بن جدّو في اليوم الثاني لإفادته أمام بداية المحكمة: المتحدِّث في اتصال تبنّي المسؤولية حذّرنا لتأخّرنا ببث الشريط
كلوديت سركيس
تابعت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي الاستماع الى مدير مكتب فضائية "الجزيرة" في بيروت سابقاً غسان بن جدو عن شريط تبني المسؤولية عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي بثته المحطة، والاتصالات التي تلقاها المكتب من مرسلي الشريط.
ورداً على القاضي راي عن قول الشاهد "عادة نتوقع من أكثر من طرف أن يتبنى المسؤولية"، في الجلسة السابقة، أوضح بن جدو "ليس جديداً أن تحصل عملية ما ويعلن تبنيها أكثر من طرف، ولدينا تجارب داخل الساحة الفلسطينية أن يحصل تفجير ما وتتبناه أكثر من جهة قبل أن نحسم من هي الجهة الفعلية التي تبنته. وكذلك التفجيرات الأخرى ينطبق عليها الأمر نفسه في عملية اغتيال كبرى لشخص كبير ويتصل بك شخص ويتكلم بلغة عربية غير سليمة ورديئة ويعلن تبنيه عملية اغتيال الرئيس الحريري. في هذه الحال يفترض بي كمسؤول أن أتريث قليلاً حتى نفهم ما دقة هذه المسألة". وأضاف: "ليس اعتيادياً أن تتبنى أكثر من مجموعة عملاً ما ولكن من الوارد أن تتبناه اكثر من مجموعة. ولكن للأسف حصلت في منطقتنا بعض الأحداث وتبنتها اكثر من مجموعة. والسؤال بعد ذلك هل هذه المجموعة هي التي نفّذت بالفعل هذه العملية ام هي التي تبنتها؟ هذا أصبح جزءاً من التحليل السائد لدينا ولدى غيرنا، وطبعاً لأن لبنان انقسم وقتذاك. وهناك من اتهم فوراً النظام السوري بأنه وراء الاغتيال ولم يصدق الشريط. وهناك من بنى على ذلك التبني باعتباره أحد الادلة على ان هذه المجموعة هي بالفعل التي اغتالت رفيق الحريري. أما بالنسبة الي، فالوضع بكل صراحة كان صادماً، اذ أن مجموعة دينية متشددة تتبنى اغتياله ولم أكن أفهم سبب هذا الاغتيال. وهذه المجموعة وأمثالها تستطيع أن تفعل ذلك. وهناك أكثر من دليل على هذه المسألة، ولكن لا أدري هل فعلاً نفّذته أو لم تنفّذه".
وبسؤال لميلن عن الاتصال الثاني لتبني المسؤولية قال جدو "بعد نهاية البث المذكور تلقينا اتصالاً ثانياً على الخط الثابت أيضاً، يخبرنا فيه المتصل أن علينا الذهاب الى تلك الشجرة للحصول على الشريط، وعلينا أن نسحبه في غضون ربع ساعة والا فلن نجده. وتحدث بلغة بيضاء أي غير عامية وغير فصحى. وكان الخط واضحاً ولم يكن برداءة الخط الأول لأنه كان يتحدث في محيط عام. سمعت ضجة خفيفة وواضح أنه لم يكن يتحدث وحده. أعطاني عنوان الشجرة المحاذية لمبنى زهيري قرب الأسكوا وأغلق الهاتف. ولم أطرح عليه أي سؤال وعلى الأثر طلبت الى أحد الزملاء إحضار الشريط".
ثم كان الاستجواب المضاد للشاهد وركز محامي الدفاع غونايل مترو عن المتهم أسد صبرا على وقت تلقي اتصالات تبني المسؤولية وزمان وصوله الى المكتب بعد الانفجار، وزمان تلقيه الاتصال الثالث بعد ساعة من الاتصال الثاني لتبني المسؤولية"، وكان الأطوال اذ سأل عن سبب عدم بثنا الشريط، وقال لي "فضّلناكم على غيركم. نحن اخترناكم في شكل أساسي، ومن الضروري أن تتعاونوا معنا، ورفع لهجته بما لامس التحذير او التهديد قائلاً أنكم ستندمون إن لم تتعاونوا معنا، فرددت عليه بلهجة لم تكن مرنة، وقلت له نحن أحرار في أن نبث أو لا نبث، وأذا لم يعجبك الأمر فتستطيع أن تختار غيرنا، فخفف من لهجته وغابت الفصحى عن كلامه وأصبح يتحدث بلغة شبه عامية، وقال "نريد أن نتعاون معكم وأنصحكم ببث الشريط، لأنكم ستسمعون عنا كثيراً في المستقبل. وكان الاتصال نقياً صافياً بلا ضجيج". ورفعت الجلسة الى اليوم.
No comments:
Post a Comment