The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

December 1, 2010

Aliwaa - international day to Combat AIDS - december 01,2010


في اليوم العالمي لمكافحة السيدا:فلنبتعد عن المرض لا المريض
1253 مصاباً في لبنان و82% منهم ذكور
http://www.aliwaa.com/images/pix.gif




شكّل ظهور اللبناني كلود طنب على شاشة تلفزيون <العربية> منذ فترة خطوة كبيرة نحو كسر وصمة التمييز والعار التي تلاحق المتعايشين مع فيروس <إيتش آي في> أو المصابين بالمرض·
<كل أصحابي ماتوا>·· كلمات قالها طنب إبن الـ 57 سنة بابتسامة لا تخفي صعوبة حياة اضطرته إلى أن يتعايش مع هذا الفيروس منذ ثلاثة عقود حين كان يعيش يومها في باريس· <في البداية لم أكن أعرف ما هو المرض· كنت أذهب إلى الأطباء ويقولون هذا مرض جلدي وغدا تشفى منه، وفي سنة الثمانين قال لي الطبيب أنني مصاب بالسيدا، خبرني ان المرض سيبقى معي حتى الموت>·
إصابة كلود - الذي يعاني من عدم إختلاط إخوته الخمسة به كثيراً- جعلت من الحصول على وظيفة أمرا مستحيلا لكنه يقضي وقته في خدمة المصابين بنفس المرض· يتحدث معهم عبر الخط الساخن، يزور بيوتهم وأهلهم، ويعطي شهاداته في ندوات ليشارك تجربته بعد أن أصبح مرتاح مع نفسه ومتقبلاً لوضعه والمجتمع الظالم فـ <الدواء يؤثر على المريض بنسبة 20% والباقي للتاثيرات النفسية لذلك على المصاب أن يتقبل وضعه، لأن إلتقاط المرض لا يعني أن الموت بات وشيكاً> على حد قوله·
1253 مصاباً في لبنان <لا يزال لبنان، وكذلك دول المنطقة، من المناطق ذات الانتشار الخفيف أي أننا أفضل من غيرنا، إلاّ أن ذلك لا يعني أننا أفضل بكثير لأن ديناميكية المرض تحتّم الإنتقال من مرحلة الانتشار الخفيف الى المتوسط ثم الكثيف، من هنا، لا بد من اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا المرض والحد من انتشاره> يقول مدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان الدكتور مصطفى النقيب·
تشير إحصاءات <البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان> الى وجود 1253 مصاباً بفيروس نقص المناعة البشري، حتى تشرين الأول من العام 2009، 30% منهم مصابون بالإيدز (وصول المرض الى مرحلة متقدمة)· وتشكل نسبة الذكور منهم 82%· وهم ينقسمون الى ثلاث فئات عمرية: 28.8% تحت سن الثلاثين، 47.8% بين الثلاثين والخمسين، 23.4% فوق سن الخمسين· وتحتل العلاقات الجنسية النسبة الأكبر بين مسببات الإصابة، حيث تصل الى 84.6%· وما نسبته 30% من المصابين هم مثليو الجنس، و5.6% منهم ثنائيو الجنس، علماً أن 81 إصابة سجلت فقط في العام 2009·
أما الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاصابة بالسيدا، فتقول الإحصاءات أنهم متعاطو المخدرات عن طريق الحقن حيث تكون الابرة غير معقّمة ويستعملها أكثر من شخص واحد، وبائعات الهوى، وأصحاب العلاقات المثلية والسجناء كما ان الشباب في سنّ المراهقة معرّضون لمثل هذا المرض نتيجة طيش بعضهم وعدم إدراكهم لخطورة المرض وما له من عواقب وخيمة·?
أمّا عالمياً، فأظهر تقرير للأمم المتحدة أن ما يقدر بنحو 33.4 مليون شخص في كل أنحاء العالم ثلثاهم في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى مصابون بفيروس الايدز·
بروتوكول العلاج الثلاثي لم يستطع الباحثون حتى الآن ايجاد علاج شاف لمرض السيدا ولا لقاح يحمي منه والسبب يعود الى التغيير المستمر في مركبات البروتينات الخاصة بالغلاف الخارجي للفيروس الذي هو في حالة تغيير مستمر وكلما تمّ التعرّف على المكونات في الغلاف الخارجي، غيّر الفيروس تركيبة الغلاف وهكذا دواليك، من هنا تكمن الصعوبة في تطوير لقاح واحد دائم أو دواء شاف يتلاءم مع هذه التغيّرات المستمرة·
وتتركز أنواع الأدوية المتوفرة في لبنان على تلك التي تدخل في إطار بروتوكول العلاج الثلاثي العالمي أي المكوّن من ثلاثة أنواع من الأدوية من الجيل الأول· وهو علاج غير شاف، وإن كان يعمل على عزل الفيروس ووقف عمله ويقوّي المناعة لدى المصاب فيطوّل بالتالي حياته· فيقول النقيب أن <العلاجات في لبنان هي علاجات غير شافية ولكن من شأنها أن تبطىء عملية تكاثر الفيروس في جسم المصاب، وبالتالي تأخير ظهور العوارض المرضية وتقليل إحتمال إلتقاط الأمراض الانتهازية والحد من استعمال هذه الأدوية هو من أجل تحسين نوعية الحياة لدى المصاب وليس القضاء عليه نهائيا> لافتا الى أن <كلفة فاتورة الدواء لهذه الفئة تبلغ سنوياً مليارين ونصف مليار ليرة لبنانية، وهي كلفة عالية، لكن لا بد منها، وخصوصاً أن الدولة تعمل على تأمين العلاجات بأعلى مستوى>·
وينحصر تقديم العلاج لهؤلاء المرضى في مركز الكرنتينا التابع لوزارة الصحة العامة حيث يتوفّر ما بين 12 و14 نوعاً من الأدوية، يقرر الأطباء أي ثلاثة منها يصفونها للمصاب الذين يعالجونه بحسب الحالة· وهو ما يعني أن على المصابين في المناطق الإنتقال إلى بيروت كلما جاء وقت الحصول على العلاج· ولكن، لهذه الخدمة المجانية نقاط الضعف، فلأسباب إدارية وتنظيمية أو أمنيّة أو حتى سياسية، قد ينقطع الدواء وتطول فترة انقطاعه، مما يضطر المصابون إلى شرائها على حسابهم من الصيدليات والمستشفيات الخاصة·
وفي حال فقد العلاج لسبب أو لآخر من الوزارة، يترتّب على المصاب مبلغ يتراوح بين 300 و400 دولار أميركي شهرياً·
كما يتوفّر في لبنان فحص الـ (PCR) وهو فحص مخبري للخلايا اللمفاوية وكلفته 130 دولاراً· كما يتوفّر فحص الذي يتم إجراؤه على عينة من الدم وتتراوح كلفته بين 10 و25 دولارا و الذي يجري على عيّنة من الدم أو اللعاب أو البول وتتراوح تكلفته أيضا ما بين 10 و25 دولارا و حيث يتم اجراؤه لتأكيد نتيجة فحص وكلفته 40 دولاراً·
التمييز والوصم لا تقتصر المشاكل التي يواجهها مريض السيدا على الآلام الجسدية ومصاعبها وفكرة الموت المبكر والصعوبات المالية بل عليه أيضا أن يواجه مواقف الناس الخاطئة ونظرة المجتمع السلبية تجاهه ناهيك عن عذابه النفسي وشعوره باليأس والانهيار فكم يصعب على المريض أن يجد أذنا تسمعه أو يداً تصافحه، هذه المواقف السلبية تزيد من عذاب المريض وآلامه· فبدل أن نبتعد عن المرض نبتعد عن المريض· <أكثر ما يزعجنا هو الألم الذي يشعر به حامل الفيروس، الذي يرفض أن يعلن خبر مرضه لعائلته· ولهذا نحاول أن نشعره بأنه مريض كالمرضى الآخرين وأنه يجب ألا يشعر بعقدة ذنب، أو أنه منبوذ> تقول إحدى المعالجات النفسية لمرضى الإيدز في لبنان· وترى أن أكثر ما يعانيه المصابون بعدوى قصور المناعة المكتسب هو التمييز والوصم· وتذكر أن أحد المرضى قال أنه يشعر بالحرج من أخذ الدواء في العمل، كيلا يلاحظ أحد ذلك·
ويشعر معظم المصابين بالحقد على المجتمع بعدما ينبذهم ويطردهم من العمل أو يصعب عليهم إيجاد عمل، وبعد أن يبتعد الأصدقاء· وفي أحيان كثيرة يضطر المصاب الى الانتقال الى سكن آخر في منطقة بعيدة عن مجتمعه السابق·
<حسن> و<جو> إلتقط <حسن> إبن الـ 19 سنة فيروس <الإيدز> خلال زيارته الى اوروبا ولكنه لم يكتشف الامر إلا بعد 3 سنوات في لبنان عندما أصيب بعارض صحي نقل على أثره الى المستشفى ليخضع حينها للفحص ويكتشف أنه حامل الفيروس· الموت كان سبيل الخلاص الوحيد لحسن <أول ما فكرت به هو الموت· توقفت حياتي نحو 6 سنوات· كنت خائفاً من المرض والناس وردة فعل أهلي>· منذ سنة، فقد حسن عمله مع اشتداد المرض عليه، ويعيش على أمل إيجاد دواء شافٍ للمرض·
<جو> (27 عاماً) إسم مستعار لشاب لبناني أبى أن يعتزل عن العالم إثر إكتشاف إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسب وأصر على الا يمنعه ما <حصل له من أن يعيش حياته الطبيعية>، فأخبر عائلته وألقى على عاتقه مسؤولية مساندة أهله المصدومين بالنبأ <في الوقت الذي أحتاج فيه أنا الى المساندة والمساعدة>·
يعترف <جو> أن ما حصل معه نتيجة <طيش شباب وقلّة وعي>، فقرّر أن يتحمّل خطأه ويواجه المجتمع <بما يسمونه وصمة العار فتقدّمت للعمل في شركة كومبيوتر وجاهرت بمرضي أمام صاحب الشركة الذي وجد فيّ الجرأة فوظّفني دون تردّد>·
قصتان متناقضتان في مجتمع لبناني يميّز بين فقير وغني فكيف بين مريض وسليم· في مجتمع يعشق القشور ويتناسى الداخل· مجتمع هو العار على التعايش· فعلى الأقل، يتعايش هؤلاء المرضى مع الفيروس، بينما إندمج مجتمعنا مع فيروسات الطائفية والمذهبية والتفرقة، فعشعشت فيه الى ولد ولد الولد·
<حسن> الذي ينتظر موته بين لحظة وأخرى، و<جو> الذي يعيش فرحة الإيمان بمستقبله <المشرق> كما يقول، خطيئتان لقلّة الوعي والتثقيف والتوجيه، وخطيئة كبرى للاعدالة الإنسانية التي ينتهجها المجتمع اللبناني تجاه هؤلاء·
قانون دعم المصابين وفي محاولة لمساعدة هؤلاء المرضى ورفضاً للتمييز قدّم رئيس لجنة الصحّة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني إلى المجلس النيابي إقتراح سلسلة بنود تتعلق بقوننة حقوق مرضى السيدا وواجباتهم· ويدعو الاقتراح إلى <ضرورة أن يعلم المصابون المحيطين بهم بإصاباتهم وتأمين الدواء للمصابين ومنع تعرّضهم للتمييز وإعفاء الأدوية من الضرائب والرسوم الجمركية>· كما يستند إلى ضرورة حماية الأطباء المكلفين بمعالجة المصابين، عبر توفير الضمانات والاحتياطات ومنحهم حق الحصول على تعويض في حال الإصابة· كما دعا مجدلاني في إقتراحه إلى ضرورة رصد الدولة بعض الإمكانيات المادية لدعم المصابين والمتعايشين مع الفيروس وعلاجهم، إضافة إلى منع إخضاع أي عامل لفحص نقص المناعة كشرط للحصول على عمل· وفي ما يخص المصابين المسجونين، فقد دعا مجدلاني إلى إصلاح أماكن الاحتجاز، والإفراج عنهم في أوقات لاحقة·
من جهة أخرى، أصدرت الحكومات اللبنانية المتعاقبة 14 مرسوماً وقراراً منها مرسوم متعلق بالوقاية من انتقال الفيروس في حالات نقل الدم، ومرسوم متعلق بمقاربة المصابين بالمرض وعدم التمييز واحترام حقوقهم، وآخر متعلق بإجبارية إجراء الفحص المخبري الخاص قبل الزواج، وقرار متعلق بإجبارية إجراء الفحص المخبري الخاص للناس المعرّضين كل ثلاثة أشهر وقرار متعلق بالتبليغ الإجباري عن حاملي الفيروس·
لكن هذه التشريعات الخاصة بالمرض لم تجد طريقها إلى التشريعات والقوانين الخاصة بالعمل لا سيما تلك المتعلق منها بالتمييز ضد مرضى السيدا في مواقع العمل· وهكذا فإن الطريق ما زال طويلاً كي يجد المصابون بالسيدا أنفسهم في موقع لا تمييز فيه ضدهم في التشريع والممارسة·
هؤلاء المرضى لا يزالون مقيدين بنظرة المجتمع التي تبث الخوف والرعب في نفوسهم فيموتون كل يوم ألف موتة وهم الذين يدركون أنهم أخطأوا في سلوكياتهم لكن الخطأ الأكبر هو في أن لا نكسر حاجز الصمت والخوف كي لا يبقى مصاب <الإيدز> إنساناً خاطئاً ومتهماً في نظر مجتمع آن الأوان له ان يضع النقاط على الحروف وأن يسمي الأشياء بأسمائها·
نغم أسعد

No comments:

Post a Comment

Archives