عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس الفنلندي صاولي نينيستو، الذي يزور لبنان، لتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات وزيادة التعاون والتنسيق الثنائي، ووضع النازحين السوريين وعمل قوات «اليونيفيل» والتعاون الإقتصادي ولا سيما في ملف النفط والغاز.
وصل نينيستو الى القصر الجمهوري ظهر أمس آتياً من الجنوب حيث أمضى ليلته في مقر كتيبة بلاده العاملة ضمن «اليونيفيل»، في الطيري، وعقد اجتماعاً مع جنود بلاده، واطّلع على أوضاعهم ومهماتهم والصعوبات التي تعترضها.
وفي بعبدا، انعقدت قمة لبنانية - فنلندية تناولت العلاقات الثنائية والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، قبل عقد لقاء موسّع، أبدى خلاله نينيستو استعداد بلاده للمساعدة والمشاركة في الاجتماعات التي تعقدها المجموعة الدولية لدعم لبنان. وأمل الجانبان التوصّل الى حلّ سياسي في سوريا يسمح بعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
وبعدما دوّن كلمة في السجل الذهبي وزرع أرزة الصداقة اللبنانية - الفنلندية، عقد نينيستو وسليمان مؤتمراً صحافياً مشتركاً في قاعة 22 تشرين الثاني، أكد خلاله الرئيس اللبناني «أهمية تضافر الجهود لمتابعة تنفيذ الخلاصات والتوصيات التي صدرت عن الاجتماع الثاني لـ»مجموعة الدعم الدوليّة للبنان»، و»أهميّة استمرار المساعي للتوصّل إلى حلّ سياسي متكامل ومتوافق عليه للأزمة السوريّة يُعيد الاستقرار إلى سوريا ويحافظ على وحدتها، بعيداً من أيّ تدخّل عسكري خارجي، ويسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بصورة آمنة وكريمة، إضافة الى أهميّة تعزيز نهج الحوار وإشراك جميع المكوّنات الحضاريّة في الدول المتّسِمة بالتعدديّة في الحياة السياسيّة وإدارة الشأن العام، وضرورة إحياء عمليّة السلام للتوصل الى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط على قاعدة قرارات الشرعيّة الدوليّة ومرجعيّة مؤتمر مدريد والمبادرة العربيّة للسلام، ضمن مهَل زمنيّة محدّدة». ولفتَ الى أن «مؤتمر جنيف هو إطار جيّد لهذا الحل، وقد اتُخذ قرار في جنيف 1 يقضي بتأليف حكومة انتقالية والبحث في الخطوات اللاحقة، وما زلنا في صدد تأليف هذه الحكومة الانتقالية، ولم ينجح جنيف 2 في ترسيخ جنيف 1 وتطبيقه، لكنّ الباب ليس مقفلاً ويجب المتابعة وهذه هي نيّة الذين يساهمون في ايجاد حل لسوريا».
واعتبر سليمان أنّ «ايجاد حل سياسي للأزمة السورية كفيل بإعادة قسم كبير من اللاجئين الى بلادهم، لأنّ لبنان لا يستطيع تحمّل لاجئين اضافيين، إذ لديه مشكلة اللاجئين الفلسطينيّين وهم بأعداد كبيرة، ولا يمكنه تحمّل ولَو بضعة آلاف اضافية، ولا يستطيع تحمّل اللجوء الى اراضيه وهذا أمر محسوم، ولنتخذ كلّ الاجراءات لتأمين عودتهم الآمنة الى بلادهم».
واستبعد سليمان «أيّ اعتداء اسرائيلي جديد على لبنان أو احتلال، لأنّ لبنان لم يعد لقمة سائغة في فمّ اسرائيل»، مشيراً الى أنّ «دور قوات «اليونيفيل» مع الجيش اللبناني يقضي بصدّ أيّ اعتداء. وهذا الالتزام معنوي ودولي ووطني لبناني».
من جهته، حيّا نينيستو سياسة سليمان، مثنياً على «علاقات التعاون بين اللبنانيين والفنلنديين، ما أفضى في أحيان كثيرة إلى نجاحات كبيرة»، معتبراً أن «التعاون بين البلدين واعدٌ»، مبدياً ثقته بإمكان «عقد شراكات أكبر على الصعيد التجاري، إذ يمكن لاحتياطات النفط والغاز اللبنانية أن تستقطب الشركات الفنلندية». وجدد «التزام بلاده بقوّة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب»، معتبراً أنّ «هذا الالتزام هو في سبيل الاستمرار في الكفاح من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومن أجل حفظ أمن لبنان واستقراره».
وبعد المؤتمر الصحافي، انتقل سليمان ونينيستو الى صالون السفراء حيث انضمّ اليهما رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمام سلام، وعُقد اجتماع رباعي مشترك، تلاه مأدبة غداء، حضرها وزراء ونواب وعميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور غبريال كاتشيا، وسفراء المجموعة الاوروبية والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وعدد من السفراء العرب والاجانب، وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وبعد الغداء، التقى نينيستو برّي، فسلام، قبل ان يغادر الى مطار رفيق الحريري الدولي عائداً الى بلاده.
وعلى هامش القمة اللبنانية-الفنلندية، التقى قهوجي رئيس الأركان الفنلندي الجنرال آري بوهلوانن وبحثا في التعاون الثنائي والتنسيق بين الجيش و»والوحدة الفنلندية» في «اليونيفيل».
من جهة ثانية، تشاور سليمان مع كلّ من الرئيس حسين الحسيني والوزراء السابقين مخايل الضاهر، ناجي البستاني، البروفسور فايز الحاج شاهين واستاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري والمحامي ميشال قليموس في المادة 64 من الدستور وتفسيرها بما يوضِح مضمونها بعيداً من الالتباسات حول تفسيرها.
No comments:
Post a Comment