الجمعة 19 شباط 2010 العدد – 1048
عدل
المرأة المعنّفة: ضحية قوانين جائرة
صورة مركبة (هيثم الموسوي)
تشرّع بعض القوانين اللبنانية العنف ضد النساء، فتتوسّع رحلة معاناة السيدات المعنّفات. من غرفة النوم إلى مكان العمل، ولدى لجوئهن إلى المحاكم، لا توجد سبل للإفلات من القهر. كثيرات استسلمن للصمت، وأُخريات يناضلن لتحصيل أبسط الحقوق بأثمان باهظة
زينب زعيتر
تزوّجت غادة (33 عاماً) قبل عدة سنوات رجلاً مصريّ الجنسية، تعرّضت خلالها للعنف الجسدي والمعنوي. تحمّلت الحياة المريرة لأولادها الثلاثة، وكانت مكافأتها بأن تزوّج امرأة أخرى وسافر إلى بلده مع الأطفال. هنا بدأت رحلة جديدة من المعاناة مع القانون، تقدّمت بدعوى طلاق وحضانة الأطفال بمساعدة جمعية «كفى». ولغاية اليوم تواجه الدعوى الكثير من الصعوبات في ما يتعلق بالطلاق، أبرزها الصعوبة الجغرافية وتعذّر حصول المدعى عليه على التبليغ الرسمي لاستكمال الإجراءات، ممّا يتطلب وقتاً طويلاً للحصول على الحكم النهائي.
يحرم قانون الجنسية المرأة المتزوجة غير لبناني حق إعطاء أولادها جنسيتها، وهذا ما مثّل عقبة أخرى في سعيها إلى الحصول على حضانة الأطفال، وبحسب القانون المصري تحضن المرأة المطلّقة أطفالها لغاية عمر الرابعة عشرة، ولا يتعدى سن أولاد غادة هذا العمر. وإذا حصلت غادة على قرار بالمشاهدة المؤقتة للأولاد، فلن تستطيع تنفيذه لأنّ المشاهدة تجري في مكان إقامة الأطفال في مصر.
غادة وسيدات أخريات كثيرات هنّ ضحيّة من «ضحايا» القانون. فقانون الجنسية يعدّ واحداً من القوانين التي تعوق على المرأة حياة عادية سليمة أُسوة بالرجال.
تعاقَب المرأة أينما اقترفت الزنى بينما لا يعاقب الرجل إلّا إذا مارس الزنى في المنزل الزوجي
«كان يمسك رأسي ويضربني بالحائط ويشدّني بشعري على الأرض.عشت أسوأ تجارب الحياة الزوجية، تعرضت للضرب والحبس شهوراً». تشكو ندى (40 عاماً)، مرّ على زواجها عشرون عاماً، اعتادت خلالها الضرب والشتائم لأتفه الأسباب، وأصبح ذلك جزءاً من حياتها اليومية. لم تتلفّظ يوماً بكلمة خوفاً على مستقبل الأولاد ومستقبلها «وين بدّي روح؟! أنا ما إلي حدا غير زوجي».
وعندما لم يعد للصبر مكان فكّت مريم (30عاماً) قيود «الحجز والاستعباد»، وانطلقت في رحلة الحرية. هي والدة لصبي وفتاة، تعرضّت للعنف الأسري ليس فقط من جانب زوجها بل أيضاً من أهل الزوج. مارس الزوج في حقّها «فنوناً» من العنف، فكان يربط يديها ويغلق فمها ساعات طويلة، كما كان يجبرها في كثير من الأحيان على النوم على سطح المنزل. تقدّمت مريم بدعوى نفقة. وبيّنت التقارير الطبية الشرعية للمحكمة مظاهر العنف، وكانت قد تعرضّت لضرب مبرّح أدى إلى إصابتها بعاهة دائمة في ركبتها. تعدّ حالة ندى من الحالات الناجحة، حصلت على الطلاق والنفقة للأولاد، وهي اليوم مستقلّة تعمل لتؤمن حياتها وحياة ولدَيها.
تعرّضت مريم للعنف الزوجي، لكنّها نجحت أخيراً على الحصول على الطلاق والنفقة، وذلك بفضل مساعدة جمعية «كفى». ولكن هل تكفي مبادرات الجمعيات الأهلية لحماية المعنّفات، في ظل قوانين تمارس عنفاً إضافياً، في مجتمعات لا تزال لغاية اليوم تشرّع هذا العنف؟
قضية أُخرى كرّست مبدأ القانون المجحف بحق النساء، عندما تحوّل الطلاق إلى مساومة مادية بهدف الحصول على الحرية، في ظل غياب نص قانوني لا يعدّ العنف ضد المرأة جريمة يعاقب عليها الزوج. سمر (29 عاماً) ضحية عنف زوجي، لجأت إلى القضاء لحل مشكلتها. تقدّمت بدعوى طلاق، وكان جواب المرجع الديني الشرعي بدايةً «هذا زوجك ومن حقّه أن يضربك، يجب أن تتحمّليه». وبعد خمسة شهور قضتها في المحاكم الشرعية حصلت على الطلاق، بعدما تنازلت عن أبسط حقوقها في الحصول على المهر المؤجّل.
«تكمن الخطورة في وضعية القوانين التي تلحظ حقوق المرأة في لبنان، حيث إنّ المشرّع يمارس فكراً اجتماعيّاً ذكورياً لا قانونيّاً» تقول المحامية ليلى عواضة، العضو المؤسس في جمعية «كفى». تتحمّل الحكومة المسؤولية الكبيرة إزاء ظاهرة العنف ضد النساء، لأن سياسات الحكومة تخلق مناخاً ملائماً لتعزيز العنف ضد المرأة، من خلال وضع المرأة في القانون في حالات كثيرة تعدّدها عواضة، «يلاحظ غياب النصوص القانونية الضامنة لحقوق المرأة، كحالات العنف الأسري، حيث لا يوجد نص قانوني يعترف بالاغتصاب الزوجي. إضافةً إلى وجود قوانين غير مفعّلة وغير مطبّقة، وقوانين تشجّع على التمييز بين الرجل والمرأة». توضح عواضة «في ظل وجود المادة 522 من قانون العقوبات، في جرائم الاغتصاب ومفادها «إذا عُقد زواج صحيح بين المعتدي والمعتدى عليها، أُوقفت الملاحقة القانونية، وإذا صدر حكم بالقضية، عُلّق تنفيذ العقاب الذي فُرض عليه»، في هذا ما يمثّل «عنفاً قانونياً يمارَس ضد المرأة في غياب عقوبة تنفيذية ضد المعتدي».
تكمل عواضة «من مظاهر العنف القانوني التمييز بين الرجل والمرأة في ما يتعلق بجريمة الزنى، حيث تعاقَب المرأة أينما اقترفت الزنى، بينما الرجل لا يعاقَب إلّا إذا مارس الزنى في المنزل الزوجي». ترفض عواضة تسمية جرائم الشرف «فالجريمة جريمة، ويجب استخدام عبارة قتل النساء». يعطي القانون في هذه الحالة بناءً على المادة 562 قانون العقوبات سلطة استنسابية للرجل المدافع عن شرف العائلة، فيصبح القانون مشرّعاً لهذه التقاليد.
________________________________________
قانون يعاقب العنف الأسري
أعدّت منظمة «كفى» عام 2007 مسودّة مشروع حماية النساء من العنف الأسري، وبعد موجة من اللقاءات والتعديلات على بعض المواد وُضع مشروع القانون بالصفة النهائية على جدول أعمال مجلس الوزراء في آب من عام 2009. وفي ظل انتظار بتّ المشروع في مجلس الوزراء، يجري العمل اليوم على المستوى البرلماني، مع تبنّي لجنة المرأة والطفل النيابية، برئاسة النائبة جيلبرت زوين، مسودة القانون، وتجري دراستها لتحويلها إلى اقتراح قانون يُطرح لاحقاً خلال جلسة عامة لمجلس النواب في حال تأخُّر مجلس الوزراء في بتّها. ينقسم القانون إلى قسمين: الأول حمائي وقائي، والثاني عقابي ردعي. ومن الجرائم الجديدة التي نص عليها القانون: حضّ الإناث على التسوّل، إكراه الزوجة بالعنف والتهديد على الجماع بين الزوجين.
________________________________________
المطلوب
يتطلب وقف العنف ضد المرأة «وضع تشريعات وقوانين توفّر المساواة بين الرجل والمرأة متلائمة مع نصوص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سيداو» بحسب عواضة. ومن المفترض أن يُعقد اجتماع بين لجنة تحديث القوانين في السابع والعشرين من الشهر الجاري ووزير العدل إبراهيم النجار، تُطرح خلاله مشاريع القوانين التي تحمي المرأة من العنف. وقد أكّد وزير العدل السابق بهيج طبارة أنّ الجمعيات الأهلية تمثّل عامل ضغط على الحكومة والبرلمان لتحقيق مطلب القضاء على العنف. تضع رولا المصري منسقة حملة «جنسيتي حق لي ولأسرتي» ثلاثة مطالب تؤدّي إلى حماية المرأة من العنف القانوني «تنزيه القوانين المجحفة بحق المرأة، وفك التجاذبات السياسية، إضافةً إلى التطبيق العادل للقوانين».
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
February 19, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2010
(4682)
-
▼
February
(356)
- February 26, 2010 - PRESS RELEASE: 30th Anniversar...
- Daily Star - Isf Arrests Man Suspected Of Spying ...
- Almustaqbal - Detainees From Fateh El Islam
- Almustaqbal - Detainee In Case Of Ron Araad
- L' Orient Le Jour - Signature du protocole de nett...
- L' Orient Le Jour - Un écologiste présente un rapp...
- L' Orient Le Jour - L’ambassadeur d’Espagne examin...
- Daily Star - Spain Wraps Up Effort To Clean Up 2...
- Almustaqbal - Climate Change
- Almustaqbal - Spain Wraps Up Effort To Clean Up ...
- Aliwaa - Report About Environment.
- L' Orient Le Jour - Municipales : le RD place le C...
- Assafir - Municipal Elections Draft Law
- February 26, 2010 - Naharnet - Cassese report
- L' Orient Le Jour - Quatorze ONG se mobilisent
- L' Orient Le Jour - Quand le Liban opte pour le re...
- 100226 Annahar - 14 Ngos Calling For Returned 23...
- Assafir - The Campaign My Nationality
- Alanwar - National Commission For Lebanese Women
- Almustaqbal - National Commission For Lebanese W...
- L' Orient Le Jour - Abi Nasr critique les promote...
- Daily Star - The Campaign My Nationality
- Aliwaa - Disability Rights
- Alanwar - Disability Rights
- Daily Star - Prosecutor Indicts 3 Men With Spyin...
- Almustaqbal - Military, Declares Valid The Trial ...
- February 25, 2010 - Al Mustaqbal - Lebanon: The Ab...
- Almustaqbal - Environment
- February 25, 2010 - The Daily Star - Committee dem...
- Annahar - EMHRN the Independence & Impartiality of...
- L'Orient Le Jour - Vote des émigrés : le consulat...
- Daily Star - Journalists Fund Accepting Applicat...
- Daily Star - House Doomed Prospects For Lower Vo...
- February 25, 2010 - Annahar - President of the STL
- February 25, 2010 - Alakhbar - Children from Gaza ...
- February 25, 2010 - Aliwaa - France supports STL
- Daily Star - Palestinian Principles Committee La...
- Annahar - Shahed Report About Palestinian Refugees
- Alhayat - Work In Palestinian Refugees Camps
- Alanwar - N C For Leb Woman
- February 25, 2010 - Daily Star - Is Bellemare slow...
- February 25, 2010 - The Namibian - United Nations ...
- February 25, 2010 - L'Orient le jour - Sarkozy réa...
- L'orient Le Jour - Un rapport du CLDH dénonce la ...
- Daily Star - Prisons Crowded To Twice Their Capacity
- Assafir - Cldh Report Lebanese Prisons And Humani...
- February 24, 2010 - L'Orient le Jour - Mali: A Fre...
- L'orient Le Jour - LeLe LEP plaide pour une « str...
- Daily Star - Japan Donates $56,350 For Nabatieh ...
- Annahar - Un Israel Environ Prob In Jieh
- L'Orient Le Jour - Berry aurait proposé que le vot...
- Daily Star - Sleiman Hopeful Voting Age Pitch Wil...
- February 24, 2010 - Naharnet - Syria asks Lebanese...
- February 24, 2010 - L'Orient le jour - La justice ...
- Almustaqbal - The Civil Rights Of Refugees
- February 24, 2010 - Alakhbar - Jamil Sayyed case
- Alakhbar - Unrwa & Conditions Of Palestinian Refu...
- Almustaqbal - Working Women
- L'Orient Le Jour - Afeiche lors d’un hommage : « ...
- L'Orient Le Jour - Femmes et nationalité : des mi...
- Assafir - Ruwad Frontiers Condemns Forced Deporta...
- February 24, 2010 - Naharnet - Sarkozy to Hariri: ...
- February 24, 2010 - Naharnet - Syria Threatens to ...
- Almustaqbal - Fatah Al-islam' Trial
- February 23, 2010 - Al Anwar - Lebanon family of I...
- Alakhbar - Ministry Of Environment & Environmenta...
- February 19,2010 - Daily Star Lebanon Mahmoud Rafe...
- February 19,2010 - assafir Paris Georges Abdullah ...
- February 19,2010 - almustaqbal Lebanon mahmoud raf...
- February 19,2010 - alakhbar Lebanon prisoner began...
- February 18,2010 - L'orient le jour Lebanon Impris...
- February 18,2010 - Daily Star Lebanon Judge charge...
- February 18,2010 - almustaqbal Lebanon Penalty for...
- February 18,2010 - alhayat Lebanon Restart victims...
- L'orient Le Jour - Les moins de 21 ans ne voteron...
- Daily Star - Parliament Fails To Lower Voting Age
- Daily Star - Two Newspapers Fined For Press Viol...
- Daily Star - Protesters Urge Mps To Lower Voting...
- February 18,2010 - alakhbar France detainee Georg...
- Assafir - Drop The Project To Reduce The Voting Age
- Annahar - Two Newspapers Fined For Press Violations
- February 17,2010 - almustaqbal Lebanon Military i...
- Almustaqbal - Sit-in For The Civilian Electoral R...
- February 19,2010 - L'orient le jour Lebanon Mahmou...
- February 23, 2010 - Naharnet - 300-Strong Security...
- Assafir - Palestinian Commission For The Defense ...
- Alakhbar - Unrwa Visit Schools In North
- Alakhbar - Phro Rights Of Palestinian Refugees
- Daily Star - Sidon Youth Perform For Children Ri...
- Aliwaa - The Lebanese Association For The Blind ...
- February 22, 2010 - The Daily Star - Sleiman urges...
- Daily Star - Ngo Stresses Need For Environmental...
- Almustaqbal - Environmental Project For The Green...
- Naharnet - Voting Age Bill Will Not Pass In Parl...
- L'Orient Le Jour - Wadih el-Asmar interdit d’entré...
- L'orient Le Jour - Vote à 18 ans : c’est partie r...
- Daily Star - Voting Age Reform.
- Daily Star - Mps Unlikely To Support Voting Age R...
- Daily Star - Time To Vote For Democracy
- Annahar - Palestinians Refugees Camps
-
▼
February
(356)
No comments:
Post a Comment