السبت 30 كانون الثاني 2010 العدد – 1032
عدل
القضاء اللبناني ينتصر لحريّة ثلاثة لاجئين
جيهوــ فرنسا
ثلاثة شبان عراقيين سيخرجون من السجن، القضاء أزال التعدّي عن حرياتهم، وسجّل للمرة الثانية إنجازاً ينتصر للاجئ الضعيف. نحن أمام مشهد يؤكد أن القضاء حريص على دوره وسلطته، لا يتراجع أمام ممارسات خاطئة
بيسان طي
حكمت المحكمة، ظلام السجن لن يخيّم بعد اليوم ليحيل نهارات ثلاثة شبّان عراقيين عتمة حالكة. رياض هاشم ووسام فزاع وهيثم الربيعي مكثوا في الزنازين بتهمة الدخول خلسة إلى لبنان، انتهت عقوباتهم قبل أكثر من عام، لكن الدولة اللبنانية احتجزت حرياتهم.
القضاء أنصفهم، في خطوة تترجم إصرار هذه السلطة العليا في البلاد على القيام بدورها في حفظ كرامات الناس وحرياتهم. بعد الحكم الذي أصدرته قاضية الأمور المستعجلة في زحلة سنتيا قصارجي، صدرت أمس أحكام عن قاضية الأمور المستعجلة في جديدة المتن ميراي حداد بإلزام المدعى عليها «الدولة اللبنانية ـــــ وزارة الداخلية ـــــ المديرية العامة للأمن العام» بإطلاق سراح العراقيين الثلاثة فوراً.
هذه ليست المرة الأولى التي يرد فيها اسما رياض ووسام في وسائل الإعلام، الشابان أعلنا في أيلول الماضي الإضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار حبسهما رغم انتهاء مدة عقوبة كل منهما، استمر الإضراب شهراً ولم يسمع السجانون أنينهما، في تلك الفترة «شارك» في الإضراب موقوف عراقي وآخر مصري.
رياض هاشم ترك العراق بعدما تعرض لإطلاق نار، أُصيب برجله اليسرى، هرب الشاب من الموت الذي «أخطأه» مرة في بلاده، وظل «يتعقبه» كما يتعقب كل قاطن في بغداد أو البصرة أو كركوك أو...
اختار المجيء إلى لبنان، وهو «لاجئ بموجب بطاقة صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، لكنه أوقف في 16/10/2008. وفي 30/10/2008 أصدر القاضي المنفرد الجزائي في المتن حكماً جزائياً أدانه لدخوله البلاد خلسة، وقرر حبسه شهراً وتغريمه مبلغ مئة ألف ليرة. كان من المفترض أن تنتهي عقوبة رياض في 26/11/2008، لكن لم يُخل سبيله.
في مقابلة أجراها معه مندوبو منظمات أهلية قبل شهور في سجن رومية، قال رياض «لم يخبرني أحد كم ستطول إقامتي في السجن. أرى أشخاصاً موجودين هنا منذ ثمانية أشهر... إذا عدت إلى العراق فسوف أُقتل».
وسام فزاع اليوسف هو أيضاً يحمل بطاقة «لاجئ»، أوقف في 24/12/2008، وأصدر القاضي المنفرد الجزائي في المتن حكماً ضده لدخوله إلى لبنان خلسة، وقرر حبسه لشهر وتغريمه مبلغ 250 ألف ليرة. نفّذ وسام عقوبته وظل موقوفاً في سجن رومية المركزي بسبب «رفض مديرية الأمن العام الإفراج عنه لاعتمادها ممارسة مفادها إبقاء اللاجئين قيد التوقيف حتى يوافقوا على العودة إلى العراق» وفق ما جاء في نص الحكم الذي أصدرته القاضية حداد. انتهت محكومية وسام في 20/2/2009، وظل أسير زنزانة في «رومية».
سجن اللاجئين الثلاثة بعد انتهاء محكوميّاتهم ممارسة مجرّدة من أيّ قرار قضائي
ميثم الربيعي، اللاجئ الثالث الذي صدر أمس حكم بإطلاق سراحه. كان قد أوقف في 15/11/2008، وأصدر القاضي المنفرد الجزائي في المتن في 12/12/2008، حكماً قضى بحبس ميثم شهراً لدخوله البلاد خلسة وتغريمه مبلغ 300 ألف ليرة.
تلفت قراءة نصوص الأحكام الصادرة أمس إلى أن الجهة المُدّعى عليها، أبرزت في بعض الجلسات لائحة جوابية طلبت فيها «رد الدعوى لعدم اختصاص قضاء الأمور المستعجلة للنظر بها ولاختصاص القضاء الجزائي وإلّا لاختصاص القضاء الإداري...»، يذكرنا هذا الطلب بقضية اللاجئة العراقية يسرى العامري التي أُطلقت أخيراً بحكم أصدرته القاضية سنتيا قصارجي، وبعد مماطلة وتمنّع عن تنفيذ الحكم رضخت الجهة المدعى عليها، أي المديرية العامة للأمن العام لكلمة القضاء.
القاضية حداد تستند في بعض ما جاء في الأحكام التي أصدرتها في حق اللاجئين الثلاثة إلى كتابات قانونيين بارزين، وتلفت إلى أنه عندما تقوم الإدارة «بمباشرة أعمالها وتصرفاتها بتجاوز كل نشاط غير مشروع، فإنها بذلك تخرج عن كل حدود المشروعية بحيث تبدو هذه الأعمال والتصرفات كعمل مادي مجرد من كل تبرير قانوني، ففي هذه الحالة يفقد العمل صفته الإدارية بحيث يبدو هذا التصرف فاقداً لكل طبيعته الإدارية».
يرد في نصوص الأحكام تذكير بأن «الحرية الشخصية مصونة في مقدمة الدستور»، وبأن «المادة /579/أ.م.م. تنص على أنه للقاضي المنفرد المدني بوصفه قاضياً للأمور المستعجلة أن ينظر في طلبات اتخاذ التدابير المستعجلة في المواد المدنية والتجارية من دون التعرض لأصل الحق، وله بالصفة ذاتها أن يتخذ التدابير الآيلة إلى إزالة التعدي الواضح عن الحقوق أو الأوضاع المشروعة».
السجن الذي قبع فيه اللاجئون الثلاثة بعد انتهاء محكومياتهم هو وفق نصوص الأحكام «مجرّد من أي قرار قضائي كما من أي قرار صادر عن المديرية العامة للأمن العام باعتبارها السلطة الإدارية المختصة بموجب المادة 18 من قانون الأجانب لتوقيف من تقرر إخراجه إلى أن تتم معاملة ترحيله وذلك بموافقة النيابة العامة».
الجهة المدعى عليها أكدت في لوائحها عدم وجود أي تدبير بحق المدعين وعدم علاقة المديرية العامة للأمن العام بالموضوع.
الحكمان الجزائيان الصادران في حق رياض ووسام لم يتضمّنا إخراجهما من البلاد، لذا ردت القاضية حداد في الحكمين اللذين أصدرتهما بحق الشابين «ما أثير لهذه الجهة»، ورأت أن إبقاءهما في سجن رومية المركزي بعد إنفاذ العقوبة التي حكم على كل منهما بها «ودون مسوّغ مشروع يمثّل تعدياً واضحاً» على حق كل منهما «بالتمتع بحريته الفردية المصونة دستوراً». أما في نصّ الحكم الخاص بميثم فنقرأ «حيث وإن كان الحكم الجزائي الصادر بحق المدعي قد تضمّن إخراجه من البلاد، إلا أن ذلك لا يمثّل مبرراً لإبقائه في السجن بعد تنفيذه العقوبة المحكوم بها».
الأحكام الصادرة أمس لا تمثّل سابقة، فقد صدر حكم عن القاضية سنتيا قصارجي في 11/12/2009 لإزالة التعدي عن حرية اللاجئة العراقية يسرى العامري. وهنا يشعر المتابع بأن القضاء لم يتراجع أمام الممارسات التي ماطلت أو عاندت في تنفيذ الحكم، ومنها قول المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني لـ«الأخبار» إنه «تبيّن لنا أن القاضي الذي أصدر الحكم لا يعرف ما يقوم به».
أمام الأحكام الأربعة، والشروح المميزة التي تضمّنتها، يمكن القول إننا بتنا أمام اجتهاد يجوز للقانونيين الاستناد إليه.
________________________________________
لم يُخلَ سبيله... فمات
محمود س. رجل مصري خمسيني، أوقف في 19/8/2009 بتهمة دخول البلاد خلسة، وانتهى من تنفيذ عقوبته بتاريخ 15/10/2009، لكنه وفق ما ورد في تقارير أمنية صادرة أخيراً استُبقي في سجن جب جنين «لمصلحة دائرة الأمن».
في 23/1/2010 توفي محمود في السجن إثر تعرضه لأزمة قلبية. أي إن الرجل مات وهو خلف القضبان، رغم أنه كان يجب أن يخرج إلى الحرية قبل شهرين من وفاته.
أثار هذا الخبر ردود فعل بين الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان. تساءلوا بأيّ حق يُحرم الرجل حريته، فيما أنهى عقوبته؟ ألم يكن من الأفضل أن يمضي الأيام الأخيرة التي بقيت له حراً؟
السفارة المصرية في بيروت تتولى معاملات ومسؤولية نقل جثمانه إلى مصر.
الرجل الذي تزوج لبنانية وعشق بلادها، وجد نفسه مجبراً على الانزواء في زنزانة، ليموت فيها ويعود إلى بلاده جثة هامدة.
«الأخبار» اتصلت بالعاملين في المكتب الإعلامي ومكتب العمال في السفارة، وأكدوا جميعهم أنهم يساعدون أي مصري راغب في الرحيل عن بيروت بعد انتهاء عقوبته
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
January 3, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2010
(4682)
-
▼
January
(360)
- Almustaqbal - Minister Of Environment
- Alakhbar - Detainee Houmsi
- Aliwaa - Woman Kota
- L' Orient Le Jour - Conseil des ministres : deux ...
- Daily Star - Foreign Domestic Workers
- Assafir - Cldh Ngos Raises Death Of Refugee In P...
- January 30, 2010 - L'orient le Jour - Liban Najja...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban L'affa...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban Le com...
- January 30, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 30, 2010 - An Nahar - Lebanon AHRAR ask ab...
- L' Orient Le Jour - Mitri s’insurge contre les jou...
- Daily Star - Ministers Hold Heated Debate On Pro...
- January 30, 2010 - Al Akhbar - Lebanon Majdel Anja...
- Daily Star - Arab Journalists Convene In Beirut ...
- Assafir - The Elections Supervisory Authority
- Almustaqbal - Challenges Journalists
- Almustaqbal - Arab Journalists Convene In Beirut...
- Daily Star - Unesco Releases 28 Audio Books For ...
- Assafir - Unesco Releases 28 Audio Books For Vis...
- Daily Star - Rahhal Discuss Environmental Protec...
- Almustaqbal - Rahal Discuss Environmental Coopera...
- Albalad - Protect Woman From Violence
- Almustaqbal - Committee On Women Draft Of The Pro...
- Daily Star - Majdalani Palestinians Will Abide By...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- Daily Star - Cabinet To Discuss Electoral Reform...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon BN s...
- January 29, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 29, 2010 - Assafir - Lebanon the arrest of...
- Assafir - Clarification From The Association For ...
- Almustaqbal - 28 Story Audio For The Blind In Pub...
- L'orient Le Jour - L’Option libanaise insiste sur...
- L'orient Le Jour - La justice saoudienne laisse un...
- Alakhbar - Saudi Arabia Dropped Ali Sebat' Death ...
- Aliwaa - My Nationality
- Daily Star - Study Debunks Justification For Mai...
- Aliwaa - CLDH Enforced disappearance
- Daily Star - Harb Majdalani Discuss Palestinian L...
- Almustaqbal - Shahed Needs Of Pales Refugees
- January 28, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon Kidn...
- January 28, 2010 - The Daily Star - Lebanon case o...
- January 28, 2010 - Assafir - Lebanon Kidnapping Im...
- January 28, 2010 - Aliwaa - Lebanon CLDH Enforced ...
- Daily Star - Escwa Holds Assembly On Natural Disa...
- Daily Star - Environment Ministry Pushes For Green
- L'orient Le Jour - Peine de mort requise contre la...
- Daily Star - Egypt Prosecutors Call For Death Pena...
- Alakhbar - N Y Hrw Missed Opportunities To Promot...
- Almustaqbal - Baroud In The Launch Of A Study Of ...
- Assafir - Annual Report Human Rights Watch
- L'Orient Le Jour - Nationalité : plus de 80 000 p...
- L'Orient Le Jour - 2009, année des occasions perd...
- Aliwaa - Rights For Pales Refugees
- January 27, 2010 - Al Mustaqbal - Lebanon Committe...
- January 27, 2010 - Al Anwar - France Pr Sarkozy 2 ...
- Aliwaa - Training Courses To Enable Women
- L'orient Le Jour - Lancement à la NDU de la campa...
- Daily Star - Ecological Massacres
- Assafir - Women's Political Participation
- L'Orient Le Jour - Victimes d’abus, les employées...
- Assafir - Sit-in Demanding Improving Services
- Alhayat - Pales Refugees
- Almustaqbal - The Right To Vote
- Daily Star - Saudi Girl To Face 90 Lashes For Ass...
- Alakhbar - Illegal Migrant Died In Rachayia Prison
- Alakhbar - Torture Redaa Taymour
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh
- Almustaqbal - Case Of Brothers Jarah
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Alakhbar - Ilo Workshop About Woman Work
- Almustaqbal - Women Council
- Assafir - Ilo Workshop About Woman Work
- Alakhbar - Woman Committe
- Almustaqbal - Woman Committe
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh, January 23, 2010
- Almustaqbal -Case of Brothers Jarah - January 23,2010
- Assafir - Unrwa Money Aid To Al Bared Camp Families
- Almustaqbal - Rebuild Of Al Bared Camp
- Almustaqbal - Phro
- Daily Star - Lade Warns Against Insufficient Elec...
- Aliwaa - Lade Warns Against Insufficient Electora...
- Albalad - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alanwar - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Annahar - Woman Kota
- Assafir - For Women Rights
- January 22, 2010 - An Nahar - Lebanon Case of Deta...
- January 22, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- January 22, 2010 - PRESS RELEASE - Morocco: About ...
- Aliwaa - Rebuild Of Al Bared
- Aliwaa - Phro
- L'Orient le jour - La Sûreté générale dément avoir...
- Assafir - Sudanese Detainees .. And The End Of Th...
- Naharnet - General Security department denies bann...
- Albalad - Walid Ben Talal Vice Pr Visit Egypt
- Almustaqbal - International Labor Trained Journal...
- Assafir - Ruwad Fronteers
- 100121 Assafir - The Issue Of Yousra Amiri
- Naharnet - General Security Department Denies Bann...
-
▼
January
(360)
No comments:
Post a Comment