تطوى اليوم صفحة ثانية من كتاب المخطوفين اللبنانيين في سوريا، من دون ان يلوح في الافق ما يشير الى فتح صفحة ثالثة في وقت قريب.
فعند الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم يُفترض ان يتوجه ضابطان احدهما من الامن العام وآخر من وزارة الداخلية الى اسطنبول على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية رقم رحلتها 829 ليعودا عند الثامنة والنصف مساءً على متن الرحلة 826 مصطحبين معهما المفرج عنه عوض ابراهيم بعد 127 يوماً على اختطافه حيث تسلمته السلطات التركية امس عبر معبر «كيليس» بعدما نقلته اليها سيارة تابعة للاستخبارات التركية.
واوضح ابو ابراهيم وهو مسؤول المجموعة الخاطفة ان ملف المخطوفين اللبنانيين الـ9 اقفل بعد ان لبينا طلب اللجنة القطرية - اللبنانية والاتراك، لافتاً الى ان اطلاق عوض ابراهيم جاء نتيجة مرضه، موضحاً ان لا حديث في باقي المخطوفين لأن وضعهم خاص لناحية ارتباطهم بحزب الله.
من جهته، أكد إبراهيم أكد في اتصال مع المؤسسة اللبنانية للإرسال ان المخطوفين الباقين بصحة جيدة، وانه امضى الليل الفائت عند «ابو ابراهيم»، وقال: «تعبت صحيا وقالوا انهم سيأخذوني الى الطبيب للعلاج، وفوجئت ان قرارا بالافراج عني اتخذ»، لافتا الى ان «ابو ابراهيم لم يقصر ابدا في استضافته، ونحن بالفعل كنا ضيوفا وكأننا في منازلنا في لبنان». وشكر هيئة علماء المسلمين ممثلة بالشيخين حسن قاطرجي وسالم الرافعي على جهودها التي أدت الى الافراج عنه. كما شكر كلا من رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان والرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر، لمساهمتهم في الافراج عنه.
وردا على سؤال عن مصير زملائه، قال ابراهيم: «الجميع الحمد لله بصحة جيدة، وبصراحة يريد الخاطفون اعتذارا رسميا من الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله للشعب السوري، ولا مشكلة حينئذ عند «ابو ابراهيم».
وعما اذا حمل هذه الرسالة من اجل اطلاق الآخرين، قال: صحيح.
وعلق الشيخ عباس زغيب على كلام المسؤول عن المجموعة الخاطفة للبنانيين في سوريا «أبو إبراهيم»، مؤكداً أن الصفحة الأخلاقية التي إلتزمت الحكومة الطريقة بطيها لم تنته بعد، مشيراً إلى أن «تركيا لم تبلغنا بشكل رسمي بسحب يدها من الموضوع وهذا يعني أن دورها لم ينته بعد».
بدوره، قال الشيخ سالم الرافعي في اتصال مع الـ LBCIان حزب الله لم يتخذ موقفاً من أزمة سوريا وهو نأى بنفسه وبقي على الحياد ودعم النظام السوري وأن التاريخ سيسجل هذه المسألة عليه.
وكان رئيس جمعية «اقرأ للتنمية الإجتماعية» الشيخ بلال دقماق أعلن في أحاديث صحافية أنه سيتم الإفراج عن أحد اللبنانيين المخطوفين الـ10 في سوريا في الساعات القليلة المقبلة، كاشفاً أن المفرج عنه سيكون عوض إبراهيم.
وأوضح الشيخ دقماق أنَّه سيتم تسليمه إلى السلطات التركية بالطريقة نفسها التي سُلم بها المواطن حسين علي عمر الذي أفرج عنه الشهر الماضي، لافتاً إلى أن السلطات التركية ستنقله إلى لبنان.
وفور شيوع خبر اطلاق سراح ابراهيم، عاشت الضاحية الجنوبية وتحديداً اهالي المخطوفين تحت وطأة الانتظار الثقيل حيث غادر عيونهم النوم فور تبلغهم امس الاول عبر وسائل الاعلام بأن عوض في طريقه الى الحرية.
وحضرت عائلة عوض من بريتال - بعلبك ومن الشمال ومن الجنوب جاؤوا وينتظرون طوال امس لاستقباله وكان هناك عتب واستياء في عدم اي تواصل من اي جهة رسمية معهم طوال امس لابلاغهم بموعد عودة عوض والاتصال الوحيد الذي تلقوه كان من مكتب اللواء عباس ابراهيم من العميد منير عقيقي الذي اتصل بزوجة عوض سائلاً عن صورة من اجل اصدار جواز سفر لعوض لأن الامن العام اللبناني تبلغ من الجانب التركي بأن ليس هناك من جواز سفر مع عوض وقد حملت سهام زوجة عوض وشقيقه حسين جواز السفر الذي بقي في السيارة عندما خطف عوض وذهبوا للأمن العام لايصاله.
وعمت أجواء الفرح خصوصا في حي السلم، التي نزل أهاليه الى الشارع منتظرين وصول المحرر عوض ابراهيم، وذلك في حضور المحرر حسين علي عمر. ورفعوا اليافطات الترحيبية بعودة المفرج عنه.
وقالت زوجة المخطوف عباس شعيب الحاجة حياة: أن المخطوفين في سوريا لا علاقة لهم بالسيد حسن نصرالله الذي لن يعتذر ولن يقبلوا بأن يعتذر، مبدية فرحتها بالافراج عن ابراهيم.
وتحدث أدهم علي زغيب نجل علي زغيب الذي لا يزال مأسوراً قائلا: «نأمل ان يتم الافراج عن الجميع، ونتفاءل بالخير». وقال هذا الموضوع انساني لبناني، وتاليا نشكر أي مسعى من أي جهة لبنانية، وعلاقتنا المباشرة هي مع اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية العميد مروان شربل، وهيئة علماء المسلمين ونحن لا نريد أن تدخل قضية الـ11 المخطوفين في السياسة، ولا نعتبر أنفسنا معنيين بالمطالبة باعتذار السيد حسن نصرالله من الشعب السوري، أو بأي خطابات من هذا النوع، لأننا لا نعتقد أن السيد نصرالله أخطأ كي يعتذر، ولو كان ثمة ما يستأهل الاعتذار كان اعتذر منذ البدء».
No comments:
Post a Comment