داود رمال
كثّف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من تحضيراته قبيل توجهه الى الكويت مترئساً وفد لبنان الى اعمال القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين، كما انه استغل الوقت الفاصل بين بيروت والكويت ليجري تنسيقاً مع اعضاء الوفد الرسمي، نظراً لأهمية هذه القمة التي تنعقد على تقاطعات عربية واقليمية ودولية وفي صلبها القضية الفلسطينية وانعكاساتها على الاوضاع العربية بشكل عام، وعلى لبنان بوجه الخصوص، وعقد فور وصوله الى قصر بيان اجتماعاً موسعاً لكل اعضاء الوفد الرسمي بعد انضمام المتواجدين في الكويت الى الوفد، وجرى التداول في المشاركة اللبنانية وتم توزيع المهام.
وظهر من اختيار اعضاء الوفد الوزاري، أن الملفات التي تشغل لبنان، وفي مقدّمها النازحون، الى موضوع دعم الجيش، الى مكافحة الارهاب، ستكون من اولويات الوفد اللبناني الذي يضم متخصصين في هذه الملفات: وزيري المالية علي حسن خليل (الصحة سابقا) والصحة العامة وائل ابو فاعور (الشؤون الاجتماعية سابقاً) وهما على تماس مباشر مع ملف النازحين من كل جوانبه، كما سيحضر بقوة موضوع مجموعة الدعم الدولية للبنان وخلاصاتها التي صدرت عن اجتماعها الاول في نيويورك، والتقييم الذي حصل في اجتماع باريس مؤخراً، مع وجود السفير ناجي أبي عاصي عراب هذه المجموعة في عداد الوفد الرسمي.
وأوضح مصدر في الوفد الرسمي لـ«السفير» أن القمة ستقرّ مشاريع القرارات التي اعتمدها الوزراء والتي جرى التوافق عليها بالإجماع، اما بالنسبة الى المشاركة اللبنانية فهي تنقسم الى قسمين: المشاركة في أعمال القمة وإلقاء كلمة لبنان، والاجتماعات الثنائية التي ستعقد مع رؤساء الوفود المشاركة وأبرز اللقاءات مع امير الكويت».
واضاف المصدر «ان كلمة لبنان التي سيلقيها سليمان لن تكون محصورة بالشؤون اللبنانية، انما سيعمد إلى إجراء تقييم شامل للوضع العربي العام».
وقال المصدر «إنه من المؤكد سيكون لرئيس الجمهورية موقف مبدئي من الوضع السوري، كما سيركز على التطورات والمستجدات منذ قمة الدوحة السنة الماضية والى اليوم وأبرزها:
1ـ مجموعة الدعم الدولية التي أقرت خلاصات تتصل بدعم الاستقرار والاقتصاد ومؤسسات الدولة والجيش اللبناني وموضوع النازحين السوريين.
2 ـ سيكون هناك لهجة أعلى في تناول موضوع النازحين السوريين لجهة المخاطر الكيانية التي تتهدد لبنان.
3 ـ سيتناول موضوع الإرهاب وتصاعده باعتباره تحدياً عالمياً ولا تمكن مواجهته إلا بتظافر الجهود المحلية والعربية والإقليمية والدولية.
4 ـ كما سيركز على التطور الإيجابي في كل من تونس ومصر التي أقرّت فيها دساتير جديدة حافظت على التنوع.
5 ـ وسيتناول الوضع السوري من زاوية جنيف 2 ووجوب الاستمرار في هذا المسار التفاوضي السلمي توصلاً الى حل يحفظ سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات.
6 ـ وسيتحدث عن لبنان التوافق والرسالة والنموذج وأهمية التضامن العربي مع لبنان وإبعاده عن التداعيات السلبية كلها، لان الوفاق العربي مصلحة لبنانية والخلاف العربي يصيب لبنان في الصميم».
ماذا عن الاجتماعات المرافقة لأعمال القمة؟
أكد المصدر انه في «الاتصالات والاجتماعات المرافقة سيطرح سليمان نقاطاً اساسية، وهي:
1ـ تحييد لبنان فعلاً لا قولاً عن تداعيات الازمات المحيطة وعن تداعيات الخلافات العربية.
2 ـ سيتحدث عن الاستحقاقات في لبنان وأبرزها القريب أي الاستحقاق الرئاسي، ولكن من زاوية أن إتمام هذه الاستحقاقات يشكل شبكة أمان داخلية للبنان ويكرّس الاستقرار.
3- سيؤكد على المسؤولية العربية في الدعم الخاص للبنان لمواجهة عبء النازحين السوريين ودعم الجيش اللبناني بكل الوسائل من تجهيز وتسليح للقيام بمهامه والتصدي للاعتداءات الاسرائيلية ومواجهة الارهاب».
واشار المصدر إلى أن «موضوع شغل مقعد سوريا تمّ حله، بحيث لا يسلم إلى أحد اذ سيلقي رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا كلمة وينتهي الأمر، اما في موضوع الإرهاب، فهناك دول ستسمّي الإرهاب وقوى معينة، وهذا الامر تم حله ايضاً، اما الخلاف الخليجي ـ القطري فإن لبنان يدعم كلياً جهود امير الكويت ومساعيه لرأب الصدع وجمع ذات البين».
ولفت المصدر الى ان «هناك أمراً في غاية الأهمية وهو موضوع التفاوض الفلسطيني ـ الاسرائيلي، حيث سيعلن في أواخر نيسان ورقة مبادئ تتضمن نصاً صريحاً عن يهودية الدولة الإسرائيلية وبالتالي الغاء حق العودة، وسيكون للرئيس سليمان موقف حاسم من هذا الامر لجهة رفض التوطين، والتأكيد على حق العودة وكامل الحقوق العربية وكيفية الحصول عليها».
وكان سليمان عرض، قبل مغادرته، مع رئيس الحكومة تمام سلام الأوضاع الراهنة، إضافة إلى جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة قبل ظهر الخميس المقبل في القصر الجمهوري.
وزار بعبدا كل من سفير الولايات الأميركية المتحدة دايفيد هيل وقنصل أفريقيا الوسطى كميل فنيانوس.
كما يطلق سليمان مشروع قانون اللامركزية الإدارية في حفل يُقيمه في قصر بعبدا في الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء 2 نيسان المقبل.
وكان سليمان أوعز إلى وزير الخارجية جبران باسيل بتوثيق الاعتداءات الصاروخية والجوية على القرى اللبنانية تمهيداً لاتخاذ الإجراءات الديبلوماسية المناسبة.
من جهته عقد باسيل مؤتمراً صحافياً في الكويت دعا فيه إلى «إنشاء تجمّعات للسوريين النازحين خارج الأراضي اللبنانية»، محذراً «من مخطط ما لإنشاء تجمعات عسكرية لبعض السوريين في لبنان، للانطلاق بأعمال عسكرية من لبنان باتجاه سوريا».
No comments:
Post a Comment