The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

September 27, 2012

Albalad - Lebanon, KAFA awarness campaign for the children protection, September 27 2012


مفتاح الحماية كلمة... التربية الجنسية، وسلاح التحرش الجنسي توعية اجتماعية لا بدّ من احداثها كي لا تصبح حادثة الاستغلال الجنسي في خانة الأخبار اليومية. وازاء هذا الواقع ارتفعت أصوات تطالب بادراج هذه المادة في المناهج التربوية، علّها بذلك تحمي أطفالنا من فخ "الاعتداء المقنع". ورغم ان الثقافة الجنسية اصبحت حاجة اجتماعية ملحة الا ان ادخال هذه المادة الى المناهج الدراسية يواجه رفضاً كبيراً في العالم العربي، بحجة أن ذلك مخالف للتقاليد. وبين الرفض والقبول اشكالية عالقة تنتظر من يبت فيها، فهل تنجح المدارس والأسر في مواجهة تحدي هذه الظاهرة المتكررة؟ 


لم تعد المطالبة بتعزيز الثقافة الجنسية مجرد فكرة ومشروع نظري وانما تحولت الى صرخة طفولية تطالب بأدنى حقوقها، الا وهي الحماية. أظهرت الدراسات الاحصائية ان طفلا من بين كل 7 اطفال في لبنان يتعرض لأحد أشكال التحرش الجنسي في أكثر الأماكن أمانا. وأشارت الى ان المنزل هو أكثر مكان يتعرض فيه الطفل للتحرش ومن ثم المدرسة. ورغم ارتفاع عدد ضحايا التحرش الجنسي الا ان المجتمع ما زال في موقع المتفرج وليس الفاعل، ومن هنا كانت الدعوة الى تفعيل التربية الجنسية كي لا يصبح الاستنكار موقفا مسجل سلفا.

وفي اطار حملة مناصرة بعنوان "مفتاح الحماية كلمة" هدفها التوعية حول أهمية التربية الجنسية ودورها في حماية الأطفال، أقامت منظمة "كفى عنف واستغلال" مع جمعية "انقاذ الطفل" تحركا للوقوف على أهمية هذا الموضوع بمشاركة مجموعة من الأطفال. ورأت منسقة برنامج حماية الأطفال من التحرش الجنسي في منظمة كفى ماريا سمعان ان "الغاية من هذا التّحرّك، ايصال رسالة الى المجتمع، سيما الى الاهل وصنّاع القرار، حول أهميّة التربيّة الجنسيّة، وضرورة اعطاء الاطفال واليافعين حقّهم في الوصول الى المعلومات ليتمكّنوا بالتالي من حماية أنفسهم من خطر التّحرّش الجنسي". ما يعني اننا في مواجهة شرسة مع ظاهرة ارخت بظلالها في مجتمعنا دون ان نحدّ من انسيابها. حوادث كثيرة حدثت في بعض المؤسسات التربوية بقي البعض منها طي الكتمان، وبالتالي لم تأخذ الطريق الصحيح في المعالجة وانما قد تتفاقم وتزداد انعكاساتها على المجتمع بأكمله.

غياب الثقافة والوعي

برأي سمعان المشكلة الأساسية تكمن في غياب الوعي والثقافة الجنسية، ما يسهل عملية الاستغلال في ظل هذا الجهل المطبق على هذا الموضوع. ولقد تلمس الاطفال المشاركون في هذا التحرك للمطالبة بالحماية صعوبة تعاطي المجتمع مع هذه الاشكالية وطريقة معالجتها. ما يجعلنا نقف عند مسألة اعمق واكثر تجزئة، دور الاهل والمدرسة في حماية الاطفال وتوعيتهم بطريقة صحيحة. من هنا كان التشديد على ضرورة تعزيز دور الاسرة والمدرسة والمجتمع بأكمله لتأمين الحماية للأطفال وتحصينهم من اي اعتداء جسدي ولفظي.

اذاً هي بداية لنشاطات متكاملة تهدف الى نشر ثقافة الوعي في مختلف المناطق. فالأطفال الذين شاركوا في هذا التحرك على حدّ قول سمعان "اتوا من جمعيات ومدارس شريكة في مشروع "حماية اليافعين من العنف المبني على النوع الاجتماعي من خلال تعزيز حقوقهم في الصحة الجنسية والانجابية. فالمشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وجمعية انقاذ الطفل. وأشارت الى ان "الأطفال تحدثوا الى المارة لايقناعهم بأهمية التربية الجنسية في حوار مدروس وتوزيع لوح شوكولا طبعت رسالة الحماية". علما ان توزيع الحلوى هو للاشارة الى انه قد تستخدم هذه الحيلة من قبل المعتدي لاستدراج الطفل.

اما الفجوة الحقيقية في هذا الموضوع فتكمن في خوف المجتمع وحرصه على تفادي التحدث بصراحة عن التربية الجنسية في مجتمع ما زال يحافظ على ماء الوجه في العادات والتقاليد. فالثقافة الجنسية ما زالت تعتبر من المحرمات المفروضة في المجتمع اللبناني رغم موجة الوعي والتغيير التي طرأت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة. هناك جهل وقلّة ادراك في التعاطي مع هذا الموضع من الناحية التربوية والاجتماعية، اذ يتمسك الأهل بسياسة التجاهل وغض النظر عن اسئلة أطفالهم. وتقول سمعان ان "ادراج التربية الجنسية اصبح حاجة ملحة وضرورية في ظل تفاقم المشكلة، وغياب الوعي ووسائل الحماية يزيد منها سوءا. من هنا أهمية المطالبة في نشر الوعي بين الأهل والمدارس ليتمكنوا من تحصين اولادهم من خطر التحرش".

التربية الجنسية ... خير وقاية

في حين شددت المعالجة النفسية كوزيت عبود على ضرورة التربية الجنسية في حياة الأطفال وأهميتها في تأمين الحماية لهم وسبل الوقاية. فالثقافة الجنسية جزء لا يتجزأ من حياتنا، لكن يصرّ البعض على تجاهلها وعدم التطرق اليها خوفا من اقحام اولادهم في عالم ليس لهم. ففي الواقع هذا التجاهل والتكتم عن التحدث في المخاطر الجنسية وانواع الاعتداءات من شأنهما ان يزيدا الأمور سوءا، ويعززا هذا التواطؤ بين المعتدي والمعتدى عليه". لقد أثبتت النظرية النفسية أهمية كسر حاجز المحرمات في مجتمع يعيش تحت وقع الممنوعات وتجاوز الخوف في التحدث عن الجنس والتطرق اليه بطريقة سليمة. وهذا ما تؤكده عبود في قولها ان "على الأهل ان يعلموا اطفالهم على قول "لا" ورفض كل ما يزعجه او يرعبه، والأهم من كل ذلك عدم التستر خلف الفضيحة في حال تعرض ابنهم الى محاولة تحرش جنسي او اعتداء. فأحيانا يلعب الاهل دورا سلبيا في هذا الموضع، بحيث يتحولون من منقذ الى متستر عن الجريمة، ما سينعكس الما وعقدا نفسيا على حياة ابنائهم".

أما عن سبب الخوف من ادراج هذه المادة في المناهج التربوية تجيب عبود ان "المشكلة هي في تركيبة مجتمعنا وما تربينا عليه والخوف من الانتفاضة على عالم التقاليد والأعراف الاجتماعية. لذلك على الاهل ان يعوا ان موضوع التربية الجنسية ليس نظرية تهدد اولادنا وانما وسيلة وقاية من الخطر المحدق بهم. لذا من المهم ان تكون العلاقة التي تربط الاهل بأولادهم مبنية على الثقة وليس الخوف، حتى يتجرأ الطفل الى التحدث عما تعرض له دون ان يتحول من ضحية الى متهم. ويبقى الأهم من كل ذلك تصديق الطفل وهو احدى أهم الطرق لمساعدته على نسيان ما مر به".


No comments:

Post a Comment

Archives