"الحراك المدني" و"الحركة البيئية" إلى الساحة اليوم
ترى الحضور كله يؤكد أمرين أساسيين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده "الحراك المدني للمحاسبة" و"الحركة البيئية اللبنانية" أمس في مركز الحركة في بعبدا: أولاً، استقالة الحكومة لأنها عاجزة عن ايجاد الحل، وثانياً، الزعماء يماطلون في حل الملف لأنهم لم يتفقوا بعد على كيفية اقتسام الحصص. يعبر موقف هذا الجمع الصغير من الناس عن حالة الشارع بمجملها، اذ تتكرر هاتان المسألتان على مسامع الجميع يومياً في أي مكان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك تستمر الحكومة بمحاولاتها، فيما مساحات المزابل تكبر على مساحات الوطن، وكذلك نقمة المواطنين وضياعهم.
بداية، تلا الناشط في المجتمع المدني باسل عبدالله بيان "الحراك المدني للمحاسبة"، مشيراً الى أن "الحلول متوافرة، وهي قابلة للتحقيق اذا ما توافرت الارادة لذلك، لكن المانع الرئيسي من الخوض في مسار تحديث آليات الجمع ومعالجة النفايات هو أن النفايات بدورها قد تحولت الى آلية لاستنزاف المال العام وتكديس الأرباح على حساب حق المواطنين".
بدوره أكد رئيس "الحركة البيئية" بول أبي راشد "رفض المجتمع المدني للمطامر لأنها تهدر الموارد الطبيعية كما تؤذي البيئة والصحة، ورفض المحارق لأنها مكلفة جداً وتؤذي البيئة أيضاً، رافضاً ما يشاع عن "حل إعادة رمي النفايات في البحر، فهذا معيب". والحل لأبي راشد هو "الفرز من المصدر، وعلى البلديات استعادة دورها في جمع النفايات وإرسالها الى مراكز للمعالجة في كل قضاء".
وأعاد المتحدث باسم حملة اقفال مطمر الناعمة أجود عياش "تأكيد اقفال المطمر" وتحدث أسعد ذبيان من "الحراك المدني" عن حملة "طلعت – ريحتكن"، داعياً الناس الى الاعتصام غداً في رياض الصلح وملوّحاً "بالتصعيد وإقفال الطرق في حال لم يستجيبوا لمطالب المجتمع المدني".
بلديات إقليم الخروب
تصدر اعتصام أهالي اقليم الخروب وخصوصاً برجا على مدى يومين أخبار الاحتجاجات والتحركات الاعتراضية على النفايات. وبعد ما قارب الـ30 ساعة من الاقفال، فتحت الطريق الى الجنوب في الاتجاهين، بعدما كان الاهالي قد أقفلوها اعتراضاً على رمي النفايات في كسارة
الـ CCC في معمل ترابة سبلين.
وعقدت بلديات اقليم الخروب الشمالي امس برئاسة رئيس الاتحاد محمد بهيج منصور مؤتمراً صحافياً، وأعلنت في بيان رفض الاتحاد بـ"الاجماع الموافقة على خطة وزارة البيئة لناحية اقتراحها نقل نفايات العاصمة أو غيرها بصورة موقتة أو غير موقتة، جزئية او كاملة الى مناطق في اقليم الخروب وبصورة آنية او مستقبلية". كما رفضت عرض وزير الداخلية نهاد المشنوق، وهو طمر 200 طن يومياً في منطقة الاقليم مقابل تقدمات مالية للبلديات.
بدوره أعلن المشنوق في بيان انه "بعد التشاور مع رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس سعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لن تجرى أي عملية نقل للنفايات إلى إقليم الخروب أو إنشاء مطمر في أي موقع في المنطقة عينها، ما لم يتم التوافق على أي خطوة من هذا النوع مع رؤساء البلديات وممثلي المجتمع المدني".
في بيروت
عقد نواب بيروت اجتماعا استثنائيا طارئا في مجلس النواب أمس، لمناقشة موضوع النفايات حضره وزير السياحة ميشال فرعون والنواب: محمد قباني، وعماد الحوت، ونديم الجميل، وسيبوه قلبكيان، وعاطف مجدلاني وعمار حوري. وطالب قباني بعد الاجتماع "رئيس الحكومة بأن تخصص جلسة مجلس الوزراء غدا لمتابعة الموضوع الأساسي، الا وهو موضوع النفايات، وإذا لم يكن هناك من جلسة فيفترض ان تعقد جلسة طارئة لمعالجة هذا الملف(...)".
بلدية صيدا
جدّدت بلدية صيدا موقفها وموقف الفاعليات فيها الرافض لإدخال اي كمية من النفايات من خارج المنطقة، وأصدرت اثر اجتماع للمجلس برئاسة محمد السعودي بيانا، مما فيه ان "مجلس بلدية صيدا يرى ان حل ازمة النفايات في لبنان يمر بحل دائم وشامل على مستوى الوطن ككل، وصيدا تكون جزءا من هذا الحل الشامل المبني على أسس علمية وبيئية سليمة".
وأكد البيان ان "موضوع استيعاب نفايات جديدة من خارج نطاق اتحاد صيدا والزهراني وعين الحلوة يحتاج الى دراسة تقنية متأنية ومستوفية لكل المواصفات والظروف والقدرة الاستيعابية".
ودان الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد "تقصير الحكومة الفادح والفاضح في ايجاد الحلول لأزمة النفايات في العاصمة وضواحيها"، معربا عن "التضامن مع سكان بيروت والضواحي والوقوف الى جانبهم".
الحل الموقت في الشويفات
وأعلن الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان "وجوب الافادة من عقار ضمن النطاق البلدي لمدينة الشويفات وبالتحديد عند حائط المطار، وتفريغ جزء من النفايات العائدة لضاحية بيروت الجنوبية قبل البدء برمي نفايات الشويفات في العقار المتاخم لحديقة الخزف، وقد تم الاتفاق مع بقية القوى السياسية ومجلس الانماء والاعمار مع شركة سوكلين على ان تقوم هذه الاخيرة اعتباراً من هذه الساعة (أمس) بنقل نفايات مدينة الشويفات وجمعها موقتاً في العقار المحاذي لحائط المطار وذلك كحل موقت غير دائم لحين ايجاد حل لازمة النفايات".
وفي هذا السياق جال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر على كل المناطق المحيطة بحرم المطار والمدارج، واطلع على ما يجري هناك لجهة رمي النفايات في المناطق المحاذية لسور المطار وعلى اراض تعود ملكيتها للمطار. وقال بعد الجولة "ان ما يجري في محيط المطار وعلى ارضه يدفعنا الى توجيه تحذير من ان سلامة الطيران مرتبطة ببعض الاشغال التي تتم في محيط المطار، خصوصا من الجهة الغربية المحاذية للمدرج الغربي. ان ما يجري على أملاك وزارة الاشغال العامة والنقل ان كان في مطار رفيق الحريري الدولي او في الاملاك البحرية ممنوع اطلاقا، لذلك راسلت كلا من وزارتي الداخلية والبيئة، واحذر من أنه في حال استمر رمي النفايات والجرف في املاك المطار والاملاك البحرية للمطار فهذا سوف يؤدي الى جذب الطيور وأمور تؤثر على سلامة الطيران".
أرسلان
من جهة أخرى، عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان مؤتمراً صحافيا في دارته في خلدة أوضح خلاله أن "وزارة البيئة تتحمل مسؤولية كبيرة وربما كانت اندفاعة وزير البيئة محمد المشنوق للتصدي وحيدا لهذه القضية في غير مكانها على الاطلاق، وكان الاجدر بها ان تسعى لاصدار قانون النفايات الموجود في مجلس النواب لان مهمتها تكمن في وضع استراتيجية عامة، وهنا نحمل مجلس الانماء والاعمار السمؤولية عما يجري لانه تولى وضع الخطط لادارة هذا الملف بالطرق نفسها وفشل".
إرشادات أبو فاعور
أما لجهة الإرشادات فقد عقد وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور مؤتمراً صحافيا في الوزارة واعلن سلسلة من الارشادات للمواطنين، داعيا الى "الامتناع عن حرق النفايات مطلقا لأن حرقها يسبب غازات خطرة جدا على الصحة العامة" كما يهدد الحرق بانفجار المواد الخطرة كالعبوات المصنعة المرمية في النفايات". وأكد "ان عملية الحرق اخطر من بقاء النفايات بوضعها الحالي"، نافيا "المعلومات والاقاويل التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شأن تسبب البخار الناتج عن النفايات بالسرطان أو الملاريا".
وقال: "ان رش المبيدات الحشرية عشوائياً غير مفيد على الاطلاق، بل يجب ان يتم بطريقة علمية وصحيحة، وان رش النفايات بمادة الكلس كما تفعل شركة سوكلين هو أمر مفيد".
ونصح "بان يتم رش النفايات بالكلس وليس بالمبيدات"، مناشدا المواطنين "عدم بعثرة النفايات في الطرق، لأن ذلك يفاقم المشكلة ولا يعالجها".
No comments:
Post a Comment