عندما اعتلى العميد الركن الطيّار خليل ابراهيم قبل سبعة أشهر في الحادي والعشرين من شهر شباط الماضي، كرسي رئاسة المحكمة العسكرية الدائمة، وضع نصب عينيه مساراً واضحاً لمهامه الجديدة من خلال إعداد "خطة عمل" تهدف إلى تسريع البت بالجلسات، خصوصاً ان المحكمة "حبلى" بالملفات التي يتجاوز عددها الأربعة آلاف، فضلاً عن تلك التي في طريقها إلى المحكمة وتتصل معظمها بجرائم الارهاب والتعامل، والاتجار بالأسلحة.
اصطدم رئيس المحكمة، بعوائق قانونية تحول دون السير في ملفات جنائية، غير انه تمكّن في عدد منها تجاوز تلك العوائق، ووفقاً للأصول، والتي تتمثل في عدم حضور وكلاء الدفاع عن المتهمين، أو عدم سوق المتهمين، بحيث يشكو الماثلون أمام المحكمة من المتهمين من "زملائهم" في السجون الذين يُتركون على عواهنهم إذا ما رغبوا في حضور جلسات محاكماتهم.
أعاقت هاتان المسألتان أمس، تغيّب محام، و"تغيّب" الموقوفين، السير بأكثر من عشرين جلسة جنائية أدرجت على جدول الجلسات، وكان أبرزها محاكمة المهندس طارق الربعة بجرم التعامل مع إسرائيل.
في هذا الملف العالق منذ العام 2010 لم يتم سوق الربعة أمس لأسباب مرضية وفق ما صرّحت وكيلته المحامية ندى الربعة التي أوضحت ان موكلها "لا يستطيع الوقوف على رجليه وقد أحيل إلى مستشفى السجن حيث افاده الطبيب بأنه لا يستطيع معالجته". وطلبت الربعة إخلاء سبيل موكلها للتمكّن من معالجته، فأوضح لها رئيس المحكمة بوجوب التقدم بطلب للاطلاع على وضعه الصحي وما إذا كان الأمر يستدعي نقله إلى المستشفى للمعالجة.
في جلسة الربعة أمس التي أرجئت إلى الأول من شهر آذار المقبل، كان من المفترض ان تستمع المحكمة إلى افادات شهود من موظفي شركة "ألفا"، لكن اللافت في المسألة أن مدير عام شركة "ألفا" مروان حايك كان "خارج الخدمة" ولم يحضر، "لعدم العثور عليه"، وفق ما أعلن كاتب الضبط في المحكمة.
توقف رئيس المحكمة عند هذا الأمر مستغرباً كيف ان مدير شركة "لم يعثر عليه" فقرر معاودة استدعائه، علماً بأنه سبق للحايك ان حضر في 12 كانون الأول من العام الماضي ولم يجرِ حينها سماع افادته، بعدما استمهلت وكيلة الربعة لاتخاذ موقف من قرار المحكمة آنذاك برد طلبها بوقف المحاكمة.
كما استدعت المحكمة إلى الجلسة المقبلة كلاً من مسؤول وحدة الصيانة في شركة "ألفا" بيار أبي نادر وسمر حرب زوجة الربعة، ومسؤول تشغيل نظام OSS في الشركة وسام كرم ورئيس الربعة المباشر فريد باز اللذين حضرا أمس.

No comments:
Post a Comment