المشنوق: مطمر الناعمة يجب أن يغلق لكن العقد السياسية أخّرتنا
شدد وزير البيئة محمد المشنوق على ان مطمر الناعمة يجب أن يغلق، لكن العقد السياسية التي حصلت أخرتنا ويجب ألا يظل (موعد الإقفال في 17 الحالي) هاجسا ضاغطا على أكتاف الجميع، في هذه اللحظات حيث ننتقل من نظام سابق للمعالجة إلى خطة وطنية بدأ العمل بتطبيقها نتيجة فتح المناقصات.
عقد اجتماع في مقر مجلس الانماء والاعمار، شارك فيه وزيرا البيئة محمد المشنوق والمال علي حسن خليل وممثلون عن رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المختصة ومجلس الإنماء والإعمار وأعضاء اللجنة المختصة بفض عروض مناقصات النفايات الصلبة، التي انتهت مهلتها في 13 تموز.
بعد الاجتماع، عقد وزير البيئة مؤتمرا صحافيا في مكتبه بالوزارة قال فيه: «إن قضية إدارة النفايات الصلبة في لبنان ليست قضية وزير أو مواطن واحد، بل هي قضية كل مواطن في لبنان ونشعر بأهميتها وبأهمية الوصول الى نتائج ايجابية في شأنها».
وشرح «نتيجة فض عروض المناقصات التي أجراها مجلس الانماء والاعمار من أجل تكليف متعهد بالمناقصة، التي يفوز فيها لمعالجة النفايات وطمرها صحيا في المنطقة التي تقدم اليها»، وقال: «هذا الموضوع يعيش معنا منذ ما يزيد عن 20 عاما، وحصلت منذ 18 عاما معالجة جزئية تتعلق بمناطق جبل لبنان والعاصمة بيروت».
ولفت الى» أكثر من 760 مكبا على باب كل بلدية وضيعة ومدينة. وللأسف، قبل المواطنون بهذه المكبات، وهذا أمر مشين بحق لبنان وقرانا وتربتنا وبيئتنا. وعندما بدأ البحث عن المطامر الصحية شاهدنا رفضا كبيرا من البلديات والمواطنين، وأحيانا من المجتمع المدني».
واستغرب «هذا التناقض بين القبول بالمكبات ورفض المطامر الصحية، الذي لا تبرير له»، سائلا: «كيف نقبل بالمكبات، ونرفض بضعة مطامر صحية تفي بالغرض؟ فهذا يحتاج الى تغيير في عقليتنا كلبنانيين».
وقال: «بعد 18 سنة وطول انتظار، وبعد تشكيل حكومة المصلحة الوطنية برئاسة دولة الرئيس تمام سلام، كان العمل الاول لهذه الحكومة تأليف لجنة لصياغة البيان الوزاري وتأليف لجنة اخرى لمعالجة النفايات. وبدأنا منذ 15 آذار من العام الفائت متابعة الموضوع، منذ نيل الحكومة الثقة، وأتأسف أن أقول إن صعوبات الواقع السياسي دخلت علينا. لقد عقدنا اجتماعات متلاحقة، واستمعنا الى خبراء والى الحركة البيئية وغيرها، ووضعنا مجموعة سيناريوهات. وعلى مدى سبعة أشهر، اصطدمنا بالواقع المناطقي ورفض النفايات في منطقة بكاملها، وعدنا الى نقطة الصفر، وتأخرنا بسبب دفتر الشروط شهرين».
وتابع: «وصلنا اليوم إلى حلول في 5 مناطق خدماتية من أصل ست، ولكن بيروت مع ضاحيتيها، لم تجد من يتقدم بعروض لمعالجة النفايات الصلبة فيها «.
وأردف: «إن مطمر الناعمة يجب أن يغلق، لكن يجب ألا يظل هاجسا ضاغطا على أكتاف الجميع، في هذه اللحظات حيث ننتقل من نظام سابق للمعالجة إلى خطة وطنية بدأ العمل بتطبيقها نتيجة فتح المناقصات. والمهم اليوم أن نصل بهذه المناقصات إلى تحديد من يكون المتعهد في كل منطقة، ولكن علينا الادراك أننا اليوم في مرحلة انتقالية بين نظام متبع على العلات التي كانت موجودة فيه لنصل الى موضوع موحد».
وأشار إلى أن «مطمر الناعمة يجب أن يرتاح ليس بمعنى إنهاء هذه الخدمات كليا، بل يجب أن يكون قادرا في الفترة الاولى على تحمل النفايات في منطقته ذاتها، فبدل أن تنحصر كل النفايات في الناعمة، أن تتوزع على المكبات والمطامر الموجودة في المناطق اللبنانية»، وقال: «نقول هذا الكلام لأن منطقة بيروت الكبرى هي الموقع الذي نسميه «خلاطة» لجميع اللبنانيين، فكل اللبنانيين موجودون في بيروت الكبرى من دون استثناء من كل المناطق والطوائف. فإذا حملوا ايضا بعضا من هذه المسؤولية في المطامر والمكبات لفترة انتقالية معقولة نكون قد خففنا فعلا الحمل عن مطمر الناعمة».
وختم المشنوق: «لا نظافة من دون مواطن ولا معالجة من دون واقعية ، وعندما حددنا 17 تموز لاقفال المطمر لأننا كنا نؤمن من اول لحظة ان هذا الموضوع بحاجة الى فترة انتقالية ، ولكن العقد السياسية التي حصلت والتي أخرتنا وأخرت الوطن هي التي جعلتنا اليوم نقول إن هذا التاريخ يجب أن نرتاح معه وألا يبقى ضاغطا علينا.أنا أحيي صبر اهالي الناعمة وعين درافيل وعبيه وكل الناس الذين تحملوا هذا العبء على مدى 18 سنة وأطلب المشاركة في تحمل هذا الحِمل ، ونقول إنه لن يُرمى في مطمر الناعمة 3 آلاف طن كما يجري حاليا بل ستنزل الكميات الى 500 او 600 طن وهذا هو تقدير ما ستفرزه النفايات في المنطقة».
وردا على سؤال عن كيفية التعاطي اذا استمر البعض برفض الاستمرار بمطمر الناعمة قال: « لا أريد أن اضع هذا الاحتمال وآمل من الاهالي والبلديات والقيادات السياسية أن تتولى هذه المتابعة معنا وتساعدنا على الانتقال جديا الى المرحلة المقبلة، وهناك قيادات مثل النائب وليد جنبلاط والامير طلال ارسلان ومثل نواب المنطقة ورؤساء البلديات والمجتمع المدني. أملي أن نشعر أن هذا التقدم جدي وأننا واصلون الى ما يريح الناس «.
No comments:
Post a Comment