المحكمة استكملت الاستماع إلى يوسف.. والسنيورة أمامها الإثنين
الحريري لم يحقّق هدفه من الحوار مع «حزب الله» وعَلِم بأنّ هناك مَنْ يتعقّبه
استكملت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفيد راي، استجواب النائب غازي يوسف وذلك عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، وعند الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس، رفعت المحكمة جلساتها حتى يوم الإثنين في 23 آذار، حيث ستستمع إلى شهادة الرئيس فؤاد السنيورة.
وأعلن يوسف عن «ان اجتماعات الرئيس رفيق الحريري المكثفة مع «حزب الله» هدفت الى جلب الحزب الى منطقه في حكم البلد»، مشيراً الى أنه «قبل أسبوعين أو ثلاثة من اغتياله كان هناك مسافة تفصل الرئيس الحريري عن «حزب الله» في الشأن الانتخابي».
ولفت يوسف الى ان «لا معلومات دقيقة لديه عما إذا كان الرئيس الحريري قد ناقش القرار 1559 مع الرئيس جاك شيراك»، وقال: «الحريري أراد للبنان أن يحكم من لبنان وأن يكون على علاقة جيدة مع سوريا».
وإذ أبدى اعتقاده بان «الرئيس الحريري لم يحقق هدفه من الحوار مع «حزب الله» وذلك يأتي بدليل صمته في الخوض في الموضوع»، جزم «بأن الرئيس الحريري قال لي أو لآخرين أن اجتماعاته مع «حزب الله» لا تحقّق تقدما لتشكيل لوائح انتخابية مشتركة».
وكان القاضي راي استهل جلسة قبل الظهر بسؤال طرحه على النائب يوسف: «انت قلت انك التقيت رستم غزالة في السابق فهل تعرف إذا كان الأخير يسجل سريا الإجتماعات التي كان يعقدها معك او مع الحريري أو مسؤولين آخرين؟
يوسف: ليس لدي أي معلومات دقيقة تجاه قدرة أو ذكاء غزالة وقدرته على تسجيل الإجتماعات ولكنه رجل مخابراتي ولديه هذه القدرة على فعل ذلك.
ثم بدأ الدفاع عن سليم جميل عيّاش المحامي اميل عون، باستجواب النائب يوسف فسأله: في العودة الى الإجتماع بينك وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هل قال لك انه في حال تعيينك وزيرا للخارجية اللبنانية عليك ان تدافع وتناصر إيران وسوريا في المحافل الدولية؟
يوسف: كلا لم يتم التحدث عن هذا الموضوع. وكل ماقلته في هذا الشأن في السابق كان إستنتاجا.
{ هل انت مرشح عن المقعد الشيعي في بيروت في العام 2000؟
- نعم كنت مرشحا عن المقعد الشيعي في العام 2000 وأنا نائب في الدورة الثانية عن دائرة بيروت الثالثة في المقعد الشيعي.
{ هل أنت سياسيا خارج عن أكبر قوتين ناخبتين في الطائفة الشيعية في لبنان وهما حزب الله وحركة «أمل»؟
- لا أنتمي لأي من الكتلتين ولكن لست خارجا من طائفتي. والمسار السياسي الذي كنت أتبعه آنذاك مسار الرئيس الحريري ولا أزال اليوم مع كتلة «المستقبل».
{ في انتخابات العام 2005 ألم يتم التحالف بين تيار «المستقبل» وحزب الله؟
- نعم لقد تم ذلك إضافة الى قوة سياسية أخرى وأصبح التحالف في بيروت والجنوب والبقاع وجبل لبنان والعديد من المناطق في لبنان.
{ ما رأيك بمقولة الرئيس الحريري عن الوجود السوري في لبنان وهي ان الوجود العسكري السوري ضروري، شرعي وموقت، ألا يتناقض هذا الشعار مع ما فسرته في الإستجواب مع المدعي العام؟
- كلا لا يتناقض أبدا مع ما قاله الحريري آنذاك ولا مع اتفاق الطائف.
{ بحكم قربك من الحريري ومناقشتك معه تفاصيل المواضيع السياسية المستجدة آنذاك، إضافة الى عمق العلاقة بينه وبين الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، فهل يعقل ان الأخير لم يناقش الحريري بمسار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 ومضمونه وحيثياته قبل صدوره؟
- لم أناقش هذه المسألة مع الحريري وليس لدي أي علم في هذا الشأن ولكن أعتقد ان يكون جرى الحديث حول القرار بعد صدوره.
بريدي: بدورها سألت القاضية جوسلين بريدي الشاهد، لو فاز الحريري في إنتخابات 2005 في كل لبنان من دون التحالف مع حزب الله فهل كان ذلك سيزعج الحزب؟
- لا أدري كيف سينزعج الحزب من ذلك الفوز ولكن أعتقد ان الذي كان يخططه الحريري بالفوز بلوائح مقفلة مع المعارضة في كل لبنان، سيكون هناك تطبيق لإتفاق الطائف أي انسحاب السوري المرحلي الى البقاع ومن ثم الى خارج لبنان وذلك ليس عداء لسوريا وإنما لبسط السلطة اللبنانية على كامل اراضيها.
{ هل كان تحالف الحريري في انتخابات 2005 مع حزب الله من نيته آنذاك وتم ذلك مع ولده سعد لاحقا؟
- إذا أردنا التحدث عن تحالف نجل الحريري وحزب الله وحركة «امل» ووليد جنبلاط في العام 2005، فكانت المسألة مرحلية لإعادة الحزب هذه القوة الشيعية المهمة في لبنان الى المسار اللبناني. ولكن هذا التحالف لم يكن مخططا له في عهد الحريري.
{ ما الذي يزعج أكثر النظام السوري - اللبناني، فوز الحريري في الإنتخابات او انسحاب القوات السورية من لبنان؟
- لو فاز الرئيس الحريري في انتخابات العام 2005 كان من المتوقع ان تحصل كتلة نيابية بأكثرية جديدة معارضة للوجود السوري وهيمنته، على القرار السياسي والأمني والإجتماعي والإقتصادي في لبنان، الأمر الذي سيؤدي الى الانسحاب السوري التدريجي من لبنان.
{ هل هذا يشير الى مقولة الحريري ان الوجود هو موقت وشرعي وضروي؟
- ان الرئيس الحريري تطبيقا لإتفاق الطائف كان دائما يدافع عن الوجود السوري الموقت في لبنان أي انه يجب على السلطات اللبنانية ان تنشر سلطاتها على كامل الأراضي اللبنانية. ولذلك أراد من خلال انتخابات 2005 ان يبدأ الطائف بقرارلبناني وليس سوريا يضع «فيتو» على هذا الإتفاق.
راي: أي نوع من الدعم الداخلي للوجود السوري في لبنان كان سيبقى لو فاز الحريري في انتخابات 2005 ، القوات السورية في لبنان أو الإستخبارات العسكرية أو المدنية في لبنان؟
ـ كان من المنتظر بحسب اللعبة السياسية عند فوز الحريري في الانتخابات مع المعارضة ستشكل كتلة نيابية بأكثرية في البرلمان اللبناني وسينبثق عنها حكومة يترأسها الحريري وستطبق الطائف، ولكن هنا لا أدري ما إذا كان السوريون سيتجاوبون مع الأكثرية التي ستطلب منهم الخروج من لبنان. وهنا أؤكد ان تطبيق ما كان ينوي الحريري ان يؤسسه من إعادة القرار اللبناني الى اللبنانيين سيواجهه عراقيل.
من جهته، سأل وكيل الدفاع عن أسد حسن صبرا المحامي يونغ، الشاهد عن قضية زيت الزيتون والإتصالين اللذين أجراهما الحريري من مكتبه وعما إذا كان موجودا معه؟
- نعم كنت موجودا مع سليم دياب والرئيس الحريري تعمد الإتصال من رقم هاتف أرضي باللواء علي الحاج لأنه كان يعلم بعملية التنصت على مكالماته، وعاتبه، موضحا أن توزيع الزيت في شباط هو هبة ليس رشوة انتخابية». لقد أراد الحريري من اتصاله بالحاج ايصال رسالة إلى من يتنصت عليه بأنه جاد في مساره السياسي على رغم القرارات التعسفية تجاهه. وعلى الأثر منع اللواء الحاج بعض الضباط في قوى الأمن الداخلي من زيارة الرئيس الحريري، وتم توقيف 3 أشخاص أحدهما كان بشير عيتاني وهم ينتمون الى جمعية بيروت للتنمية الإجتماعية التي يرأسها سليم دياب وتمت مصادرة حواسيبهم.
{ هل غضب الحريري ودياب عند توقيف الأشخاص بتهم رشى عبارة عن زيت الزيتون للعائلات قبل الإنتخابات النيابية؟
- نعم، واتصل الرئيس الحريري بالعميد ريمون عازار وقال له: لماذا تتعقبني وتوقف من يخصني؟
{ هل هذه الجمعية هي مؤسسة خيرية للرئيس الحريري؟
- هي جمعية أسسها سليم دياب ولكن كانت تعمل بدعم مادي ومعنوي من الرئيس الحريري وفي كل شهر رمضان تقدم مساعدات غذائية عبارة عن صندوق من كرتون يحتوي على مواد غذائية وهذه المرة كان يتضمن زيت الزيتون .
{ ماذا كان يقصد الحريري عندما قال للواء الحاج: «كنت جزءا من عائلتنا هنا»؟
- ان اللواء الحاج قبل ان يصبح مديرا عاما للأمن الداخلي كان مسؤولا عن حماية الرئيس الحريري وعاصره وكان معه يوميا لسنوات أي انه كان يرافقه ويأكل معه والحريري كان يعتبره شخصا مقربا من عائلته. لذلك قال له: أنت من عائلتنا وتعرف الأصول وماذا أفعل في رمضان وكيف أساعد الناس .
وفي الختام، ناقشت غرفة الدرجة الأولى مذكرات قانونية حول عدم استجابة السلطات اللبنانية لطلبات مساعدة.
No comments:
Post a Comment