يُحاكم بتهمة التعامل مع المخابرات الإسرائيلية
أردني "يتحوّل" من سائح إلى.. جاسوس
المستقبل - الثلاثاء 19 كانون الثاني 2010 - العدد 3542 - مخافر و محاكم - صفحة 9
"في خمس وثلاثين دقيقة تحوّلت من سائح الى جاسوس"، هكذا يصف الأردني إبراهيم خليل معروف وضعه الحالي بعد توقيفه في لبنان منذ ثمانية أشهر بتهمة التعامل مع دولة أجنبية ومع العدو الإسرائيلي ومخابراته.
ويتهم معروف شقيق زوجته بزجّه في هذه القضية، كون الأخير حاول ابتزازه ولم يفلح، فادعى عليه ادعاء باطلاً بأنه يعمل لصالح بلاده الأردن ومع العدو الإسرائيلي.
وكان معروف قد مثل أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي حسن شحرور وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي، ومثل الى جانبه الفلسطيني عاطف خضر الجنازرة الملاحق بالتهمة عينها، وحضر عنهما وكيلهما المحامي جلال عون.
وباستجوابه، أيّد معروف إفاداته التي أدلى بها سابقاً وأضاف بأنه دخل الى لبنان في 22 أيار الماضي، وسبق أن قصده قبل أشهر للسياحة، عن طريق البر عبر المصنع، وأقام حينها في فندق في جونيه ليومين، ثم قصد مخيم نهر البارد حيث تسكن عائلة زوجته.
وتحدث معروف عن مشاكل واقعة بينه وبين شقيق زوجته صادق صادق، الذي حاول ابتزازه مادياً، وعندما لم يفلح بذلك، أبلغ عنه بأنه عميل إسرائيلي. وقال: "هذا ادعاء باطل".
وأوضح معروف بأنه كان يعيش في السويد منذ العام 2004، من مساعدات وتقديمات اجتماعية، وأن زوجته منى أحمد توفيق صادق التي كانت تسكن في مخيم البارد هي سبب الخلاف بينه وبين شقيقها صادق الذي يعمل في الدهان، ومقيم حالياً في نهر البارد.
وعن سبب مكوثه في فندق في جونيه وليس في طرابلس كونها قريبة من مخيم نهر البارد، قال معروف: "كان هناك مشاكل مع العائلة، ثم أنني كنت أريد أن أتنزه، وأقصد الحانات والمطاعم في جونيه".
ورداً على سؤال أفاد معروف أنه سبق أن دخل الى لبنان عام 1982 والتحق بحركة فتح وخدم في عرمون وعاليه. وقال: "أرسلت من قبل دولتي بهدف مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وعن سبب توقيفه في بلاده من قبل المخابرات الأردنية أوضح معروف، أنه أخضع للتحقيق للوقوف على ما حصل معه في لبنان.
وقال معروف إنه تم ترحيله الى تونس عام 1983 مع أردنيين آخرين كانوا موجودين في طرابلس.
وسئل عن علاقته بضباط في المخابرات الأردنية، فأفاد معروف أنه كان يتعامل مع هذا الضابط، نافياً أن يكون قد كلّفه بأي مهمات أمنية في لبنان، وأضاف: استمريت بالعمل معه حتى انتهاء خدمتي العسكرية عام 1992، وعملت في شركة سياحية في الأردن بعد تسريحي.
وعن طبيعة عمله في الشركة قال: "كنت أعمل كسائق سياحي في شركة البتراء للنقل السياحي، في مواقع أثرية".
وعما إذا نقل وفوداً إسرائيلية قال: نعم، إنما لم يكن لدي أي علاقة بهم، ومهمتي اقتصرت على القيادة فقط.
وعن سبب تركه السويد طالما أنه يعيش على المساعدات، أوضح معروف بأنه لم يتركها وإنما حضر الى لبنان لأن والد زوجته كان مريضاً.
وبسؤاله عما طلبته منه المخابرات الأردنية عام 2009، قال معروف: "أنا طلبت منهم مساعدة صديقي عاطف الجنازرة لتجديد جواز سفره، كوني أعرفه منذ العام 1982 وكان معي في حركة فتح". وأضاف: "لقد طلبوا مني جمع معلومات عن نهر البارد أثناء الاشتباكات التي حصلت"، موضحاً أن صديقه المذكور هو من سكان المخيم.
وقال معروف في رده على سؤال إن عاطف لديه أقرباء في الأردن وقد طلب منهم التعامل مع المخابرات الأردنية لمساعدته في تجديد جواز سفره.
وعن سبب اتهامه بالتعامل مع إسرائيل، قال معروف: "لا فكرة لدي، وان شقيق زوجتي هو الذي ورّطني في هذه القضية" وقال خاتماً: "في 35 دقيقة تحوّلت من سائح الى جاسوس".
وباستجواب عاطف الجنازرة أيّد إفادته السابقة، وأفاد بأنه يسكن في مخيم نهر البارد وبقي فيه أربعة أيام ثم غادره إثر الاشتباكات التي حصلت سابقاً عام 2007.
وعن علاقته بمعروف، أفاد بأنه تعرف عليه منذ التحاقه بحركة فتح، وعاد والتقى به في مخيم نهر البارد، وقال: "التقيت به صدفة في المخيم، وطلبت منه مساعدتي على تجديد جواز سفري".
ونفى الجنازرة أي تعامل له مع أي جهاز أمني أو أجنبي، أو مع إسرائيل، من خلال جمع معلومات عن فلسطين. وأكد بأن معروف لم يطلب منه شيئاً أو القيام بأي أمر، كما لم يخبره عن علاقته بالمخابرات الأردنية.
وسئل عما يعرفه عن المجموعات المسلحة التي كانت في مخيم نهر البارد، فقال: لا أعرف شيئاً.
وعندما أوضح أنه كان عنصراً في حركة فتح ثم تبع لفتح الانتفاضة، سئل عن علاقته بفتح الإسلام فقال: لا علاقة لي بهم، وأن أحداً من أولادي لا ينتمي الى هذا التنظيم.
وقررت المحكمة رفع الجلسة الى الثامن من آذار المقبل، واستدعاء صادق أحمد صادق لسماع إفادته.
No comments:
Post a Comment