بقلم زينة أرزوني
وراء العنف والسياسة، يبذل أطفال سوريا أفضل ما بوسعهم لينموا ويتعلّموا ويتطوّروا وسط الارتياب المستمرّ، وقريباً سيصبحون راشدين، مسؤولين عن إعادة بناء البلد الذي يحبّونه، وسيسألون الدول التي احتضنتهم والعالم بأكمله «لمَ لم تساهموا بشكل او بأخر بإنهاء الأزمة في بلادنا ومساعدتنا؟».
هذه الصرخة، اطلقها الاطفال النازحون من سوريا، وخطوها بأقلامهم، لتأتي باكورة عمل رائع قامت به مجموعة من الأطفال الّذين يملكون الموهبة من جهة، والإصرار من جهة ثانية على ترجمة واقعهم الأليم حبراً على ورق، علّهم يوصلون صوتهم ومطالبهم الى صنّاع القرار في العالم.
التقرير الذي أعده الأطفال، وأطلقته مؤسسة الرؤية العالمية في مؤتمر صحافي في جامعة هايكازيان، كشف أنّهم يحملون عبء انعدام الأمن المالي، والعنف الجسدي والكلامي، ومستقبل يزداد غموضاً، وأنّ 86 في المئة من الأطفال تعرّضوا للعنف في المجتمعات التي لجأوا اليها.
الأطفال كتبوا اوجاعهم دون خوف، بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية، قائلين: «لقد أتينا هرباً من نار الحرب لنجد نار الخطر والخوف من الانفجارات والخطف والسّرقة تحيط بنا وتمنعنا من عيش آمن مطمئن، فنحن نعيش في هاجس الخوف والأرق طوال الوقت من حدوث أيّ شيء يهدّد حياتنا أو يؤذينا».
عبارات الـ140 طفلاً الذين اختيروا من المخيمات في البقاع وفي إربد الاردنية، لم تخضع الى أي تعديل في التقرير، بل تمت ترجمتها من اللغة العربية إلى الإنجليزية فقط، بحسب القيمين على المشروع، الأمر الذي جعلها حقيقية وتلامس قلوب من يقرأها، كما كشفت ايضاً ان هؤلاء الاطفال يدركون معاناتهم والظروف التي جعلتهم يُشردون من بلادهم، «يتزايد خوفنا يوماً بعد يوم من استمرار الحرب وتزايد الدمار وفقدان الكثير من الأصدقاء والأقارب الّذين ما زالوا يعيشون تحت النيران في سوريا. وخوفنا الكبير على مستقبلنا المجهول ومن ألاّ نعود إلى الديار وأن نبقى لاجئين خارج بلدنا وبيوتنا».
أكثر ما يلفتك في حديث الاطفال وكتاباتهم هو تفهّمهم ونيّتهم بتجنّب زيادة الأعباء على شعوب الدول المستضيفة لهم، بحسب مديرة قسم المناصرة ومشاركة الأطفال أوليفيا بنيكيان، مشيرة الى ان «رسالتهم إلى الدول المستضيفة هي تأمين المزيد من الدعم ليتمكّنوا من التنقّل بحرية، وحثها على مواصلة تعاونها مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية من أجل تحسين وضع اللاجئين السوريين عبر إمدادهم بضروريات الحياة، كالطعام، والمأوى، والمدرسة، والدخل، علماً أنّهم أقرّوا بسخاء المجتمعات المستضيفة اللبنانية وبتضامن الكثير من اللبنانيين مع معاناة الأطفال السوريين، دعا الأطفال أيضاً إلى تلقّي معاملة أفضل وإلى مزيد من الصبر لتقبّلهم إلى حين انتهاء الازمة.
المذهل أنّ 83% من الأطفال الذين شاركوا في إعداد التقرير، الذي حمل عنوان «قف الى جانبي.. مستقبلنا المجهول»، أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في جهود الإغاثة لو أتيحت لهم الفرصة، فيما كانت رسالتهم الأساسية للمجتمع الدولي حول العالم تشجيع الحكومات على التعاون بغية المساعدة على وضع حدّ للأزمة في أقرب وقت ممكن.
وعن طرق اللقاءات والعمل يوضح مسؤول المناصرة ومشاركة الأطفال ماريو استيفانو ان خمسة لقاءات مع الأطفال السوريّين في لبنان عقدت بالإضافة إلى لقاءَين في الأردن، وذلك في مدّة زمنيّة لا تتعدّى الأربعة أسابيع، كما حرص فريق المشروع على المشاركة المتساوية بين الشباب والفتيات، آخذًا في عين الاعتبار العادات الثقافيّة للمشاركين وأعمارهم. كذلك تمّ الحرص على تلقّي ملاحظات المشاركين حول المنهجيّة المعتمدة، وعلى أن تُقدّم مساحات نقاش صغيرة للأطفال لكي تكون مشاركتهم مريحة وذات معنى.
وراء العنف والسياسة، يبذل أطفال سوريا أفضل ما بوسعهم لينموا ويتعلّموا ويتطوّروا وسط الارتياب المستمرّ، وقريباً سيصبحون راشدين، مسؤولين عن إعادة بناء البلد الذي يحبّونه، وسيسألون الدول التي احتضنتهم والعالم بأكمله «لمَ لم تساهموا بشكل او بأخر بإنهاء الأزمة في بلادنا ومساعدتنا؟».
هذه الصرخة، اطلقها الاطفال النازحون من سوريا، وخطوها بأقلامهم، لتأتي باكورة عمل رائع قامت به مجموعة من الأطفال الّذين يملكون الموهبة من جهة، والإصرار من جهة ثانية على ترجمة واقعهم الأليم حبراً على ورق، علّهم يوصلون صوتهم ومطالبهم الى صنّاع القرار في العالم.
التقرير الذي أعده الأطفال، وأطلقته مؤسسة الرؤية العالمية في مؤتمر صحافي في جامعة هايكازيان، كشف أنّهم يحملون عبء انعدام الأمن المالي، والعنف الجسدي والكلامي، ومستقبل يزداد غموضاً، وأنّ 86 في المئة من الأطفال تعرّضوا للعنف في المجتمعات التي لجأوا اليها.
الأطفال كتبوا اوجاعهم دون خوف، بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية، قائلين: «لقد أتينا هرباً من نار الحرب لنجد نار الخطر والخوف من الانفجارات والخطف والسّرقة تحيط بنا وتمنعنا من عيش آمن مطمئن، فنحن نعيش في هاجس الخوف والأرق طوال الوقت من حدوث أيّ شيء يهدّد حياتنا أو يؤذينا».
عبارات الـ140 طفلاً الذين اختيروا من المخيمات في البقاع وفي إربد الاردنية، لم تخضع الى أي تعديل في التقرير، بل تمت ترجمتها من اللغة العربية إلى الإنجليزية فقط، بحسب القيمين على المشروع، الأمر الذي جعلها حقيقية وتلامس قلوب من يقرأها، كما كشفت ايضاً ان هؤلاء الاطفال يدركون معاناتهم والظروف التي جعلتهم يُشردون من بلادهم، «يتزايد خوفنا يوماً بعد يوم من استمرار الحرب وتزايد الدمار وفقدان الكثير من الأصدقاء والأقارب الّذين ما زالوا يعيشون تحت النيران في سوريا. وخوفنا الكبير على مستقبلنا المجهول ومن ألاّ نعود إلى الديار وأن نبقى لاجئين خارج بلدنا وبيوتنا».
أكثر ما يلفتك في حديث الاطفال وكتاباتهم هو تفهّمهم ونيّتهم بتجنّب زيادة الأعباء على شعوب الدول المستضيفة لهم، بحسب مديرة قسم المناصرة ومشاركة الأطفال أوليفيا بنيكيان، مشيرة الى ان «رسالتهم إلى الدول المستضيفة هي تأمين المزيد من الدعم ليتمكّنوا من التنقّل بحرية، وحثها على مواصلة تعاونها مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية من أجل تحسين وضع اللاجئين السوريين عبر إمدادهم بضروريات الحياة، كالطعام، والمأوى، والمدرسة، والدخل، علماً أنّهم أقرّوا بسخاء المجتمعات المستضيفة اللبنانية وبتضامن الكثير من اللبنانيين مع معاناة الأطفال السوريين، دعا الأطفال أيضاً إلى تلقّي معاملة أفضل وإلى مزيد من الصبر لتقبّلهم إلى حين انتهاء الازمة.
المذهل أنّ 83% من الأطفال الذين شاركوا في إعداد التقرير، الذي حمل عنوان «قف الى جانبي.. مستقبلنا المجهول»، أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في جهود الإغاثة لو أتيحت لهم الفرصة، فيما كانت رسالتهم الأساسية للمجتمع الدولي حول العالم تشجيع الحكومات على التعاون بغية المساعدة على وضع حدّ للأزمة في أقرب وقت ممكن.
وعن طرق اللقاءات والعمل يوضح مسؤول المناصرة ومشاركة الأطفال ماريو استيفانو ان خمسة لقاءات مع الأطفال السوريّين في لبنان عقدت بالإضافة إلى لقاءَين في الأردن، وذلك في مدّة زمنيّة لا تتعدّى الأربعة أسابيع، كما حرص فريق المشروع على المشاركة المتساوية بين الشباب والفتيات، آخذًا في عين الاعتبار العادات الثقافيّة للمشاركين وأعمارهم. كذلك تمّ الحرص على تلقّي ملاحظات المشاركين حول المنهجيّة المعتمدة، وعلى أن تُقدّم مساحات نقاش صغيرة للأطفال لكي تكون مشاركتهم مريحة وذات معنى.
No comments:
Post a Comment