لا تهدأ وبدأت تمتد حتى ساعات الليل الاولى، ويقول رئيس لجنة تجار سوق الخضار في مخيم عين الحلوة ناصر شناعة ان الحركة التجارية في المخيم مقبولة، وكانت لتكون افضل والسبب في ذلك هو الوضع الأمني غير المستقر في لبنان بشكل عام، ونحن في المخيمات نتأثر بشكل كبير جراء ذلك، اضافة الى الغلاء الفاحش وقلة الموارد المالية لسكان المخيم يسببان عجزا إقتصاديا كبيرا، خاصة أن العيد هذا العام يأتي في ظل الموسم الدراسي والأقساط المرتفعة.
ويؤكد محمود المدد، ان إرادة الحياة أقوى، فعيد الأضحى المبارك اقبل ولسان حال ابناء المخيم يقول "بأي حال عدت يا عيد؟ فبعد أن أثقلت المستلزمات المدرسية الحمل على العائلات، يأتي العيد بمستلزماته الخاصة، ليضيف بعضاً من الحلاوة المرّة على أصحاب الدخل المحدود وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة، والأوضاع غير المستقرة، تبقى إرادة الحياة والفرح أقوى، فسكّان المخيم يحاولون صنع السعادة من الإمكانيات المتواضعة المتوافرة لديهم حيث يبدأ أصحاب الدكاكين الصغيرة في المخيم بوضع "مراجيح" صغيرة للأطفال، فيما تحاول بعض المبادرات الشبابية نشر مظاهر العيد على طريقتها الخاصة.

No comments:

Post a Comment

Archives