The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

September 4, 2014

As-Safir - Displaced Syrian in Koura, September 04, 2014



النازحون في الكورة: بين ذل التشرد وهواجس العودة 

فاديا دعبول 



تركت النازحة السورية سعدية خالد عرنوس لبنان وعادت إلى إدلب لتتفقد الأوضاع هناك قبل أن تصطحب معها أولادها الستة. إلا انها وجدت «الوضع الأمني سيئاً جداً». فعادت إلى مكان سكنها في «مجمع الواحة» في دده، لتجد أن الكهرباء قطعت عنه وعن مساكن أخرى بغاية تركيب شركة الكهرباء عدادات، بعد تهديد للأهالي بدفع غرامات مالية لا قدرة لهم على دفعها.
ونتيجة ضغوطات عديدة يعاني منها النازحون في دده واماكن أخرى، من حيث تراجع المساعدات الأممية، وانقطاع التيار الكهربائي، والنقص في المياه، وتراكم النفايات، وتسرب مياه الصرف الصحي على الطرق، يحاول البعض منهم العودة إلى سوريا. إلا ان تردي الوضع الأمني يمنعهم من ذلك، إضافة إلى الصعوبات التي يواجهونها على الحدود.
ازاء ذلك تعلو صرخة النازحين، لا سيما العاطلين منهم عن العمل، مطالبين بتغطية بدلات إيجار مساكنهم، وتأمين المياه مجاناً بدل دفع ثمنها، وإصلاح الأعطال التي تتفاقم في امدادات الصرف الصحي وغير ذلك. إذ إن سليم جويد يتمنى أن يعمل ليسدد مصاريف عائلته التي تعتاش من بطاقات الهيئات الأممية وحسب، ولا مدخول له آخر يساعده على سائر المصاريف. أما خديجة الرحمون فهي وزوجها وأولادها الثلاثة يعيشون مع أهلها في غرفة واحدة للتخفيف من المصاريف. إلا ان انقطاع المساعدات عن عائلتها دفعها للمطالبة بها بالحاح، وقد تمكنت من الاستفادة مع توأميها حسن وحسين، اللذين لم يتجاوزا الأربعة أشهر، أما ابنتها وزوجها فلم يستفيدا بحجة أن العائلة صغيرة. تجاه ذلك تقول خديجة «بدها الهيئات الاممية كل يوم نجيب ولد تتساعدنا؟» وتؤكد فاطمة عمر الخالد أنه «لولا الهيئات الاممية كنا شحدنا على الأبواب». وتشدد على أن غالبية النازحين «لا يريدون مساعدات مادية، إنما يتمنون العودة بسلام لسوريا، ومساعدتهم للعودة إلى بلدهم وديارهم».
ولا تنفك زوجة حسن محمد الرحمون تطالب بمعرفة مصير زوجها الذي ذهب مع بداية شهر رمضان إلى سوريا للاطمئنان على صحة والده، وقد منع من العودة إلى لبنان عند الحدود السورية، من دون معرفة الأسباب. وقد تسلمت عائلته منه في لبنان من سائق التاكسي الذي كان يصطحبه علبة من الحلوى وثيابه.
وعلى الرغم من قساوة النزوح والتشرد يفتش كل من الشابين جمعة حصرم ومصطفى خليل عن فتيات ثريات للزواج بهن، بغض النظر عن جنسيتهن. أما الأطفال أحمد الخالد ورسلان حمود وهديل فرزات، فيعيشون فرحة تسجيلهم في «مدارس الكورة الرسمية»، التي يسمونها «المدارس الفرنسية» لاكتساب اللغة الفرنسية التي يحلمون بالتكلم بها بطلاقة.

No comments:

Post a Comment

Archives