اليوم هو الثامن من آذار/مارس.
عيد المرأة العالمي... نتناوله في بلد يحترمها كثيراً، يقدرها أماً وأختاً وزوجة وابنة. ونحن لسنا ضد أن تكون هي كل شيء في حياتنا. أن تملأها وتجعل منها أجمل وأروع برضانا ودعمنا.
نحبها أن تكون كذلك، ونصدق ما قيل فيها، في موضوع تركيبتها المؤلفة من البارد والساخن، الهادئ والمتفجر، هي الورقة والدمعة وحبة الماء، هي الرقة بكل وجوهها ولا شيء غير الحنان في شخصيتها. ولأنها كل ذلك مجتمعين فلا تسألوا لماذا نحبها ونميل إليها ونسترضي خاطرها ونعرف إلى أين تقودنا الأيام من خلالها، ودائماً معها.
وعلينا في السياق أن نقتنع جميعاً بأن أحداً لا يجني على المرأة ويرهقها مثل المرأة نفسها، وعليها أن تبحث جدياً عن البدائل الأفضل لصورتها فنحن نحب أن نراها في الاعلانات والمسلسلات، والبرامج المنوعة والحفلات المختلفة، وأن نراها تمشي على الموضة، وتواكب كل ما له علاقة بالتطور لكن من قال إننا لا نراها إلا عارية... أبداً هي التي تظل كذلك للفت إنتباهنا أما نحن فقد فطرنا على الجمال ونحبها جميلة، لكن ليست أن تظل أمامنا من دون ملابس.
نعم نحن الرجال نصنع الموضة.
نحن من يخطط لنفسه، لكن ليس عليها أن تلتزم بما نصممه، ولأنها صمتت مرة ها هي تقبل بكل ما يقوله المصممون الرجال، ولو أنها إعترضت مرة لما تجرأ هؤلاء على تكرار خيالهم الجامح ورسوماتهم الخارجة عن الطبيعة تماماً لمصلحة ما يهواه الرجال في خلواتهم.
المرأة في مجتمعنا محترمة، مقدرة وقادرة، يحسب لها الرجال حساب المقدمة سواء كانت عزباء أم متزوجة، أما أم إبنة... هي في كل الحالات كيان له وزنه وتقديره وشفافيته، وبهذا المعنى نحن نراها هكذا في كل يوم وليس في الثامن من آذار/مارس فقط، وإن كان عند معظم اللبنانيين فوبيا هذا الشهر من خلال 8 و14 آذار/مارس، لكن حلول عيد المرأة العالمي بدل من مناخ التشاؤم العام، ورسخ صورة جديدة للشهر كله، خصوصاً وأن فيه أيضاً عيد الأم.
هنا وقفة.
فنحن خضنا منذ عامين وما نزال حملة لا نريد إيقافها وتتعلق بجعل العيد للأبوين بدل دفع عيد الأب إلى شهر حزيران/يونيو حيث لا يتذكره أحد... ولماذا يجري الحديث عن عيدين، والوالدان حال واحدة من القيمة والتقدير والحضور والاحترام. لماذا لا يكون عيد الأبوين، هكذا بكل بساطة، ولنجعله لاحقاً: عيد العائلة كلها، أهلاً وأبناء، منعاً لهذه العصبية التي تظهر في كل مرة تزيد الأمور عن حدها، وإلا فإن التهديد، بأول إعلان رجالي يعيد التوازن إلى الصورة سيكون فعلاً ميدانياً لا يمكن التراجع عنه إطلاقاً.
نعم نحن نهدد بأول إعلان لجمعية تنادي بحقوق كاملة ومكتسبة للرجال، منعاً لأي تجاوز أكبر في حياتهم من قبل النساء بشكل مقصود.
ونحن إذ نسعد برؤية المرأة تقتحم ميادين الشرطة، والجيش، وتعمل سائقة تاكسي أو باص مدرسي، نريدها أن تظل دائماً إلى جانب الرجل سنداً ودعماً ورديفاً، وألا تعتبر أن هناك عملاً يليق وآخر لا يليق بأنوثتها، لا، كل الأعمال تليق طالما أنها تؤديها بثقة ومهارة وإجادة.
في عيدها نهنئها من القلب.
ونعترف لها بأن الدنيا لا طعم لها من دونها وأنها سحر الحياة ونضارة العالم، والنور الذي نرى من خلاله كلنا الغد بعين أكثر تفاؤلاً... وحدنا كرجال لا نكون فاعلين جداً، ولا معطائين ولا قادرين على الحياة.
معها، مع المرأة تتبدل حياتنا، معها صديقة، صبية، زوجة، ثم أماً، نعرفها أكثر أختاً عزيزة وإبنة أكثر مودة وإنسجاماً مع الحياة الرحبة، والمفتوحة على إحتمالات أحلى ما فيها أن تكون فيها وإن تكن الفكرة هذه مأخوذة من الراحل الكبير أنسي الحاج... رحمه الله...
No comments:
Post a Comment