مع ان مخطوفا ثانيا خرج الى الحرية امس وعاد الى بيروت مساء برفقة ضابطين من امن الدولة وقوى الامن الداخلي بعد تجهيز اوراقه للانتقال على متن رحلة عادية من تركيا الى بيروت، فإن ملف المخطوفين في سوريا الباقي منهم تسعة لدى الجهات الخاطفة دخل مرحلة من التعقيد الاضافي على مستويين:
الاول يتصل بوضع المخطوفين الباقين الذين تضاءلت الآمال بإمكان الافراج عنهم قريبا في ضوء اعلان «ابو ابراهيم»، المسؤول عن الوحدة التي خطفت اللبنانيين قبل اشهر. ان وضع التسعة مختلف عن الآخرين ومرتبط بوساطات من نوع آخر مطالبا باعتذار من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله واقفال ابواب الوساطة التركية.
وافادت مصادر مطلعة على الملف لوكالة الانباء «المركزية» ان «ابو ابراهيم» كان تسلم المفرج عنه ابرهيم عوض مع اثنين آخرين واحتجزهم في منطقة تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية، وفي ضوء الوساطة المبذولة من اكثر من طرف تركي وسلفي قبل اطلاق سراح عوض الا انه اكد ان من غير الممكن راهنا اطلاق الاثنين الآخرين باعتبارهما على صلة وثيقة بحزب الله، وفق ادعائه ويملكان معلومات عن علاقة الحزب بسوريا وايران.
واوضحت ان اعلانه عن اقفال الوساطة التركية شكل مؤشرا واضحا الى ان مصير السبعة الآخرين لن يكون حكما افضل من الاثنين اللذين يحتجزهما لكونه يعتقد بضلوعهم في عمليات تهريب سلاح وتدريب عناصر الجيش السوري وعلاقتهم الوطيدة بحزب الله واتصالاته مع القيادتين السورية والايرانية.
اما المستوى الثاني فمحوره علاقة المسؤولين اللبنانيين المولجين متابعة الملف بنظرائهم الاتراك، ذلك ان نبأ اطلاق مخطوف لبناني واحد بعدما بذل لبنان كل جهوده الامنية والعسكرية وتمكن من اطلاق المخطوفين التركيين، ترك انزعاجا في الوسط اللبناني الذي كان منّ نفسه بإطلاق العشرة او اثنين منهم على الاقل، خصوصا ان هيئة العلماء المسلمين دخلت بدورها ضاغطة لإطلاق سراحهم.
وتبعا لذلك، لاحظت المصادر ان الملف بات في صلب التجاذبات المخابراتية الاقليمية الدولية ولم يعد محصورا بالوضع السوري، خصوصا بعد ارتفاع منسوب الحديث عن دور بارز للمخطوفين في حزب الله وعبره سوريا وايران ما اثار اهتمام مخابرات عربية واجنبية اقحمت نفسها في الملف باعتباره، اذا ما صحت التوقعات صيدا ثميناً يمكن استثماره على اكثر من محور. واعتبرت ان مصير المخطوفين السبعة بات يطرح اكثر من علامة استفهام ويوسع دائرة المخاوف لا سيما بعد دخول العنصر المخابراتي على خطهم.
وكشفت المصادر عن اتصالات لبنانية – تركية جرت في الساعات الاخيرة قد تفضي الى توجه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى تركيا لاستطلاع حقيقة التطورات المتصلة بملف المخطوفين الباقين والخطوات الممكن اتخاذها في هذا المجال.
واشارت الى ان الرئيس سعد الحريري وفور علمه بنبأ الافراج عن عوض ابراهيم اجرى اكثر من اتصال بالمسؤولين اللبنانيين المعنيين بالملف عارضا المساعدة ان لجهة ارسال طائرته الخاصة لنقل ابراهيم الى بيروت او اي مجال آخر متاح، الا ان المسؤولين فضلوا نقله على متن طائرة ركاب عادية وابقاء الملف على مستوى التعاطي من دولة الى دولة، شاكرين للحريري اندفاعه وحماسه للمساعدة.
وبالنسبة الى مسألة اعتذار نصر الله، تمنى عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي على نصر الله أن يعيد النظر في موقفه من الثورة السورية لأن الشعب السوري شعب مظلوم كما ثورة الحسين ولا يجوز التفريق بين المتماثلين.
ولفت الرافعي الى أن هيئة العلماء المسلمين لعبت دورها ليس كسلفيين وإنما كعلماء لإثبات أن أهل السنة ينصرون المظلوم أينما كان، مشيرا الى أن الهيئة لا تزال تسعى لإطلاق سراح بقية المخطوفين، مؤكدا أن لا زيارة له الى تركيا في القريب العاجل.
اما رئيس جمعية إقرأ الشيخ بلال دقماق فقد تساءل عن المشكلة إذا اعتذر نصر الله وأنقذ أرواحاً، فليست صغيرة في حقه، مشيراً الى أنّ نصرالله «كان يقدم الشكر والدعم للرئيس السوري».
No comments:
Post a Comment