محلّيات
تاريخ العدد 12/01/2010 العدد 11490
الأهالي والبلدية يحذرون من تأخر إنجاز المبنى الجديد
حـوادث شغـب بالجملـة فـي سجـن زحلـة
سامر الحسيني
زحلة :
يبدو ان سجن زحلة للرجال بات على موعد شبه دائم وليلي مع حوادث الشغب التي تتحول إلى سمة بارزة، ربما إلى حين الانتهاء من أعمال إنشاء السجن الجديد الذي يشاد في المدينة الصناعية، إحدى ضواحي مدينة زحلة.
نجم السجن حاليا، الموقوف م. ك. مواليد 1986 وهو، وفق مصادر أمنية، «يعاني من اضطرابات عصبية حيث يتسبب كل ليلة منذ اكثر من أسبوع، بإحداث شغب داخل السجن من اعتداء بالضرب على بعض السجناء أو «لطم» رأسه بجدران الزنزانة أو تشطيب نفسه بما توفر له من آلات حادة أو إحراق لوح الإسفنج الذي ينام عليه، كما حصل ليل أمس.
وعمل الدفاع المدني ليل أمس على إخماد الحريق الذي أشعله الموقوف م. ك.، وقام عناصر الصليب الاحمر بنقله إلى مستشفى تل شيحا حيث أسعفه الممرضون في طوارئ المستشفى وتمت إعادته ليلا إلى السجن. وكانت قوى الأمن الداخلي في البقاع قد ارسلت اكثر من تقرير الى قيادة الدرك من اجل نقل السجين الى مصح عقلي دون ان تلقى الآذان الصاغية، كما طالبت بضرورة نقل بعض السجناء من سجن زحلة الى رومية كونه، أي سجن زحلة، غير مؤهل لاستقبال بعض السجناء المعروفين بسجلاتهم الحافلة وخطورة أوضاعهم وتركهم في سجن يتداخل مع الابنية السكنية، الا ان هذا الطلب لم يلق أيضا الآذان الصاغية، وبقيّ الوضع على ما هو عليه.
ولم تكن حوادث الشغب والإضرابات الأخيرة في سجن زحلة بعيدة عن مسار الايام والسنوات الماضية، فالسجن الحالي الكائن في الطابق السفلي لمبنى بلدية زحلة دونه عقبات وعراقيل عديدة اخطرها تزاحم المساجين في خمس غرف لا تتجاوز مساحتها مئتي متر، وتؤوي أكثر من مئتي سجين، علماً ان قدرة الاستيعاب لا تتجاوز مئة سجين، ناهيك عن الافتقاد إلى الشروط الصحية والانسانية والبيئية.
ويتسبب السجن بوضعه المزري بحالة من الاستياء العارم وخصوصا من رئيس بلدية زحلة – المعلقة المهندس اسعد زغيب الذي يصفه بـ«كارثة زحلة، بكل ما يحمل الوصف من معان»، معربا عن غضبه الشديد من الوضع الحالي للسجن وما يشكله من مخاطر على حياة المواطنين والموظفين، «والأخطر ما يشكله من خطر على كل مصالح اهالي زحلة ومحتويات البلدية مع تكرار عمليات الشغب وحرق ألواح الإسفنج».
ويستعد زغيب في اليومين المقبلين لعقد مؤتمر صحافي «سيكون عنيفا جدا» يسلط فيه الضوء على كل الإهمال واللامبالاة تجاه الاسراع في انجاز السجن الجديد للانتهاء من الوضع الذي «لم يعد يطاق في السجن الحالي داخل البلدية».
وتتسارع وتيرة الأعمال في السجن الجديد بعد توجيهات من قيادة قوى الامن الداخلي في منطقة البقاع الاقليمية، وقام المقاول المعني بالالتزام بتقديم موعد الانتهاء من الأعمال خلال شهر شباط المقبل، مبدئياً.
ويشكل السجن الجديد بمواصفاته الانشائية الحالية نهاية للمشاكل التي يعاني منها السجن الحالي، فالغرف كبيرة وتتسع لاكثر من ستمئة سجين، ويضم مشغلا مع باحة خارجية وغرف مجهزة بكل وسائل التدفئة المركزية، عدا عن وجود غرف للاحداث، وغرف منعزلة وصيدلية ومركز إسعافات، والاهم ابتعاده عن المساكن والمنازل الآهلة.
وما يزال على ساكني جوار سجن زحلة الحالي ان يتحملوا حوادث الشغب لغاية شباط المقبل، إلاَّ أن ما يخشونه هو تأخر الأعمال الإنشائية أكثر، وان يكونوا على موعد آخر غير الشهر المقبل لأن تجربة السنوات الماضية اكبر دليل، وهذا ما ينوي رئيس البلدية اسعد زغيب التحذير منه في اليومين المقبلين.

No comments:
Post a Comment