Alanwar - Media Council - January 12th , 2010

الانوار
الثلاثاء 12 كانون الثاني 2010 العدد – 17347
محليات لبنان


المجلس الوطني للاعلام يبحث
الفلتان في البرامج التلفزيونية

عقد المجلس الوطني للاعلام اجتماعا قبل ظهر امس في مقره في وزارة الاعلام ناقش خلاله الفلتان الاخلاقي في بعض البرامج التلفزيونية، وأتبعه باجتماع ممثلي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وحضره للمرة الاولى مدير العلاقات العامة للاعلام في دار الفتوى ممثل إذاعة القرآن الكريم الشيخ خلدون عريمط. وناقش المجتمعون الفلتان الاخلاقي لبعض البرامج التلفزيونية ولا سيما منها برنامج لول الذي تبثه قناة الotv.

وأشار رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ الى أن الاجتماع الاول خصص للمجلس الوطني لمناقشة البرامج التي صنفت تحت عنوان لول أو ما يشابهه، وقال: كان هناك توجه في المجلس أنه معني بحماية المؤسسات المرئية والمسموعة وحريص على الحريات الاعلامية، وحريص في الآن نفسه على أن تكون البرامج في المؤسسات المرئية والمسموعة متلائمة مع مضمون القانون المرئي والمسموع 49/382 ومع دفاتر الشروط بحيث نستبعد أي إباحية أو إساءة الى الذوق العام أو الآداب العامة أو الاطفال.
وشدد على ضرورة أن تضع وزارة الداخلية ما تملكه من أجهزة رصد للمؤسسات المرئية والمسموعة في تصرف المجلس الوطني للاعلام، داعيا الى إحياء لجنة متابعة الاداء الاعلامي في وزارة الاعلام وأن يخصص مركز لهذه المتابعة.
ولفت الى أن المجلس نظر أيضا في الاحالة التي تقدم بها وزير الاعلام الدكتور طارق متري حول برنامج لول باعتبار أن هناك رسائل كثيرة وصلت اليه تعترض على هذا البرنامج، وطالب في الاحالة المجلس الوطني للاعلام باتخاذ الموقف المناسب حيال هذا الموضوع.
وشرح محفوظ مقاربة المجلس الوطني للاعلام الذي اعتبر أن البرنامج تورط في بعض جوانبه، ليس عن سوء نية، الى الاساءة للذوق العام والآداب العامة والمبالغة في تمثيل حركات جسدية تصاحب النكته. لذلك آثرنا الاستماع الى وجهة نظر رئيس مجلس إدارة الOTV روي الهاشم، وفوجئنا بالايجابية الكبيرة من جانبه وبتبني الملاحظات التي سيقت على هذا البرنامج، علما أنه طرح لنا خلفية هذا البرنامج، إذ إنه كان قد درس في السابق ليكون فكرة حول توحيد اللبنانيين بمختلف فئاتهم وميولهم السياسية وللخروج من الانقسام السياسي والطوائفي في البلد.
أضاف: لقد وجدوا في الOTV ان النكتة قد تكون المدخل الى ذلك، وبالفعل كانت النكتة مدخلا الى وحدة العائلة في كسب جمهور واسع حول هذا البرنامج، ولكن ادارة المؤسسة لا تنفي في الوقت نفسه أن هناك شططا في البرنامج، وقد ذهب الى أبعد ما تريده المؤسسة رغم الرقابة عليه.
وأكد محفوظ أن ادارة الOTV مع تصويب اداء هذا البرنامج وإعادته الى الاعتبارات الاساسية التي شاءتها المؤسسة، بحيث انها تريد ان يتوحد اللبنانيون خلف البسمة، ونحن نشاركها في هذه المسألة، إنما لا ينبغي أن تكون البسمة مدخلا للاساءة الى نظم قيم مجتمعنا وتقديم صورة خاطئة عن لبنان، خصوصا أنه بات ينظر الى لبنان في الخارج كمكان للتجاذبات الطائفية والغرائزية او بمثابة ملهى او كازينو مع صورة سلبية عن المرأة، وان مغنياتنا تحولن الى راقصات بدلا من اعطاء الصوت المكان المطلوب.
وقال: هذه الصورة عن لبنان لا نريدها ولا تريدها الOTV، مؤكدا أن المؤسسة التزمت عدم التعرض للمراجع الدينية والرقابة على هذا البرنامج وتحويله ليكون برنامجا بناء بحيث تصاحب البسمة اللبنانيين الذين غرقوا في فترة من الفترات في مجالات الخوف والتناحر والطوائفية.
واعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية هي المدخل لتصويب الاداء السياسي الطوائفي، كما ان على المؤسسات المرئية والمسموعة ان تجتمع وتلتقي لتصويب الاداء الاعلامي مجتمعة، كاشفا أن المؤسسات الاعلامية وعدت بأن تقوم بما يبني الوطن ويخرجه من أزماته المتلاحقة.
وأبدى محفوظ ارتياحه الى حضور الشيخ عريمط الاجتماع والذي أثنى على موقف الOTV، وهذا في ذاته ضمان لما يمكن أن يقوم به الاعلام المرئي والمسموع في عملية بناء، إذ إن الشيخ عريمط تحدث عن تكامل بين دور رجال الدين والدور الاعلامي في عملية البناء وفي حاجة اللبنانيين الى البسمة والخروج من حالة الاكتئاب التي تورط فيها مجتمع كامل لحظة الاصطفافات الطائفية والتجاذبات الغرائزية.
ورأى أنه إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية قد وعدت نفسها بخطاب هادىء إعلامي، فإنها ملزمة رفع أي حمايات طوائفية او سياسية عمن يخالف القانون المرئي والمسموع ويخالف نظام قيمنا في هذا المجتمع.
وكشف محفوظ أن المؤسسات الاعلامية وقعت مذكرة تعترض على مشروع القرار الاميركي الذي يتناول الاعلام المرئي والمسموع والاقمار الاصطناعية، لافتا الى أن هذه المذكرة سترفع الى الامين العام لجامعة الدول العربية.
وتحدث أيضا عن توجه لدى المجلس الوطني للاعلام والمؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة الى التحضير لاجتماع موسع في 21 من الشهر الجاري بعد التشاور مع نقابة الصحافة لاعداد مذكرة ترفع الى مجلس وزراء الاعلام العرب المقرر انعقاده في 24 من الشهر الحالي.
وردا على سؤال عن التطرق فقط الى برنامج لول فيما هناك برامج أخرى تخدش الحياء العام وتخرج عن نطاق الثقافة اللبنانية وتعرض في أوقات الذروة، قال محفوظ: تطرقنا في الاجتماع الى كل البرامج التي نعتبر أنها تخدش الذوق العام، وعندما توقفنا عند لول كان ذلك نموذجا، بعدما وردت اعتراضات ورسائل احتجاج عليه، كما أن الاحالة من وزير الاعلام تناولت هذا البرنامج بالذات، ولذلك نعتبر الامر مناسبة لمناقشة وضع كل البرامج الاخرى التي تخترق فضاءنا، لافتا الى أن المجلس الوطني للاعلام سيطالب الحكومة بضبط هذا الامر وحماية أجيالنا، إضافة الى ضرورة ضبط المواقع الالكترونية أيضا ووضع قانون يتناول البث الالكتروني الذي سيحظى في المرحلة المقبلة بمكانه مهمة ينافس فيها المؤسسات المرئية والمسموعة ودورها.
وحول عدم وضع ميثاق شرف بين المؤسسات الاعلامية للحد من هذه البرامج، أشار الى أن المجلس الوطني للاعلام توصل في وقت سابق الى ميثاق شرف إعلامي، ولكن لم يتم التزام مضمونه، ولذلك ناقشنا اليوم وجود دليل عمل للمؤسسات المرئية والمسموعة تحدد معنى الاباحية والاساءة الى الذوق العام ومعنى الاساءة الى الآداب العامة والتزام توقيت البث، فهناك نص صريح في قانون المرئي والمسموع يقضي بأن تلتزم المؤسسة عدم بث أي برامج أو أفلام معينة قبل العاشرة والنصف ليلا حماية للاطفال، مؤكدا أن هذه المسائل تحتاج الى دليل عمل، ونحن في صدد التوصل اليه مع المؤسسات المرئية والمسموعة، كما أن قانون المرئي والمسموع يحدد ما هو مسيء وما هو غير مسيء. وأشار الى أن غالبية المؤسسات ملتزمة ميثاق شرف خاصا بها، اضافة الى الميثاق الذي تم التوصل اليه مع منظمة الأونيسكو.