الاثنين 11 كانون الثاني 2010 العدد – 1015
عدل
دماء آمنة أمام القضاء... ضحية جديدة للعنف الأسري
آمنة عادت إلى لبنان في كفن (الأخبار)
اليوم يمثل معين أمام قاضي التحقيق الأول في صيدا لاستجوابه بتهمة ضرب زوجته آمنة حتى الموت. أهل الضحية استنجدوا بالقضاء، فيما يطالب أصدقاء الضحية وناشطون «بجعل دمها قرباناً أمام الحكومة لإقرار قانون الحماية من العنف الأسري»
صور ــ آمال خليل
ظهر الأول من أيلول الماضي، كان الموعد الأخير بين آمنة (مواليد 1991) ووالديها وأشقائها العشرة وأخواتها الأربع. كانت تتحضر للسفر مع زوجها معين د. (مواليد 1972) إلى دولة الموزمبيق الأفريقية حيث مقر عمله.
كانت آمنة عروساً، قد تزوجت للتو من ابن عمتها الذي تعرفت إليه خلال فترة وجيزة، وذلك بعدما وافق الأهل على زواجها منه، وتم الزواج بعد التعارف بشهرين تقريباً.
الزواج من قريب جعل آمنة وأهلها يطمئنون لمسألة هجرتها، هي الصبية التي لم تغادر لبنان يوماً ولم تكمل دراستها المدرسية.
مر شهران، انقطعت خلالها أخبار الصبية عن أهلها، باستثناء اتصالات نادرة وسريعة تطمئنهم عنها، تقول لهم بضع كلمات قبل أن يقطع الاتصال... إلى أن ورد «الاتصال الحاسم» في الثالث من تشرين الثاني الماضي، يومها أبلغ أشقاء معين، عبد الله بيضون بأن ابنته آمنة قد توفيت، نقلوا له «روايات متعددة حول سبب الوفاة»، يقول الأب «ما دفعني إلى الشك بأنها لم تمت في ظروف طبيعية»، ويضيف «مرة قالوا إنها تعرضت لحادث سير، ومرة أخرى إشارة إلى أنها قضت بمرض عضال أو بالتهاب رئوي حاد، ثم ادعوا أنها تسممت من جراء تناولها كمية كبيرة من الدواء بدافع الانتحار».
قلة دعاوى العنف الأسري تشير إلى «استمرار تحفظ المجتمع عليها وخوف المرأة من مواجهتها»
تعدد الروايات لم يكن العامل الوحيد لبث الشك في صدر الوالد، بل أيضاً ما كانت آمنة قد أسرّت به لشقيقها المغترب في أبيدجان، قبل أسبوع واحد من وفاتها عن «المعاملة السيئة التي تلقاها من زوجها ومناشدتها إياه المجيء إلى الموزمبيق لإنقاذها. فضلاً عن ندرة اتصالاتها بنا منذ سفرها». الشقيق لم يتمكن من الوصول إلى شقيقته بسبب تعثر أوراق الدخول إلى البلاد التي استقرت فيها.
حين تبلّغ بيضون نبأ وفاة ابنته توجه إلى مخفر معركة ليتقدم بشكوى بشأن موت ابنته «في ظروف غامضة». العاملون في المخفر أحالوه إلى فصيلة العباسية، وأُحيل هناك إلى النيابة العامة الاستئنافية في صيدا بسبب طبيعة الشكوى.
بالتزامن مع طلب استرداد جثمان آمنة، بدأ قاضي التحقيق بطلب الزوج لاستجوابه والتقارير الطبية عن سبب الوفاة. بيّنت التحقيقات الأولى أن «الزوج فر إلى جهة مجهولة» وفق ما قال أشقاء زوج آمنة لوالدها، وروى الأخير أنه رداً على طلب قاضي التحقيق اللبناني تولى أشقاء معين إرسال عدد من التقارير الطبية «المتناقضة» عن «أسباب وفاة آمنة».
بعد تسعة أيام على الحادثة، اتسمت بـ«المماطلة والتأخير المقصود» يقول الوالد، وصلت جثة آمنة إلى براد مستشفى حيرام في صور، حيث طلب أهلها حضور طبيب شرعي لتشريحها. ولدى فتح النعش تبين أن الجثة قد تحللت بسبب عدم اتخاذ إجراءات التحنيط المؤقت «فلم يتمكن الطبيب الشرعي من الكشف عليها، بسبب انتشار رائحة في أرجاء قسم الطوارئ» بحسب شهود في المستشفى.
دفن الأهل آمنة، وقرروا تصعيد تحركهم حتى القبض على صهرهم الهارب ومعاقبته. وما زاد من يقينهم بـ«ذنبه» هو العثور على «ملابس ممزقة وأخرى ملطخة بالدماء بين أغراض آمنة المستعادة»، ذلك إضافة إلى «ما أفصح به أقاربه لاحقاً من هناك أنه كان يضربها باستمرار ويحبسها في المنزل ويمنعها من الاختلاط بالآخرين. وأنها كانت مكسرة الأضلاع وغارقة بدمها عندما عثروا عليها جثة هامدة».
ذوو آمنة عمدوا «سراً بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية» إلى وضع اسم زوج ابنتهم وصورته بين المطلوبين على مداخل المرافئ والدخول إلى لبنان براً وبحراً وجواً، كما كلّفوا محامياً لمتابعة الشكوى أمام القضاء.
في 11 الشهر الماضي، عاد معين إلى لبنان عبر المطار، وذلك بناءً على طلب أحد أشقائه «ليس لتسليم نفسه بل لإخفائه وحمايته بدل أن يظل هارباً في أفريقيا خوفاً من ثأر شقيقها منه عبر تكليف أحد من الأفارقة بقتله» وفق ما روى بيضون. في المطار أُلقي القبض على معين، وأوقف قيد التحقيق منذ ذلك الحين في النيابة العامة في صيدا.
تكثر الروايات عن مصير آمنة، يقول البعض إنه تبين أن زوجها بدأ بتعنيفها جسدياً ومعنوياً منذ اليوم الأول لزواجها منه، لكنها لم تبح بالأمر إلا عندما هددها بالقتل، وفق ما قالت لشقيقها.
تقر فاطمة (21 عاماً)، شقيقة آمنة، بأن «العنف ضد النساء منتشر في بيوت كثيرة ولا أحد يدري بأحد»، لكنها تؤكد أنها لم تتعرض وأخواتها للضرب يوماً. لكن ما تعرضت له أختها يدفعها إلى توخي الحذر تجاه أي شخص قد ترتبط به، من دون أن تنسى أن والدها «وثق بصهره لأنه ابن أخته».
العنف أمام القضاء
هل يطبق قانون الحماية من العنف الأسري المنتظر إقراره، في إطار التحقيق في قضية آمنة؟
يشير رئيس محكمة صور القاضي عرفات شمس الدين إلى أن زوج آمنة، إذا ما أدين، فإنه ينال عقابه قياساً على القانون المقترح أو قانون العقوبات الذي يطبق على شكاوى العنف الأسري، لا سيما المادة 550 منه التي تنص على أن «من سبب قتل إنسان عن طريق الضرب والعنف والشدة أو أي عمل آخر مقصود عوقب بالحبس لخمس سنوات على الأقل»، أما إذا ثبتت نية القتل فإنه يحاكم وفق المادة 549 منه».
ما هو الحكم إن لم يسبب العنف قتل الزوجة المعنفة؟ يؤكد شمس الدين أن قانون العقوبات «لا ينصف المرأة المعنفة في هذه الحال بالمقارنة مع القانون المقترح، وإن كان يعاقب على الضرب ويشدد على أن الرابط الزوجي لا يحل من العقاب». وعليه، فإن المادة 554 كانت لتعاقب زوج آمنة بحبسه فقط من يوم إلى 10 أيام، أو تكبده غرامة من 10 آلاف ليرة إلى خمسين ألفاً، هذا إن ادعت عليه أمام القضاء بجرم ضربها وحجز حريتها وإساءة معاملتها». أما قانون العنف الأسري فإنه «يضمن حقها إن لم تستخدم حق الادعاء الشخصي وتتحرك النيابة العامة لمقاضاته وفق الحق العام لأنها تتحرك بدافع الحفاظ على المجتمع والسلم الأهلي».
لكن قلة دعاوى العنف الأسري المرفوعة أمام محكمة صور، التي بلغت حوالى العشر في عام واحد، لا تعني خلو المجتمع من الظاهرة، بل تشير إلى «استمرار تحفظ المجتمع عليها وخوف المرأة من مواجهتها» بحسب شمس الدين الذي يلفت إلى أن النساء «باتت تلجأ إلى منطق المقايضة للتخلص من زوجها المعنف بحيث ترفع دعوى عنف أمام المحكمة الجزائية ودعوى تفريق أمام المحكمة الشرعية للضغط عليه. وبذلك لا يكون هدفها حماية نفسها أو معاقبته بل أن تتخلص منه وتنتزع حضانة أطفالها».
الزوج ينكر التهمة والشهود يؤكدون
لا تزال عائلة آمنة تجهل الرواية الكاملة عن الأيام التي قضتها مع زوجها. فالصبية أمضت مع معين نحو شهرين في الموزمبيق.
حين يتحدث ذوو آمنة عنها يبدون متأكدين من أن زوجها هو من قتلها، وذلك على رغم أنه ما زال متهماً بالجريمة ولم يصدر القضاء حكماً في حقه. لكن أقارب الزوجة الراحلة يتساءلون إن كان «تعمد قتلها».
من جهة أخرى، لا يزال المتهم، أي الزوج معين، ينكر التهمة الموجهة ضده، كما ينكر التهم القائلة إنه كان يعنّف آمنة، وقد تقدم مرات عدة بطلب إخلاء سبيل، ولكن رفضه القاضي.
بحسب علي القرا، محامي عائلة آمنة، فإن الدلائل «تشير إلى إدانته بالتهمة المنسوبة إليه استناداً إلى إفادات الشهود من أقربائه الذين طلبوا للإفادة من الموزمبيق بدءاً من الجلسة الأولى المحددة».
ووفق الإجراءات القانونية، كما يؤكد متابعون للشؤون القانونية، يحتاج القاضي «إلى شهرين من التحقيق ليثبت الوقائع قبل أن يحيل القضية إلى المحاكمة للبت بالحكم».
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
January 11, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2010
(4682)
-
▼
January
(360)
- Almustaqbal - Minister Of Environment
- Alakhbar - Detainee Houmsi
- Aliwaa - Woman Kota
- L' Orient Le Jour - Conseil des ministres : deux ...
- Daily Star - Foreign Domestic Workers
- Assafir - Cldh Ngos Raises Death Of Refugee In P...
- January 30, 2010 - L'orient le Jour - Liban Najja...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban L'affa...
- January 30, 2010 - L'Orient le Jour - Liban Le com...
- January 30, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 30, 2010 - An Nahar - Lebanon AHRAR ask ab...
- L' Orient Le Jour - Mitri s’insurge contre les jou...
- Daily Star - Ministers Hold Heated Debate On Pro...
- January 30, 2010 - Al Akhbar - Lebanon Majdel Anja...
- Daily Star - Arab Journalists Convene In Beirut ...
- Assafir - The Elections Supervisory Authority
- Almustaqbal - Challenges Journalists
- Almustaqbal - Arab Journalists Convene In Beirut...
- Daily Star - Unesco Releases 28 Audio Books For ...
- Assafir - Unesco Releases 28 Audio Books For Vis...
- Daily Star - Rahhal Discuss Environmental Protec...
- Almustaqbal - Rahal Discuss Environmental Coopera...
- Albalad - Protect Woman From Violence
- Almustaqbal - Committee On Women Draft Of The Pro...
- Daily Star - Majdalani Palestinians Will Abide By...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- Daily Star - Cabinet To Discuss Electoral Reform...
- January 29, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon BN s...
- January 29, 2010 - The Daily Star - Lebanon Majdel...
- January 29, 2010 - Assafir - Lebanon the arrest of...
- Assafir - Clarification From The Association For ...
- Almustaqbal - 28 Story Audio For The Blind In Pub...
- L'orient Le Jour - L’Option libanaise insiste sur...
- L'orient Le Jour - La justice saoudienne laisse un...
- Alakhbar - Saudi Arabia Dropped Ali Sebat' Death ...
- Aliwaa - My Nationality
- Daily Star - Study Debunks Justification For Mai...
- Aliwaa - CLDH Enforced disappearance
- Daily Star - Harb Majdalani Discuss Palestinian L...
- Almustaqbal - Shahed Needs Of Pales Refugees
- January 28, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon Kidn...
- January 28, 2010 - The Daily Star - Lebanon case o...
- January 28, 2010 - Assafir - Lebanon Kidnapping Im...
- January 28, 2010 - Aliwaa - Lebanon CLDH Enforced ...
- Daily Star - Escwa Holds Assembly On Natural Disa...
- Daily Star - Environment Ministry Pushes For Green
- L'orient Le Jour - Peine de mort requise contre la...
- Daily Star - Egypt Prosecutors Call For Death Pena...
- Alakhbar - N Y Hrw Missed Opportunities To Promot...
- Almustaqbal - Baroud In The Launch Of A Study Of ...
- Assafir - Annual Report Human Rights Watch
- L'Orient Le Jour - Nationalité : plus de 80 000 p...
- L'Orient Le Jour - 2009, année des occasions perd...
- Aliwaa - Rights For Pales Refugees
- January 27, 2010 - Al Mustaqbal - Lebanon Committe...
- January 27, 2010 - Al Anwar - France Pr Sarkozy 2 ...
- Aliwaa - Training Courses To Enable Women
- L'orient Le Jour - Lancement à la NDU de la campa...
- Daily Star - Ecological Massacres
- Assafir - Women's Political Participation
- L'Orient Le Jour - Victimes d’abus, les employées...
- Assafir - Sit-in Demanding Improving Services
- Alhayat - Pales Refugees
- Almustaqbal - The Right To Vote
- Daily Star - Saudi Girl To Face 90 Lashes For Ass...
- Alakhbar - Illegal Migrant Died In Rachayia Prison
- Alakhbar - Torture Redaa Taymour
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh
- Almustaqbal - Case Of Brothers Jarah
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Alakhbar - Ilo Workshop About Woman Work
- Almustaqbal - Women Council
- Assafir - Ilo Workshop About Woman Work
- Alakhbar - Woman Committe
- Almustaqbal - Woman Committe
- Almustaqbal - Mahmoud Abou Rafeh, January 23, 2010
- Almustaqbal -Case of Brothers Jarah - January 23,2010
- Assafir - Unrwa Money Aid To Al Bared Camp Families
- Almustaqbal - Rebuild Of Al Bared Camp
- Almustaqbal - Phro
- Daily Star - Lade Warns Against Insufficient Elec...
- Aliwaa - Lade Warns Against Insufficient Electora...
- Albalad - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alanwar - Lade Warns Against Insufficient Elector...
- Alakhbar - Case Of Ethiopian Jailed For 15 Months
- Annahar - Woman Kota
- Assafir - For Women Rights
- January 22, 2010 - An Nahar - Lebanon Case of Deta...
- January 22, 2010 - L'Orient le Jour - Lebanon The ...
- January 22, 2010 - PRESS RELEASE - Morocco: About ...
- Aliwaa - Rebuild Of Al Bared
- Aliwaa - Phro
- L'Orient le jour - La Sûreté générale dément avoir...
- Assafir - Sudanese Detainees .. And The End Of Th...
- Naharnet - General Security department denies bann...
- Albalad - Walid Ben Talal Vice Pr Visit Egypt
- Almustaqbal - International Labor Trained Journal...
- Assafir - Ruwad Fronteers
- 100121 Assafir - The Issue Of Yousra Amiri
- Naharnet - General Security Department Denies Bann...
-
▼
January
(360)

No comments:
Post a Comment