عادة ما يرث الأبناء عن آبائهم تركة عبارة عن أملاك عقارية أو أموال في المصارف، أو مهنة، أو حتى مقعداً نيابياً.. لكن أن يرث ابن عن ابيه 22 ألف طلقة من الذخائر الحربية، فتلك "تركة ثقيلة"..
ويبدو أن هذه التركة قد انحصرت بالموقوف محمد فياض اسماعيل وحده دون غيره من أفراد عائلته، فزعم في البدء أنه ورثها عن والده، ليتبين لاحقاً أنها ذخائر حربية أميرية تمت سرقتها وبيعت إليه، ليؤمن بذلك البائع وهو جندي سابق بدوره "تركة" لأولاده من بعده.
في معرض محاكمة اسماعيل بجرم شراء وتصريف ذخائر حربية أميرية مسروقة، وهو الملاحق بسيل من الجرائم التي تتعلق بمحاولات قتل عسكريين وغيرها، قال: أنا أملك عادة الذخيرة العائدة للأسلحة التي كانت بحوزتي وقد ورثتها عن والدي.
وبسؤاله أثناء استجوابه أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وعضوية المستشار المدني القاضي حسن شحرور وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي أحمد عويدات، عن كيفية استحصاله على ذخيرة تعود لسلاح دوشكا قال: من معسكرات فلسطينية في بريتال.
استمعت المحكمة الى إفادة البائع الذي حوكم سابقاً في هذه القضية فأفاد بأنه سرق مخزن ذخيرة في محلة المرفأ عائد للجيش يحوي على 22 ألف طلقة، وأنه تعرف بالصدفة على شخص في بريتال باعه الذخيرة بمبلغ 11 مليون ليرة أي بخمسماية ليرة لبنانية للطلقة الواحدة.
وعندما عرض عليه المتهم قال إنه لا يعرفه ولم يسبق أن التقاه، واصفاً الشخص الشاري بأنه بدين الجسم وذو بشرة سوداء، الأمر الذي يتطابق مع المتهم في لون البشرة فقط. وأضاف الشاهد بأنه كان يلتقي الشاري في بريتال وفي أمكنة عدة، حيث كان الأخير يصطحبه اليها، بسيارة من نوع شيفروليه وأحياناً بجيب من نوع رانج روفر. وأفاد بأنها المرة الأولى التي يرى فيها المتهم الماثل أمام المحكمة.
وقال اسماعيل عن الشاهد بأنه لا يعرفه ولم يشترِ منه ذخيرة مطلقاً.
وأصدرت المحكمة حكماً قضى بحبس اسماعيل مدة ثلاثة أشهر.
No comments:
Post a Comment