افتتح <المؤتمر الأول عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على الزراعة والبيئة والثروات الطبيعية والمائية>، برعاية السيدة رندة عاصي بري وحضورها، في قاعة الوليد بن طلال في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية في الدكوانة، برئاسة عميد الكلية الدكتور تيسير حمية، وبمشاركة المدير العام لوزارة الزراعة المهندس سمير الشامي ممثلا الوزير الدكتور حسين الحاج حسن، نقيب المهندسين الدكتور بلال علايلي، والسيدة جلنار مالك ممثلة المديرة الإقليمية لتجمع الفرانكوفونية الدكتورة سلوى نقوزي· واعتبرت السيدة مالك في مداخلتها ان <التغيرات المناخية تشكل عائقاً مستقبلياً، وان ذلك يتطلب معالجة طارئة لاستئصال هذه المشكلة عبر إيجاد حلول جذرية لها>· وشددت على <ضرورة عدم إغفال ظاهرة الغازات البيئية لأنها أساس المشكلة، ولأن الإنسان هو مسببها، وهي تؤدي الى ارتفاع حرارة الأرض>· وأوصت بـ?<اعتماد وسائل النقل الصديقة للبناء، وبناء وحدات سكنية مدروسة على صعيد توفير الطاقة، بغية خفض نسبة تلوث الهواء>· ورأى المهندس الشامي ان <وزارة الزراعة تسعى بكل إمكاناتها الى مواجهة التغيرات المناخية من خلال إنشاء البرك الاصطناعية والسدود لأن المشكلة الأساسية هي المياه> وأمل <إيجاد لجنة دائمة لمتابعة التوصيات> معتبرا ان <العديد من المؤتمرات تنتهي توصياتها بانتهائها>· وأشار الدكتور علايلي الى ان <زيادة درجات الحرارة وتغيّر وتردد ومواعيد الموجات الحرارية الساخنة والباردة، سوف يؤدي الى نقص الإنتاجية الزراعية في بعض المحاصيل، والى انعدام جودة الإنتاج الزراعي، والى ارتفاع معدلات التصحر وزيادة استهلاك المياه وتغيّر في الإنتاج الحيواني وإمكان اختفاء سلالات مهمة>، مشدداً على <ضرورة الإفادة من السيول وحبسها في السدود>· وأوضحت السيدة بري <للرأي العام اللبس الشائع بين مصطلحين يتم التداول بهما: المصطلح الأول: التغيرات المناخية والتي تعبر عن متوسط الحالة الجوية لمدة تزيد عن ثلاثين سنة تشمل: درجة حرارة الغلاف الجوي، كمية هطول الامطار، سرعة الرياح ونسبة الرطوبة)· المصطلح الثاني: تقلبات الطقس (وهو مصطلح يعكس الحالة الجوية اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية وحتى لمدة سنة)، مضيفة < لقد حدد اتفاق الأمم المتحدة الإطار في شأن تغير المناخ وأسبابه المباشرة أو غير المباشرة بالنشاط الإنساني أو البشري، ورأى الاتفاق نفسه ان التغير المناخي يمثل مشكلة بيئية واقتصادية وسياسية وتكنولوجية، وتؤكد التقارير الدولية ان الدول العربية ومنها لبنان لا تتحمل المسؤولية التاريخية في ظهور مشكلة التغير المناخي، إنما المسؤولية تتحملها الدول المتقدمة، وبالرغم من عدم اسهامنا في ولادة هذه الظاهرة، فان التقارير العالمية تشير الى ان لبنان والمنطقة العربية لن تكون بمنأى عن التداعيات التي سوف يخلفها تغيّر المناخ، لا بل تؤكد التقارير نفسها ان منطقتنا ستكون من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية وتفاعلاتها المختلفة سواء على المستوى الزراعي أو البيئي أو المائي، من خلال ازدياد حدة الجفاف والتصحر وشح الموارد المائية وزيادة ملوحة المياه الجوفية وانتشار الأمراض والأوبئة على نحو غير مسبوق وانخفاض غلال بعض المحاصيل الزراعية، وتأثر الثروة السمكية سلباً بارتفاع درجة حرارة المياه>· وطالبت الحكومة بـ?<إعادة النظر في الموازنات المخصصة لدعم المحميات الطبيعية لجهة رفع هذه الموازنات باعتبار ان للمحميات دورا أساسيا في تعزيز استقرار التوازن الطبيعي والبيئي وحماية الكائنات الحيوانية التي هي عرضة للانقراض بفعل المتغيرات المناخية· واعتبرت ان <من الضروري العمل على: إعداد برنامج وطني تشارك في إعداده وتنفيذه جميع الوزارات والجامعات والهيئات الأهلية وهيئات البحث العلمي ذات العلاقة بهدف ايجاد وعي حيال هذه المشكلة، وأن يتبنى هذا البرنامج استراتيجية قابلة للتنفيذ في مجال النشاط البشري المتمثل بالقطاع الزراعي، الموارد المائية، الصناعة، النقل، استخدام الطاقات البلدية، تنمية المناطق الريفية وتبادل الخبرات مع الدول المتقدمة>· من جهة ثانية، اكدت بري ان الهدف من انشاء مرصد <نوارة> هو رد على اهمال السلطة لدور المرأة الريفية في القرى والبلدات النائية، وذلك خلال حفل اطلاق الجائزة الوطنية لأفضل مبادرة راعية واقتصادية رائدة نفذتها المرأة في المناطق الريفية في لبنان· وأكدت رئيسة المرصد الوزيرة السابقة وفاء الضيقة اهمية المرصد لتطوير دور المرأة الريفية في كل القرى النائية· وأشادت ممثلة معهد امبري الايطالي بالانشطة المنظمة من قبل المرصد· ولفت وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن انه بصدد تأمين عقد مشترك مع المرصد يتناسب مع السير من اجل توعية المرأة·
| 
No comments:
Post a Comment