Assafir - literacy recommends improving education - december 15,2010

«محو الأمية» يوصي بتحسين التعليم : 57 مليون عربي أميّون.. ونسبتها في لبنان 16% زينة برجاوي

تتفاوت نسب الأمية بين قارة وأخرى، إلا أنها تنتشر حول العالم وخصوصًا في المناطق المحرومة على المستويين الاجتماعي والثقافي. وتقدّر منظمة «الأونيسكو» أن عدد الأميين في المنطقة العربية يصل الى حوالى 57 مليوناً، بينما يبلغ عدد الأطفال المتسربين من المدرسة نحو ستة ملايين. وترى «الاونيسكو»، في تقريرها الصادر حديثاً حول محو الامية، أن «في لبنان، وعلى الرغم من أن الوضع غير مقلق مقارنة مع الدول العربية المجاورة، تصل نسبة الذين لا يملكون مهارات القراءة والكتابة الى حوالى 16 في المئة، إلا أن أعداد المتسربين من التعليم هي في تزايد، وهناك تقديرات مقلقة عن نسب إعادة الصف والتسرب، بدءًا من الصف الرابع الابتدائي، وخصوصا بالنسبة إلى البنين». برزت هذه الإحصائيات نموذجًا أمس، خلال «المؤتمر الوطني حول محو الأمية في لبنان: التحديات والزمن»، الذي نظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الاونيسكو في بيروت ووزارة الخارجية الايطالية، بتمويل السفارة الايطالية في بيروت، وبرعاية وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان الدكتور سليم الصايغ، في فندق كراون بلازا. حضر المؤتمر الوزير الصايغ، السفير الايطالي جيسيبي مورابيتو، الامينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو سلوى بعاصيري، خبير التعليم في الاونيسكو حجازي ادريس ممثلاً مدير المكتب الاقليمي للاونيسكو عبد المنعم إدريس، وممثلون عن جمعيات أهلية معنية. وأشار إدريس الى انه «لا يمكن الوصول إلى إنجازات حقيقية في مجال تعليم الكبار في أي دولة من دون تحسين جودة التعليم الأساسي لمنع التسرب الذي يؤدي حتما الى تزايد في أعداد الأميين». ودعا الى ضرورة «الاعتراف بالشهادات الممنوحة، بعد إجراء معادلة للمحتوى، وإقران التدريب المقدم في برامج الفرصة الثانية بالعمل، بحيث لا يخرج عاطلا من العمل». من جهته، رأى السفير الايطالي أن «المؤتمر يكتسب أهمية مزدوجة إذ يتمحور حول مكافحة الأمية والمساواة بين النوع الاجتماعي من خلال إعطاء المرأة الحق في الوصول إلى التعليم كالرجل». وأشار الى وجود «781 مليون راشد لا يقرأون ولا يكتبون وأكثر من ثلثي العدد من النساء، في العالم». أما الوزير الصايغ فأكد على «ضرورة مراقبة التجربة الرائدة لقوى المجتمع المدني سواء في القرى أو الجامعات». وذكر بأن «وزارة الشؤون عملت على تدريب مجموعات، وفي 23 الحالي، سنطلق مشروع محو الأمية في 12 مركزا في لبنان بالتعاون مع جمعية الشابات المسيحية». ودعا الصايغ الى «إلغاء عبارة محو الأمية واستبدالها بعبارة استراتيجية وطنية لتعليم الكبار في لبنان». تخللت المؤتمر ثلاث جلسات حوارية. أدارت بعاصيري الجلسة الأولى بعنوان «واقع محو الأمية في لبنان «، وتحدثت فيها فيروز سلامة عن «الحركة الاجتماعية»، والخبيرة في مجال التعليم منى دياب والدكتور حسن حمود من «الجامعة اللبنانية الأميركية». فرأت بعاصيري أن «لبنان، الذي لطالما كان سبّاقاً في توفير نظام تعليمي رفيع المستوى، هو من بين الدول التي تسجل نسبًا جيدة لجهة مستوى الالتحاق بالتعليم الأساسي». وتابعت أن «نسب التحاق الأطفال ممن هم في عمر الدراسة لم تصل الى الاكتمال بعد، ونسب التسرب المدرسي ما قبل اجتياز الحد الأدنى المتعارف عليه لامتلاك القرائية لا تزال ترتفع. فنسبة الأمية في لبنان 8.8 في المئة». من جهتها، عرضت سلامة تجربة «الحركة الاجتماعية» مع عدد من الأطفال المتسربين، والذين لم يلتحقوا المدرسة. وشدّدت على «أهمية دور المركز التربوي في ضرورة إعادة المنهجية». ورأت دياب أن «هناك دائمًا إرباكا لبنانيا على مستوى الإحصاءات»، لافتة إلى ضرورة «تطوير مناهج الحلقة الأولى والثانية». وأشار حمّود إلى أن «الأمية في لبنان هي أكثر من قرائية وتعلّم الحسابات العلمية، حيث يجب أن نتعلمّ كيف نعلّم وكيف نعمل وكيف نكون». وأدار د. إدريس ود. رضا السيد (من وزارة التربية في مصر) الجلسة الثانية التي تخللها عرض للمفاهيم الحديثة في مجال محو الأمية. وتمحورت الجلسة الثالثة حول مجموعات عمل لتحليل الواقع والتحديات، وقدّمت الجلسة الأخيرة عروضاً ومناقشات. ومن المتوقع أن تُعلن اليوم توصيات المؤتمر ومقرراته خلال جلسة ختامية يشارك فيها الوزير الصايغ، د.الهام شعراني ود. عبد المنعم عثمان.