The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

September 30, 2014

Al-Joumhouria - Indictment asks death penalty for free Sunnit site operator, September 30, 2014



إتهام مشغّل «أحرار السُنّة»: كنتُ أنوي إثارة النعرات الطائفية



طلَب قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، عقوبة الإعدام لمشغّل حساب «لواء أحرار السنّة» حسَن الحسين، الذي شغَل الرأي العام بتغريداته المثيرة للنعرات الطائفية على «تويتر» قبل معركة عرسال وإبّانها. ويُظهر القرار الإتهامي الذي تنشره «الجمهورية» كاملاً، إصرار أبو غيدا على التأكّد من احتمال وجود مساعدين للحسين، خصوصاً أن لا سنّه ولا مستواه العلمي يسمحان بصوغ العبارات التي كان يصوغها.



أوَّل ما يلفت الإنتباه خلال مطالعة القرار الإتهامي، أنّه يتضمَّن للمرّة الاولى في تاريخ القضاء الجزائي، صوراً طُبعت في متنه تشير الى ما كان الحسين ينشره في حسابه على «تويتر». هذا في الشكل، أمّا في المضمون فقد أورَد القرار أنّه تبيّن بأنّه أُسند الى المدعى عليه حسن شامان الحسين (مواليد 1995، أوقف وجاهياً بتاريخ 20/8/2014 ولا يزال)، بأنّه أنشأ في حي الشراونة - بعلبك، حساباً وهمياً على «تويتر» باسم «لواء أحرار السنّة»، ووجَّه من خلاله تهديدات الى جماعات دينية وشخصيات سياسية وأمنيّة والى الجيش، وتبنّى كذِباً عمليات انتحارية وسقوط قذائف على منطقة بعلبك والهرمل، بهدف إثارة نقمة مواطنين من أجل خلقِ حالِ عداء وكراهية ضدّ مواطنين آخرين من طائفة أُخرى، وبالتالي تحريضهم وحملهم على تنفيذ أعمال حربية وتفجيرات إرهابية انتقامية ضدّ بعضهم البعض بين الطوائف والمذاهب.

(الجرم المنصوص عنه في المواد 317 و573 والمادتين 217 و218 معطوفتان على المادة 308 عقوبات والمادة 2 من القانون الصادر في 11/1/1958).



الوقائع 

ورأى القرار أنّ حساب «لواء أحرار السنّة» كان أشهر الحسابات على «تويتر»، وقد شغل الرأي العام وأخافه نظراً لدقة ما كان يُنشر من تغريدات تُهدّد السلم الاهلي بإثارتها النعرات الطائفية في مرحلة نزاع مذهبي خطير وبغيض تمرّ به المنطقة، وليس هذا فحسب بل إنّ هذا الحساب شغل وأغاظ «داعش» و»النصرة» بتبنّيه كل عملية إرهابية ينفّذها هذان التنظيمان الإرهابيان.



فمَن هو صاحب هذا الحساب؟

إنّه حسين شامان الحسين من حوش الرافقة - بعلبك، ترَك المدرسة في صف البريفيه، وقد وقع في قبضة شعبة المعلومات نتيجة متابعة فنّية وتقنية معقدة.

وفي التحقيق معه، أفاد أنّه انشأ صفحة على موقع «تويتر» تحت عنوان «لواء أحرار السنّة - بعلبك» باستخدام البريد الالكتروني shayallomar@hmail.com، وكانت كلمة المرور رقم هاتفه 70/646224 ووضَع عليها شعار إمارة البقاع ورمزها، وقلعة بعلبك، وبجانبها بندقيّتان حربيّتان باللون الاسود والابيض، فيما كانت خلفية الصورة خريطة لمنطقة البقاع، وسمّى «سيف الله الشياح» أميراً لهذا التنظيم.

وعن سبب إنشائه هذا الموقع ونشر المئات من التغريدات التي تحمل طابعاً مذهبياً تحريضياً بين السُنّة والشيعة وصوراً وآيات قرآنية تحض على الاقتتال الطائفي، اجاب: أنّه يكره الطائفة السُنّية، وكان يريد إثارة نقمة المواطنين الشيعة على المواطنين السُنّة في منطقة البقاع.



ولماذا تكره السُنّة؟

بسبب حادثتين في حياتي، الأولى: أنّ عائلتي من الطائفة السنّية لكنّ والدي تشيَّع قبل الزواج من والدتي، وانتسب الى «حزب الله»، وهذا الأمر خلَق عداوة ومشاكل بين والدي وأشقّائه وأقاربه، وفي إحدى المرات تهجّموا على منزلنا بالسلاح ما اضطرنا الى الهرب من حوش الرافقة، الى بعلبك - حي الشراونة، حيث أصبحت إقامتنا الدائمة هناك، وحينها كان عمري 13 عاماً وقد تأثرت كثيراً وكرِهت الطائفة السنّية.

والثانية: إثر حصول إشكال مسلّح بين عناصر من «حزب الله» وأشخاص من عائلة الشياح السُنّية، قُتل فيه عنصران من الحزب، الأمر الذي جعَلني أكره تلك العائلة ومذهبها السنّي، فأسمَيت «سيف الله الشياح» أميراً للواء «أحرار السنّة» من هذا المنطلق.

وعن التغريدات التي كان ينشُرها على الموقع، تمّ استيضاحه: إنّ مستواك العلمي وعمرك وعدم متابعتك لأيّ دورة علمية في الاتصالات أو الكومبيوتر لا يتناسب مطلقاً مع ما كُنت تنشره من آيات قرآنية وأمور دينية، وصوغ عبارات لا يمكن أن تكون صدرت عنك، فمَن كان يساعدك أو يُشجّعك أو يكتب لك تلك التغريدات؟

أجاب: أيّ شخص يدخل عبر شبكة الانترنت الى موقع «غوغل» يستطيع أن يجد عبر البحث مثل هذه العبارات ويَتبع التعليمات التي تظهر أمامه على الشاشة، وأنا شخصياً قمتُ بذلك واستخدمتُ بعض التطبيقات وأنزلتُ بعض الصور والآيات التي وجدتُها على «تويتر». فلم يسبق لي صوغ أيّ عبارة، وكلّ ما فعلته هو جَمعها ودمجها ببعضها البعض بواسطة «غوغل» وبالتالي لا احتاج مساعدةَ أحد.

وعُرض عليه بعض نماذج صور نشرها مع تغريداته وهي الآتية:

«نقول للعائلات الرافضية في مدينة بعلبك أنّ زمن هيمنة حزبكم - حزب إيران على المدينة قد ولّى». و»لحزب اللات، لا تظنوا أنّ الديموغرافيا في بعلبك ستمنعنا من الدخول في أيّ معركة في المدينة، فلدينا القدرة في عقر داركم». و»عرسال تقاوم حزب إيران والجيش الصليبي: مع صورة تحت التغريدة باللون الاحمر ودخان القذائف وعبارة «عرسال تقاوم».

و»سيف الله الشياح يدعو أهل السنّة في ولاية لبنان إلى الوقوف في وجه الهجمة الصفوية المموّلة من «البترو زعفران» التي تستهدف اهل السُنّة في ولاية لبنان». و»لواء أحرار السنّة - بعلبك يدعو الدولة الصليبية إلى إطلاق سراح الاخ محمد جمعة فوراً وإلّا سيُصبح مئات العناصر من الجيش الصليبي أسرى». و«لواء أحرار السُنّة - بعلبك، ضمن سلسلة النصر القريب، قصفت مجموعة من المجاهدين بلدة الهرمل احد معاقل حزب اللات في البقاع». و»سيف الله الشياح: حزب الله يشنّ هجمة إعلامية شرسة لاستهدافنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هدفها الأساس إسكات أهل السنّة في لبنان». و«لواء أحرار السنّة - بعلبك صورة لخريطة إمارة البقاع الاسلامية». و»لواء أحرار السنّة - بعلبك فلنأكل البسكويت والراحة احتفالاً بهذا الانفجار الذي استهدف أغنام حزب الشيطان في عقر دارهم تكبير...».

وبعد عرض هذه النماذج من التغريدات والصور، اعترف أنّه هو مَن قام بتنزيلها، بالإضافة إلى المئات من مثيلاتها، ومن بينها صورة مشوّهة لأحد رجال الدين، وكرَّر أنه لم يُصِغ أبداً مضمون التغريدات، ولم يساعده أحد لا في الصياغة ولا بتنزيل الصور، بل كان يجمعها شخصياً ويُطبق الصور بعد نسخها عن «غوغل» والمواقع الاخرى. وأضاف أنّه عندما كان ينسخ ما تنشره «جبهة النصرة» و«داعش» وينسب عملياتها الانتحارية وتغريداتها الى «لواء أحرار السنّة»، وصله منهما ومن الشيخ زريقات تهديدات عدة ورَدت على موقعه.

وباستيضاحه عن تحريضه على المسيحيّين المقيمين في البقاع وتهديدهم بالقتل والتهجير وهدم كنائسهم ونشر صورة صليب مكسور، أجاب: لدى تفحّصي مواقع تابعة للتكفيريّين، قرأتُ تلك التغريدات ونسَبتها الى «لواء أحرار السنّة - بعلبك»، لأنه أصبح لديّ هوس «وركبتُ الموجة».

ثم كرَّر قاضي التحقيق عليه السؤال السابق: إنّ ما تنشره من أمور خطيرة لا يتلاءم مع مستواك العلمي ولا الفكري فكيف تفسر ذلك؟ أجاب: «شو شايِفني حمار يا زلمي؟! كنت أنشر بالتوازي مع ما تنشره «داعش» و»النصرة»، والعبارات كنت أنقلها حرفياً عن موقع «غوغل».

وعن التغريدات التي تتضمَّن تهديدات لوزير الداخلية وقائد الجيش والرائد سوزان الحاج، أجاب: بالنسبة إلى وزير الداخلية نشرتُ ما يلي: «المرتدّ نهاد المشنوق، أمنياتك التي تُنفّذها فئرانك في أماكن عدة، لن تمنعنا من استهدافها بالوقت الذي نريد». والغاية من نشري هذه التغريدة كان تصريح الوزير أنّ لواء أحرار السنّة هو موقع وهمي وغير موجود وسنوقف مَن يقف خلفه. أما بالنسبة إلى قائد الجيش فالتغريدة كانت: «سيف الله الشياح (حفظه الله) لقائد الجيش الصليبي: لا تتحدّانا بقدومك الى امارة البقاع لأنّه عندما نجد فرصة لتصفيتك لن نتردّد». وسببها أنّه بعد علمي أنّ قائد الجيش سيحضر مهرجانات بعلبك، هدّدته ضمن السياق الذي كنتُ اعمل عليه.

وبالنسبة إلى الرائد سوان الحاج نشرتُ: للتافهة سوزان الحاج لا انتِ ولا جرائم المعلوماتية التي تتباهين بها، قادران على تحديد اماكن وجودنا ونصيحتنا أن تجالسي النساء امثالك والاهتمام بعائلتك والتوقف عن اللعب بالنار، لأنه في حال التعرض لأحد عناصرنا سنحوّل لبنان كتلةَ حديد ونار. وذلك كان عندما سمعتُ في وسائل الاعلام أنّ الحاج صرّحت أنّه تمّ تحديد مشغّل موقع «لواء أحرار السنّة - بعلبك» وسيتمّ توقيفه.

وفي نهاية التحقيق الاستنطاقي، أدلى المدعى عليه بما يلي: علمتُ الآن بعد الاسئلة التي طُرِحت عليّ أنّ ما فعلته ليس «تسلاية» كما كنتُ اعتقد، بل كان من شأنه أن يسبّب خرابَ لبنان، وأنا بحبّ لبنان. أما بالنسبة إلى السنّة، فقد اقتنعتُ أنهم ليسوا جميعاً حسبما فكرت، وتذكّرتُ أنّ رفاقي في المدرسة من السنّة وكانوا أخوة لي.



في القانون

وحيث ثبت من الوقائع المعروضة، إنشاء المدعى عليه موقع «لواء أحرار السنّة - بعلبك» ونشر تغريدات تحضّ على الفتنة والتفرقة بين السنّة والشيعة، وإثارة الكراهية والنقمة بينهما، وأنّ اعترافه كان واضحاً وصريحاً بأنّ غايته كانت اثارة الفتنة السنّية الشيعية خصوصاً في البقاع.

وحيث إنّ ندمه اللاحق لا يُعفيه من المسؤولية كون الأثر السيّئ لتغريداته لا يُخفّف منه لا الندم ولا المحبة المستجدّة. وحيث وإن كان يقتبس تغريداته ممّا ينشر على مواقع التكفيريّين والسلفيين، فإنّ هذا الاقتباس لا يعفيه أيضاً من المسؤولية بل يزيدها، لأنه بفعله كان يُعمّم أفكار أولئك الإرهابيين، والأخطر من ذلك كلّه خداعه الرأي العام بنسبِها الى السُنّة.

وحيث يكون فعله الموصوف أعلاه منطبقاً على المادة 317 عقوبات وليس المادة 308 عقوبات التي تمّ الادعاء بها، ذلك لأنّ المادة 308 عُلّق العمل بها بموجب قانون 11/1/1958، وبالتالي يقتضي عدم تطبيقها. وحيث بالاضافة الى التغريدات التي تثير الفتنة، نشَر المدعى عليه تغريدات تحضّ على القتل بين السنّة والشيعة ومنها على سبيل المثال: «لشبيحة حزب اللات الذين اعترضوا قافلة المساعدات الانسانية في اللبوة سيأتي اليوم الذي تُقطع فيه رؤوسكم». و»لكل سنّي شريف هبّوا لنصرة اهلكم في بعلبك هناك رؤوس أينعت وحان قطافها».

وحيث يكون فعله هذا منطبقاً على المادة 2 من قانون 11/1/1958،

وحيث أخيراً، أنّ فعله لجهة نشر تهديدات للوزير المشنوق ولقائد الجيش والرائد الحاج فإنه ينطبق على المادة 574 عقوبات وليس المادة 573 عقوبات. ذلك لأنّ المادة 573 تفترض وجود السلاح في يد الفاعل وهدَّد به الغير، بدليل ذكر كلمة «سلاح» صراحة، وأكثر من ذلك، فإنّ الفقرة الثانية لهذه المادة تنصّ على تشديد العقوبة في حال كان السلاح نارياً واستعمله الفاعل، وبالتالي يقتضي منع المحاكمة عن المدعى عليه لهذه الجهة لعدم توافر عناصر المادة المذكورة في حقّه، ولأنّ تهديده جاء كتابةً في تغريدة، وتكون المادة 574 هي الواجبة للتطبيق على الوجه المبين.

لذلك نقرّر وفقاً وخلافاً للمطالعة: اتهام المدعى عليه حسين شامان الحسين بالجناية المنصوص عنها في المادة 2 من قانون 11/1/1958، وإصدار مذكرة إلقاء قبض في حقه. وثانياً: الظن به بالجنحة المنصوص عنها في المادة 317 و574 عقوبات. وثالثاً: منع المحاكمة عنه لهذة المادة 573 عقوبات لعدم توافر عناصرها...

No comments:

Post a Comment

Archives