The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

July 4, 2015

Al-Akhbar - Wife dies from burns in suspected domestic abuse, July 04, 2015



ماري فاخوري: زوجة أخرى تموت... حرقاً




إيفا الشوفي




مساء السبت الماضي خرجت ماري فاخوري، ابنة الـ27 عاماً، تصرخ مشتعلة من منزلها. ركضت عارية في الشارع قبالة ميناء صور والنيران مندلعة في كل جسدها. رأتها جارتها تحترق فهرعت إليها ووضعت غطاءً لإخماد النار التي أكلت جسدها. نزل الجيران الى الشارع لمعرفة ما يحصل، بعدما تمكنت الجارة من إخماد النار، فرأوا ماري محترقة بالكامل تنطق بكلمتين فقط: سبيرتو، سيجارة. 

في هذه الدقائق القليلة كان زوج ماري يخرج ويدخل الى المنزل صارخاً «لفّوها بشرشف». تقول جارة الضحية «عندما رأيناه يتصرف هكذا ظننا أنّ المنزل بأكمله يحترق، لكن تبيّن أن الكنبة فقط كانت تحترق وكان يحاول أن يطفئها، تاركاً زوجته تحترق». إذاً خرجت ماري مشتعلة من المنزل فيما كان زوجها في الداخل يطفئ الكنبة!
على الفور نُقلت الضحية الى مستشفى جبل عامل، من ثم تمّ تحويلها الى مستشفى الجعيتاوي لخطورة حالتها. بقيت ماري 5 أيام في المستشفى على أمل ان تستيقظ وتكشف ما جرى، إلا أنها توفيت عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الخميس، فأخذ الزوج جثتها من دون أن يخبر عائلتها. أمس توجهت والدة ماري الى المستشفى، ففوجئت بأنّ ابنتها توفيت وجثتها مع زوجها الذي أعلن أنه سيدفنها عند الساعة الثالثة ظهراً (أمس) في بلدته في قضاء جبيل، ما أثار غضب العائلة التي تريد دفنها في صور. تقول المحامية سمر طرابلسي، المكلّفة من عائلة الضحية، إنّه «تمّ التوصل الى حل من أجل دفنها في صور بعدما تدخّل المدعي العام في الجنوب القاضي رهيف رمضان»، ويؤكد أحد أفراد العائلة أنّ الزوج، قبل صدور قرار المدعي العام، اتّصل بخالة الضحية وأبلغها أنه «إذا وقّعت الوالدة على تعهّد بعدم الادعاء عليه يعطيهم الجثة لدفنها في صور». لكن ماذا عن تشريح الجثة؟ تقول طرابلسي إنّ «المدعي العام أبلغهم أنّه في حالة الحريق لا ينفع تشريح الجثة».
يُخبر أحد الذين كانوا مع الضحية أنه في طوارئ المستشفى كانت ماري تهمس لإحضار والدتها وكان الزوج يصرخ «ما في إمّك. إذا بتجي إمك بكسرلا إجريها»، وقد توجّه الى الطبيب طالباً منه ألا يتحدّث مع أحد سواه عن وضع ماري باعتباره زوجها.

خرجت ماري مشتعلة من المنزل فيما كان زوجها في الداخل يطفئ الكنبة

تتحدّث الجارة عن آثار حرق طفيفة جداً على وجه الزوج، وتقول إنه أخبرها لاحقاً ما حصل، قائلاً إنه «يوجد في الحمام علبة تحتوي على أشرطة كهرباء، وعندما كانت ماري في الحمام حصل خطأ في الكهرباء وفقعت العلبة. حينها كانت ماري تحمل علبة سبيرتو فاشتعلت وكان باب الحمام مغلق، وعندما فُتح الباب خرجت وجلست على الكنبة لتطفئ نفسها». تضيف الجارة انه «عندما وصلت ماري الى مستشفى الجعيتاوي اتصل بنا الزوج من أجل أن نقفل المنزل ونخبّئ الذهب كي لا يدخل أحد الى البيت خلسة، وبعد ذلك عاد الى المنزل وأخذ أوراقاً ثم غادر». تروي أنه في اليوم نفسه طلب الزوج من أحد الشبان السوريين أن ينظّف المنزل، واتصل بها كي تفتح له الباب عندما يأتي، إلا أنّ الشاب حضر في اليوم التالي، وما إن بدأ بتنظيف المنزل حتى حضر عناصر من قوى الأمن طالبين عدم المس بأي شيء في المنزل. يشير مصدر مطّلع على الملف إلى أنّ الزوج قال في إفادته الأولى إن هناك خطأً حصل في الكهرباء أثناء حمل الزوجة لعلبة سبيرتو، أما في إفادته الثانية فقال إنها كانت تضع مستحضر تجميل وهي تحمل شمعة فاندلعت النار في جسدها.
حتى اليوم لم يتم إيقاف الزوج لعدم ثبوت الاتهامات الموجهة ضده، على الرغم من الشكوك الكثيرة التي تدور حوله وأبرزها: لماذا لم يُخمد النيران التي اشتعلت في جسد ماري؟ ولماذا احترقت الكنبة فقط؟ كذلك، لماذا اقترح مقايضة الجثة بعدم الادعاء عليه؟
مصادر أمنية تشير الى أن «التحقيق مستمر، وكان من المنتظر أخذ إفادة ماري، لكن حتى اللحظة ليس هناك ما يؤكد إقدام الزوج على حرقها، وسيتم الاستماع الى الشهود وانتظار نتائج العينات التي أخذتها الأدلة الجنائية لمعرفة المادة المشتعلة والمسبب».
عائلة الضحية تنوي الادّعاء على الزوج بتهمة القتل، بحسب ما أفاد به قريبها. 


جرائم القتل متواصلة 

لم يهتم محمد بداح بزحمة الناس عند دوار البص الساعة العاشرة من صباح أمس. لاحق عياد فارس حتى تمكن من إمساكه داخل سيارته وأطلق عليه النار من بندقية صيد، فأرداه فوراً قبل أن يلوذ بالفرار. شهود العيان حددوا مسؤولية بداح عن قتل ابن الثلاثين عاماً «ثأراً لمقتل ابنه قبل أربع سنوات على يد فارس نفسه في منطقة جل البحر».
الجريمة ليست الاولى من نوعها. قبل أيام وقعت جريمة في شقرا، حين قتل الجار جاره بسبب خلاف فردي. وقبل أسبوع تماماً أطلق شخص النار في ساحة البابلية في الزهراني ثأراً لشقيقه شرطي البلدية الذي منعه شبان من تنفيذ محاضر ضبط بحق أصحاب دراجات مخالفة. أصيب سبعة من بينهم ثلاثة بجروح خطرة. مساء الخميس توفي أحدهم، علي مزهر، متأثراً بجراحه، بعد أن قبع في غيبوبة منذ يوم الحادث السبت الماضي. ومزهر كان مع عدد من الشبان موجوداً بالصدفة، من دون أن يكون له علاقة بالإشكال.

No comments:

Post a Comment

Archives