The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

September 26, 2012

Assafir - Liban, Awad Ibrahim arrive aujourdhui au Liban, September 26 2012


عوض إبراهيم يصل إلى بيروت اليوم.. وعائلات رفاقه بلا معيل 
المخطـوفـون اللبنــانيـّون فـي ســوريـا: فديـة سـيــاسـيّة بالتقسـيط 
جعفر العطار 
«الأتراك يقرأون الصحف اللبنانية يومياً»، والأتراك، في هذه العبارة، هم المسؤولون في الدولة التركية الذين يتابعون قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، وفق مسؤول رسمي في الدولة اللبنانية.
ولأن المسؤولين الأتراك المعنيين يتابعون الإعلام اللبناني عن كثب، ثمة تكتّم شديد من المراجع اللبنانية الرسمية المعنية، في شأن الإفصاح عن أسباب فشل التسوية التي أبرمت بين الجانبين اللبناني والتركي، خلال المفاوضات التي جرت قبيل إطلاق سراح المخطوف التركي لدى آل المقداد تيكين طوفان.
إذ تم الاتفاق على إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في سوريا دفعة واحدة، فيما الوقائع الحالية تشير إلى إطلاق سراح مخطوف واحد، هو عوض إبراهيم (47 عاماً)، الذي يصل إلى لبنان اليوم، عند الثامنة والنصف مساء، مستقلاً طائرة ركاب عادية برفقة ضابطين لبنانيين، وفق ما قال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير».
وإذا كان مؤكداً أن إبراهيم أصبح حراً من خاطفيه، قابعاً في أحد فنادق تركيا بعدما حلق لحيته وارتدى سترة العودة، كما أكدت زوجته سهام لـ«السفير» نقلاً عنه، إلا أن مصير المخطوفين اللبنانيين التسعة قد ازداد تعقيداً، بعد إعلان أبو إبراهيم أنهم ناشطون في «حزب الله».
وبينما تبدو عمليات «الخطف اللبنانية» واضحة الأسباب «وسريعة النتائج»، أي أن الخاطفين في لبنان يخطفون ضحاياهم لأسباب مالية، ثم يُطلق سراح المخطوف بعد سداد فدية مالية، غير أن طلاسم خطف اللبنانيين في سوريا تشتد سواداً مع مرور الأيام، منذ أربعة أشهر، وتزداد معها ضبابية «الفدية السياسية» المطلوبة.
وسط ذلك، تحوّلت عبارة «خلال الساعات المقبلة» إلى جملة شهيرة حفظها ذوو المخطوفين في سوريا، ثم أضيف إليها، تباعاً، عبارات جديدة: «أبو إبراهيم رجل محبوب وودود»، «اجتمع أبو محمد، أمس، بشخصية لبنانية سياسية في باريس»، «نبحث جدياً في إطلاق سراح الجميع»، «الدولة التركية تتعاون مع الدولة اللبنانية»، «مؤامرة داخلية وإقليمية». صخب لا يهدأ. دوامة يومية.

العائلات والدولة

ثمة عائلات لم تتمكن من تسجيل أبنائها في المدارس أو الجامعات بسبب غياب المعيل الأساس للعائلة. عائلات وجدت نفسها أمام خبر اختطاف قلب حياتها من عتبة العيش الكريم، إلى الحضيض فحوّلها إلى جحيم. عائلات خجلت من الشكوى للإعلام: «هل نتوجه إلى البرامج التلفزيونية المخصصة لمساعدة الفقراء، ونقول لهم إن الدولة لم تسألنا عن أحوالنا؟»، يسأل حسن، ابن المخطوف جميل صالح.
جميل هو الأكبر سناً بين المخطوفين في سوريا، إذ يبلغ من العمر 63 عاماً، لكن «عوض إبراهيم مريض، لذلك أنا سعيد بإطلاق سراحه» يقول حسن، مستدركاً: «والدي أيضاً مصاب بأكثر من مرض». يكتفي حسن بالقول إن والده مريض أيضاً. هو يخجل، ربما، من القول: «لماذا لم يُطلق سراح والدي بدلاً من إبراهيم؟».
يبدو الحديث مع ذوي المخطوفين، في لحظات مماثلة تشهد الإفراج عن مخطوف لا تربطهم به أواصر القربى، مصنفاً في خانتين: تعبير عن سعادتهم بإطلاق سراح مخطوف جديد، وعتب شديد على دولة لم تسألهم «هل تحتاجون إلى أي مساعدة؟»، ولو كان «سؤالاً كاذباً، مجرّد سؤال»، يقول حسن.
يقول الشاب «إننا، نحن الأهالي، التزمنا بالحفاظ على السلم الأهلي، فتوقفنا عن قطع طريق المطار، لكن أين التزامات الدولة تجاهنا؟ أربعة أشهر ونحن نلاحق قضيتنا كما لو أننا مقطوعون من شجرة. أربعة أشهر ولم يسألنا أحد عن أحوالنا». 

«ابتزاز»

تتحدث السيدة منى، زوجة المخطوف علي ترمس، بطلاقة وانفعال. تقول: «لم أتمكن من تسجيل ابنتي في المدرسة، لأنها تعمل حالياً في الدكان».
منى منسية اليوم. زوجها لم يُطلق سراحه كي تتحوّل إلى نجمة تلفزيونية. عندما أشيع، قبل نحو شهر، أن المخطوفين قتلوا خلال قصف تعرّضت له منطقة أعزاز، قالت منى: «زوجي شهيد». 
السيدة التي تُركت بلا معيل بغتة، حملت على عاتقها مسؤولية عائلة برمّتها. ولمّا تبيّن لها أن «خلال ساعات» ما هي إلا جملة هزلية، تركت خجلها القروي جانباً، وقصدت «الدولة»، شاكية سوء حالها الاقتصادي: «لكن المؤكد تأكد، لا دولة» تقول منى. 
في حالات مماثلة، يتخذ مجلس الوزراء قراراً بمساعدة العائلات، فيسند إلى «الهيئة العليا للإغاثة» مهمة مساعدتهم مالياً. وبما أن الحكومة لم تقم بواجبها، جهّز وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، كتاباً يطلب فيه اتخاذ قرار رسمي بمساعدة عائلات المخطوفين، و«سأعرضه على المجلس في أول جلسة متاحة»، وفق ما يقول لـ«السفير». 
لكن القرار، إذا نفذ «خلال الساعات المقبلة»، لن يشفع لسخط عائلات المخطوفين على الدولة: «إنني أدعو الله، يومياً، أن يتجرّع المسؤولون، من كبيرهم إلى صغيرهم، من الكأس التي نتجرعها يومياً»، تقول منى.
هي، كما تؤكد، مجرّد «نموذج لعائلات تعاني وجعاً معنوياً، وقهراً اقتصادياً، وشعوراً يبعث على الألم. أن تعيش بلا سند، في أشد لحظات الحاجة إلى المواساة، أمرٌ تعلّمنا إياه الدولة اللبنانية اليوم. وأنا واحدة من 11 سيدة أحسسن بأنهن وحيدات». 
لمنى، وحسن، وغيرهما، الكثير من «المعلومات» السياسية الأمنية عن «المؤامرة» التي تحدث: «الإفراج عن المخطوفين، بالتقسيط، عملية ابتزاز تتولاها دول إقليمية، وثمة جهات لبنانية تشارك في هذه المؤامرة، ثم فجأة تتحول إلى جهات تسعى إلى الخير!».
هما، وغيرهما من ذوي المخطوفين، يسمعون في كل يوم خبراً جديداً، «مؤامرة» جديدة، حكاية جديدة. يطلبون إطلاق سراح الجميع، كي يستيقظوا من الكابوس الذي دخلوه عنوة. ما يُعرف بـ«الدولة»، تقول إنها لا تفاوض الخاطفين. لكنّ ثمة طلباً لا يحتاج إلى مفاوضات «خارجة عن القانون»: مساعدة 9 عائلات تخجل من البوح، إعلامياً، بسوء وضعها الاقتصادي.
اليوم، يعود عوض إبراهيم إلى أحضان عائلته. الشارع الذي يحضن منزله في حيّ السلّم، مزدان بلوازم الزّينة. الكراسي موزعة قبالة مدخل المنزل. الأقارب والجيران في انتظاره. تصريحات المسؤولين في الدولة اللبنانية، جاهزة، بكل ما تحمل من طوباوية، ولوازم أمنية ديبلوماسية. 


No comments:

Post a Comment

Archives