سوريون أشوريون لاجئون في لبنان يروون معاناتهم
تركت فرانسي يعقوب منزلا كبيرا جديدا مليئا بالمؤن وهربت الى لبنان بعد هجوم تنظيم الدولة الاسلامية على بلدتها الاشورية في شمال شرق سوريا، وهي اليوم تعيش مع ابنها وزوجها وآخرين في منزل صغير لا تملك ثمن ايجاره. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير نشرته أمس «في حي الاشوريين في منطقة سد البوشرية شرق بيروت تستعيد المرأة الخمسينية وهي تنتظر دورها لتلقي مساعدات من هيئة غير حكومية اميركية لبنانية، تفاصيل الهروب تحت القذائف من تل نصري في محافظة الحسكة منتصف الاسبوع الماضي. وتقول لوكالة فرانس برس «تركنا البيت مملوءاً بالأغراض. لماذا علينا أن نقف على باب الكنيسة؟» لتلقي المساعدات. وتضيف بتأثر «خرجنا بثياب النوم... خرجنا حفاة (...) لم نعرف من أين كان يأتي القصف. لم يكن أمامنا إلا الهرب، لأن أولادنا هم الأهم«. وفرانسي لاجئة مع نحو 300 اشوري قدموا الى لبنان منذ مطلع الشهر الحالي. وتجمّع عدد كبير منهم في دار المطرانية الاشورية في سد البوشرية ظهر الثلاثاء للحصول على مساعدات وزّعتها «هيئة الدفاع عن المسيحيين» (آي دي سي) وشملت أربعة آلاف عائلة كلدانية من العراق واشورية من سوريا.
ويقول المسؤول في المطرانية الخور اسقف يترون كوليانا لفرانس برس: «قرى الخابور اليوم فارغة إلا من بعض المقاتلين»، مشيراً الى ان «75 عائلة نزحت من المنطقة الى لبنان الذي يضم اقلية اشورية وحيث للبعض صلات قربى«. وبحسب الشبكة الاشورية لحقوق الانسان، تعرضت القرى الاشورية التي استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية لعمليات نهب وسلب منظمة.
وذكرت في تقرير نشرته أخيراً أن «شاحنات من نوع قاطرة ومقطورة شوهدت وهي تغادر عدداً من البلدات الاشورية (...)، محمّلة بالمفروشات والمقتنيات والأدوات المنزلية وغيرها مما تم الاستيلاء عليه من منازل النازحين«. ويقول سمعان (50 عاما) القادم من بلدة تل هرمز: «هجّرونا من قرانا. أخذوا منازلنا ولم يبق أحد. لم يبق لنا شيء. دمروا الكنيسة وفجروها في اليوم التالي لقدومهم، ثم بدأوا بالمنازل.. وحاليا الله اعلم«. ويضيف بغضب «كل العالم، من الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والدول، يتحمّل مسؤولية ما حصل، بدأوا (الدولة الاسلامية) في الموصل (العراق) دمروا آثارنا.. ثم انتقلوا الى سوريا، دمّروا الحضارة بالكامل و(...) العالم يتفرج علينا«.
وعن وضعه الحالي، يقول الرجل «مَن يعيش على المساعدات كيف يكون مرتاحاً؟«. ويقول ابراهيم جاجاغورو (45 عاما) المتحدر من بلدة ام غرقان من جهته انه يعيش مع والدته وزوجته واولاده في منزل شقيقه المقيم في لبنان، مشيرا الى «انهم احضروا معهم من سوريا «بعض الحقائب التي وضعنا فيها الاغراض المهمة فقط«.
ويضيف الرجل الذي كان عامل اجرة في بلاده بحسرة «لا افكر بالعودة الى بلدتي. لا نعرف ماذا سيحصل. ربما يهجمون علينا«. لكن البقاء في لبنان ليس بالامر السهل. على الرغم من ان السلطات منحت اذونات استثنائية للاشوريين لدخول البلاد. لكن البلد الصغير ذي الموارد الاقتصادية المحدودة ينوء تحت عبء اكثر من 1.1 مليون لاجىء سوري، ما دفعه الى اقفال حدوده امام مزيد من اللاجئين وفرض قيود على الموجودين فيه. ورفض معظم الموجودين في باحة الكنيسة التواصل مع وسائل الاعلام، بسبب استمرار احتجاز اقارب لهم لدى تنظيم الدولة الاسلامية، وايضا بسبب الشعور «بالذل» لاضطرارهم لتلقي مساعدات، وهو امر لم يعتادوه من قبل. ويقلق نزوح الاشوريين من سوريا الكنيسة الاشورية. ويقول كوليانا «اطلب من شعبنا الاشوري الموجود في لبنان اليوم الا يتوجه الى السفارات، وان تبقى العودة الى الخابور في فكره لان الخابور ارضنا، وفيها رفات اجدادنا وشهدائنا«.
ويقول رجل رفض الكشف عن هويته بمرارة «انتظر الحصول على لجوء مع عائلتي الى استراليا».
Source & Link: Al-Mustaqbal
No comments:
Post a Comment