«أمل للمعوقين»: مساواة
زينة برجاوي
قرّرت السيدة منيرة الصلح الاستفادة من تجربتها مع طفلها سليم الذي وُلد وهو يعاني من تخلف عقلي، فأسست مركز «أمل للمعوقين» في العام 1959 والذي كان الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط. وجاء افتتاح المركز في منطقة برمانا، بعد سنة على استشهاد زوجها وحيد الصلح في أحداث العام 1958، فيما توفي ابنها في العام 2002 عن عمر يناهز ستين عاماً.
قبل خمس سنوات، توفيت الصلح تاركةً المركز بين يدي ابنها نسيب، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارته حالياً، ويكمل المسيرة التي كانت والدته كانت قد بدأتها، لتأمين حياة كريمة ينعم بها ذوو الاحتياجات الخاصة، من دون شعورهم بأنهم مختلفون عنّا.
رفع الصلح شعار «مشاركة كاملة ومساواة»، من خلال برنامج «كنزة وسنبلة» الإنمائي الخيري، والذي يهدف إلى تشغيل ودمج الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمشين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، أي «الذين يعيشون بأقل من ثلاثة دولارات يومياً ومن ضمنهم اللاجئون الذين تستضيفهم عائلات في لبنان»، كما يشرح الصلح لـ «السفير».
يضيف: «لقد حددنا خلال زيارات ميدانية طوال شهري آذار ونيسان الماضيين 10400 حالة مهمشة من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين تهتم بهم جمعيات وهيئات، وهي حالات لاتهتم بها أية جهة رسمية و90 في المئة منها مستضافة لدى عائلات لبنانية أو لدى عائلات تسكن لبنان منذ عشرات السنين».
ويلفت الصلح إلى أن «الجمعيات والهيئات العاملة تعمل لخدمة هذه التجمّعات وتوزع الحصص مترافقة مع حملة توعية للأهمية الغذائية لحبوب سنبلة الخير، وحملة تدريب لتحسين القدرات الزراعية»، مؤكداً أن «كل مئة دولار أميركي يتبرّع بها أهل الخير تساعد على تزويد كل فرد من هؤلاء بمؤونة عام من حبوب سنبلة الخير، التي نشتريها من المزارعين المعوقين والمهمّشين بأسعار تشجيعية، بالإضافةً إلى كنزة الشتاء التي يستمرّ بصنعها النزلاء في مؤسستنا منذ العام 1992».
وعن فكرة برنامج «كنزة وسنبلة للإغاثة»، يقول الصلح: «خلال حرب تموز عام 2006 وإثر تحركنا لمساعدة المهجرين آنذاك، برزت فكرة البرنامج، فوزعنا من خلالها أكثر من 2400 حصة بعد عودة المواطنين الى قراهم، ومنذ ذلك الحين بدأنا نبني شبكة مع المزارعين المعوقين في الريف اللبناني، بهدف تشجيعهم على زراعة خمسة أنواع من الحبوب، هي: القمح، والعدس، والحمص، والفاصوليا والبرغل، وشرائها منهم بأسعار تشجيعية».
ومن أهداف المؤسسة، وفق الصلح، سعيها لجمع التبرعات لتتمكّن من شراء حبوب «سنبلة الخير»، وصناعة «كنزة الشتاء»، وشراء الصابون المصنوع محلياً وتوضيب الحصص. وتهدف من هذا البرنامج الى مساعدة المواطن على استيعاب فكرة أن «الأبناء من ذوي الحاجات الخاصة هم أعضاء فاعلون ومنتجون وليسوا مشكلة لمجتمعنا، لذلك علينا احترامهم وقبولهم بيننا».
ويعتبر الصلح أن برنامج «كنزة وسنبلة للإغاثة» نجح في المساعدة العملية «لأهلنا الوافدين من سوريا هرباً من الحرب، حيث تمّ من حزيران الفائت إلى اليوم توزيع آلاف الحصص في المناطق الحدودية التي لا تصلها هيئات الإغاثة المختلفة وكذلك في المخيمات الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «كل حصة موضبة في صندوق، مرفقة بشعار البرنامج، وتحوي 15 كيلوغراماً من أنواع الحبوب الخمسة، بالإضافة إلى كنزة الشتاء».
No comments:
Post a Comment