«زلزال» العدالة في لاهاي المحكمة استمعت إليها والى خبير جنائي سويسري
موظفة في «رويترز» تكشف عن اتصال يتبنّى الاغتيال
صلاح تقي الدين استمعت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دافيد راي إلى إفادة شاهدة تتمتع بتدابير حماية تمنع الكشف عن اسمها ويتم تمويه صورتها وصوتها، كانت تعمل في وكالة «رويترز» للأنباء في بيروت عند وقوع زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكشفت أنها تلقت خلال وجودها في المكتب اتصالاً من شخص يتحدّث بالعربية الفصحى «لكنه ليس لبنانياً»، نهرها بنبرة حادة طالباً منها تدوين ما يقوله، فتلا عليها بياناً يزعم مسؤولية جماعة «النصرة والجهاد في بلاد الشام» عن اغتيال الرئيس الشهيد، لكن «رئيس التحرير قرر عدم نشر الخبر ولم نبثه إلا بعدما ظهر على قناة الجزيرة».
وكشفت الشاهدة التي كانت تدلي بإفادتها عبر نظام المؤتمرات المتلفزة من مكتب المحكمة في المونتيفيردي أنه فور سماعها صوت الانفجار الضخم توجهت برفقة إحدى المتدربات في الوكالة إلى موقع التفجير الذي لا يبعد عن مكان عملها «أكثر من 7 أو 8 دقائق»، وأنها لدى وصولها شاهدت موكب وزير الداخلية آنذاك سليمان فرنجية الذي «ألقى السلام عليّ وحاول رجال الأمن منعي من الدخول إلى موقع التفجير فزعمت أني مع الوزير فرنجية لكي أحصل على المعلومات التي أريدها للوكالة».
وأوضحت أنها سمعت أن الموكب المستهدف كان موكب الرئيس الحريري و«هناك احتمال أن يكون قد قتل» فهرعت عائدة إلى المكتب وأبلغت رئيس التحرير بالمعلومة، لكنه آثر التريّث بالنشر قبل التأكد، وعندها ورد الاتصال بتبني المسؤولية المزعوم و«رفض أيضاً رئيس التحرير نشره قبل التأكد من حقيقته عبر قناة الجزيرة».
ولم يستغرق فريق الدفاع طويلاً في استجوابه المضاد للشاهدة، إذ شدّد على واقعة الاتصال واللهجة التي تحدث بها المتصل لإعلان المسؤولية.
واستمعت المحكمة أيضاً إلى شهادة الخبير الجنائي السويسري لورنزو لانزي والذي كان معاوناً في مكتب الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتلقى طلباً من محقق في اللجنة الدولية للتحقيق من أجل وضع لوحتي صور تتضمن صور المتهمين أسد صبرا وحسين عنيسي وقد وضع لوحات الصور التي تم اقتطاعها من خلال استمارات جوازات السفر الخاصة بهما.
وقد نفّذ لانزي العمل وأنشأ ملفات ضمت تعليمات المعالجة منها تغيير حجم الصور واستقامتها وتصحيح الصور وإعداد مخطط للصور، وأضيفت لكل متهم صور لـ11 شخصاً وقد تم اختيار هؤلاء الأشخاص لكي تكون وجوههم مشابهة لوجهي المتهمين ولم يتم اختيار أقرباء المتهمين، وقد أضيفت إلى الصور معلومات فردية للاسم الأول والشهرة وطبعت من أجل تقويمها من قبل المحققين.
ورفع القاضي راي الجلسة لاستكمال استجواب وكيل الادعاء العام أديهاتي للشاهد لانزي الذي لن يخضع لاستجواب مضاد طويل من الدفاع على أن تستمع المحكمة إلى شاهد إضافي يوم الخميس.
وفي ما يلي وقائع جلسة أمس:
الجلسة الصباحية
(موظفة قلم المحكمة): تعقد المحكمة الخاصة بلبنان جلسة علنية في قضية المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا. القضية رقم STL1101.
(رئيس غرفة الدرجة الأولى) القاضي دايفيد راي: صباح الخير، سنستمع بعد قليل الى افادة الشاهد 12، لكن قبل ذلك معنا السيد ميلن عن الادعاء، السيد هاينز عن الممثلين القانونيين للمتضررين، السيد هانيس عن السيد عياش، السيد أدوارد عن السيد بدر الدين، السيد كورسيل- لابروس عن السيد عنيسي، الاستاذ عويني عن السيد مرعي، والسيد مترو عن السيد صبرا، ومعنا أيضاً ممثل عن مكتب الدفاع.
(وكيل الإدعاء) ألكسندر ميلن: الشاهدة 12 ستمثل عبر نظام المؤتمرات المتلفزة.
راي: صباح الخير حضرة الشاهدة، هل لك أن تدلي اليمين الرسمية؟
الشاهدة 12: صباح الخير. أقسم علناً بأن أقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق.
راي: سيد ميلن، هل مع الشاهدة أي إفادة أمامها مع التفاصيل، وإن كان ذلك صحيحاً فأي إفادة؟
ميلن: ليس معها أي نسخة ورقية، وإن كان بإمكاننا أن نعرض عليها البند الثاني او الاول وهذه هي النسخة باللغة العربية، أو أنا أصحح نفسي، إنها إفادة الشاهدة في 12 تموز 2007، والرقم المرجعي للأدلة هو 60038440 باللغة العربية وتتضمن هذه الفاادة تفاصيل عن الشاهدة.
راي: حضرة الشاهدة، هل لك أن تنظري الى الصفحة وتري إن كانت المعلومات الشخصية الخاصة بك صحيحة؟ أي تاريخ الولادة والاسم وانك لبنانية الجنسية.
الشاهدة: صحيحة.
راي: إذاً أهلا بك في هذه الاجراءات وشكرا لك لأنك وافقت على المجيء الى المكتب للإدلاء بإفادتك اليوم. أود أن أذكرك بأنك تتمتعين بتدابير الحماية، اي سنحافظ على سرية هويتك، وبالتالي نحن نستخدم إسماً مستعاراً في الإجراءات العلنية وفي المستندات العلنية، كما يتم تمويه الصوت والصورة والمستندات العلنية ستكون مموهة للحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بهويتك وبأنك شاهدة في هذه المحكمة، وبالتالي اي شخص على علم بهويتك فلن يُسمح له بالكشف عن هذه المعلومات. سيد ميلن، هل لك أن تقول لنا ما هي تقديراتك؟
ميلن: آمل أن انتهي من استجوابي الرئيسي قبل وقت الاستراحة. أنا أفهم ان هناك استجوابا مضادا من أحد الزملاء، لكننا نعتقد أنه في خلال يوم العمل العادي هذا سوف ننتهي من الاستماع الى افادة هذه الشاهدة.
راي: سيد ميترو، ما هي تقديرك؟
المحامي غونيال ميترو (للدفاع عن المتهم أسد صبرا): أقل من 45 دقيقة الى ساعة تقريباً.
راي: وباستثناء ذلك هل لدينا أعمال أخرى؟
ميلن: حضرة القاضي ان تقديرات الاستجواب المضاد قد تقلصت وما من شكوى بالتأكيد وثمة شاهد متوقع غداً وأنا أتردد في إحضاره اليوم وهذا سيؤدي الى مشاكل لزملائي أيضاً، ونحن سوف نستمع الى إفادتي شاهدين إضافيين هذا الأسبوع وان الشاهد التالي 662 سوف نبدأ بالاستماع الى شهادته... كورسيل لابروس سيستجوبه استجوابا مضادا وانا اعتقد اننا سننتهي منه في منتصف يوم الغد، وايضا الشاهد التالي وميترو هو من سيستجوبه وهو بحاجة الى اكثر من يوم ولكن لربما ان بدأنا غدا عصرا مع الشاهد التالي وسننتهي من الاستماع الى افادته بحلول يوم الخميس. وان سمحتم لي استطيع ان ابدأ بالاستماع الى افادة الشاهدة 12.
راي: نعم حضرة الشاهدة اولاً سيطرح عليك ميلن عن الادعاء اسئلة بشأن ما تعرفينه والقضاة الخمسة يستطيعون ان يطرحوا الاسئلة في اي مرحلة كانت، وحتى الان ثمة محامي دفاع واحد هو ميترو نيابة عن صبرا، سيطرح اسئلة، وهاينز عن الممثلين القانونيين للمتضررين يبدو انه لن يطرح عليك اسئلة نحن متفائلون بأننا سننتهي في وقت لاحق من اليوم. سنبدأ بالاستماع الى اسئلة ميلن.
ميلن: صباح الخير سأطرح عليك سؤالاً اولياً بشأن وظيفتك في بداية العام 2005، اي في شهر شباط 2005 ، هل كنت تعملين في وكالة الانباء «رويترز» في بيروت؟
الشاهدة: نعم، كنت اعمل في «رويترز» ولكن اريد ان اسجل لنفسي ان نلغي هذا الجزء حتى لا يظهر الى العلن من التسجيل.
ميلن: لقد ذكرنا وكالة ابناء «رويترز» في مناسبات عدة حتى الان.
ميترو: ان كان ذلك يساعد ميلن فأنا متأكد بانه بامكاننا ان نحذف ذلك الجزء.
راي: رداً على مداخلتك هذه فهو نعم ولا ولاسباب عديدة، فان الامر لن يحدث اي فارق فهذا الجزء كان علنياً حضرة الشاهدة ان موضوع الافادة موجود في القرار الاتهامي وبالتالي لا مفر منها.
ميلن: هل تتذكرين عنوان المكتب الذي كنت تعملين فيه في العام 2005؟
الشاهدة: انه في وسط بيروت، شارع رياض الصلح، شارع المعرض، بناية هبة المعرض.
ميلن: وهل تتذكرين في اي طابق كان يقع مكتب «رويترز»؟
الشاهدة: كان في الطابق الثالث.
ميلن: شكرا اطلب منك ان كنت توافقين على العنوان كما وصفته لنا للتو حضرة الشاهدة لا اعتقد انك رأيت هذه الصورة من قبل لربما نستطيع ان نركز على وسط الصورة. هذه صورة ملتقطة عبر القمر الصناعي لوسط بيروت وفي اعلى الصورة تستطيعين ان تري ساحة النجمة ثم نرى السراي ومبنى الاسكوا والمسرح الكبير اما النقطة باللون الازرق فهي تشير الى العنوان الذي اعطيته وصفاً له للتو، هل توافقين على هذا الموقع او لا؟
الشاهدة: نعم ولكن هل هذا سينشر علناً موقع عملي؟ ألا يكشف هويتي مثلاً؟
ميلن: فلننظر الى (.......) هل كان العنوان سرياً ام كان متوافراً للجميع؟
الشاهدة: كان متوافراً للجميع ولكن هذا لا يتوافق مع اجراءات الحماية لي.
راي: سيد ميلن هذا المستند هو عبارة عن صورة بالاقمار الاصطناعية لبيروت هل هذا صحيح وانت قلت يجب عرضه على الشاهدة فقط ولكن لا نفهم لما لا يمكن عرضه بشكل علني. هل اعطينا رقم بينة لهذه الصورة؟
ميلن: نحن كنا قد وضعنا اشارة الى مكتب «الجزيرة» ولكن هذا مقتطف من الصورة نفسها.
راي: نعم هذه هي الصورة التي وضع عليها السيد غسان بن جدو من «الجزيرة» اشارة.
ميلن: هو وضع علامة على الخارطة ومن ثم عرضنا عليه الصورة ووافق على التعديل الذي اقترحناه وبالتأكيد هذه الصورة هي صورة للمشاهد وهي معروفة وان اردتم نعطي هذه الصورة رقم البنية نفسها، الصورة السابقة التي تعرف عليها السيد بن جدو كانت تحمل الرقم p498 ولكن لربما نعطي هذه الصورة رقم البينة p505 ...... على حد علمي التاريخ قريب من الاحداث من العام 2005 ولكن استطيع ان اؤمن التاريخ لاحقا حالما أحصل عليه.
راي: سيد ميلن ان وافق الفرقاء على مكان وجود «رويترز» في العام 2005 فهل لك ان تقرأ العنوان على المحضر وسوف نعطي رقم البينة p505 لهذه الصورة وهي صورة جوية لبيروت تشير الى عنوان مكتب «رويترز» في شهر شباط 2005.
ميلن: نعم بالتأكيد الشاهدة أعطت العنوان قبل دقائق فهو في شارع المعرض في الطابق الثالث على امل ان اطمئن الشاهدة ولكن بالاشارة الى عنوان المكتب لم يؤثر في تدابير الحماية التي تتمتع بها الشاهدة فتدابير الحمالية متعلقة بشخص الشاهد ولا يرتبط بالمنظمة.
راي: حضرة الشاهدة سوف اشرح امراً ان كنت تزاولين مهنة حرة وبالتالي أن اسمك هو اسم شركتك فهنا هذا يؤدي الى تعريض تدابير الحماية الى الخطر ولكن وكالة «رويترز» توظف العديد بل المئات من الموظفين على مر السنوات وبالتالي يرد في قرار الاتهام انه تم تلقي العديد من الاتصالات في الربع عشر من شباط 2005 ........
وهذا المستند يرد في البند 27 من قائمة العروض ويتضمن العديد من الارقام الشخصية لذا يجب ان لا نعرض الوثيقة بشكل علني وهذه الوثيقة تحمل عنواناً وارقام مرجعية للأدلة العنوان ectcst0100 والرقم المرجعي للادلة هو 6019848 وحتى الرقم 6019885 هل تستطيعين ان تري هذا الرقم؟
الشاهدة: نعم؟
(انقطاع في الصوت)
الشاهدة: نعم كان معتمداً لدى «رويترز» في الوثائق الرسمية ويمكن ايجاده بسهولة.
ميلن: وبما انه كان معروفاً علناً حضرة القاضي لا ارى سبباً يمنعنا من ذكره علناً، هل هو الرقم الوحيد لـ «رويترز» او احد الارقام المستعملة في الاتصالات الواردة للمكتب؟
الشاهدة: هو احد الارقام المستعملة.
ميلن: ولكنك قلت معتمداً على الاوراق الرسمية كرقم «رويترز» اليس كذلك؟
الشاهدة: كان واحداً من الارقام المعتمدة في الاوراق الرسمية والمفكرات للمؤسسات.
ميلن: حضرة القاضي هذا جدول تسلسل اتصالات يغطي 14 شباط 2005 وهناك 110 اتصالات ضمن هذا الجدول نعطيه رقم بينة مؤقتاً وفي هذه الحالة يكون الرقم p506.
راي: وهل هناك ارقام مرجعية؟
ميلن: الارقام المرجعية هي 60198848 وصولا الى 60198851 اي 4 صفحات.
راي: حسناً. نعطي جدول تسلسل الاتصالات للرقم 1983839 رقم البينة المؤقت p506.
ميلن: وهناك مسألة سوف نعالجها في الوقت المناسب ولكن ان كانت اربكت زملائي فهناك ارقام استبدلناها بحرف cوهنا يكون الرقم غير كامل. وهنا نوضح في هذه الحالة...
(انقطاع الصوت)
... وتحديدا في سجلات بيانات الاتصالات، سوف يشرح لنا هذا الموضوع في الوقت المناسب. شكراً يمكننا ان نزيل هذا الجدول الآن عن الشاشة. هل كنت يومها في المكتب الذي ذكرته لنا؟
الشاهدة: نعم امارس عملي كالمعتاد.
ميلن: يتفق الجميع على ان الانفجار ادى الى مقتل رئيس الوزراء السابق وسمع دويه في كافة انحاء بيروت وكان الانفجار وقع في الساعة 12:55 من بعد الظهر هل كنت في المكتب؟
الشاهدة: نعم.
ميلن: وعندما وقع الانفجار هل بقيت في المكتب؟
(انقطاع الصوت)
ميلن: ومن دون ذكر الاسماء هل ذهبت وحدك ام مع زملائك؟
الشاهدة: ذهبت مع زميلتي كانت تتدرب في الوكالة.
ميلن: وهل وصلت الى موضع الجريمة الذي كان قرب فندق السان جورج؟
الشاهدة: نعم اخذنا تاكسي عن الطريق ووصلنا الى منطقة قريبة من السان جورج ورحنا نركض باتجاه منطقة الانفجار.
ميلن: وفق ما تذكرينه كم من الوقت تطلب منك الوصول الى موقع الانفجار؟
الشاهدة: موقع مكاتبنا لم يكن بعيدا كثيرا عن موقع الانفجار يمكن دقائق عدة 7 او 8 دقائق.
ميلن: نعرف من الاشرطة المصورة لموقع الجريمة والصور التي التقطت ان الصحافيين وصلوا بسرعة الى الموقع هل تعرفت على بعضهم عندما وصلت الى موقع الجريمة؟
الشاهدة: نعم عندما وصلت رأيت بعض المصورين الصحفيين الذين اعرفهم.
ميلن: هل تمكنت من الوصول الى موقع الانفجار تحديداً ام كان هناك ما يمنعك من الوصول الى هناك؟
الشاهدة: لم استطع الدخول الى الموقع لان بعض السيارات كانت تنفجر في تلك اللحظة وكان رجال الامن يبعدوننا عن موقع الجريمة.
راي: اي كان لا يزال هناك سيارات تنفجر في موقع الجريمة في تلك المرحلة ؟
الشاهدة: على ما اذكر كانت النيران ما زالت تشتعل.
ميلن: بينما كنت في موقع الجريمة هل جمعت معلومات سمحت لك بمعرفة من كان الشخص المستهدف بالانفجار؟
الشاهدة: كنت احاول جاهدة ان احصل على معلومات من هو الشخص. كنا نسمع انه موكب سياسي ولكن لم نكن نعرف تحديدا من كان يستقل هذا الموكب.
ميلن: طبعاً الان عرفنا انه كان موكب الحريري. هل
No comments:
Post a Comment