هيام طوق
إذا سألتهم: من أنتم؟ يجيبون: "نحن الشعب اللبناني". أما هم فيسألون: لماذا نُحكَم بنظام طائفي دام أكثر من عهود كل من مبارك وبن علي والقذافي معاً، وهو نظام أكثر دموية وفساداً منهم جميعاً، أنتج الحروب والويلات والدمار والفساد؟
وبانتظار الإجابة عن هذا السؤال، وتحقيق المطالب، يواصل شباب ناشطون ضد النظام الطائفي تحركاتهم ومسيراتهم الشعبية. وتحت شعار "من أجل إسقاط النظام الطائفي ورموزه"، نظمت أمس مسيرة شعبية انطلقت من مستديرة الدورة حيث كان التجمع، قبل أن تنطلق لتشق طريقها نحو شركة كهرباء لبنان في بيروت، وشارك في هذا التحرك السلمي الاحتجاجي حشد من المواطنين الذين يؤمنون بدولة مدنية علمانية وبإسقاط النظام الطائفي ورفض الاقتتال الداخلي والحروب الأهلية، منهم يريدون العدالة الاجتماعية ونظام يقف الى جانب الناس، يناصرهم ويدافع عن حقوقهم وكرامتهم، ويؤمن لهم جميع الحقوق الاجتماعية كما يطالبون بنظم وقوانين الأحوال الشخصية المدنية التي تنظم حياة الناس على أسس مدنية، ويطالبون بالعدالة والمحاسبة والديموقراطية والتخلص من الفساد والمحاصصة، وينادون بالتمثيل الصحيح وبالحريات السياسية والإعلامية وحرية المعتقد.
كبار وصغار، رجال ونساء، شيوخ وأطفال، شاركوا في المسيرة التي واكبتها القوى الأمنية والتي ساهمت في تنظيم السير وتحويله الى طرق لا يسلكها المتظاهرون.
وعلى وقع الهتافات التي تنادي بإسقاط النظام الطائفي وقرع الطبول، ردد المتظاهرون "ثورة ثورة وين ما كان، إجا دورك يا لبنان، عالطائفية والمحسوبية والاستغلال، ضد البطالة والفساد"، و"14 و8 عملوا البلد دكانة"، و"لا 14 ولا 8 نحنا الشعب اللبناني". وقد رفع المشاركون الأعلام اللبنانية دون سواها، كما رفعوا لافتات كبيرة وصغيرة كتبت عليها شعارات تجسد مطالب المتظاهرين، ومن بين الشعارات "ويل لأمة كثرت فيها الطوائف والمذاهب وقلّ فيها الدين"، ارحلوا وكشوا برا"، "إن اقتتالنا على السماء أفقدنا الأرض"، "الطائفية وباء، طائفتنا هو بلدنا، النظام الطائفي = فساد + سرقة"، "لقّحوا أطفالكم ضد الوباء الطائفي من أجل دولة ديموقراطية علمانية"، و"انا مش كافر بس الجوع كافر"، "عالبيت يا أمراء الحرب والطائفية والفساد".
يذكر ان وكالة الصحافة الفرنسية قدرت عدد المتظاهرين بثمانية آلاف، معظمهم من الشباب.
No comments:
Post a Comment